Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© والمبــرات: شراكة لا تضاهى
ÙŠÙØªØ±Ø¶ دائما أن العمل الخيري مستقل عن العمل التجاري. ÙØ§Ù„عمل التجاري همه الكسب المادي، بينما العمل الخيري همه صر٠الأموال ÙÙŠ أبواب الخير. والعمل الخيري بر بالمساكين ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ والÙقراء، ولكنه يبدو ÙÙŠ الظاهر مهلكة للأموال، ومن هنا جرى تصوره على أنه نقيض للمكسب المادي والعمل التجاري، غير أن هذا التصور قد تغير ÙÙŠ عالم اليوم.
لقد دأبت شركات عالمية كثيرة ÙÙŠ السنوات الأخيرة على ØªØØ³ÙŠÙ† صورتها ÙÙŠ تسويق أعمالها ومنتجاتها من خلال إعلانها تخصيص نسب مئوية من مبيعاتها أو وارداتها وأرباØÙ‡Ø§ Ùˆ/أو ØØ« زبائنها على التبرع من أجل مساعدة المبرات التي تتبناها، وهذه بعض الأمثلة على ذلك:
· الخطوط البريطانية أخذت توزع أكياسا صغيرة على ركاب طائراتها من أجل وضع العملات المعدنية أو الورقية Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¶Ø© من البلدان التي زاروها، وكذلك وضعت صناديق زجاجية ÙÙŠ قاعات المطارات لجمع هذه العملات ØÙŠØ« إن منظر هذه العملات Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© يشجع الآخرين على ØªÙØ±ÙŠØº ما ÙÙŠ جيوبهم مما بقي من العملات التي جاؤوا بها من Ø³ÙØ±Ø§ØªÙ‡Ù… ولم تعد لهم ØØ§Ø¬Ø© بها، وهي زهيدة عندهم ولكنها كبيرة عند جمعها إذا ما قارناها بملايين Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ÙŠÙ† الذين يجوبون العالم كل يوم. وتجمع هذه الأموال Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ³ÙŠÙ. وهناك الكثير من المبرات التي ØªØØ§ÙˆÙ„ أن يكون لها نصيب ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من موقع الخطوط الجوية البريطانية.
· شركة ريد المتخصصة ÙÙŠ إقامة المعارض السياØÙŠØ© ÙÙŠ عدة دول، منها مصر والإمارات العربية Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ أخذت تقوم هي الأخرى بتخصيص نسبة من وارداتها للأعمال الخيرية، وتدعوا المشاركين ÙÙŠ معارضها إلى لمساهمة بنسب مئوية Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© ØªÙØ±Ø¶ على رسوم اشتراكاتهم يكون ØØ§ØµÙ„ها للجمعيات الخيرية، وقد تبعها ÙÙŠ ذلك عدد من منظمي المعارض. ثم أن شركة ريد قد كوّنت مؤسسة خيرية اسمها "جست دروب" تقوم بجمع التبرعات التي تقدم Ù„ÙØ±Ù‚ من المتطوعين الذين يجوبون المناطق النائية ÙÙŠ مغامرات ممولة من قبل الخيرين.
· وزارة الخارجية البريطانية ومجموعات من مكاتب Ø§Ù„Ø³ÙØ± ÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© وغيرهم من العاملين ÙÙŠ قطاع Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© يسعون ØØ§Ù„يا لتأسيس مبرة من أجل ØÙ…اية البيئة السياØÙŠØ© ÙˆØªØØ³ÙŠÙ†Ù‡Ø§.
· وزميلتنا ÙÙŠ العمل الإعلامي السياØÙŠ "إي تربو نيوز" ÙØªØØª باب جمع التبرعات لمتضرري زلزال "بام" الأخير ÙÙŠ إيران، وهو عمل يستØÙ‚ التقدير والتشجيع.
وهناك مبادرات وأمثلة كثيرة على توجه المؤسسات ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ Ù„Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ÙŠÙ† عبر العالم، ÙˆØØªÙ‰ داخل القطر Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ØŒ ÙÙŠ جمع الأموال لأجل إنعاش المبرات المتنوعة والتي تجاهد من أجل ØÙŠØ§Ø© Ø£ÙØ¶Ù„.
هذا بعض العطاء الذي تمنØÙ‡ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© ÙÙŠ الدول المتقدمة، وهو عطاء ليس بالهين، Ùما هو ØØ§Ù„ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© ÙÙŠ البلدان النامية؟
ما تزال Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© ÙÙŠ البلدان النامية، والواجب على شعوبها أن تهتم بهذا القطاع وأن تعطيه من Ùكرها وجهودها وأموالها ما يمكّنه من النهوض، Ùيقوم بدوره ÙÙŠ العطاء من أجل سد عوز ÙˆØØ§Ø¬Ø§Øª مجتمعاته، أي لابد من مساعدة Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© لتساعدنا وذلك عن طريق تأسيس المبرات التي تساهم ÙÙŠ إنعاش Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© على أن يكون أساسها البر بالجهد والعمل أولا وثانيا بالمال ØÙŠØ« لو جمعت الملايين ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ لا تعطي ثمرة المجاهدين أو المتطوعين للعمل بإيمان واخلاص من أجل قيمهم وبلدانهم. والغالب ÙÙŠ الأمر أن المشاريع الخيرية العالمية، مثل جهود الإغاثة والإنقاذ، ومشاريع ØªØØ³ÙŠÙ† البيئة الÙقيرة، وتوÙير الماء Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù„Ù„Ø´Ø±Ø¨ØŒ تتولاها جمعيات من خارج العالم الإسلامي، وقد آن الأوان لأبناء العالم الإسلامي المخلصين أن يتولوا شؤون أمرهم ويساعدوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من خلال تبني هذه المشاريع وغيرها لسد الخلل ÙˆØªÙØ§Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ø¶Ø±Ø±.
ولكن قد يسأل البعض: ما هي المبرات المطلوبة؟ وما هو عملها؟ وردا على ذلك، نقول إنها كثيرة ومتعددة الاختصاصات، ولكل قطر Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ التي نترك تشخيصها لأهلها، ÙØ£Ù‡Ù„ الدار أدرى Ø¨ØØ§Ù„ها، إلا إننا ندرج أمثلة عامة، منها:
· المبرات التي تعتني Ø¨Ù†Ø¸Ø§ÙØ© المدن بكل أطراÙها وليس مواقع زيارة الزوار أو Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ùقط.
· ØªØØ¯ÙŠØ« وسائط النقل وتنظيم ØØ±ÙƒØªÙ‡Ø§ وأساليب ÙˆØØ³Ù† التعامل مع ÙƒØ§ÙØ© Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ±ÙŠÙ† والسياØ.
· الاهتمام بالسكن اللائق Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ²ÙˆØ§Ø± العتبات المقدسة ÙÙŠ المناسبات أو ÙÙŠ مواسم تدÙÙ‚ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙˆØ§Ø± وذلك عن طريق ÙØªØ أبواب البيوت الخاصة لاستقبال واستيعاب الزوار الذين تعجز الÙنادق ودور الإقامة الأخرى عن استيعابهم.
· العناية Ø¨Ù†Ø¸Ø§ÙØ© المطاعم على اختلا٠درجاتها والاهتمام بنوعية الغذاء وكميته.
· ØªØØ³ÙŠÙ† أساليب التعامل مع Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙˆØ§Ø± وبث الثقة والاطمئنان ÙÙŠ Ù†Ùوسهم والابتعاد عن المبالغة ÙÙŠ الأسعار والغش وغيرها من أساليب التعامل السيئة.
· إنشاء المتاØÙ النوعية والمكتبات المØÙ„ية لإبراز الآثار ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù ÙˆØ´Ø±Ø ØªØ·ÙˆØ± ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª وتاريخ المدينة أو المقاطعة وتشجيع سكانها على التبرع بمقتنياتهم الخاصة منها ولو بعد وصية يوصون بها.
· الاهتمام بواجهات المباني والبيوت وإبرازها بشكل يتماشى مع تراث وخصوصيات وأذواق سكانها.
· تهيئة أجواء الأمان والاطمئنان والسلامة Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ°Ù„Ùƒ عن طريق مراقبة المتجاوزين على القانون والنظام والمساعدة ÙÙŠ تنظيم ØØ±ÙƒØ© السير ÙÙŠ الشوارع، وخاصة ÙÙŠ ØØ§Ù„ات Ø§Ù„Ø§Ø²Ø¯ØØ§Ù…ØŒ وغيرها من الأمور.
إن كل واجب من هذه الواجبات Ùيه ارتقاء بالبيئة المØÙ„ية ÙˆØªØØ³ÙŠÙ† للØÙŠØ§Ø© العامة وارتقاء بالموروث الشعبي، كما أن له دورا إيجابيا ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ بالمعنويات وتغيير الوضع Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù„Ù…ÙˆØ§Ø·Ù†ØŒ مما يعطيه Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بالØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ ويقلل من ÙØ±Øµ التوتر Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØØ§Ù„ات الÙوضى والاضطراب. والمردود المباشر سو٠يكون على المواطن قبل Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø£Ø¬Ù†Ø¨ÙŠ أو الزائر المØÙ„ÙŠ. إن الشعور الجمالي والسلوك Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ ÙŠØ¯Ø®Ù„Ø§Ù† ÙÙŠ التركيب Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù„ÙØ±Ø¯ ويؤثران ÙÙŠ طريقة ØÙŠØ§ØªÙ‡ وعمله. وعندما تزور المدن الغربية وتدخل المØÙ„ات التجارية أو عند استعمالك لوسائط النقل وتعاملك مع الناس بشكل ÙØ³ÙˆÙ تجد مستويات عالية من التهذيب ÙˆØØ¨ تأدية الخدمة بتواضع وأناقة تدخل السرور على Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وتولد ÙÙŠ الإنسان ØØ¨ البلد وأهله. ولن تجد مثل هذا الشعور ÙÙŠ بلد تكثر Ùيه الأوساخ ويسود Ùيه التعامل الجا٠ÙÙŠ السلوك.
ومن أجل ØªØØ³ÙŠÙ† الأوضاع ÙÙŠ عالمنا الإسلامي والبلاد التي تعيش ÙÙŠ مثل ØØ§Ù„ته طرØÙ†Ø§ البرنامج المتقدم ÙˆÙقراته المتنوعة، وهو برنامج يقوم به Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ والجمعيات وتتولى الØÙƒÙˆÙ…ات قدرا كبيرا من مسؤوليته. ولابد من تأسيس المبرات المتخصصة Ù„Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ بكل Ùقرة من هذه الÙقرات أو Ø§Ø³ØªØØ¯Ø§Ø« مبرة لكل مجموعة Ùقرات، وذلك ØØ³Ø¨ ØØ¬Ù… المدن أو المناطق التي ترعاها. ولا بد لهذه المبرات التي دور أغلبيتها هو التوعية الاجتماعية من أن يكون Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ø§ تدريب وبرامج ÙˆØ§Ø¶ØØ© الأهدا٠تتطور بمرور الزمن مع تطور Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø§Øª والمجتمعات، ويجب أن تعتمد اعتمادا كليا على المتطوعين المؤمنين برسالة Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© الخيرة، وعلى الهيئات Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙØ© على هذه المبرات أن تولي أهمية قصوى لسلامة ورقي وسعادة المتطوعين الذين سميتهم ÙÙŠ كتابي "الجهاد الإنساني ÙÙŠ الإسلام"ØŒ بـ"المجاهدين" بدلا من المتطوعين، Ùهل من مانع ÙÙŠ أن نسمي المبرات بـ"مبرات الجهاد السياØÙŠ" والمتطوعين Ùيها بـ"المجاهدين"ØŸ
لابد للØÙƒÙˆÙ…Ø© من أن تمد يد العون لهذه المبرات وأن تضع القوانين التي تضمن التزام المبرات بأهداÙها المعلنة، وعليها أيضا أن تيسر عمل الجمعيات ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ ÙˆØ±ÙØ¹ الØÙˆØ§Ø¬Ø² الروتينية التي تق٠ÙÙŠ وجه العاملين. وعلى Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù†ÙŠÙ† أن يمدوها بالأموال لكي تمتلك Ø£ÙØ¶Ù„ الأجهزة التي تمكنها من أداء أعمالها على Ø£ÙØ¶Ù„ وجه.
ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© تطبيق ما جاء أعلاه، ولو جزئيا، لابد Ù„Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø£Ùˆ الزائر من أن ÙŠØÙ† للعودة إلى هذا البلد بل إنه سو٠يكون وسيلة إعلامية Ù…ØªØØ±ÙƒØ© لجلب المزيد من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø²ÙˆØ§Ø±. Ùهل Ù†ØÙ† عاملون لأجل ذلك؟ أتمنى أن يتم ذلك، وأن تقوم الطاقات الشابة بتØÙ‚يق الأماني المعقودة عليها ÙÙŠ أداء واجبها الوطني والإنساني من أجل مستقبل Ø£ÙØ¶Ù„. إنها دعوة للعمل، وإن خير ما نختم به ØØ¯ÙŠØ«Ù†Ø§ هنا هو قوله تعالى: "وقل اعملوا ÙØ³ÙŠØ±Ù‰ الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
والله ولي التوÙيق. |