لندن-منال أمير
لقد خرج الإسلام من شبه الجزيرة العربية إلى العالم الأوسع عن طريق الÙتوØات والدعوة، وأØيانا التجارة، ولكنه بالرغم من ذلك بقي غريبا عن هذه البلاد البريطانية Øتى وصول أول وجبة من البØارة المسلمين. وقد استقر هؤلاء ÙÙŠ البلاد وكونوا Ùيما بينهم جالية، جلبت Ùيما تلا من الوقت أعدادا أخرى من المهاجرين، Øتى وصلوا إلى تكوين ثاني أكبر جالية ÙÙŠ بريطانيا.
إطلالة على التاريخ
إن أول Øادثة ورد Ùيها ذكر الإسلام ÙÙŠ التاريخ البريطاني Øصلت ÙÙŠ القرن الثاني عشر Øينما Ùصل البابا أنوسنس الثالث الملك جون، ملك بريطانيا، الذي وق٠إلى جانب الأمير الأندلسي Ù…Øمد الناصر الذي كان يقاتل قوات ملك سرقسطة الأسباني الذي كان كاثوليكيا. وقد أثار موق٠الملك جون ثائرة الكنيسة.
وبعد ثلاثة قرون، سجل التاريخ إسلام أول رجل إنكليزي، هو جون نيلسون وكان ذاك عام 1583. ÙˆØدثت موجة من الإقبال على الإسلام بعد ذاك بسنوات قليلة، وهناك وثيقة تعود إلى عام 1643 تشير إلى وجود "طائÙØ© Ù…Øمدية" ÙÙŠ لندن، وقد Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ الدين اليوم ثاني أكبر ديانة ÙÙŠ بريطانيا. ÙˆØسب الإØصاءات المنشورة، هناك 1.6 مليون مسلم ÙÙŠ بريطانيا اليوم، ولكن الرقم الØقيقي ربما يكون مليوني نسمة، أو ما يشكّل 3% من مجموع السكان. ونص٠الجالية الإسلامية ÙÙŠ بريطانيا تقيم ÙÙŠ لندن، عاصمة المملكة.
الناØية الدينية
لقد Øرص المسلمون الأوائل على إبقاء ديانتهم Øيّة ÙÙŠ النÙوس. وانعكس هذا ÙÙŠ Øماستهم لبناء المساجد، وتوÙير أماكن لاجتماعاتهم التي يخصصونها للدعوة والإرشاد، المØاضرات، ولتعليم أبنائهم القرآن الكريم. وتأسس أول مسجد ÙÙŠ عام 1860ØŒ وعنوانه: رقم 2ØŒ شارع كلين رودا، كاردÙ.
وهناك اليوم Ù†ØÙˆ 1500 مسجدا ÙÙŠ عموم المملكة المتØدة، والمئات من المراكز الإسلامية التي تقدم خدمات مختلÙØ© للجالية، مثل خدمات عقود الزواج والأØوال الشخصية ÙˆØ§Ù„Ù†ØµØ§Ø¦Ø Ù„Ù„Ø¹ÙˆØ§Ø¦Ù„ØŒ وكذلك تتولى دÙÙ† الموتى. وأÙضل مثال هو المركز الثقاÙÙŠ المركزي المعرو٠بـ"مسجد ريجينت بارك" ÙÙŠ لندن. وهناك عدد من المؤسسات الخيرية التي تقوم بأعمال الدعوة وتساعد أعضاء الجالية.
ويقوم أغلب هذه المساجد بتنظيم صÙو٠دراسية للأولاد من سن السادسة إلى السادسة عشرة ÙÙŠ عطلة نهاية الأسبوع. وهي تدرّس اللغة العربية، القرآن الكريم والدراسات الإسلامية. وخدماتها مجانية، وهي تقدم لغير المسلمين أيضا كجزء من أعمال الدعوة. ويملك المسلمون الØرية التامة ÙÙŠ أداء مناسكهم وصلواتهم وأعيادهم. وهذا ما يلاØظ بجلاء ÙÙŠ شهر رمضان المبارك. ومعظم مساجد لندن توÙر طعام الإÙطار، ويأتي إليها الصائمون لإنهاء صومهم.
المدارس
لقد جاء المسلمون المهاجرون من مختل٠بقاع الأرض. وهناك مسلمون من شمال Ø£Ùريقيا، وآخرون من شبه جزيرة الهند وغيرهم من الشرق الأوسط. وجلبت كل جماعة تقاليدها الخاصة بها وثقاÙتها، بالرغم من أنهم يشتركون ÙÙŠ الديانة Ù†Ùسها، ÙˆÙÙŠ نظام القيم التي تمكنهم من تكوين جالية موØدة ÙÙŠ الأهدا٠والتصورات.
وواØد من أهداÙهم الرئيسية هو تربية أبنائهم تربية إسلامية صØÙŠØØ© وتعليمهم كل القواعد الإسلامية. وهذا هو ما يجعل الجالية الإسلامية تركز على الناØية التربوية وتبني المدارس الخاصة بها. وتدار هذه المدارس من قبل أشخاص ينتمون إلى مختل٠الأصول العرقية والخلÙيات الاجتماعية، ولكنهم جميعا يشتركون ÙÙŠ الهوية الإسلامية الواØدة. وتموّل المدارس من قبل المنظمات المختلÙØ©ØŒ ومنها الوق٠التربوي الإسلامي الذي يجمع التبرعات من أجل دعم هذه المدارس.
وكانت أولى المدارس هي مدارس القرآن واللغة العربية ÙÙŠ عطلة نهاية الأسبوع. وكان الآباء يستأجرون غرÙا لهذا الغرض، إلى أن قامت السطات الرسمية بتوÙير أماكن أخرى لهم تكون أكثر مواÙقة للغرض. وعلى أية Øال، مع مرور الوقت، Ø£Øست الجالية بضرورة إقامة الجو الإسلامي الذي يمكن أن يتربى Ùيه الأولاد، وكان هذا هو الداÙع على تأسيس المدارس الإبتدائية أولا ثم الثانوية (Øيث تتØمل الØكومة Øوالي 85% من النÙقات ÙˆÙقا لقانون عام 1944).
ويوجد Øاليا عدد من المدارس الإسلامية التي تأسست، مثل: الإسلامية، الزهراء، الصادق، الأÙينيو، أكاديمية الملك Ùهد وغيرها. ومع أن هذه المدارس تدرّس المنهج الØكومي Ù†Ùسه، ولكن لكونها مدارس خاصة Ùهي تعتني بخلق أجوائها الإسلامية التي تنÙع الطلاب. وتتقيد المدارس الإسلامية بأنظمة صارمة، وإساءة التصر٠من قبل الطلاب أمر لا تقبل به المدرسة وقد يطرد الطالب. وقواعد هذه المدارس مستوØاة من القرآن الكريم، ولكن هذا لا يعني أن المسلمين يسعون إلى الانعزال، Ùمنذ مجيئهم إلى هنا وهم يعيشون بسلام مع المجتمع المضيّÙ. ولكنهم Ùقط يسعون للتأكد من أن القيم الإسلامية ستنتقل إلى أولادهم، وأن أولادهم لن ÙŠÙقدوا الهوية الإسلامية.
وإلى جانب المدارس، أقام المسلمون أسواقهم ÙˆÙ…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ù„ØÙ… الØلال والمطاعم التي تتورع عن تقديم المشروبات الكØولية، وكذلك أيضا Ù…Øلات بيع الملابس التي توÙر للنساء المسلمات الملابس الإسلامية. ورغم أن هذه المØلات منتشرة ÙÙŠ جميع أنØاء لندن، لكنها تكثر ÙÙŠ الأماكن التي تزدØÙ… بالمسلمين، مثل شارع أجورد رود.
وكل مظاهر الØياة الإسلامية متوÙرة ÙÙŠ لندن: المدارس، المساجد، المØلات التجارية، ÙˆØتى المقابر أيضا. ويعيش المسلمون بسلام جنبا إلى جنب مع أتباع الديانات الأخرى ÙÙŠ هذه المدينة التي تأوي مختل٠العقائد. |