القيروان (تونس) - من إيهاب سلطان-ميدل ايست أونلاين
تجذب مدينة القيروان التونسية العديد من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¨Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ù…ÙŠÙˆÙ„Ø§ØªÙ‡Ù… بعد أن أصبØت من أهم المقاصد السياØØ© التونسية، Øيث تلتقي عندها الطرق وتتÙرق منها السبل. هي على مرمى Øجر من مرسى القنطاوي إذ لا تبعد عن المØطة السياØية بمدينة سوسة إلا 50 كيلومترا القيروان هذه المدينة الروØية المقدسة.
وأول ما يطالع المقبل على القيروان مآذن مساجدها العديدة تطل عليها من بين السهوب. هي أول بيت يذكر Ùيها اسم الله ÙÙŠ Ø¥Ùريقية Ùكانت قلعة للعلم والإيمان انطلق منها الÙاتØون Ù†ØÙˆ الشرق والغرب وتخرج منها أعلام كان إشعاعهم ÙÙŠ أقاصي القارات عبر ما تسروه من علوم ÙˆÙقه وثقاÙØ©.
وقد شاءت الأقدار أن تجعل مرة أخرى من تونس هذا البلد الصغير وبعد عشرة قرون من عهد قرطاج - هذه المدينة التي نازعت روما قوتها وسيطرتها على المتوسط قرونا طويلة Ù€ مركز Ø£Øداث ساهمت ÙÙŠ تغيير صورة التاريخ Ù€ Ùمن القيروان قاد طارق بن زياد جيوشه ليÙØªØ Ø£Ø³Ø¨Ø§Ù†ÙŠØ§.
وبعيدا عن الأهمية التاريخية والروØية التي تتأكد من خلال المدينة العتيقة والأسوار التي تم ترميمها بإتقان ومن خلال العدد الكبير من المساجد والأضرØØ© وغيرها من المعالم والمواقع يكتش٠الزائر أن القيروان هي إلى جانب ذلك مدينة Ùنون وصناعة تقليدية Øذقها السكان ÙˆØاÙظوا على طابعها بما Ùيه من طراÙØ© وأصالة. وأصدق دليل على الØÙاظ على هذا الأثر العريق من التقاليد "السجاد القيرواني" الذي طبقت شهرته أرجاء العالم.
أما جامع القيروان الكبير أشهر معالم المدينة Ùقد شيد عام 670 على يد الÙØ§ØªØ Ø¹Ù‚Ø¨Ø© بن ناÙع جاعلا من القيروان عاصمة Ø¥Ùريقيا العربية الإسلامية ومدينة مقدسة. واكتسب هذا الجامع شهرته كمنارة علم وثقاÙØ© استطاعت أن تستقطب عديد العلماء والمÙكرين الذين جعلوا منها جامعة بلغ إشعاعها أقصى العالم الإسلامي. وشهد الجامع عمليات تجميل وتØصين على امتداد تاريخها ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ معلما متميزا.
وداخل هذا الÙضاء المربع الأضلع تنÙØªØ Ø£Ù…Ø§Ù… الزائر عديد البوابات أجملها الباب الشرقي المعرو٠باسم باب" للّة ريØانة" والباب الغربي الذي ÙŠÙØªØ Ø¹Ù„Ù‰ صØÙ† كبير تم تعديله 20 مرة وهو مبلط بالمرمر الأبيض ويتوسطه Øوض لتجميع مياه المطار بغرض استعمالها لوضوء المصلين.
وتوجد ثلاث ساعات شمسية تساعد على تØديد أوقات الصلاة. وأول انطباع ÙŠØصل لدى الزائر هو نظاÙØ© المكان وما يسوده من هدوء وطمأنينة وسكينة. وتÙضي أبواب عديدة وواسعة إلى قاعة الصلاة المقامة على أعمدة من الرخام الوردي والأسود.
وتخضع التصاميم إلى مخطط دقيق يمثل Ùيه الرقم 8 القاعدة الأساسية لعملية إعداد القاعة. بينما تدلت من Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Øوري تشكيلات من الثريات من البلور الصاÙÙŠ أي الكريستال تنير المعبر المؤدي إلى المØراب الذي زين بـ 162 قطعة خز٠مربعة ذات رسوم وأشكال هندسية Ù€ وبجانب المØراب يوجد منبر وهو قطعة Ùريدة من نوعها صنعت كليا من خشب السنديان (الأرز) المجلوب من بلاد ما بين النهرين.
كما تشتهر القيروان بالأضرØØ© التي كانت تارة مراكز دراسة ملØقة بإØدى الجمعيات الدينية وطورا مدارس قرآنية تضم Ø¶Ø±ÙŠØ Ø£Øد الأولياء الصالØين. وقد شيدت على نمط المدرسة المعمارية القيروانية موزعة ÙÙŠ المدينة ÙƒØبات جوهر براقة لتضÙÙŠ عليها رونقا خاصا يعكس صورة المدينة العربية العتيقة.
وأشهر هذه الأضرØØ©ØŒ Ø¶Ø±ÙŠØ Ø³ÙŠØ¯ÙŠ الصØبي Øيث تØتوي زاوية سيد الصØبي على Ø¶Ø±ÙŠØ Ø£Øد صØابة الرسول قدم من شبه الجزيرة العربية ليستقر ÙÙŠ القيروان. وكان سيدي الصØبي ÙŠØتÙظ عنده بكثير من العناية والØرص بثلاث شعرات من Ù„Øية الرسول مما ÙŠÙسر تسميته بØلاق الرسول.
ويتسنى لزائر مقام سيدي الصØبي والذي يمر عبر القاعات الثلاثة المÙضية إلى بعضها البعض أن يشاهد بإعجاب مأطورات الجص المنقوش والسق٠المصنوع من خشب الأرز المنقوش والخز٠التونسي والقبة المزدانة بقطع من البلور الملون والتي يمر من تØتها الزائر ليصل إلى صØÙ† Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠÙ„.
كما تتميز القيروان بالصناعات التقليدية ÙÙŠ مجملها والتي استطاعت أن تصمد وتستمر إذ بوسع المرء أن يشاهد دكاكين صانعي الجلود يعملون لصنع الأØذية والØقائب والأØزمة. أما النØاس Ùهو يطرق بكل مهارة القطع النØاسية. وتشمل تشكيلة مصنوعاته كل أواني الطبخ التي يتكون من طاقم الزواج. كما يصنع النجار غر٠النوم والمكاتب والأرائك ذات النمط القيرواني البØت.
وتعد القيروان عاصمة السجاد، بÙضل الأيادي الماهرة التي تمرر خيوط اللØمة وتربط عقد الصو٠ثم تدق الخيوط المنسوجة بالخلالة الثقيلة لتØكم ضغطها ثم تقطع العقد المربوطة بالمقص.
ويتم تقييم جودة السجاد Øسب كثاÙØ© العقد ÙÙŠ المتر المربع ومدى شد خيوط اللØمة وإتقان الأشكال الهندسية والصور التي تزين السجاد، ويؤمن الديوان الوطني للصناعات التقليدية رقابة Ùنية بسند علامة رسمية لكل سجاد يستØيه للمقايس. كما تشتهر القيروان بإنتاج ثلاث أنواع من السجاد القيرواني هي الزربية والعلوشة ثم المرقوم. |