بيروت - دانيال الضاهر
الØياة 30/09/2004
بلغ أيلول (سبتمبر) نهايته ÙÙŠ لبنان. هدأت نسبياً شوارع بيروت ووسطه التجاري "السياØÙŠ بامتياز"ØŒ وتراجعت Øركة السيارات على طرق جبله قياساً إلى الشهرين الماضيين، بعدما غادر معظم سياØØ© قبل أن يبلّلهم طرÙÙ‡ بشتائه.
الموسم لم يأÙÙ„ بعد، ويقول المثل الشعبي ÙÙŠ لبنان "بين تشرين (أكتوبر) وتشرين (نوÙمبر) صي٠تاني". لكن ÙÙŠ الصي٠الأول، شهري آب (أغسطس) وتموز (يوليو)ØŒ شهد لبنان "موسماً غير مسبوق" لجهة نسبة الأشغال ÙÙŠ الÙنادق واستئجار الشقق المÙروشة، علماً إن كثيرين من المواطنين الخليجيين يملكون مساكنهم الخاصة ÙÙŠ لبنان، وسجل هذا الموسم Øركة تملك لمزيد منها، إضاÙØ© إلى Øركة استئجار السيارات، إذ Ùاق الطلب ما هو متواÙر ÙÙŠ السوق، مع العلم أيضاً إن معظم الرعايا الخليجيين أتوا إلى لبنان بسياراتهم الخاصة.
ومع نهاية السنة الجارية سيØقق لبنان زيادة لاÙتة ÙÙŠ عدد الواÙدين عن العام الذي سبق متخطياً صÙØ© "الموسم الواعد" كما Ø£Ùعلن ÙÙŠ التوقعات على مشار٠الصيÙ. وأÙادت تقارير اقتصادية إن السياØØ© ÙÙŠ لبنان شكّلت المØرك الأساس للنمو الاقتصادي.
وتتوقع تقديرات القيّمين على القطاع السياØÙŠ أن يبلغ العدد 1.4 مليون Ø³Ø§Ø¦Ø Ø¨Ø¹Ø¯Ù…Ø§ لامس المليون ÙÙŠ نهاية آب الماضي، ووصل بØسب Ø¥Øصاءات وزارة السياØØ© إلى 943846 سائØاً (لا يشمل اللبنانيين المغتربين والسوريين والÙلسطينيين). وكانت الذروة ÙÙŠ عدد الواÙدين ÙÙŠ تموز والذي بلغ 225366 سائØاً بزيادة نسبتها 26.18 ÙÙŠ المئة بالمقارنة مع الشهر Ù†Ùسه من العام الماضي.
الثابت إن لبنان وعلى مدى السنوات العشر الماضية Øقق تطوراً مهماً ÙÙŠ قطاع السياØØ©ØŒ التي باتت تشكل نسبة 9 إلى 12 ÙÙŠ المئة من الناتج القومي بØسب معطيات وزارة السياØØ©ØŒ سواء لجهة إعادة ترميم ما خرّبته الØرب على صعيد البنية التØتية وبسرعة لاÙتة بمبادرات القطاع الخاص. كما تمكّن من جذب استثمارات ضخمة ÙˆÙظÙت ÙÙŠ هذا القطاع انطلاقاً من قناعة مستثمرين كثر، ومنهم اللبنانيون المغتربون، بأن لهذا القطاع "مستقبلاً واعداً"ØŒ وبلغ إجمالي الاستثمارات التي ضخت ÙÙŠ هذا القطاع لترميم ما هو قائم أو لبناء مشاريع جديدة (Ùنادق وشقق Ù…Ùروشة ومطاعم ومقاه) أربعة بلايين دولار.
كما Ù†Ø¬Ø Ù„Ø¨Ù†Ø§Ù† ÙÙŠ استعادة موقعه مقراً إصطياÙياً بامتياز للمواطنين العرب، Ùضلاً عن استقطاب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† أوروبا وأميركا وآسيا. وأبرزت الأرقام المسجلة سنوياً والتطور المØقق Ùيها ذلك، ليثبّت موقعه مجدداً على الخريطة السياØية العالمية.
"الازدØام Ùوق العادة" الذي شهدته مناطق لبنان السياØية ومناطق الاصطياÙØŒ يؤشر إلى هذه العودة، ويعتر٠أهل القطاع بأن الموسم كان "جيداً جداً". إلا إنهم رأوا أن السياØØ© بمÙهومها الØقيقي لا تزال دون الطموØات المستهدÙØ©. ويتÙÙ‚ رئيس نقابة أصØاب الÙنادق ÙÙŠ لبنان بيار أشقر ورئيس نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري بول عريس على إن "خمسين يوماً غير كاÙية".
أشقر: الطريق طويلة
وتوقع أشقر ÙÙŠ Øديث إلى "الØياة" إن "يصل عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¥Ù„Ù‰ Ù†ØÙˆ 1.4 مليون ÙÙŠ نهاية هذه السنة (مقابل 1015793 سائØاً ÙÙŠ 2003)" مشيراً إلى أن "الØركة المØققة Øتى الآن تشير إلى تØسن نسبته 35 ÙÙŠ المئة ÙÙŠ مقابل المدة Ù†Ùسها من العام الماضي".
وعلى رغم هذا التØسن المسجل ÙÙŠ تواÙد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ والأوروبيين ÙÙŠ الدرجة الثانية وتزايد عددهم من مناطق أخرى ÙÙŠ العالم، إلا إن أشقر اعتبر أنه "يجب ألا ننبهر بهذه النتائج لأنها لا تعبّر عن طموØاتنا ÙÙŠ ترسيخ لبنان بلداً سياØياً بامتياز"ØŒ لاÙتاً إلى إن "جانباً من المواق٠السياسية المØلية المرتبطة بالأوضاع الإقليمية يؤثر نسبياً ÙÙŠ شكل سلبي على الجذب السياØÙŠ إلى لبنان". ورأى انه "على رغم تØسن الØركة السياØية سنوياً، Ùهي لا تعكس السياØØ© الØقيقية، نظراً إلى اقتصارها على Ùترة 45 يوماً ÙÙŠ الصي٠وأسابيع خلال عطلات الأعياد، ÙÙŠ Øين تشهد الÙترات الباقية من السنة ركوداً". وقال: "Ù†Øقق Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ نتمكن من جذب 200 Ø£Ù„Ù Ø³Ø§Ø¦Ø Ù…Ù† تركيا التي تستقطب سنوياً العدد Ù†Ùسه من اللبنانيين".
وأضا٠أشقر: "الطريق لا تزال طويلة أمامنا، ويجب أن نعمل كقطاع خاص وعام بجهد اكبر لتعميم النشاط السياØÙŠ المكث٠على مدار السنة وليس Ùقط ÙÙŠ الصيÙ".
وعزا هذا الإقبال الكثي٠من الأخوان العرب إلى لبنان إلى "Ù…Øبتهم للبنان Ùضلاً عن تملك الكثيرين منهم مساكن لهم Ùيه"ØŒ من دون أن يغÙÙ„ عوامل أخرى أدت إلى هذه الزيادة المسجلة سنوياً ÙÙŠ تواÙدهم وتتمثل بـ"تخليهم عن وجهات ÙÙŠ أوروبا وأميركا بسبب الصعوبات التي تواجههم بعد 11 أيلول (سبتمبر) إضاÙØ© إلى الظرو٠التي تعيشها المنطقة والتي تجعل لبنان بمنأى عن التطورات الØاصلة Ùيها". ولÙت إلى إن "وتيرة الأشغال تركزت ÙÙŠ Ùنادق بيروت بنسبة 90 ÙÙŠ المئة ÙÙŠ Ùترة الاصطياÙ".
عريس: جذب أسواق جديدة
واعتبر عريس إن "تركز الØركة ÙÙŠ مدة 45 يوماً غير كا٠وهذه ليست سياØØ© بالمعنى الØقيقي كونها لا تدوم طيلة اشهر السنة ولا تتوزع الØصص منها على كل المناطق". وأشار إلى إن "90 ÙÙŠ المئة من عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù‡Ù… من المواطنين العرب الذين يقيمون طيلة هذه الÙترة، ÙÙŠ Øين لا تتجاوز إقامة Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆØ±ÙˆØ¨ÙŠÙŠÙ† وغيرهم من جنسيات اميركية وآسيوية Ùترة الأسبوع". وأكد عريس على وجوب "العمل ÙˆÙÙ‚ استراتيجية ترويجية وتسويقية لاستقطاب المزيد من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ¹Ù„Ù‰ مدار السنة"ØŒ داعياً إلى "العمل على أسواق جديدة مثل دول أوروبا الشرقية سابقاً والصين مثلاً". وأعلن إن "النقابات السياØية طلبت من وزارة السياØØ© تطوير العملية الإØصائية لعدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¨Øيث يتم تصني٠إعداد الشباب منهم والذكور والإناث ما يساعد ÙÙŠ عملية توÙير الخدمات التي تهم كل جيل Ùيؤدي إلى تطوير الاستثمارات السياØية".
ورأى إن "Øركة ارتياد المطاعم والمقاهي كانت مركزة ÙÙŠ وسط بيروت التجاري. أما ÙÙŠ الجبل ÙØازت مناطق عالية وبØمدون ÙˆØمانا الØصة الأكبر بين المناطق الجبلية والساØلية الأخرى التي شهدت إقبالاً من اللبنانيين المقيمين ÙÙŠ الخارج".
واعتبر إن "انتقاد البعض بالنسبة إلى الأسعار ÙÙŠ لبنان مبالغ Ùيه وهو بمثابة Øرب ضد لبنان"ØŒ من دون أن ينÙÙŠ "Øصول تجاوزات ÙÙŠ Ùواتير بعض المقاهي التي عالجتها وزارة السياØØ©". وأشار إلى إن "الأسعار ÙÙŠ لبنان لا تزيد عن تلك المعتمدة ÙÙŠ دبي والكويت والبØرين وقطر ÙˆØتى قبرص". وذكّر بأن "المؤسسات السياØية ÙÙŠ لبنان تتكبد تكالي٠إضاÙية عن تلك التي تترتب على مؤسسات سياØية ÙÙŠ دول مجاورة، تبدأ من أسعار الخدمات من كهرباء ومياه، وتنتهي بالضريبة على القيمة المضاÙØ© غير المÙروضة ÙÙŠ دول الشرق الأوسط".
وعلّق عريس على أهمية السياØØ© الداخلية وضرورة تنشيطها والتي من شأنها أن تؤمن تشغيل المناطق الجبلية والساØلية خارج العاصمة ومناطق الاصطيا٠التقليدية أو التي يقصدها السياØ. ورأى إن "عدم ازدهار هذه الØركة يعود إلى الضائقة المعيشية التي يعاني منها اللبنانيون، Ùسعر صÙÙŠØØ© البنزين يشكل عائقاً أساسياً ÙÙŠ تنظيم الرØلات الداخلية للأسر اللبنانية". ولÙت إلى عامل آخر يتمثل بتقريب موعد اÙØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³Ù†Ø© الدراسية ÙÙŠ منتص٠أيلول تقريباً "ما يدÙع رب العائلة إلى توÙير ماله لتأمين تمويل مستلزمات دخول أولاده إلى المدرسة ما يقلص من Ùترة العطلة الصيÙية وأيام الترÙيه".
مرÙØ£ بيروت: Ù…Øطة لرØلات متوسطية
ولم تقتصر Øركة تواÙد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¥Ù„Ù‰ لبنان على البوابات الجوية والبرية بل انسØبت كذلك على مرÙØ£ بيروت الذي سجل تطوراً ÙÙŠ Øركة نزول Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆØ±ÙˆØ¨ÙŠÙŠÙ† الآتين على متن بواخر سياØية ضمن رØلات على مراÙئ المتوسط. وأشارت إدارة مرÙØ£ بيروت لـ"الØياة" إلى إن "التØسن بلغ نسبة 78.4 ÙÙŠ المئة منذ العام 2000 Øتى آب الماضي". وبذلك Ø£Ùدرج المرÙØ£ ÙÙŠ جدول الرØلات السياØية ÙÙŠ البØر المتوسط كمØطة متوسطية.
ولÙتت Ø¥Øصاءات إدارة المرÙØ£ إلى استقبال Ù†ØÙˆ 14 باخرة سياØية ÙÙŠ بعض الأشهر، ÙÙŠ مقابل ثماني بواخر ÙÙŠ بعض الأشهر العام الماضي. واللاÙت إن الزيادة المØققة هذه السنة واضØØ© ÙÙŠ الإØصاءات إذ بلغ عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† نزلوا إلى بيروت Øتى آب 30795ØŒ Ùيما بلغ إجمالي Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù… الماضي 28605. وأشارت إلى إن Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ù„Ù…Ø§Ù† يأتون ÙÙŠ المرتبة الأولى وبلغ مجموعهم 13 ألÙاً يليهم القبارصة (11 ألÙاً) والإنكليز (1500) والروس (ألÙ) إضاÙØ© إلى جنسيات أخرى من دول المتوسط.
وينزل هؤلاء إلى الداخل اللبناني يمضون يوماً كاملاً ويغادرون ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… التالي. ويتوزعون على مختل٠مناطق لبنان خصوصاً ÙÙŠ وسط بيروت، ÙÙŠ Øين كانت الرØلات العام الماضي تغادر مساء اليوم Ù†Ùسه. ويمتد موسم هذه الرØلات Øتى الخريÙ.
وعزت إدارة المرÙØ£ هذا التØسن ÙÙŠ الØركة، إضاÙØ© إلى ما يشكله لبنان كنقطة جذب سياØية، إلى عوامل أخرى تتمثل بالتسهيلات المقدمة بإعÙاء Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† الرسوم المرÙأية ووجود منطقة Øرة للتبضع، لاÙتة إلى إن Øجم المبيعات يصل إلى مئة أل٠دولار لكل باخرة، Ùضلاً عن Ø®Ùض رسوم "تلبيص" البواخر السياØية والسرعة ÙÙŠ Ù…Ù†Ø ØªØ£Ø´ÙŠØ±Ø§Øª الدخول. كما ÙˆÙرت الإدارة ØاÙلات لتأمين وصول Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¥Ù„Ù‰ خارج منطقة المرÙØ£.
Ø³ÙŠØ§Ø Ø£Ù„Ù…Ø§Ù† وصلوا على باخرة يجولون بدراجاتهم الهوائية.
ازدØام ÙÙŠ مقاه وسط بيروت Øتى ÙÙŠ الشتاء.
الØركة بالأرقام:
السعوديون أولاً بين العرب... والأوروبيون ثانياً من الإجمالي
بلغ إجمالي Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† دخلوا إلى لبنان Øتى آب الماضي 943.846 توزع كالآتي:
· من الدول العربية: بلغ عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø 428.432 ÙÙŠ المرتبة الأولى من الإجمالي، ÙˆØÙ„ السعوديون أولاً إذ بلغ عددهم 167.941.
· من أوروبا: بلغ عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø 238.459 وهم ÙÙŠ المرتبة الثانية والغالبية من أوروبا الغربية ØÙ„ الÙرنسيون أولاً ثم الألمان والإنكليز.
· من آسيا 114 Ø£Ù„Ù Ø³Ø§Ø¦Ø ÙˆÙ‡Ù… ÙÙŠ المرتبة الثالثة.
· من أميركا 112.567 سائØاً، وهم ÙÙŠ المرتبة الرابعة، Øلّ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† الولايات المتØدة ÙÙŠ المرتبة الأولى (Ù†ØÙˆ 60 ألÙاً) وتلاهم الكنديون (Ù†ØÙˆ 38.4 ألÙ).
· من استراليا 33 ألÙاً.
· أرقام المرÙØ£: بين 2003 Ùˆ2004
تنشط الرØلات السياØية بدءاً من أيار (مايو) وبلغ عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø®Ù„Ø§Ù„Ù‡ 6391 ÙÙŠ مقابل 1728 ÙÙŠ الشهر Ù†Ùسه ÙÙŠ 2003ØŒ Øزيران (يونيو) بلغ العدد 7536 ÙÙŠ مقابل 3734 تموز (يوليو) 10065 ÙÙŠ مقابل 4865 آب (أغسطس) 5530 ÙÙŠ مقابل 6472. |