الشرق الأوسط 17/09/2004
الدمام : عبير جابر
أن تكون مساÙراً مع عÙØ´ بوزن زائد Ùهذا أمر عادي، ÙˆØلّه بسيط بأن تدÙع بدلاً مالياً للكيلو غرامات الزائدة. لكن أن تكون أنت بØد ذاتك وزناً زائداً ويكون المطلوب منك دÙع المال لقاء الكتل الدهنية والشØوم المتراكمة Ùهذا ما يبدو غريباً بعض الشيء.
Ùأن ÙŠÙطلب من مساÙر من ذوي الوزن الثقيل دÙع ثمن تذكرتين لمقعدين ÙÙŠ الطائرة Ùهذا ما لم نسمع به، باستثناء خبر نشرته وكالات الأخبار الأسبوع الماضي، إذ تسببت بدانة Ù…Øاسب مصري ÙÙŠ نزوله من الطائرة نتيجة عدم اتساع المقعد له لينتظر رØلة أخرى يكون Ùيها مقعد إضاÙÙŠ. وكان المساÙر، وهو Ù…Øاسب ÙÙŠ الثانية والأربعين من العمر، قد رÙض عرض مسؤولي شركة السÙر بØجز مقعدين له ليتمكن من الجلوس عليهما ولتجنب مضايقة من يجلس بجواره، لقاء سداد ثمن تذكرة ثانية، ÙرÙض العرض وأنزل من الطائرة. وقد Øاول Ø£Ùراد الطاقم العثور على مقعدين متجاورين لكن الرØلة كانت كاملة العدد Ùانتهت القضية بانتظاره طائرة أخرى يوجد Ùيها مقعد إضاÙÙŠ. وقد واÙÙ‚ الراكب الذي لم ÙŠØدد المصدر Øجم وزنه على العرض لتقلع الطائرة ÙÙŠ النهاية من دونه.
هذه الØادثة تعتبر نذير خطر يلامس جيوب 20 بالمائة من السعوديين . . إذ Ø£Ùادت Ø¥Øصاءات رسمية أعلنتها الØملة الوطنية لمكاÙØØ© زيادة الوزن والبدانة بأن نسبة البدانة ÙÙŠ المملكة ارتÙعت لتصل إلى 20 %. وتشكل زيادة الوزن والبدانة Ø£Øد العوامل الأساسية المضرة بالصØØ©ØŒ Ùهي ليست Øالة بسيطة يقتصر ضررها وتأثيرها على المظهر الخارجي للجسم Ùقط، بل هي مرض مزمن له عوارضه وتداعياته الصØية ومضاعÙاته الخطيرة على الجسد.. وعلى الجيب أيضاً.
وكانت واقعة مشابهة قد Øدثت منذ خمسة أشهر مع شركة أخرى ولكنها سمØت بسÙر الراكبة رغم ضخامة جسدها بعد أن جلس ابنها بجوارها، ونظراً لتعاط٠ركاب الطائرة معها عندما طلب مسؤولو المØطة إنزالها. وأكد Ø£Øد خبراء الطيران ان تصرّÙ٠الشركة قانونيٌ ما دام جلوس الراكب على مقعد واØد مستØيلاً أو يسبب الضيق لمن يجلس بجواره، والØÙ„ نقل الراكب إلى الدرجة الأولى أو تØمله قيمة تذكرة مقعد آخر ÙˆÙÙŠ الØالتين يتØمل الراكب المقابل المادي ولكن بعد تخÙيضه. وكانت شركة «ساوث وست» الأميركية للطيران قد بدأت التشديد ÙÙŠ تطبيق سياسة كانت قد اتبعتها من قبل بتØصيل تذكرتين على الشخص البدين. وسياسة «أصØاب الأوزان الثقيلة» التي تتبعها الشركة تتطلب من الركاب أن ÙŠØجزوا مقعدين بدلاً من مقعد واØد. وقالت بيث هاربين المتØدثة باسم الشركة «إذا كنت تشغل Øيز مقعدين ÙستدÙع ثمن تذكرتين». وعندما لا تكون الطائرة كاملة العدد Ùإن بإمكان الركاب البÙدَّن التقدم بطلب لاستعادة أموالهم. لكن مازن الغانم، مطور المبيعات ÙÙŠ مكتب «الخطوط الجوية اللبنانية» ÙÙŠ الخÙبر، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «عند Øجز تذكرة السÙر لا يوجد شيء يتعلق بوزن الراكب، Ùموضوع الوزن يتعلق Ùقط بالعÙØ´ وهذا الأمر متبع ومتعار٠عليه على متن جميع الخطوط الجوية»، مؤكداً أنه «Øتى لو كان المقعد الواØد لا يكÙÙŠ الراكب البدين Ùلا يمكن إجباره على شراء تذكرتين لمقعدين إلا إذا أرادت شركة الطيران أن تقدم له الكرسي الثاني مجاناً، Ùهذا ممكن لكن لا يمكن إجباره على شراء التذكرة الثانية». ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ù†ØµØ±ÙŠ مقبل، مدير شركة «ميناس للسياØØ© والسÙر»، أن الشركة لا تطلب من المساÙرين ذوي الوزن الثقيل Øجز تذكرتين «لكن معظم الركاب البÙدَّن ÙŠØجزون مقاعد ÙÙŠ الدرجة الأولى أو الأÙÙ‚ لأن الكراسي Ùيها واسعة، خاصة الراكب الذي يريد أن ÙŠØ±ØªØ§Ø ÙÙŠ سÙره». وشدد مقبل على أن «شركات الطيران لا علاقة لها بوزن الراكب». وهذا ما واÙقه الرأي Ùيه بخيل العلي، المشر٠ÙÙŠ «مجموعة الطيار للسÙر المØدودة»، الذي أشار إلى أن «شركات الطيران لا تطلب من الراكب Øجز مقعدين سواء كان وزنه 20 أو 200 كيلو غرام، Ùكلاهما ÙŠØجز Ù†Ùس المقعد ولا Ùرق ÙÙŠ سعر البطاقة». ولÙت إلى أن «الراكب البدين يناسبه مقعد الأÙÙ‚ أو الدرجة الأولى، أما ÙÙŠ Øال رغب ÙÙŠ Øجز مقعد ÙÙŠ الدرجة السياØية Ùلا Ø£Øد يمنعه». وعن الصعوبات التي تواجه الراكب البدين ÙÙŠ الطائرة قال العلي «Øركة الشخص البدين تكون صعبة ÙÙŠ الطائرة ÙÙŠ الدرجات السياØية، لذا يكون دور الموظ٠المختص إعطاءه بطاقة الصعود للطائرة Øيث أنه يعطيه مقعداً أمامياً إذا كانت هذه المقاعد شاغرة، بØيث لا يضايق من Øوله ولا يتضايق هو Ù†Ùسه». يساÙر Øسين الشØيمي سنوياً بمعدل مرة شهرياً ÙÙŠ إطار العمل، وخلال الإجازات، وهو يختار السÙر ÙÙŠ الدرجة الأولى للرØلات الداخلية بينما يساÙر ÙÙŠ الدرجة السياØية للرØلات الخارجية. وطوال Ùترات سÙره لم يطلب منه Ø£Øد أن يقطع تذكرتي سÙر .. يقول: «ساÙرت عبر الخطوط الجوية اللبنانية والبريطانية والسعودية والإماراتية وطيران الخليج وغيرها ودائماً Ø£Øجز عبر الهات٠Ùلا يراني الموظ٠ليقول لي إذا كان عليّ Øجز بطاقتين». وعلى الرغم من أن وزنه يصل إلى 150 كيلو غراماً إلا أن الموظ٠ÙÙŠ المطار لا يطلب منه هذا الطلب، ويضيÙ: «يبدو أنني ما زلت ضمن الØدود المعقولة للوزن». ومع ذلك يشعر Øسين بالراØØ© ÙÙŠ مقعد الطائرة خاصة ÙÙŠ الطائرات الØديثة الطراز ولا يظهر على أي من الركاب ÙÙŠ المقاعد المجاورة أي انزعاج منه. لكن مع ذلك يشعر Øسين بضرورة إنقاص وزنه، لذا باشر بعمل ريجيم «خÙيٻ مع الرياضة، Øتى لا يصل إلى يوم يطلب منه Ùيه أن يقطع تذكرتي سÙر واØدة له وأخرى للكيلو غرامات الزائدة.
أما عبد الله Ùكان وزنه يصل إلى 138 كيلو غراماً منذ Ùترة قصيرة، قبل أن يباشر نظاماً غذائياً Ø£Ùقده Øوالي عشرين كيلو غراماً من وزنه. ÙÙŠ Ùترة الوزن الزائد جداً تلك كان هذا الشاب الذي لم يبلغ الأربعين من العمر بعد يجد مقعد الطائرة ضيقاً Ùينزعج أثناء رØلاته خاصة أنه يساÙر ÙÙŠ الدرجة السياØية بما معدله مرة واØدة شهرياً ÙƒØد أدنى.
«بعض الطائرات كانت مقاعدها مريØØ© أكثر من غيرها» يقول عبد الله الذي كان يختار مقعداً عند الممر أو الناÙذة لكي تكون لديه جهة Øرة ÙيخÙ٠من الإزعاج لمن Øوله ولنÙسه. وخلال رØلاته المتعددة لم يطلب منه Ø£Øد Øجز مقعدين بسبب وزنه الزائد. لكن اليوم بات وزن عبد الله 120 كيلو غراماً وخÙت المشكلة بالنسبة إليه Øتى أنه يعتبر أن المشكلة «زالت نهائياً» Ùيص٠نÙسه «صرت كأي راكب عادي» على الرغم من أن أمامه كيلو غرامات ما زالت زائدة عليه التخلص منها قبل الصعود إلى الطائرة من جديد. أما مشكلة الوزن الزائد Ùكانت سبباً وراء لجوء مهى. Ø 35 سنة، إلى وسيلة النقل البرية ÙÙŠ تنقلاتها من وإلى مدينتها . . «كنت أتضايق ÙÙŠ الطائرة بسبب وزني الزائد خاصة إذا صد٠وجلس إلى جانبي رجل ما، Ùهذا يشعرني بالØرج ويقلق رØلتي كلها». ومع أن الخيار الأنسب كان تخÙي٠وزنها إلا أن مهى لجأت إلى الØاÙلة والقطار كونها تستطيع دÙع ثمن تذكرتين إذا لزم الأمر، «بينما لن يكون بمقدوري شراء تذكرتي طائرة ÙÙŠ الدرجة السياØية أو شراء تذكرة ÙÙŠ الدرجــة الأولى لتجنب الانزعاج». يذكر أن الباØثين ÙÙŠ مجال البدانة Øذروا ÙÙŠ بØØ« طبي جديد نشرته مجلة «نيوساينتست» العلمية، عندما تابعوا عامل الجسم الكتلي الذي يقيس الوزن تبعاً للطول، أن الشخص الذي يبلغ طوله 180 سنتيمتراً ووزنه 126 كيلوغراماً يعتبر بدينا، كما الشخص الذي يبلغ طوله 150 سنتيمتراً ووزنه 88 كيلو غراماً، Ùعامل الجسم الكتلي ÙÙŠ الØالتين يصل إلى 39ØŒ ويعد الشخص بديناً إذا تجاوز هذا العامل 30 أو أكثر». |