المؤتمر الدولي لحماية وتطوير "البترا"
19/10/2012

السياحة الإسلامية: 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 

تقع مدينة البترا التاريخية الأثرية في الأردن جنوب البلاد، تبعد بـ 225 كم عن العاصمة عمّان جنوبا. وهي على رأس لائحة أهم المواقع الأثرية في الأردن، بل وفي العالم لتميزها الفريد على الصعيد العالمي،كما أنها تعد الثانية في ترتيب عجائب الدنيا السبع. وبمناسبة ذكرى مرور 200 عاماً على إعادة اكتشاف هذا الأثر الإنساني المهم، افتتح بالعاصمة الأردنية "المؤتمر الدولي لحماية البترا" تحت  شعار"حماية البترا وتقديمها للعالم"  برعاية الأمير رعد بن زيد. حيث استمرت أعمال  المؤتمر لمدة يومين متتالين، بتنظيم من سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، ووزارة السياحة والآثار، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.  وقال الأمير رعد بن زيد كلمة موجزة بمناسبة هذا الحدث: "بكل مشاعر الاعتزاز والفخر،  يسرني أن أكون بين هذه النخبة من الأساتذة والباحثين الأفاضل من المؤسسات العلمية الأردنية والدولية.   الذين يلتقون من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات التي تواجه مدينة البترا ØŒ  من أجل الخروج بخطة وطنية لإنقاذ هذه الآثار،  Ø¨Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø© تربط ما بين الصيانة والترميم وبين مجالات التنمية السياحية المتعددة".  Ø«Ù… أخد رئيس مفوضية إقليم البترا التنموي السياحي المهندس محمد أبوالغنم الكلمة قائلاً: "يأتي هذا المؤتمر منسجماً مع الانطلاقة الجديدة لقانون سلطة إقليم البترا التنموي السياحي والذي يترجم الرؤية الملكية السامية للنهوض بهذا الإقليم وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار ومنتج سياحي مميز يوازن بين الحفاظ على الإرث الحضاري العالمي للبترا، وتحقيق العوائد المرجوة على الاقتصاد الوطني والمجتمعات المحلية". وعبر الأمين العام لوزارة السياحة والآثار عيسى قموه  بسعادته بإقامة المؤتمر حيث قال: "بمناسبة ذكرى مرور 200 عام على إعادة اكتشاف البترا فإننا لا نقتصر بالاحتفاء بها كواحدة من أهم الكنوز الأثرية في المملكة، وإنما يسعدنا أن نقدم الدعم الكامل لحماية الموقع من خلال الخبرة العلمية والتخطيط السليم. ونحن في وزارة السياحة والآثار، وهنا أتكلم باسم معالي وزير السياحة والآثار Ùˆ البيئة أيضاً، فإننا نخطط لعدة مبادرات رئيسية لحماية البترا والتي نتطلع لتطبيقها على أرض الواقع بصورة سريعة".  ولم تفت الفرصة نائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "دوج بول "  للتحدث حيث قال : "إن إحدى الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للسياحة تكمن في إيجاد فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي عبر التنمية المستدامة للمواقع السياحية الأردنية. ويتطلب هذا الهدف إيجاد توازن دقيق ما بين حماية المواقع من جهة وتسويقها من جهة أخرى من خلال جميع الجهود التي نقوم بها. وتعتقد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأن هذا التوازن ينطبق بشكل خاص على البترا التي استقبلت ما يقارب المليون سائح في سنة 2010ØŒ ولا تزال تشكل الدافع الرئيسي لدى السياح من مختلف أنحاء العالم لزيارة الأردن". افتتح المؤتمر بجلسة ضمت القطاع السياحي وخبراء حماية المواقع حول آخر التطورات الجارية في محمية البترا الأثرية والمنطقة المحيطة بها، إضافة إلى المشاريع والمبادرات التي تدعمها المنظمات الدولية والجهات المانحة، وآخر المستجدات المتعلقة بتنفيذ خطة حماية الموقع. ولقد قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID دعمها لمحمية البترا الأثرية من أجل تعزيز قدراتها الفنية والمؤسسية وذلك بغرض حماية الموقع والحفاظ على ديمومته للأجيال القادمة. يذكر أن المخطط الشمولي لإقليم البترا، الحائز على جائزة بيير لانفانت الدولية، تم تطويره مؤخراً ويجري تنفيذه حالياً بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ويركز المخطط على حماية الموقع وتطوير المجتمع المحلي والفرص الاستثمارية. وبعد الجلسة الإفتتاحية افتتحت ورشة عمل خصصت إلى وضع الأولويات والإجراءات اللازمة لحماية موقع البترا الأثري والحفاظ عليه، إضافة إلى تعزيز الإدارة التشغيلية وتطوير السياحة وزيادة أعداد الزوار. ودار نقاش مهم شارك فيه علماء الآثار، وخبراء حماية الموقع وصناع القرار ممن يمثلون مؤسسات حكومية، ومنظمات غير حكومية، ومؤسسات أكاديمية، وبعثات الحفريات الأثرية الأجنبية،  حيث عبر الكل عن وجهة نظرهم، كما قاموا بتحليل وشرح مسائل فنية متنوعة تتعلق بالمخاطر والظروف ونقاط الضعف التي قد تؤثر على موقع البترا، حيث اقترح البعض حلولا لها لإحداث تقدم في سير العمل بمشروع خطة حماية الموقع دون أية مخاطر. Ùˆ شارك بالنقاش كذلك خبراء من مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع  (ICOMOS)Ùˆ المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) وجامعة آشين في ألمانيا. وللتذكير فإن مؤسسة Cultech الأردنية ستقوم باعتماد نتائج هذه النقاشات والاستشارات المقدمة من قبل خبراء من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وإدراجها ضمن خطة تطوير البترا. وتواجه محمية البترا الأثرية حالياً تحديات تؤثر على وضع الموقع الأثري على لائحة التراث العالمي. خلال اجتماعه السنوي في العام 2011ØŒ حدد مركز التراث العالمي عدداً من المتطلبات التي على الأردن تلبيتها لمنع وضع البترا على لائحة المواقع المهددة بالخطر. وتدعو هذه المتطلبات بشكل رئيسي لتبني وتنفيذ استراتيجيات متصلة لحماية الموقع والتخطيط لإدراته. ويتمثل أحد أهداف المؤتمر في تطوير إطار عمل لحماية الموقع وتوجيه السياسات وإعداد قائمة بالإجراءات الأساسية اللازم تنفيذها لحماية الموقع.