السياØØ© الإسلامية: عن " الشرق الأوسط " 30 كانون الأول / دجنبر 2011
تخيل Ù†Ùسك مسترخيا على مصطبة من الرمال الناعمة، أمام أمواج المتوسط الهادئة، والقمر ينشر أشعته الÙضية الخالصة ليخÙ٠من عتمة السواد، والنجوم تضوي، وهي تقطر Øليبها الصاÙÙŠØŒ قطرة قطرة، وبعيدا عن صخب المدن وتلوثها وتهورها عشت أياما ÙÙŠ هذه الØالة منتشيا بسكون الطبيعة، متوØدا معها مستسلما لها ÙÙŠ قبرص التركية، المكان يسمى «Ø¢Ø±Ø§Ø¨ كوي» أو «Ù‚رية العرب» على امتداد شواطئ شاتالكا بالقرب من قبر عمر تورباشي أو الإمام عمر. وأينما تذهب ÙÙŠ مدن قبرص التركية يقابلك الناس بالابتسامة، ويشعرونك وهم يتØدثون إليك بأنك جزء منهم. إنهم أناس طيبون ÙÙŠ أرض طيبة. وقرية شاتالكا مبنية على سلسلة جبال ÙÙŠ مواجهة مياه المتوسط لا سرقة لا كذب لا أبواب مغلقه بالترابيس بل وجوه مبتسمة لسانها لم ينÙلت وأعصابها لم تنكسر وسكونها النÙسي لم ينÙجر وتطلعاتها المادية المجنونة لم تجبرها على الÙساد، أكلات متوسطية ÙÙŠ كل مكان تبدأ بعشرات الأطباق الصغيرة من «Ø§Ù„مزة»ØŒ ثم أطباق المشاوي Ùˆ«Ù„ØÙ… عجون» والختام بـ«Ù‚هوة تركية» «Ø³Ø§Ø¯Ø©» أو «Ø£ÙˆØ±ØªØ§» متوسطة المذاق، أو «Ø´ÙƒØ± لي» وتعني بسكر زيادة. لقد منØت هضاب قبرص الÙرصة كاملة للتوÙيق بين المتناقضات. هناك تجد ÙÙŠ «Ø¢Ø±Ø§Ø¨ كوي» أو القرية العربية Ùلل الإنجليز والأثرياء الهاربين من منغصات المدن، جاءوا إلى قبرص للتقاعد، بØثا عن Øياة هادئة آمنة بدون تعقيدات. ويبدو القطاع السياØÙŠ بمثابة رهان كبير لدى القبارصة الأتراك، كما هي الØال لدى القبارصة اليونانيين أنÙسهم. غير أن الشطر الشمالي التركي لم ÙŠØصل Øتى الآن سوى على نسبة ضئيلة من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„ÙˆØ§Ùدين للجزيرة. الشطر الشمالي من جزيرة قبرص الذي لا يعتر٠به كدولة إلا تركيا التي كانت وراء انÙصاله عن الشطر الجنوبي عقب تدخلها العسكري ÙÙŠ الجزيرة يوم 2 يوليو (تموز) 1974 لإنقاذ القبارصة الأتراك ووق٠انقلاب عسكري قام به قبارصة يونانيون بهد٠ضم جمهورية قبرص التي تأسست عام 1960 لليونان. وخلال زيارة سريعة إلى قبرص التركية يمكن الØديث عن ذكاء القبارصة الأتراك الذين أعيتهم الØيل لإقناع العالم بعدالة قضيتهم إلا أن وقو٠القبارصة اليونانيين لهم بالمرصاد أمام أي تØرك عالمي Ù†Øوهم Øال دون رÙع العزلة والعقوبات الدولية التي Ùرضت عليهم بعد إعلان جمهورية شمال قبرص التركية دولة مستقلة عام 1983. هذا الذكاء دÙع القبارصة الأتراك الذين لا يمكنهم الاتصال بالعالم إلا عن طريق تركيا، إلى التÙكير ÙÙŠ وسائل مبتكرة لإزاØØ© صخرة العزلة والعقوبات الجاثمة علي صدورهم. ومن هنا ركز القبارصة الأتراك جهودهم علي قطاعي السياØØ© والتعليم إلى جانب استغلال وسائل الإعلام العالمية ÙÙŠ الدعاية لقضيتهم وإظهار مدى عدالتها دون أن يكلÙهم ذلك الكثير وذلك بدعوة صØاÙيين وممثلين لوسائل الإعلام المختلÙØ© لزيارة شمال قبرص ÙÙŠ مناسبات مختلÙØ© ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ù‚Ø¶ÙŠØ© لهم بالتÙصيل وترك الأمر لضمائرهم كي تØكم بالعدل وتكشÙÙ‡ أمام عيون العالم. ÙÙŠ قطاع السياØØ© مثلا Ù†Ø¬Ø Ø²Ø¹Ù…Ø§Ø¡ قبرص التركية التي يبلغ عدد سكانها 462 أل٠نسمة ÙÙŠ تعزيز هذا القطاع جيدا وتكثي٠الاستثمارات Ùيه لدرجة أن عدد السائØين وصلوا Øاليا إلى ما يزيد على مائتي أل٠سائØØŒ ويجتهد القبارصة الأتراك ÙÙŠ التسويق لجزيرتهم والدعاية للاستثمار بها ÙÙŠ مجالات سياØØ© الاهتمام الخاص لكبار السن الذين يأتون من بلاد قلما ترى الشمس والسياØØ© الصØية وسياØØ© المؤتمرات، ÙˆÙÙŠ هذا الإطار شيدوا خلال السنوات الماضية الكثير من الÙنادق والمنتجعات السياØية ÙˆØسنوا كل ما يتعلق بصناعة السياØØ©. ÙˆÙÙŠ قطاع التعليم الذي يؤكد زعماء القبارصة الأتراك أنه لا يخضع للعقوبات والعزلة، أقامت شمال قبرص ست جامعات يدرس Ùيها 40 أل٠طالب ÙˆØªÙ…Ù†Ø Ø´Ù‡Ø§Ø¯Ø§Øª دولية وتخضع لكل المعايير العالمية الخاصة بالجودة. وتقوم بالدعاية لهذه الجامعات بكل الوسائل الممكنة وغير المكلÙØ©. |