السياØØ© الإسلامية: عن " الشرق الأوسط " 07 تشرين الأول / أكتوبر 2011
لا توجد مدينة مغربية يرتبط اسمها بأØد المعالم الطبيعية على غرار مدينة بني ملال التي تقع ÙÙŠ وسط البلاد. ما إن يذكر اسمها Øتى تتبادر إلى الذهن شلالات «Ø¹ÙŠÙ† أسردون»ØŒ وهي من أجمل الشلالات ÙÙŠ المغرب،. وهي الشلالات التي أصبØت معلما سياØيا غطى على مدينة بأكملها. غالبية أسماء الأماكن المغربية التي تشتمل على كلمة «Ø§Ù„عين» ترتبط باسم Øيوان من الØيوانات الأليÙØ© أو المÙترسة طبقا لملابسات وظرو٠إطلاق الاسم. وتشتهر البلاد بينابيع الماء، وينضب الماء من الوادي أو يج٠المنبع، ويبقى المكان شاهدا على الماء الذي كان يجري ويسيل. ÙÙŠ الدار البيضاء على سبيل المثال هناك Ø£Øياء كبيرة تسمى بينابيع لم يبقَ منها إلا الاسم ÙÙŠ الوقت الØاضر، مثل «Ø¹ÙŠÙ† الذئاب» Ùˆ«Ø¹ÙŠÙ† السبع» Ùˆ«Ø¹ÙŠÙ† برجة» ÙˆÙÙŠ ضواØÙŠ الرباط هناك أسماء أماكن مماثلة مثل «Ø¹ÙŠÙ† الØوالا» (الخراÙ)ØŒ Ùˆ«Ø¹ÙŠÙ† عودة» (تعني بالعامية أنثى الÙرس) Ùˆ«Ø¹ÙŠÙ† عتيق» (الديك الصغير) Ùˆ«Ø¹ÙŠÙ† Øلوٻ (يقصد به الخنزير البري. يتركب «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» من كلمتين، الأولى عربية والثانية أمازيغية. وتعني أسردون بالأمازيغية «Ø§Ù„بغل»ØŒ وبالتالي ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§Ø³Ù… «Ø¹ÙŠÙ† البغل»ØŒ Ùكي٠ارتبط البغل بهذا المنبع الساØر والشلالات البديعة؟! تروي Øكاية تاريخية، وهي ليست أسطورة، أن رجلا من قبيلة آيت سخمان عاد من سوق مدينة بني ملال على ظهر بغله ومر بالمكان الذي توجد به عين المياه، ورأى التبن يخرج مع الماء من تلك العين، وخمن أن أكياس التبن التي ضاعت خلال نقلها من البيدر تدØرجت من أعلى إلى Øيث ينØدر الماء من الجبل، وربما يكون التبن الذي يأتي من الماء جزءا من تلك الأكياس. ولتأكيد اÙتراضه أجرى تجربة بنÙسه، Øيث ألقى التبن ÙÙŠ Ù†Ùس المكان الذي سقطت Ùيه الأكياس الأولى، ÙˆÙÙŠ اليوم الموالي شاهد التبن يخرج مرة أخرى من Ù†Ùس العين. وتضي٠الرواية أن الرجل أغلق المنبع ÙÙŠ الجبل بالصوÙØŒ ونزل ÙÙŠ Ù…Øاولة ابتزاز قبائل كانت تقطن ÙÙŠ بني ملال مقابل إطلاق الماء، لكنهم لم يرضخوا للابتزاز بعدما عرÙوا المكان الذي يتم من خلاله التØكم ÙÙŠ ماء العين، وتعرض الرجل لبطش تلك القبائل، وسميت العين ببغل ذلك الرجل المغبون. تقع شلالات «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» ÙÙŠ المنطقة السهلية التي تتمدد Ùيها مدينة بني ملال، Øيث تنساب المياه نزولا على شكل شلالات وتشكل منظرا بديعا، خصوصا أن الخضرة تØيط بالمكان، ومع تدÙÙ‚ مياه الشلالات ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø·Ù‚Ø³ منعشا ÙÙŠ الصيÙØŒ ومعتدلا ÙÙŠ الشتاء. ولعل من Ù…Ùارقات المنطقة أن المياه تنبع من الجبال التي يقطنها ÙÙŠ الغالب أمازيغ (بربر) وتستÙيد منه قبائل عربية أو مستعربة لأنهم يسكنون السهول الÙلاØية الصالØØ© للزراعة. ويؤرخ جمال «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» ÙÙŠ بعض جوانبه لتمازج العرب والأمازيغ، ويتمثل هذا التمازج الØضاري ÙÙŠ هندسة الØدائق التي تمتد من منبع «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» وتØيط به، وتشكل نسخا Ù„Øدائق ÙÙŠ غرناطة وباقي المدن التي كانت مزدهرة ÙÙŠ الأندلس. وما زال هذا المنبع الساØر ÙŠØاÙظ على التصميم الهندسي لتلك الØدائق التاريخية وإن تغيرت ألوان الزهور واختل٠الزوار. زوار منبع «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» ليسوا Ùقط من سكان بني ملال، بل هم من داخل وخارج المغرب، Øيث يزور Ø³ÙŠØ§Ø Ø£ÙˆØ±ÙˆØ¨ÙŠÙˆÙ† المغرب Ùقط من أجل مشاهدة «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» شلالات المياه، ومنظر تدÙÙ‚ مائها، والØدائق البديعة التي تØيط بها. وهؤلاء لا يكترثون لقصة «Ø¹ÙŠÙ† أسردون»ØŒ بل منهم من لا يعر٠شيئا عن مدينة بني ملال، إذ باتت «Ø¹ÙŠÙ† أسردون» وشلالات المياه والØدائق المخضرة ضيÙا وشتاء أشهر من المدينة Ù†Ùسها. |