الخليج الاقتصادي 9/8/2004
تØقيق: Ù…Øمد الساعي
دعوة قديمة متجددة، ترددت بشأنها التصريØات والوعود منذ سنوات، خاصة مع ذلك الاهتمام الكبير من قبل المملكة، لكن رغم ذلك.. لم نلمس خطوات Ùاعلة أو استراتيجية واضØØ© يمكن اعتبارها الأساس الذي تنطلق منه، ÙÙŠ الوقت الذي تواجهنا ÙÙŠ المنطقة مناÙسات Ù…Øتدمة
وسباقات جادة من دول كنا قد سبقناها من ذي قبل بأشواط وأشواط ÙÙŠ مختل٠الميادين، ثم نجد أنÙسنا اليوم لم نتجاوز مرØلة التÙكير والتخطيط والتصريØ. وبعيدا عن دول المنطقة، نجد دولة مثل ماليزيا اعتمدت مؤخرا استراتيجيات ذكية لتÙعّل دورها كمركز علاجي للمسلمين خاصة الخليجيين، واستقبلت عام 2003 أكثر من 75 Ø£Ù„Ù Ø³Ø§Ø¦Ø Ù‚ØµØ¯Ù‡Ø§ من أجل العلاج، لتØقق بذلك Ù‚Ùزة ÙÙŠ العدد بلغت 70% عن الأعوام السابقة. أمام هذا النموذج الØÙŠ للارتقاء بالسياØØ© العلاجية، نتساءل Ù†ØÙ†: ما الذي Ùعلناه من أجل النهوض بهذا الجانب؟ ما الذي تØقق من وعود تتعلق بتØويل هذه الجزيرة الصغيرة إلى منتجع سياØÙŠ يمثل أنموذجا للسياØØ© النظيÙØ© ÙˆÙÙŠ مقدمتها السياØØ© العلاجية، خاصة وان تزايد أعداد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙŠØ¹Ù†ÙŠ بالضرورة تزايد Ùرص الاستثمار ÙÙŠ البنية الأساسية للسياØØ© باعتبارها Ø£Øد الرواÙد المهمة للتنمية المستدامة التي تستهدÙها مملكة البØرين، Øيث إن السياØØ© ÙÙŠ البØرين تساهم بØوالي 2.9% من الناتج المØلي، Ùˆ7.16 من القوى العاملة.وهذان المعدلان كما يؤكد تقرير أعد مؤخرا يعدان أعلى من المتوسط العالمي. ولكن بالمقابل، وأمام هذه الوعود، هل نمتلك تلك المقومات والمتطلبات الأساسية لتنشيط السياØØ© العلاجية، كالمراÙÙ‚ الصØية والخطط الاستراتيجية والتخصصات الدقيقة النادرة والكوادر المؤهلة والإمكانيات الضخمة وغيرها، أم إن هذه وغيرها تمثل عوائق تØول دون تÙعيل هذا التوجه؟ ألا تعتبر الخطوات التي اعتمدت مؤخرا بداية Ùعلية لهذا المنطلق مثل مستشÙÙ‰ الملك Øمد بالمØرق ومشروع المØاÙظات الصØية والتخطيط لإنشاء مجلس أعلى للسياØØ© العلاجية. ثم ما هو دور القطاع الخاص ÙÙŠ هذا الجانب؟ وما هو المنتظر من جمعية الأطباء التي من المÙترض أن تكون الضلع الرئيسي ÙÙŠ تطوير كل ما يتعلق بالجوانب الطبية والصØية.
رئيس جمعية الأطباء البØرينية، استشاري جراØØ© العظام الدكتور علي جعÙر العرادي تناول هذا الموضوع ÙÙŠ Øديثنا معه، مؤكدا أنه كان من أوائل من أثاره ÙÙŠ البØرين وذلك خلال اÙØªØªØ§Ø Ù…Ù‚Ø± جمعية الأطباء تØت رعاية جلالة الملك، Øيث ركز على أهمية التعاون بين الجمعية والدولة من أجل إرساء دعائم صØÙŠØØ© وقوية للسياØØ© العلاجية. ÙˆÙيما يتعلق بأسباب التأخر والتباطؤ ÙÙŠ السير قدما بهذا الجانب وما إذا كانت السياØØ© العلاجية تواجهها معيقات ÙÙŠ البØرين، رأى رئيس جمعية الأطباء أنه لا توجد معيقات بقدر ما توجد أولويات، وأول الأولويات هو كسب ثقة المواطن ÙÙŠ الخدمات الصØية، لأن المواطن إذا لم يكن راضيا عن خدماتك الصØية Ùإنه سيمثل دعاية سلبية ÙÙŠ المنطقة، أما إذا Øظيت هذه الخدمات باØترامه وثقته، Ùإن هذا الاØترام سينعكس تدريجيا ÙÙŠ المنطقة. وأضاÙ: للسياØØ© العلاجية متطلبات ومقومات عدة، لذلك ما يجب التركيز أولا هو إيجاد هذه المقومات والآليات، ونØÙ† ÙÙŠ جمعية الأطباء قد لا نملك برامج Ù…Øددة لتعزيز السياØØ© العلاجية، ولكن لدينا أولويات تخدم هذا التوجه، ويأتي ÙÙŠ مقدمتها العمل على تعزيز ثقة المواطنين بالأطباء، وأعتقد أن ما يبدو تباطؤا ÙÙŠ الÙترة السابقة قد لا يكون ÙÙŠ الØقيقة كذلك بقدر ما هو سعي Ù†ØÙˆ تØقيق هذه الأولوية التي تتطلب دورا كبيرا للدولة، الأمر الذي يعكسه إلى Øد كبير الاهتمام Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…Ù† قبل رئيس الوزراء الذي زار مؤخرا وزارة الصØØ© وأكد ثقته واعتزازه بالكوادر الطبية البØرينية، وهنا وأمام هذا الاهتمام من القيادة، Ùإن أدوارا أخرى تبرز من أجل تعزيز الثقة بين الطبيب والمواطن وعلى رأسها دور الصØاÙØ© التي تمثل ركيزة أساسية لصناعة السياØØ© العلاجية والتعامل مع القضايا بشكل ايجابي بعيدا عن الانجراÙ! ويمكنها أن تلعب دورا Ùاعلا ÙÙŠ جذب الاستثمارات والسياØØŒ وبالمقابل من الممكن أن تكون عامل طرد لها إذا ما انجرÙت وراء الموضوعات غير الموضوعية، Ùقبل أيام مثلا، نشرت Ø¥Øدى الصØ٠المØلية أن الأطباء نسوا خيطا (سيم) ÙÙŠ Ø¬Ø±Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ© أجريت لمريض! ÙˆØ·Ø±Ø Ù‡Ø°Ø§ الأمر يؤكد عدم وجود المعرÙØ© الطبية الكاÙية عند الصØÙÙŠ الذي تناول الموضوع، لأنه من الطبيعي أن تستخدم Ø£Øيانا وبشكل مدروس مواد لا تذوب، خاصة إذا كان جدار البطن ضعيÙا، وهذه المواد يمكن أن تولّد تÙاعلات ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙˆÙŠØ¶Ø·Ø± الطبيب لإزالته، وهو إجراء متبع ÙÙŠ كل مستشÙيات العالم، وأن نشر مثل هذه الشكوى بشكل لا مسئول، يسيء إلى سمعة الطب ÙÙŠ البلد ويقضي على الجهود المبذولة من أجل تعزيز الثقة وتنمية آليات الارتقاء بالسياØØ© العلاجية، ومثل هذه الأمور تساهم ÙÙŠ تأخير هذه الخطوات وهذا التوجه. كما تسهم الجمعية ÙÙŠ إعداد ورش عمل وبرامج تخدم هذا التوجه، ومتى ما Øققنا ذلك يمكننا المساهمة بÙاعلية ÙÙŠ المشروع بكل جوانبه التثقيÙية والتشريعية والتنظيمية وإيجاد الأرضية المناسبة.
ويركز رئيس جمعية الأطباء ÙÙŠ Øديثه على مقومات أخرى لهذه السياØØ© منها تنمية السياØØ© الترÙيهية التي يجب أن تكون متوازية مع تنمية السياØØ© العلاجية، ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø°Ù„Ùƒ بقوله: عندما تقصد أي دولة لتستÙيد من إمكانياتها الطبية، Ùإنك بلا شك ستقصد جانبا آخر هو الجانب الترÙيهي، وخاصة أن المريض لا يساÙر بمÙرده وإنما مع مراÙقين يبØثون غالبا عن الترÙيه والتسوق، Ùمثلا عندما نتØدث عن إيراد السياØØ© العلاجية ÙÙŠ بلد كالأردن، نجد انه بلغ مليار دولار، وهذا المبلغ لم يقتصر على مراÙÙ‚ العلاج، وإنما كاÙØ© المراÙÙ‚ الأخرى التي استقطبت Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆÙÙŠ مقدمتها السياØØ© والآثار، لذلك عندما تركز الدولة على تطوير مراÙÙ‚ السياØØ© العلاجية وتطوير الإمكانيات الطبية والطب الخاص، يجب أن يوازي ذلك تطوير الجوانب السياØية الأخرى وأولها الترÙيهية والاقتصادية، وبنÙس الوقت يجب أن يوازي ذلك تسويق لهذه السياØØ© العامة، ويمكن التأكيد هنا أن البØرين تمتلك من الإمكانيات ما يساعدها على تنمية هذه الجوانب، ويمكن استثمار الكثير من المجالات والمواقع والمشاريع ÙÙŠ هذه الجزيرة الجميلة واستثمارها ÙÙŠ السياØØ© العائلية والعلاجية، خاصة مع السمعة الطيبة التي تتمتع بها البØرين.
الدعامة الأخرى للسياØØ© العلاجية كما يراها العرادي هي تطوير الجوانب الطبية التعليمية، الأمر الذي بدأت المملكة بالتوجه إليه ÙƒÙØªØ Ùرع للكلية الجراØية الملكية ÙÙŠ البØرين، وكذلك تأسيس مستشÙÙ‰ الملك Øمد بالمØرق الذي يمثل مستشÙÙ‰ تعليميا يستقطب الخبرات، وكلها عوامل مكملة ولازمة لدعم السياØØ© العلاجية. وهنا - يتابع العرادي - وبعد تعزيز سمعة الأطباء والاعتزاز بهم، وخلق الثقة اللازمة بينهم وبين المواطنين، وبعد التركيز على الجوانب السياØية الأخرى وتطوير المجال الطبي التعليمي، يبرز عامل آخر لا يقل أهمية ÙÙŠ السياØØ© العلاجية، هو القانون أو التشريع للاستثمار الطبي، Ùلكي نؤسس لهذه السياØØ© يجب أن يكون هناك قانون يستهد٠أولا وقبل كل شيء Øماية المستثمر، لأن هذا القانون يلغي مسألة المزاجية أو التÙاوت ÙÙŠ القرارات، ويجنب المستثمر بعض المشاكل، كأن يواÙÙ‚ وزير على مشروع ثم يأتي من يخلÙÙ‡ ويرÙضه! Ùهذا الأمر يعرقل الكثير من المشاريع، أما وجود قانون ÙˆØ§Ø¶Ø Ùإنه يشجع ويستقطب المستثمرين ليقيموا مشاريعهم الطبية ÙÙŠ البØرين، لذلك وبعد إيجاد القانون، تبدأ مهمة توÙير المراÙÙ‚ العلاجية والتسويق لجذب المستثمرين، ويراÙÙ‚ ذلك إقامة الÙعاليات والمعارض والمؤتمرات المختلÙØ© التي تعتبر وسيلة هامة لعرض ما تملكه البØرين من إمكانيات تنظيمية وطبية وسياØية وعلاجية. وهناك Ùرص كبيرة يجب استغلالها، Ùمثلا يضطر المريض ÙÙŠ بريطانيا إلى انتظار عامين من اجل تغيير Ù…Ùصل الركبة، لذلك وجدت الØكومة البريطانية أنه من الأسهل إرسال المريض إلى مراكز أخرى كالهند، ولو استطاعت البØرين أن تنمي متطلبات السياØØ© العلاجية وأوجدت مثل هذه الخدمات لأمكن استقطاب مثل هذه الØالات خاصة مع سمعتها الطيبة، Ùرغم الإغراءات الكثيرة، كانت البØرين هي Ø§Ù„Ù…Ø±Ø´Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ بعد ماليزيا لاستضاÙØ© كلية الجراØين الملكية الايرلندية، وهذا يؤكد الثقة الكبيرة بأن المؤسسات الطبية Ùيها قادرة على أن تتعامل مع مثل هذا الصرØØŒ وهذا ما يجب أن نستغله ونستثمره ÙÙŠ تنمية السياØØ© العلاجية. ومع استمرار Øديثه Øول مقومات السياØØ© العلاجية Ø£ÙˆØ¶Ø Ø±Ø¦ÙŠØ³ جمعية الأطباء انه من الضروري ÙÙŠ هذا المجال أن تعتمد البØرين على نظام تأمين مقبول، لأن التعامل العالمي ÙÙŠ صعيد التأمين أمر هام، ويجب على المؤسسات الصØية أن تطوّر برامجها بما يتواÙÙ‚ مع هذا التوجه، ومتى ما تكاملت هذه المقومات، وبدأ إيجادها على أرض الواقع، يمكن القول بأننا قد أسسنا القواعد واللبنات الأولى لتنمية السياØØ© العلاجية.
وأما نقص الأسرة ÙÙŠ المستشÙيات وعجزها Øتى عن تلبية اØتياجات المواطنين، Ùهذا النقص - والقول للعرادي - لا يمثل عائقا أبدا، لأننا عندما نتØدث عن سياØØ© علاجية Ùإننا نركز على المستشÙيات الخاصة والطب الخاص، وعندما نريد استقطاب Ø³ÙŠØ§Ø Ù„Ø§ نريد مزاØمة المواطنين ÙÙŠ المستشÙيات الØكومية، Ùالهد٠هو التركيز على الطب الخاص وتØسين ظرو٠الطبيب البØريني، وهذا ما يمثل بØد ذاته مقوما هاما لهذه السياØØ© وهو تطوير أداء القطاع الخاص واعتماده على الكوادر الوطنية وليس الأجنبية لضمان ان ما يدخل من عائد يبقى ÙÙŠ البلد، بل إن هذه السياØØ© ستØÙ„ الكثير من هذه المشاكل، Øيث تستقطب مستثمرين وتÙØªØ Ù…Ø±Ø§ÙƒØ² ومؤسسات علاجية عديدة يمكن أن تمثل خيارات أمام المواطن المقتدر، ÙˆØتى غير المقتدر الذي يضطر للاقتراض والسÙر لدول أخرى بقصد العلاج، Øيث سيجد الرعاية Ù†Ùسها أو Ø£Ùضل منها ÙÙŠ البØرين بتكلÙØ© أقل بكثير، وهذا التوجه سينعكس على تØسين الأداء ÙÙŠ المستشÙيات العامة ويخÙ٠الضغط عليها مما يعني توÙير جزء من الميزانية وتØويله إلى جوانب أخرى كالطب الوقائي. ويختتم العرادي بالتأكيد على تÙاؤله من المرØلة القادمة التي تØمل الكثير من الآمال التي تسّر الأطباء والمواطنين، مشيدا بالجهود التي تبذلها وزيرة الصØØ© ÙÙŠ لمّ الشمل وتعزيز الثقة بالكوادر البØرينية، مما يدÙع جميع الطاقم الطبي وجمعية الأطباء للعمل والتكات٠معها ودعمها بكل ما من شأنه أن يرتقي بالخدمات الطبية ويعزز مكانة الطبيب بعد تعرضها لكبوة، إلا ان الØصان الجيد يستمر دوما ÙÙŠ السباق.
أكد الدكتور العرادي أن التركيز الأول Ùيما يتعلق بالسياØØ© العلاجية ينصب على القطاع الطبي الخاص الذي يجب ان يعطى نصيب الأسد ÙÙŠ هذا الجانب، ÙˆØول ذلك واØتياجات هذا القطاع ليثبت دوره ÙÙŠ هذه السياØØ© يتØدث رئيس مجلس إدارة مستشÙÙ‰ ابن النÙيس الطبي، وعضو لجنة المستشÙيات الخاصة، رئيس رابطة أطباء العيون البØرينية الدكتور Øسن Øميد العريض الذي Ø£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù† الهد٠هو توÙير الخدمات الطبية الراقية للمواطنين أولا، ثم الزوار من خارج البلاد بهد٠العلاج، أي العمل على عكس الاتجاه بالنسبة للمواطنين، وتوجيههم إلى الخدمات الطبية المØلية بدل السÙر إلى الخارج. ÙˆØول ما إذا كان هناك تباطؤ أو تخاذل ÙÙŠ هذا الجانب رغم الدعوات القديمة المتكررة، أجاب العريّض بأنه لا يمكن القول: إنه لا يوجد تطوّر ÙÙŠ هذا الجانب، إلا انه تطور Ù…Øدود لأسباب كثيرة منها صعوبة الاستثمار الÙني ÙÙŠ هذا المجال، والارتÙاع الكبير ÙÙŠ متطلبات رؤوس الأموال ÙÙŠ هذه السياØØ© مع بطء المردود الاستثماري لها والذي يتطلب سنوات طويلة قبل أن يعطي نتائج جيدة، كما يساهم ÙÙŠ Ù…Øدودية التطور تردد السياسات الØكومية وقلة الخبرة ÙÙŠ هذا الجانب لعدم ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ© ÙÙŠ كيÙية مساندة هذا القطاع وتÙهّم اØتياجاته وإعطائه الÙرصة وما هي أسباب عدم ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ© رغم أن القيادة ÙÙŠ البØرين تؤكد التوجه Ù†ØÙˆ السياØØ© النظيÙØ© التي تمثل السياØØ© العلاجية Ø£Øد أسسها؟ - السبب - يجيب العريّض - ÙÙŠ تصوري هو عدم وجود دراسات Ù…Ùصلة تبيّن أهمية القطاع الخاص ودور هذه السياØØ© من الناØية الاقتصادية، وكذلك عدم تخصيص ميزانية تساهم ÙÙŠ دÙع هذه المشاريع ÙÙŠ مراØلها الأولى لتتمكن من الوقو٠ومن ثم الاستمرار. ألا يتØمل القطاع التجاري الخاص جزءا كبيرا من المسئولية ÙÙŠ تنشيط الاستثمارات الطبية؟ - القطاع الخاص هو الآخر متردد جدا ويتعامل مع هذه المشاريع بتØÙّظ، ولا يريد أن يستثمر ÙÙŠ مشاريع ذات مردود بعيد المدى، كما إن البنوك تتعامل مع هذا النوع من المشاريع بنÙس تعاملها مع مشاريع البناء أو شراء السلع.
هل تعتقد أننا نمتلك من المقومات ما يؤهلنا لمثل هذا النوع من السياØة؟ - السياØØ© العلاجية تØتاج إلى متطلبات عدة، وإذا لم نكن نمتلك بعضها، Ùيمكن تنميتها مع ما نمتلكه من مؤهلات وكوادر، Ùمن جانب تتطلب هذه السياØØ© ÙƒÙاءات Ùنية طبية، وهي متوÙرة بدرجة Ù…Øدودة مع التأكيد أن الكوادر البØرينية تتمتع بمستوى ÙƒÙاءة عالية، وتستطيع أن تنتج إذا تواÙرت لها التسهيلات اللازمة، أما الكÙاءات الÙنية كالتمريض ÙˆÙنيي تشغيل الأجهزة وغيرهم، هي ÙÙŠ تصوري ليست بالكÙاءة المطلوبة، لكن من الممكن تدريبها وتوÙير الكÙاءات من الخارج، لكن ما يعزز هذا القصور هو تقاعس كلية العلوم الصØية ÙÙŠ توÙير هذه الكÙاءات من جهاز تمريض ÙˆÙنيين أكÙاء، يصاØب ذلك قصور شديد ÙÙŠ توÙير الأخصائيين ومهندسي الأجهزة الطبية. -ولكن السياØØ© العلاجية تتطلب أكثر من ذلك، كالتخصصات الدقيقة والنادرة التي يمكن أن تجذب بالÙعل أشخاصا من الخارج، Ùهل تتوÙر عندنا مثل هذه التخصصات؟ وهل نمتلك المراÙÙ‚ والأسرة الكاÙية لخدمة الواÙدين؟ - نعم - والجواب للدكتور Øسن العريّض - تمثل هذه التخصصات عامل جذب هام، وكذلك الأمر بالنسبة للأجهزة الطبية الØديثة والأطباء الاستشاريين، وهذه نجدها متوÙرة ÙÙŠ البØرين ولكن بدرجة Ù…Øدودة أيضا، لكن لا يجب أن يمثل هذا الأمر عائقا أمام التوجه Ù†ØÙˆ السياØØ© العلاجية، لأنه من الممكن خاصة ÙÙŠ المراØÙ„ الأولى توÙير هذه الكÙاءات من السوق العالمية، وبنÙس الوقت يتم التركيز على تطوير الخبرات البØرينية وتدربها لتناÙس تلك الكÙاءات العالمية، خاصة إن البØريني اثبت أن له من الاستعدادات الذهنية والعملية ما يؤهله لمثل هذه المسئوليات. أما Ùيما يتعلق بمØدودية الأسرة للمرضى، والاعتقاد بأن ذلك يعيق هذه السياØØ©ØŒ Ùأعتقد إن هذا الرأي خاطئ، لأن الاتجاه الØديث ÙÙŠ توÙير الخدمات العلاجية لا يعتمد على توÙير الأسرّة أو إبقاء المريض داخل المستشÙى، بل توÙير العلاجات والجراØات ذات اليوم الواØد، وهذا ما يعمد إليه القطاع الطبي الخاص وهو ما يجب أن تتجه له المستشÙيات الخاصة، وما ÙˆÙرناه Ù†ØÙ† بالÙعل ÙÙŠ مستشÙÙ‰ ابن النÙيس، Ùرغم إن عدد الأسرة Ù…Øدود، إلا إن عدد العمليات التي تجرى كبير جدا مقارنة بالأسرة، وارتÙع عدد المرضى من 2500 مريض شهريا إلى 5000 يمثل غير البØرينيين 30%منهم، وهذا إنجاز يخدم السياØØ© العلاجية، Ùضلا عن أن المستشÙÙ‰ أنجز بكÙاءات بØرينية خالصة ليجمع ÙÙŠ مبنى صغير ÙƒÙاءات عالية تثبت دور القدرات البØرينية. وإلى جانب ذلك يجب أن نعي إن المشكلة الØالية ليست ÙÙŠ نقص الأسرة بالمستشÙيات الØكومية Ùقط، وإنما ÙÙŠ الاستخدام أيضا، Ùهناك دراسة تؤكد هدر 30% من أسرّة السلمانية لأنها لا تستخدم بالكÙاءة المطلوبة، مما يعني إن إدارة الخدمات Ùيها تØتاج إلى ÙƒÙاءة عالية، وغياب مثل هذه الكÙاءات يمثل قصورا آخر ÙÙŠ التوجه Ù†ØÙˆ السياØØ© العلاجية.
وما هو دور القطاع الطبي الخاص ÙÙŠ هذا الجانب؟ - المستشÙيات الخاصة تؤدي دورا كبيرا ÙÙŠ تقليل الضغط على خدمات مستشÙÙ‰ السلمانية وقوة الدÙاع، وهي تريد أن تقوم بدورها كاملا وعلى أسس Ùنية عالية وأسس تجارية ومناÙسة متكاÙئة، وهنا من المÙترض أن تتجه السياسة الرسمية لإعطاء هذه المستشÙيات الخاصة الÙرصة لإثبات دورها ÙÙŠ هذا المجال، كما يجب أن يتم التÙريق بين دور وزارة الصØØ© ودور القطاع الخاص، وبين خدمات القطاع العام وخدمات القطاع الخاص، Ùالوزارة يجب أن توÙر خدمات طبية وقائية أولا وتثقيÙية ثانيا وطبية علاجية ثالثا، وإلا أدى الخلط إلى إهدار ÙÙŠ الطاقات وتبذير وخلط ÙÙŠ الأمور وتشجيع للاستخدام الخاطئ والاستغلال Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø´Ø®ØµÙŠØ© ومناÙسة غير متكاÙئة بين القطاعين، لذلك أصر دائما على أن خدمات وزارة الصØØ© ÙÙŠ المستشÙيات الØكومية يجب أن تكون عالية ولجميع المواطنين، ولكن على أسس شبه تجارية، بمعنى أن تكون هناك إدارة منÙصلة ومسئولة عن استخدام كل الإمكانيات بكÙاءة عالية مع وجود الرقابة والمØاسبة. { هناك بعض المشاريع التي اعتمدت مؤخرا كالمØاÙظات الصØية، ألا يمكن اعتبار ذلك خطوة Ùاعلة تخدم التوجه للسياØØ© العلاجية؟ - مشروع المدن أو المØاÙظات الصØية مشروع غامض، ولا نعر٠ماذا يعني وما هدÙÙ‡ وما الذي سيؤدي إليه من تØسين ÙÙŠ الخدمات الطبية ÙÙŠ البØرين، Ùالمملكة بلد صغير جدا ولا تØتاج إلى مدن أو Ù…ØاÙظات بهذه التÙاصيل، وتركيز الخدمات الÙنية الصØية العالية ÙÙŠ مركز واØد سيوÙر معظم الاØتياجات المطلوبة، لأنه لا يمكن توÙير Ø£Ùضل الخدمات والعلاج ÙÙŠ عدة مراكز وعدة Ù…ØاÙظات، وإلا ستكون العملية مكلÙØ© جدا.
رغم ما تقدم، يؤكد الدكتور Øسن العريّض أن هناك توجها Øقيقيا ÙÙŠ هذه المرØلة لتطوير قطاع الخدمات الصØية ÙÙŠ البØرين، وعبّر عنه سمو رئيس الوزراء ÙÙŠ تصريØات عدة تساند تنمية السياØØ© العلاجية، وأضاÙ: Ø£Øد أهم هذه المساندات والإنجازات هو الاتÙاق مع الكلية الملكية للجراØين بايرلندا لإنشاء كلية طبية ÙÙŠ البØرين، كما إن سموه يعبر دوما عن اعتزازه ÙˆÙخره بالكÙاءات البØرينية، وهذه Ùرص صادقة لتنمية هذا القطاع، لكن يبقى هنا أن توضع الخطط الواضØØ© ÙˆÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ùرص كاملة للقطاع الخاص، لأن هذا القطاع يستطيع بالÙعل أن يقوم بدور كبير إذا ما Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ùرصة، كما يجب أن تتجه رؤوس الأموال إلى هذه الاستثمارات وتساهم برÙع الكÙاءات الÙنية الوطنية واستقطاب الكÙاءات العالمية.
ما هي الرؤية الإدارية والتنظيمية للسياØØ© العلاجية ÙÙŠ البØرين، وما هي الخطوات الأولى التي Ù†Øتاجها من اجل النهوض بهذه السياØØ©ØŒ وما الذي يمكن أن تسهم به المشروعات الأخيرة كالمØاÙظات الصØية ÙÙŠ هذا الجانب. تساؤلات تناولها استشاري طب العائلة، والمنسق الوطني لمشروع المØاÙظات الصØية الدكتور Ø£Øمد العمران ÙÙŠ Øديثه معنا Øول وضع متطلبات تنمية السياØØ© العلاجية ÙÙŠ البØرين. يؤكد العمران هنا أن البØرين تمثل بالÙعل أرضا خصبة لمشروع عملاق كالسياØØ© العلاجية التي تتطلب استراتيجية طويلة المدى وخططا تنÙيذية مرØلية، خاصة وان البØرين تتسم بعدة مواصÙات تساعدها على ذلك منها موقعها الاستراتيجي Øيث أصبØت مركزا إقليميا لكثير من القطاعات ولا يصعب عليها أن تكون كذلك ÙÙŠ هذه السياØØ©ØŒ كما تتمتع البØرين باستقرار أمني من جانب، وسمعة دولية وعلاقات جيدة مع دول الجوار والعالم من جانب آخر مما يساعد على استقطاب الكثير من الشركات لهذه المشاريع ولاسيما بعد أن أثبتت تÙوقها ÙÙŠ المشاريع الضخمة كالÙورمولا واØد، ويساعد على قدرتها ÙÙŠ تنمية هذه السياØØ© ÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ أمام الجامعات العتيقة ومصانع الأدوية، واستغلا Ù„ هذه المميزات يتطلب خطة استراتيجية وتخطيطا مرØليا يعزز البنية التØتية للمشروع. ÙˆÙيما يتعلق بأهمية مثل هذا التوجه، Ø£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…Ø±Ø§Ù† إن الØكومة يجب أن تÙكر بجدية ÙÙŠ مصادر أخرى للدخل القومي لتÙادي مشاكل وأزمات المصدر الواØد، وهنا يمكن أن تكون السياØØ© العلاجية Ø£Øد هذه المصادر وتلعب دورا ÙÙŠ الاقتصاد الوطني، إضاÙØ© إلى إن تنمية هذا الجانب يساهم بشكل كبير ÙÙŠ تطوير مستوى الخدمات الصØية ÙÙŠ البلد.
ÙˆÙŠØ·Ø±Ø Ø§Ø³ØªØ´Ø§Ø±ÙŠ طب العائلة هنا مقومات المشروع من الناØية الإدارية والتنظيمية، ومدى توÙرها ÙÙŠ البØرين والعوائق التي تصادÙها، مشيرا إلى إننا وبعد أن نوÙر البنية التØتية القوية، تبرز مقومات Øددتها منظمة الصØØ© العالمية أولها الرقي بمستوى الخدمات الصØية العامة، ويتØقق ذلك من خلال ثلاثة وسائل هي: 1- اعتماد نظام تأمين صØÙŠ للأجانب ÙÙŠ المملكة لأنهم يشكلون عبئا كبيرا على المراÙÙ‚ الصØية مما ينعكس سلبا على مستوى خدماتها. 2- اعتماد برنامج تأمين صØÙŠ Øكومي للمواطنين لخدمات الرعاية الصØية الثانوية والمتخصصة على أن تقدم خدمات الرعاية الأول والوقائية مجانا. كما إن التأمين الصØÙŠ ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ أمام المواطن لاختيار المؤسسة الصØية وهذا يخلق نوعا من المناÙسة مما يساعد على تطوير الخدمات، وبالتالي يقلل الÙجوة الكبيرة ÙÙŠ مستوى الخدمات الصØية بين القطاعين العام والخاص، وهذا التقليص ضروري Ù„Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§ØØ© العلاجية، لأن Ø£Øد أهم ا |