السياØØ© الإسلامية: عن "الشرق الأوسط " 04 آب / أغسطس 2011
مدينة تنام إلى ما بعد منتص٠النهار.. هي البØر والنورس والسمك والتاريخ والموسيقى والصمت
يتوسط مقهى «ØºÙ„اسيي» المدينة القديمة ÙÙŠ الصويرة. Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆÙ…ØºØ§Ø±Ø¨Ø© ÙˆÙضوليون يأتون إلى هذا المقهى ÙÙŠ منتص٠النهار. Øين ينهمر ضوء الشمس، وتدب Øركة الناس ÙÙŠ أزقتها. يأتون إلى هنا لتناول وجبة Ø¥Ùطار. يقع المقهى ÙÙŠ زاوية تتقاطع Ùيها أربعة أزقة. ليس مكانا رØبا، لكنه يتسع لزبنائه. معظمهم من السياØ. طاولات رصت ÙÙŠ ساØØ© ضيقة أمام المقهى. ÙÙŠ الداخل توجد طاولتان، Øول كل طاولة ثلاثة كراسي صغيرة. كثيرون ÙŠÙضلون الجلوس ÙÙŠ هذا المقهى بØيث يمكن أن يتأملوا المارة. يتابعون بداية زØام ÙÙŠ مدينة تتثاءب ÙÙŠ الÙجر وتستيقظ بعد منتص٠النهار. Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø£ÙƒØ«Ø±ÙŠØ© والمغاربة أقلية. Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† جنسيات مختلÙØ©. لكن أكثر ما يلÙت الانتباه وجود Ø³ÙŠØ§Ø Ø£Ù…ÙŠØ±ÙƒÙŠÙŠÙ†. معظمهم من الشباب. ÙŠØمل Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙƒØªØ¨Ø§ كثيرون ÙŠÙضلون «Ø§Ù„رياض» لأن أسعارها معقولة، بين 100 Ùˆ200 درهم (ما بين 12 Ùˆ25 دولارا) ÙÙŠ الليلة. غرÙØ© مريØØ©. صالونات استقبال تزينها لوØات تشكيلية، ونباتات الظل المتسلقة. النزلاء يمكنهم طهي وجباتهم بأنÙسهم إذا رغبوا. بعض هذه الإقامات سكن بها ÙÙŠ الستينات ÙˆØتى منتص٠السبعينات، مجموعات من الهيبيين خلال سنوات ازدهار تلك الموجة. ورواج «ÙلسÙتهم»ØŒ قبل أن تذبل Ø£Ùكارهم كما تذبل الزهور وتنØني وتسقط. ÙÙŠ العصر تزدØÙ… أزقة الصويرة بناسها وسياØها. بعض من يسيرون ÙÙŠ الزØام من السياØØŒ يأملون تناول وجبة ÙÙŠ واØد من تلك المطاعم الصغيرة بطاولاتها الخشبية الوطيئة، ووجباتها التي تعتمد السمك مادة أساسية. بعضهم يريد أن يشتري مصنوعات خشبية صنعت من خشب العرعار، أو ثيابا صوÙية وقطنية مزركشة. الØوانيت الصغيرة تØولت مع هذه الثياب إلى زÙØ© ألوان. بعضهم يبØØ« عن شرائط «Ù…وسيقى كناوة». يطلق ÙÙŠ الصويرة على Ùناني هذا النوع من الغناء «Ø§Ù„معلمون». «Ù…وسيقى كناوة» هي ÙÙŠ الأصل موسيقى Ø¥Ùريقية. هي موسيقى «Ø§Ù„عبيد» الذين نقلوا قسرا ÙÙŠ زمن مضى إلى أصقاع شتى منها المغرب، ربما من هنا اهتمام بعض الأميركيين السود بهذه الموسيقى، وهو ما ÙŠÙسر مجيء بعضهم إلى الصويرة. إنهم يجدون رابطا بينها وبين موسيقى الجاز، التي كانت هي أيضا موسيقى «Ø§Ù„عبيد» ÙÙŠ مزارع القطن ÙÙŠ البراري الأميركية. موسيقى كناوة» Øلوة ومريرة، ÙرØØ© ÙˆØزينة، متÙائلة ويائسة. من أبرز مطربي هذه الموسيقى «Ø§Ù„معلم Ù…Øمود غينيا». صوته يأتي دائما شجيا مؤثرا وكأنه يرسل رسالة مودة تضمد Ø¬Ø±Ø§Ø Ø£ÙˆÙ„Ø¦Ùƒ «Ø§Ù„عبيد» الذين يرقدون تØت التراب. صوت ينبعث من كل زوايا المدينة القديمة. Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙŠØ´ØªØ±ÙˆÙ† تسجيلاته، على الرغم من أنهم لا ÙŠÙهمون كلماته. بعض Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù„Ø§ يبØثون عن أكل أو صناعة تقليدية أو تسجيلات موسيقية، بل يكتÙون بالتÙرج على الزØام. مدينة تستيقظ ÙÙŠ منتص٠النهار، وتنام ÙÙŠ الصباØات، وعندما تتهاطل عليها قطرات الندى الصباØية تبتل أزقتها، ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ù„Ù‡Ø§ رائØØ© خاصة. هي خليط من Ø±ÙˆØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù‚Ù‡ÙˆØ© والثوم، والخبز والهلاليات (كرواسن) الساخنة التي خرجت لتوها من الÙرن. الصويرة هي البØر، والنورس، والسمك، والتاريخ، والموسيقى.. والصمت. |