السياØØ© الإسلامية: عن " الشرق الأوسط " 01 أبريل /نيسان 2011
قال عنها الرسام الÙرنسي دولاكروا: Ø£Øتاج إلى 20 يدا لأعطي Ùكرة عن كل هذا، بعد Ùترة من الترهل والنسيان شرعت مدينة طنجة ÙÙŠ استعادة موقعها، كمدينة لها نكهة خاصة، تجمع بين عراقة المغرب وأجواء البØر الأبيض المتوسط، وأول يابسة ÙÙŠ القارة الإÙريقية، مع Ù†ÙØات الشمال الأوروبية، وهي المدينة التي كانت من قبل تعتبر القبلة السياØية الأولى، بل المدينة الدولية ÙÙŠ المغرب، Øيث كانت تخضع Ù„Øكم عدة دول. كثير من الÙنادق والمطاعم تشيد الآن أو يعاد ترميمها، Øركة دؤوبة لتنظي٠الشواطئ وعصرنة معالم المدينة، ومن ذلك تØويل الميناء القديم الذي بات الآن خارج المدينة إلى ميناء ترÙيهي، وإعادة الاهتمام بالآثار التاريخية. طنجة هي بوابة المغرب الأقصى وأقرب مدينة Ø¥Ùريقية إلى أوروبا، إذ لا ÙŠÙصلها عن جنوب إسبانيا سوى 14 كيلومترا يمكن قطعها ÙÙŠ أقل من ساعة زمنية، وجوا ÙÙŠ دقائق معدودة، وهو ما جعلها، منذ تأسيسها ÙÙŠ القرن الرابع قبل الميلاد، موضوع نزاع بين القرطاجيين والبرتغاليين والإنجليز والإسبان، نظرا لموقعها الاستراتيجي عند ملتقى الأبيض المتوسط والمØيط الأطلسي وأهم الطرق البØرية العالمية. طنجة العالية، بتاريخها العريق وتميز موقعها الجغراÙÙŠØŒ كانت Øاضرة ÙÙŠ عدد من الأÙلام العالمية، وهي المدينة التي استقر Ùيها كتاب ورسامون ÙˆÙنانون أمثال أوجين دولاكروا وبيير لوتي وماتيس وجان جينيه وبول بولز.ØŒ وتنيسي ويليامز. وهم وجدوا ÙÙŠ عالمها المتغير مصدرا للبهجة والتألق، يوÙر الكثير من أجل الإبداع والتأمل. ÙÙŠ طنجة كل شيء يبدأ من البØر ويؤدي إلى البØر، إذ بوسع عشاقها أن يسبØوا صباØا ÙÙŠ المØيط الأطلسي وبعد الظهر بالبØر الأبيض المتوسط، ومن سور «Ø§Ù„معجازين» ÙÙŠ قلب المدينة، يمكنك الاستمتاع بمنظر الميناء، وهو يستمد بهاءه من امتداد المياه الخضراء والزرقاء ÙÙŠ مضيق جبل طارق، وعلى مرمى البصر تظهر الأندلس القرمزية عند مغرب الشمس. لا تشتهر طنجة بÙنادقها الرÙيعة وشققها الÙاخرة، أو ما يعر٠بالإقامات السياØية، ومعالمها السياØية، بل أيضا بما يوÙره سكانها Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† شقق وغر٠للإيجار، وكذا بأسواقها والضوضاء والجلبة التي تشتهر بها هذه الأسواق، التي تمتلئ بØشود مختلÙØ© من البشر، مثل سوق «Ø§Ù„Ùندق» Ùˆ«Ø§Ù„قصبة» Ùˆ«Ø§Ù„سوق الكبيرة» وهي السوق المØببة إلى «Ø¨ÙˆÙ„ بولز»ØŒ Øيث تمتزج Ùيها أصوات مطارق الصناع التقليديين Ø¨ØµÙŠØ§Ø Ø¨Ø§Ø¦Ø¹Ø§Øª بدويات يتميزن بقبعاتهن المزينة بألوان الثمار. وسØر طنجة يكمن كذلك ÙÙŠ الØدائق الجذابة التي تظللها أشجار التين المعمرة ويصل عمرها إلى عقود ÙÙŠ «Øدائق المندوبية» أو «Øدائق السلطان. وهناك أيضا ألوان الزهور المغرية والقهوة المثيرة ÙÙŠ قصر «Ø¯Ø§Ø± المخزن» الذي شيد ÙÙŠ القرن السابع عشر، ويشتهر بالقباب الرخامية وسقوÙÙ‡ الأرزية وديكوراته المزينة بالÙسيÙساء التي تضم متØ٠الÙنون المغربية العتيقة والØديثة. وبعيدا عن ضوضاء المدينة، وعلى بعد 10 كيلومترات شرق المدينة، عبر طريق ساØلي جبلي مكسو بأشجار الكلابتوس والبلوط، يوجد رأس «Ù…الباطا»ØŒ الذي يبدو منه منظر البØر وطنجة والمضيق كأنهم جميعا ÙÙŠ تناغم ساØر أخاذ. أما إذا تØولت إلى الاتجاه Ù†ØÙˆ الشمال الغربي من طنجة أو مدينة «Ø§Ù„بوغاز» كما يطلق عليها المغاربة، وسلكت مسارا جبليا جميلا ملتويا بين التلال، سيصادÙÙƒ «Ø³Ø¨Ø§Ø±ØªÙŠÙ„» أو «Ù…نطقة الموت» كما كان يطلق عليه سابقا، وهو الرأس الجبلي الأقصى لأÙريقيا الذي يتعانق أمامه البØر الأبيض المتوسط والمØيط الأطلسي، والذي بنيت عليه ÙÙŠ بداية القرن التاسع عشر منارة «ÙƒØ§Ø¨ سبارتيل»ØŒ بأسلوب هندسي أندلسي وزخرÙØ© مغربية بديعة، لتوجيه وإرشاد قوارب الصيادين والبواخر العابرة لهذه المنطقة التي شهدت Øوادث مميتة خلال قرون من الزمن. وعلى بعد بضعة كيلومترات ÙÙŠ Ù†Ùس الاتجاه، يخوض التاريخ غمار أسطورة مغارة «Ù‡Ø±Ù‚Ù„»ØŒ وهو موقع طبيعي أثري يعود تاريخه، Øسب نتائج الأبØاث التاريخية التي أجرتها عدة معاهد مختصة ÙÙŠ البØØ« الأثري، إلى أزيد من 5 آلا٠سنة قبل الميلاد، Øيث صن٠بذلك تراثا إنسانيا ÙÙŠ ملك الذاكرة الجماعية العالمية. وتستمد مغارة «Ù‡Ø±Ù‚Ù„» قيمتها السياØية والتاريخية، من خلال وجودها بمØيط غني بمواقع أثرية جميلة، كموقع مغارات «Ø§Ù„خيل» Ùˆ«ÙƒÙˆØ·Ø§»ØŒ التي تشهد بدورها أن الإنسان استقر وعاش بهذه المنطقة منذ أزيد من 7 آلا٠سنة. وما يزيد المغارة جاذبية، تلك الÙتØØ© الطبيعية التي شكلتها عوامل التعرية البØرية، ورسمت صدÙØ© بواجهتها خريطة تشبه القارة الأÙريقية معكوسة، Øيث أضØت هذه الÙتØØ© تطغى على مخيلة كل عاشق لمدينة طنجة، أكثر مما تمثله المغارة كموقع أثري وسياØÙŠ. |