الإعلام السياØÙŠ الدولي: عن (وكالة الأنباء الكويتية) 11 Ùبراير/شباط 2010
كان السقاؤون أو (الكرابة) ÙÙŠ المملكة المغربية يمتهنون سقاية مياه الشرب وكل ما يتطلبه استعمال الماء قبل أن تØكم عليهم شبكات تعميم التوزيع واستعمال الصنابير بالإنقراض أو ما أشبهه ويصبØوا طوع يد Ø³Ø§Ø¦Ø ÙŠØ¹Ø´Ù‚ جمع الصور. كان السقاؤون ويسمون ÙÙŠ المغرب "الكرابة" نسبة إلى القربة التي يتأبّطونها لا يتقاضون أجرة أو راتبا بل كان الناس يكرمونهم كل بقدر ما استطاع وكانوا بذلك راضين مرددين عبارة أن: الماء لله ومن أعطى شيئا Ùهو لله.
لم يكن بمقدور أي شخص ممارسة ØرÙØ© سقاية الماء ÙÙŠ المغرب إذ كان يشترط ÙÙŠ مهنة السقاء أن يكون من ذوي المروءة والأخلاق الرÙيعة وأن يكون مضمونا وكان الضامن وهو عادة Ø£Øد أعيان المنطقة لا يضمن من طلب ضمانته إلا إذا وثق أخلاقه وسلوكه وخبر ظروÙÙ‡ وأØواله.
ويعد الضامن بطاقة الهوية ولأن الضمانة تعتبر جواز مرور السقاء إلى داخل البيت Øيث يسكن النساء ÙˆØيث الØاجة إلى الماء ÙÙŠ المطبخ والØمام. قام السقاؤون إلى جانب ذلك بأعمال "الكلÙØ©" وهي بناء الرياض والقصور والبيوت الكبيرة لرجال السلطة والأعيان دون أجر، مقابل إقامة ولائم للسقائين تØوي لذيذ الشرب والطعام.ويذكر Ù…Øمد أبو الدين سقاء (82 سنة) من الزمن القديم ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØ Ù„Ù‡ كي٠كان أعيان المدن يجمعون السقائين بمناسبة أو من غير مناسبة لإكرامهم تبركا بدعواتهم للخير والبركة واليسر وتميز الملوك المغاربة بهذه العادة وقد عاشها هو Ù†Ùسه مع الملكين الراØلين Ù…Øمد الخامس والØسن الثاني. ويقول أبو الدين: إن السقائين كانوا يأكلون Øتى ÙÙŠ المطاعم الشعبية ولا يؤدون عرÙانا بأدوارهم وبقناعتهم، مشيرا إلى أن Ø£Øوال الدنيا تغيرت وتبدلت Ùيها القناعة بالطمع والجشع ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù„ÙƒÙ„ شيء ثمن ولم يعد من ØÙ‚ "الكراب" إرواء عطش الناس بماء الله مجانا. - وكان السقاؤون ÙÙŠ المغرب ينتعلون "بومنتل" وهو خ٠مصنوع من المطاط الأسود ويرتدون "الØنديرة" وهي دشداشة يستقدمونها من منطقة زايان ÙÙŠ الأطلس المتوسط تصنع من الصو٠ويضعون على رؤوسهم قبعة شمالية (من شمال المغرب) تدعى "ترازار" ويØملون ناقوسا مربوطا إلى Ø£Øزمتهم بسلسلة Ù†Øاس وطاسات أي جÙنات من Ù†Øاس "Øياتي" وهو نوع من صÙØات النØاس الخالص المقوى الأصÙر الصقيل.
وكانوا يتأبطون قربة من جلد الماعز تصنع بمهارة بعد أن يكون القصاب سلخ ذبيØØ© الماعز سلخا متقنا Ù…Øكما ثم يتم دبغها Ø¨Ø§Ù„Ù…Ù„Ø ÙˆÙ…Ø§Ø¯Ø© الدباغ ونشرها للشمس ورتقها من جهة الكراع الأمامية وجهة البطن وكذلك يتأبطون من جهة الكت٠الأيسر Ù…ØÙظة "اشكارة" تزيّنت بمسكوكات النقود المغربية القديمة أو مسكوكات النØاس الأØمر من العملات الأجنبية. أما اليوم Ùقد ØاÙظ السقاؤون على اللباس والزي الذي Ø£ØµØ¨Ø ÙÙŠ متØ٠الزمان كساء Ùلكلوريا ÙˆÙقدوا الوظيÙØ©. وصارت تلتقطهم عدسات Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ²ÙˆØ§Ø± المدن يطوÙون بقرابهم Ùارغة يدقون نواقيسهم يلÙتون إلى هيئاتهم الأنيقة بالألوان الÙاقعة الزاهية علهم يظÙرون بصورة تدر عليهم بعض الدريهمات. غير أن السقائين يسترجعون أدوارهم ÙÙŠ الأعراس التي تبدي البذخ وتقام بمناسبة عقد القران أو العقيقة أو الختان Øيث يقومون بسقاية المدعوين إلى الØÙÙ„ بالماء المعدني والثلج البارد المنسم بØضور متميز وسط القاعات التي يكون كل شيء Ùيها Øديثا وعصريا سوى منظر "الكرابة" وهم يجولون بين الموائد يدندنون بالنواقيس التي تستثير الظمأ. |