|
printable
version
| أيام ÙÙŠ ساØØ© جامع الÙنا
05/05/2004
|
مراكش-دومينيك ميرل
مجلة السياØØ© الإسلامية أيار/Øزيران 2004
ماذا أعمل هنا مرة أخرى بØÙ‚ الكون؟ أعتر٠أن هذا ليس بالاÙØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø³Ø¨ لمقالة سياØية، ولكن المنطق والعقل لا مكان لهما ÙÙŠ هذا الموقع الذي لا يوص٠تقريبا Øيث ساد الهرج لنØÙˆ 800 سنة أو يزيد. أق٠ÙÙŠ وسط ساØØ© جامع الÙنا ÙÙŠ الØÙŠ المراكشي، Ù…Øاطا بأخلاط من العالم.
وهناك Øواة يهزون Øيات الكوبرا التي نزعت منها أسنانها، بهلوانات، موسيقيون، مشعوذون، قصاصون، سØرة، الوشامون بالØناء، الأعشاب الطبية والعلاجات من كل نوع، بما Ùيها رجل Ùرش غطاءً صوÙيا على الأرض وأقام Ùوقه طبابة أسنان، وهو يقوم باقتلاع الأسنان ÙÙŠ المكان بواسطة الكماشة. وليس من السهولة التكهن بما قد ÙŠØدث ÙÙŠ الغد إذ أن الØوادث الجديدة تØصل يوميا تقريبا.
لقد كانت ساØØ© جامع الÙنا ÙÙŠ الأساس المكان الذي تجري Ùيه عقوبة القتل العلني بقطع الرؤوس، وأصبØت Ùيما بعد مكان التقاء المزارعين والتجار من مراكش والقرى الجبلية المØيطة. كان هذا من ثمانية قرون خلت. ولم يتغير الكثير من ذلك الوقت، ما عدا أنها أشد ميلا للاضطراب كل يوم.
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ØªØ²Ø¯ØÙ… هذه الساØØ© بعربات الÙاكهة والØبوب المقلاة، وباعة التوابل، والسقائين الذين ÙŠØملون السقاء الجلدي ÙˆØ£Ù‚Ø¯Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø±Ø¨ المعدنية، وباعة السلال والØدادين.
ومن السهل التعر٠على السقائين الذين تدل عليهم قبعاتهم المخروطية الغريبة، أزياؤهم الØمراء والأكواب المعدنية المدلاة إلى جوانبهم. ولكنهم نادرا ما يبيعون الماء ÙÙŠ الوقت الØاضر، Øيث إنهم ÙŠØصلون على أرزاقهم من الصور التي يأخذها لهم السياØ. "إن بعضهم ليس هناك ماء ÙÙŠ سقائهم"ØŒ كما قال مراÙقي عبد الله.
وعندما عدت لزيارة هذا المكان للمرة الرابعة، بقى التساؤل عن سبب عودتي ÙŠØيرني، ولكنني أعلم واثقا بأن لو توÙرت لي Ùرصة الزيارة للمرة الخامسة لعدت، لأنها ساØØ© مدهشة بقدر ما هي غريبة. ولا يستطيع Ø£Øد تجاهلها، ÙˆØتى اليونسكو أضاÙتها أخيرا إلى القائمة المهمة للتراث الذي تنبغي المØاÙظة عليه.
والآلاÙØŒ وربما يصل الرقم إلى عشرة آلا٠شخص يأتون يوميا إلى هذه الساØØ© الشاسعة. وهناك رجل ÙŠØمل قردين وقد استوقÙني لأخذ صورة معه. ونÙس الأمر يتكرر مع عاز٠العود مع Øية الكوبرا الدرداء. وهناك صبيان وهما يتلاكمان على سبيل المزاØØŒ ثم أنهما يتوقÙان ليغنيا معا. ولسبب ما يبدو الموق٠اعتياديا. ولدى تجوالك ÙÙŠ الساØØ©ØŒ Ùإن المشاهد، الأصوات ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ§Ø¦Ø ØªÙƒÙˆÙ† Ø£Øيانا Ùوق ما يتØمل.
ÙˆÙÙŠ أول المساء، يتم تغيير جديد. يبدأ Ùريق من الرجال بالوصول مع طاولات خشبية بيضاء طويلة وأواني الطبخ. وهناك صÙو٠وصÙو٠من اللØÙ… الممزوج بالتوابل، السمك، الكسكس، الخرو٠المشوي، والمرق المعمول ÙÙŠ "الطاجين"ØŒ وهو إناء من الطين له غطاء مخروطي مميز.
ويتلوه عند غياب الشمس، إيقاد Ø£Ù„Ù Ù…ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ…ØµØ¨Ø§ØØŒ أو هكذا يقولون، لتضيء الساØØ©. ويستمر الأكل والسهر Ùيها Øتى ساعات Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„Ù‰. ثم ترقد ساØØ© الÙنا لسويعات Øتى يعود تجار التوابل والÙاكهة ليبدأوا عمل اليوم التالي.
ورغم أن الساØØ© هي مراكشية، وربما تكون أكثر المواقع المغربية جذبا للسياØØŒ Ùإنه يندر أن تجد واØدا من المسؤولين ÙÙŠ المدينة ممن يمتدØها.
وما وراء الساØØ©ØŒ هناك شبكة معقدة من الأزقة الضيقة تØميها من الشمس مظلات مائلة. هذا هو السوق الرئيسي، واØد من أكبر الأسواق الØرÙية ÙÙŠ العالم. وهناك تنزيلات كثيرة ÙÙŠ البضائع الجلدية، والمشغولات النØاسية، والمجوهرات والسجاد، وأيضا كثير من النصب والاØتيال.
وقد يطلب أصØاب المØلات 20 ضع٠القيمة العادية للبضاعة الواØدة، خصوصا عندما تكون بمÙردك. ÙˆØتى لو استطعت الخلاص منهم بنص٠القيمة، Ùسيظل أنهم قد ربØوا ربØا ÙاØشا. إعر٠بضاعتك وقيمتها، أو تجول بصØبة من يعرÙ.
وسيØسسك أنÙÙƒ عندما تصل إلى التوابل والغذاء. ورائØØ© الزعÙران والكمون والÙÙ„ÙÙ„ الأسود والثوم العجمي والثوم مع ورد البرتقال، Ø³ØªØµØ¨Ø Ø®Ù„ÙŠØ·Ø§ خانقا. وهناك Ù…Øلات Ùيها أكوام من المكسرات والÙواكه الجاÙØ© منضودة على شكل أهرامات. وقد عرضت بشكل يضيق كلما اتجه إلى الأعلى ويبدو البائع من وسطه إلى قمته ÙÙŠ مركزها. إنه يزØ٠إليها من الأسÙÙ„ ويبقى واقÙا معظم نهاره ومجرا٠ÙÙŠ اليد وميزان ÙÙŠ اليد الأخرى.
ويقال أن هناك 5000 دكانا منÙردا ÙÙŠ السوق، وبعضها من الصغر بØيث إنه لا يزيد على Øجم ثلاجة. ومهما يكون الرقم، Ùإن المرء يضيع ببساطة ÙÙŠ شبكة الأزقة الملتوية، ولكن أغلب الباعة سو٠يدلونك على المخرج.
لقد قمنا خلال وجودنا بمراكش بعدة زيارات لساØØ© الÙنا، ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø§ÙƒØ±ØŒ منتص٠الظهيرة، وآخر المساء، ورأينا تØولها إلى سرك ذي ثلاث دوائر. ولم يتشابه عرضان.
ووعدني عبدالله أنني سأرى ما هو أغرب ÙÙŠ اليوم التالي، عنز يتسلق الشجر. وهكذا توجهنا بالسيارة ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ§Ù„ÙŠ إلى المنتجع البØري ÙÙŠ الصويرة. وللعنز ولع بشجر الجوز المØلي الذي يختص به المغرب. وقد Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø§Ø¹Ø² متسلقا ماهرا يهوي الوصول إلى هذه الأوراق الشهية. ولكن هذا الرعي ÙÙŠ أعلى الشجر يثير المزارعين بشكل جنوني لأن الماعز تأكل أيضا بعض الجوز، وهذا الجوز هو مصدر الدهن الÙاخر والغالي جدا ÙÙŠ المغرب، ويستعمل القليل منه للرش على الزلاطة أو يؤدم به الخبز. والدهن عزيز على المغاربة والبعض منهم ÙŠØملون معهم منه قوارير صغيرة ويضيÙون منه قطرة أو اثنتين إلى غذائهم ÙÙŠ المطعم.
"ربما سنراها عما قريب" قال عبد الله، بعد Ù†ØÙˆ ساعة من السياقة ÙÙŠ غرب مراكش. وكانت تق٠على مثل الص٠تقريبا، ورأينا أمامنا تماما رتلا من السيارات التي توقÙت للÙرجة على هذا المشهد الغريب. وها هي على أغصان الشجرة وبنØÙˆ ارتÙاع 20 قدما يق٠درزن من الماعز، كما لو أنها متسلقوا الØبال الماهرين.
وتبدو هذه الØيوانات الرشيقة غير عابئة بØضورنا وهي تقضم الأوراق بلا مبالاة. وكانت ألوانها سوداء، جوزية وبيضاء وهي تق٠بلا Øراك تقريبا Ùوق الغصون، وكما لو أنها زينة كبيرة على شجرة عيد الميلاد. ونØÙ† ÙÙŠ طريق العودة إلى مراكش، تركنا الماعز تأكل الأوراق.
"الآن" قال عبد الله "ماذا تقول Ùيما رأيت؟"ØŒ Ùأجبته "هل Øاول Ø£Øد أن يزرع واØدة من هذه الأشجار ÙÙŠ ساØØ© الÙنا؟".
|
Back
to main page |
Back
To Top
Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. |
|