المنازل والشقق المفروشة بمراكش بين السلبي والإيجابي
05/09/2008

السياحة الإسلامية: 4 أيلول/سبتمبر2008

السياحة الداخلية بمدينة مراكش المغربية تبقى حسب المتتبعين والمهتمين، قطاعا غير مهيكل ولا تحظى بالاهتمام الكبير كما هو الشأن بالنسبة للسياحة الخارجية، وهذا الواقع أدى إلى ظهور منتوج جديد استطاع الإنتشار والتوسع وحظي بإقبال كبير من لدن السياح الداخليين، والمتمثل في المنازل والشقق المفروشة.

في هذا الموضوع بالضبط صرح السيد عبد الرحيم بن الطبيب المدير العام للمجلس الجهوي للسياحة بمدينة مراكش، بأن الاستراتيجيات والسياسات والتشجيعات المتخذة منذ حقبة الستينيات حتى الآن، استهدفت تشجيع السياحة الخارجية وجلب الاستثمارات الأجنبية، لكن تبين مع مرور الوقت أنه صار للسياحة الداخلية دور مهم ووقع إيجابي على السياحة بصفة عامة.

وأضاف قائلا: إنه خلال فصل الصيف سجلت الفنادق المصنفة نسبة مهمة في توافد السياح المغاربة على المدينة، مما يفند فكرة ارتباط السياحة الداخلية بتوافد هذه الشريحة على الفنادق الصغرى مستشهدا بعدد من البلدان الرائدة في المجال السياحي كفرنسا التي بنت تطور هذا القطاع بالاعتماد على السياحة الداخلية. وأضاف قائلا: إن السياحة الداخلية فرضت نفسها على مستوى القطاع السياحي مما استدعى التفكير في خلق "منتوج سياحي عائلي" علاوة على تشجيع الوحدات الفندقية التي تتلاءم مع هذا النوع من السياحة وذلك باعتبارمدينة مراكش وجهة لمختلف شرائح المجتمع.

ولاحظ أن السائح الداخلي لا يستفيد من الأثمنة المناسبة والأكثر جاذبية والمقدمة للسائح الأجنبي من خلال نظام الحجز الذي يستعمله، والذي يشمل وكالات الأسفار وشركات الطيران وغيرها من المؤسسات الأخرى المرتبطة بهذا المجال.

 Ø£Ù…ا بخصوص انتشار ظاهرة "الشقق المفروشة" في الآونة الأخيرة كمنتوج جديد ينافس المؤسسات الفندقية، أكد السيد بن الطبيب أن "لجوء السائح الداخلي لاستعمال هذا المنتوج الغير منظم والعشوائي بدأ يضر بالقطاع السياحي".

وفي هذا السياق اعتبر أحد المهنيين أن السياحة الداخلية بمراكش مرتجلة وتعاني من غياب تسويق محكم لمنتوجها وضعف الاستثمارات الخاصة بها، مشيرا إلى أن السائح الداخلي بالمدينة الحمراء يجد نفسه مضطرا في غالب الأحيان للجوء إلى القرى السياحية أو الفنادق الغير مصنفة المتواجدة بالخصوص قرب ساحة جامع الفنا أو المحطة الطرقية علاوة على لجوئه إلى كراء دور أو شقق مفروشة بأثمنة جد مشجعة يلعب حراس الدراجات والسيارات دورا مهما في رواجها.

ومن جهة أخرى, ذكر عبد الرحيم بن الطبيب أن هناك تراجعا على مستوى ملء الفنادق بمدينة مراكش حيث تم تسجيل51 بالمائة فقط خلال يوليوز/تموز2008 مقابل57 بالمائة في نفس الفترة من سنة 2007، مشيرا إلى أن هذا الفارق استفادت منه الدور المأجورة والشقق المفروشة.

وأضاف أن هذا التراجع يعتبر بمثابة ناقوس إنذار بالنسبة لقطاع السياحة بمراكش التي عرفت تراجعا على الخصوص على مستوى السوق الفرنسية المصدر الأول للسياح بالنسبة لمدينة مراكش.

وأبرز أن هناك وعيا لدى المهنيين بأن السياحة الداخلية ليست مجرد سياحة يلجأ إليها كلما كانت هناك مشاكل على مستوى السياحة الخارجية، بل أصبح لها دور مهم سواء على مستوى الفنادق المصنفة (25 بالمائة تقريبا من مستوى الملء خلال يوليوز/ تموز الماضي) بالإضافة إلى الرواج الكبير الذي تستفيد منه المطاعم والصناعة التقليدية وعدد من المؤسسات السياحية وشبه السياحية.