|
printable
version
| طيران الإمارات تبدأ رØلات مباشرة إلى جلاسكو
13/04/2004
|
الخليج الاقتصادي 03/04/2004
جلاسكو - مروان برجاس:
عندما التقيت وجهاً لوجه مع البرد الاسكتلندي شعرت بدÙØ¡ الطبيعة،
وتØركت ÙÙŠ أعماقي ذكريات سقوط المطر وقسوة الثلج عندما كنت أقاومهما ذات شتاء بالمعط٠المØشو بالÙرو، وبانتعال الØذاء البلاستيكي ذي الساق الطويلة، وكأني كنت ÙÙŠ مرØلة تØد٠للطبيعة التي لجأت إلى Øضنها طلباً للدÙØ¡.
Ùبعد سنوات طوال عادت الØالة ذاتها لتتملكني وأنا على تخوم البرد الاسكتلندي، Ùارتديت معطÙا ÙˆØذاء شبيهين تماما بذينك الذين كنت ألبسهما وأنا ÙÙŠ العشرين من عمري، بيد أن الÙارق هنا هو أنني لجأت إلى البرد هذه المرة هرباً من Øر الصي٠لا متØدياً له.
عموماً، بدأت رØلتي مع البرد الاسكتلندي ÙÙŠ الثالث والعشرين من مارس/ آذار الماضي، عندما دعيت وزملائي الصØاÙيين من قبل هيئة السياØØ© البريطانية لزيارة اسكتلندا بمناسبة اÙØªØªØ§Ø â€œØ·ÙŠØ±Ø§Ù† الإمارات†خطاً جوياً مباشراً إليها عبر عاصمتها جلاسكو ÙÙŠ العاشر من الشهر الجاري . . وبعد رØلة طويلة استمرت Øوالي ثماني ساعات إلى لندن وساعة ونص٠الساعة الى جلاسكو، وصلنا إلى Ø£Øضان الطبيعة الخلابة التي تشبه لوØØ© Ùنية تجمعها تناغمات لونية جميلة تØرك السكون ÙÙŠ الأعماق، وتجسد الØياة بتداخلاتها الجميلة، وتعكس عالما رØبا ÙŠØكمه الضباب، لكنها ÙÙŠ الوقت ذاته اختصرت جمالية الطبيعة عندما منØتنا شعورا لا تختلط Ùيه المÙارقات، وإنما رأبت التصدعات النÙسية عبر دليل طبيعتها البكر الذي قادنا إلى أرض الهدوء.
واسكتلندا، التي تبلغ مساØتها 78.8 أل٠كيلومتر مربع، تشتهر بطبيعتها الخلابة وأرضها الجبلية، Øيث تصل أعلى قمة Ùيها إلى 1342 مترا. وهي أعلى قمة ÙÙŠ بريطانيا. ومن اشهر مدنها ادنبرة، وأبردين، ودندي، بالإضاÙØ© إلى عاصمتها جلاسكو، التي لن يتÙاجأ الزائر لها إذا ما رأى المركز الإسلامي والمسجد الجامع اللذين شيدا ÙÙŠ قلب المدينة. ÙÙوق المسجد العملاق، الذي جمع بين Øداثة البناء المتوائم مع Ù…Øيطه والنمط المعماري التقليدي المستوØÙ‰ من مساجد شبه القارة الهندية ترتÙع مئذنة رÙيعة جميلة تؤكد Øضور الإسلام كجزء من النسيج الاجتماعي والديني والمعماري السائد ÙÙŠ هذا البلد. وكتأكيد على Øضور المسلمين ÙÙŠ هذا المجتمع، قدمت اسكتلندا، العاصمة الصناعية لبريطانيا، أول نائب مسلم ÙÙŠ مجلس العموم البريطاني عام 1997. وبالعودة إلى التاريخ يكتش٠المرء انه ÙÙŠ بداية الأربعينات من القرن العشرين وصلت طلائع المهاجرين المسلمين من شبه القارة الهندية، التي خضعت للاستعمار البريطاني، إلى هذه المدينة الصناعية. وبدأ المسلمون وقتئذ ÙÙŠ تنظيم أنÙسهم ÙÙŠ مؤسسة Øملت اسم “جمعية اتØاد المسلمين†التي تم تأسيسها عام 1943. ومع مطلع الألÙية الثالثة، قدر عدد مسلمي جلاسكو بØوالي عشرين أل٠نسمة، منهم من يدير استثمارات Ù…Øدودة، ومنهم من استطاع أن ÙŠØµØ¨Ø Ø±Ø¬Ù„ أعمال كبيراً.
أما عن الاتصال التاريخي بين الجزر البريطانية والمسلمين، تقول المصادر التاريخية انه بدأ ÙÙŠ العهد العباسي، Øيث ضربت عملة ذهبية إنجليزية ÙÙŠ القرن الثامن تØمل ÙÙŠ اØد وجهيها عبارات عربية. وهي نسخة مطابقة للدينار الإسلامي المضروب ÙÙŠ عهد الخليÙØ© العباسي المنصور. وقد اكتشÙت تلك العملة ÙÙŠ روما، وهي معروضة Øالياً ÙÙŠ المتØ٠البريطاني، لكنها لا تزال مثار جدل لتكهنات المؤرخين، الذين ذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأن الملك الانجلوسكسوني “أوقاâ€ØŒ الذي تولى الØكم بين عامي 757 Ùˆ796 للميلاد، قد اعتنق الإسلام سراً. تجدر الإشارة إلى إن الملك “أوقا†كان واØداً من أقوى الملوك الأنجلوسكسون.
وقد Øظي بتقدير البابا “أدريان الأول†الذي سماه أول ملك لإنجلترا. ولكن ÙŠØ±Ø¬Ø Ø¥Ù† الاتصال بين المسلمين وبريطانيا بقي قائماً عبر القرون. وقد تنامى هذا الاتصال ÙÙŠ بعض العهود بدواÙع تجارية وعسكرية واستعمارية واستشراقية.
ÙÙŠ Ø¥Øدى Ù…Øطاتنا توقÙنا لزيارة يخت الملكة إليزابيث الثانية ÙÙŠ ميناء أدنبرة، وهو يخت ÙŠØمل رمزاً من نوع معين تماما كالملكة التي تمثل رمزا كونيا Ùريدا من نوعه ÙÙŠ أنواع النظام الملكي بالنسبة للبريطانيين، كما أنها نجمة على مستوى العالم كله، Ùلا يوجد أي ملك أو ملكة ÙÙŠ العالم يضاهيها من هذه الناØية كما يقول نايجل نيكولسون مؤل٠كتاب “الملكة ونØÙ†â€.
ومن يزر اليخت، الذي تم تجهيزه تجهيزا كاملا وكأنه قصر عائم، يلØظ أنه Ù…Øاط بدلالات من الغموض، وخصوصا عندما يعر٠أنه كان مقرا للعائلة الØاكمة، ومكانا لاستقبال زعماء العالم، أمثال راجي٠غاندي، ونيلسون مانديلا وغيرهما.
والجائل ÙÙŠ اليخت تثيره تساؤلات عدة كما يقول نيكولسون: كي٠تعيش الملكة؟ وكي٠تمارس دورها ÙƒØاكمة؟ Ùعندما وصلت إلى سدة العرش عام 1952 كان العالم شيئا والآن Ø£ØµØ¨Ø Ø´ÙŠØ¦Ø§ آخر. وقد خسرت إنجلترا إمبراطوريتها الكولونيالية، وتØولت إلى دولة وسطى بعد أن Øلت أمريكا Ù…Øلها ÙÙŠ قيادة العالم. كما أن العادات والتقاليد تغيرت ÙÙŠ أوساط الشعب الإنجليزي والشعوب الأخرى. ولكن النظام الملكي لم يتغير وكأنه سرمدي كما اليخت تماما. Ùرغم ذلك التغير كله لا يزال الناس يتØدثون عن العهد الاليزابيثي.
تضامن مع Ùلسطين
قد ÙŠÙاجأ الزائر إلى جلاسكو بØملة التضامن الاسكتلندية مع Ùلسطين لكنه ÙŠØµØ¨Ø Ø£ÙƒØ«Ø± اØتراما لأولئك الذين ينظمون الØملة تØت شعار “لا تمويل اسكتلندي للتطهير العرقي ÙÙŠ Ùلسطينâ€. ويبدو أن الØملة، التي تنظمها مجموعة من الشعب ليس لها انتماء سياسي سوى مناصرة المظلومين، تأتي ÙÙŠ إطار الاØتجاج على جمع المال من أجل التطهير العرقي ÙÙŠ Ùلسطين، Øيث كان الصندوق القومي اليهودي قد استغل شخصية الممثلة الأمريكية المولد “روبي واكسر†لجمع هذا المال ÙÙŠ ØÙÙ„ عشاء أقامه لها بأØد Ùنادق جلاسكو.
واللاÙت ÙÙŠ الØملة أن جميع المؤيدين للØقوق الإنسانية الÙلسطينية ÙÙŠ جلاسكو واسكتلندا Ù†Ùذوا هذا الاØتجاج وقالوا: “لا يمكن لروبي واكسر أن تستغل شهرتها من أجل التطهير العرقي ÙÙŠ Ùلسطين، وعلينا أن نجعل اسكتلندا بعيدة عن هذه القضيةâ€.
ومما يسترعي الانتباه أيضا أن بيان منظمي الØملة يتضمن ÙØ¶Ø§Ø¦Ø Ø¹Ù† شاؤول موÙاز وزير الØرب “الإسرائيليâ€ØŒ ويؤكد أنه جاء إلى اسكتلندا ÙÙŠ العام الماضي ليساعد ÙÙŠ Øملة جمع الأموال للصندوق القومي اليهودي. لكنه اضطر للمغادرة بسرعة عندما نصØته السÙارة “الإسرائيلية†بأنه عرضة للاعتقال بموجب القانون الدولي، باعتباره مجرم Øرب. واعتبر البيان أن روبي واكسر شخصية عالمية تقدم الدعم للجرائم العنصرية.
|
Back
to main page |
Back
To Top
Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. |
|