ميدل ايست اونلاين
بقلم: Ø£Øمد Ùضل شبلول - الإسكندرية
كتاب يناقش نشأة صناعة الÙنادق وتطورها وصولا إلى الÙندقة الوقت الØاضر التي أصبØت علما مستقلا له قواعده وأسسه ونظرياته.
Ø£Ùسعد كثيرا عندما أرى كتابا عربيا جديدا يسد Ùجوة معلوماتية، عن موضوع ما، لم يتم تداوله بكثرة ÙÙŠ مؤلÙاتنا العربية. من هذه الموضوعات "صناعة الضياÙØ©"ØŒ ويقال إن الإنسان العربي مشهور بالكرم والضياÙØ©ØŒ وهناك عشرات القصائد الشعرية والقصص التراثية، التي تدور ÙÙŠ هذا الÙلك، من أشهرها قصة وشخصية Øاتم الطائي الذي يقال إنه عندما لم يجد شيئا لإكرام ضيÙه، Ø°Ø¨Ø Øصانه، Ùنسب إليه الكرم الØاتمي. وقصص أخرى عن كرم الضياÙØ©ØŒ ÙˆØسن الوÙادة، وكلها تدور ÙÙŠ إطار الأدب العربي، على مر العصور، غير أنه لم ÙŠÙكر Ø£Øد من مؤلÙينا ÙÙŠ تتبع موضوع الضياÙØ©ØŒ علميا ÙˆÙنيا، أو كي٠تÙصنع الضياÙة؟ خاصة بعد انتشار الÙنادق والمنتجعات والموتيلات، وما شابه ذلك، ÙÙŠ معظم دول العالم، والتي أصبØت بدورها مؤشرا مهما لقياس صناعة السياØØ© والÙنادق وجودتها، ÙÙŠ بلد ما، وعلامة من علامات نجاØها أو Ùشلها.
ويجئ كتاب الدكتور Øسن إسماعيل الطاÙØ´ "مبادئ صناعة الضياÙØ©" الصادر عن مكتبة الأنجلو المصرية، Ù€ واØتوى على 240 صÙØØ© Ù€ ليسد ثغرة ÙÙŠ المكتبة العربية عن هذا الموضوع الØيوي.
ود. الطاÙØ´ Ø£Øد المتخصصين النادرين عربيا ÙÙŠ هذا العلم، وقد سبق له أن قدم للقارئ العربي المهتم بهذا الموضوع كتاب "إدارة الجودة ÙÙŠ صناعة الضياÙØ©"ØŒ وكتاب "المستويات القياسية للجودة الÙندقية"ØŒ إلى جانب ممارسته لهذه المهنة من خلال Øياته العملية ÙÙŠ Ø¥Øدى الشركات المصرية الكبرى الخاصة بالسياØØ© الÙنادق، هي شركة "إيجوث"ØŒ وقد قام رئيس مجلس إدارتها والعضو المنتدب المØاسب نبيل علي سليم بكتابة مقدمة أشاد Ùيها بأهمية الكتاب الذي يعالج الموضوع تاريخيا ÙˆÙنيا وعلميا خاصة بعد انتشار وسائل المواصلات الØديثة التي أسهمت بدورها ÙÙŠ تطوير صناعة الضياÙØ©ØŒ ووجه بتدريس الكتاب على طلبة معاهد الشركة، من أجل تطوير التعليم وجودته، Ùضلا عن ضرورة العمل على نشر ثقاÙØ© صناعة الضياÙØ©.
أما رئيس غرÙØ© المنشآت الÙندقية ومستشار وزير السياØØ© المصري، السيد ÙتØÙŠ نور Ùقد قال ÙÙŠ كلمته عن الكتاب إنه سيعمل على ملء الÙراغ الموجود الآن Ù†ØÙˆ المؤلÙات الخاصة بصناعة السياØØ© والÙنادق Ùضلا عن إثراء المكتبة المصرية والعربية بتلك المؤلÙات.
يعالج الكتاب ÙÙŠ Ùصله الأول نشأة صناعة الÙنادق وتطورها، بدءا من الشرق القديم، وخاصة عند المصريين والعرب واليهود، ÙˆÙÙŠ هذا ÙŠÙرق بين الØان والخان، Øيث نلاØظ أن الخان يقدم المأوى، بينما الØان لا يقدم هذه الخدمة الÙندقية (Ø¨Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Øديث).
ثم يتØدث المؤل٠عن الÙندقة عند الإغريق ومراØÙ„ تطورها من الخدمة غير المدÙوعة، إلى الخدمة المدÙوعة. Ùمنذ وقت مبكر اهتم الإغريق بأنواع الÙندقة، وعرÙوا الÙندقة الدينية (نزل سكنية تنشأ بالقرب من المعابد والأماكن المقدسة Øيث كانت تجرى الاØتÙالات الدينية والمدنية) والÙندقة العلاجية، والÙندقة التجارية أو السياØية، ثم يذكر المؤل٠أهم الÙنادق وأشهرها عند الإغريق مثل: Ùندق ليونيدايون، ÙˆÙندق اللاسيديمون، ÙˆÙندق أسكلبيوا.
أما الÙندقة عند الرومان، Ùهي وإن لم تأت بجديد إلا أنها صقلت الÙندقة الإغريقية ونظمتها من الناØية الشكلية، ومن الناØية القانونية.
ومن العصر القديم ينتقل بنا المؤل٠إلى العصور الوسطى، ÙÙŠØدثنا عن التشريعيات الÙندقية ÙÙŠ تلك العصور، ويتابع مسيرة الخان والÙندق Ùيها، ويصÙهما لنا من خلال طوابقهما، ويعطينا لمØØ© عن إدارة الخان وقوانينه وأمور الدعاية والمناÙسة بين الخانات، ويلاØظ أن الخانات تختÙÙŠ باختÙاء المدن.
أما Ùنادق العصور الوسطى، ÙÙŠØدثنا المؤل٠عن بنائها وتجهيزها وتØويلها إلى صناعة. وأخيرا يلاØظ المؤل٠أن خان العصور الوسطى تطور بصورة ملموسة ÙÙŠ الÙترة الواقعة بين عهدي هنري الرابع، ولويس الثالث عشر.
أما عن الÙندقة ÙÙŠ الوقت الØاضر، Ùقد أصبØت علما مستقلا، له قواعده وأسسه ونظرياته، وارتبط هذا العلم بعلوم أخرى مثل: الاقتصاد والاجتماع وعلم النÙس والتاريخ والبيئة والصØØ© المهنية، وغير ذلك.
يدور الÙصل الثاني Øول أنواع الÙنادق والخدمات التي تقدمها، Ùهناك Ùنادق: العبور (الترانزيت) والÙنادق الدائمة، والÙنادق المؤقتة، والÙنادق الموسمية، والÙنادق الرياضية، والÙنادق العلاجية، والÙنادق المتØركة، وهناك تقسيم آخر للÙنادق ينبثق من التقسيم السابق، وعلى سبيل المثال تنقسم Ùنادق العبور إلى: Ùنادق المدن، ÙˆÙنادق المطارات، ÙˆÙنادق راكبي السيارات، وبيوت الشباب، والاستراØات السياØية، وكل منها تقدم خدمة متميزة عن الأخرى ÙÙŠ كثير من الأØيان، Ùضلا عن المقاهي ومØال بيع الÙطائر والسندويتشات، التي تدخل أيضا ضمن صناعة الضياÙØ©.
أما الÙنادق المتØركة على سبيل المثال، Ùتنقسم إلى: الÙنادق العائمة (مثل السÙÙ† العابرة للمØيطات، أو البواخر النيلية ÙÙŠ مصر) والÙنادق البرية المتØركة (مثل السيارات والقطارات التي تجهز بØيث تشمل أماكن لإقامة وإعاشة ونوم الركاب أثناء سÙرهم من مكان إلى آخر) والÙنادق الطائرة.
أما الÙصل الثالث Ùقد خصَّصه المؤل٠للØديث عن تصني٠الÙنادق ودرجاتها، Øيث تتوق٠عملية التصني٠على عدة قواعد أساسية، منها: الموقع، والتصميم المعماري، والتجهيزات الÙنية، وغر٠النزلاء، ÙˆØمامات الغرÙØŒ ÙˆØمام السباØØ©ØŒ والأماكن العامة وأماكن خدمة النزلاء، والأنشطة الترÙيهية والرياضية، ومؤهلات ومستوى خبرة العاملين ÙÙŠ الÙندق، وغير ذلك من قواعد وأسس تخضع ÙÙŠ النهاية لعناصر التقييم والجودة.
يدور الÙصل الرابع Øول صناعة الÙنادق ÙÙŠ العصر الØديث، من خلال الØديث عن تطور صناعة الÙنادق وعلاقتها بالنقل، وصناعة الÙنادق ÙÙŠ أوربا، وصناعة الÙنادق ÙÙŠ الولايات المتØدة، وصناعة الÙنادق ÙÙŠ مصر.
ولاشك أن ارتÙاع مستويات المعيشة، وزيادة عدد الأغنياء وأصØاب الثروات، وانتشار التعليم والتطور التكنولوجي ÙÙŠ شتى المجالات، Ùضلا عن تØسين العلاقات السياسية بين الدول، يسهم ÙÙŠ تطوير صناعة الÙنادق ÙÙŠ العصر الØالي.
ويختم د. الطاÙØ´ كتابه المÙيد ذي اللغة العلمية السهلة والمبسطة، بÙصل عن الÙندق السياØÙŠ وأقسامه، ووظيÙØ© كل قسم، مدعما Øديثه بخرائط تنظيمية Ù„Ùندق كبير، ÙˆÙندق متوسط، ÙˆÙندق صغير.
إنها رØلة تاريخية علمية Ùنية ممتعة، Øول صناعة الضياÙØ©ØŒ وتاريخ الÙنادق Ù…Øليا وعالميا، Ùمن منا لم يساÙر ÙÙŠ الداخل أو الخارج؟، ومن منا لم يبت Ù€ مضطرا أو عن طيب خاطر Ù€ على الأقل ليلة أو ليلتين ÙÙŠ لوكاندة أو Ùندق ما، من الأنواع التي ذكرها المؤل٠ÙÙŠ كتابه؟
من هنا تأتي Øيوية الكتاب، Ùأنت تجد Ù†Ùسك Ùيه، بطريقة أو بأخرى، لأنه جزء من Øياتك، ومن مشاهداتك اليومية، ولأنك جزء من هذا العالم سريع التغير، Ùأنت إما ضيÙا على Ø£Øد، أو أنك تستضي٠أØدا سواء ÙÙŠ منزلك أو خارجه، وكلنا ÙÙŠ النهاية ضيو٠على هذه الØياة، لذا كان لابد أن نعر٠شيئا عن ثقاÙØ© "صناعة الضياÙØ©"ØŒ وهو ما قدمه لنا ÙÙŠ سهولة ويسر وسلاسة د. Øسن الطاÙØ´. |