لندن-كارين دابروÙسكي
إن العراق هو بلد البدايات، ÙÙيه منشأ أول القرى والمدن، والكتابة، والشعر، والأدب الملØمي، والمعابد، والديانة المكتوبة، والجيوش، والاقتصاد العالمي والإمبراطورية. ومن المأساة أن يكون العراق أيضا Ù…Øسوبا من قبل صندوق التراث العالمي على أنه أول بلد يكون مهددا بكامله.
وقد قال بوني بورنهام رئيس الصندوق إن "عقودا من العزلة السياسية، والØرب الطويلة ما بين العراق وإيران، ÙˆØديثا، الØرب التي قامت ÙÙŠ عام 2003 وضعت تراث العراق المتميز ÙÙŠ Øالة خطر كبيرة". وأضا٠إن "النهب الواسع، والإØتلال العسكري، والقذائ٠النارية، والتخريب، وغيرها من أعمال العنÙØŒ قد خربت العراق. وإن الصندوق يسعى، من خلال التركيز على المواقع المهددة، إلى تكوين تجمع من المجتمع المØلي، والØكومة والقائمين على الصيانة من المختصين".
وقد سمى الصندوق مواقعا بعينها على أنها ÙÙŠ خطر كبير، وبضمنها العاصمة الآشورية نينوى، وزقورة أور، ومعبد بابل، ومنارة سامراء الملوية التي تعود إلى القرن التاسع الميلادي. وقد بدأ الصندوق العمل مع هيئة الآثار والتراث العراقية لدراسة وتوثيق ما سلم من آثار والتخطيط للØÙاظ عليها للمدى البعيد.
ولكن هذا المشروع، شأنه شأن المشاريع التي Øاولت وق٠ضياع الآثار العراقية والØيلولة دون صيرورتها، Ùعليا، أثرا بعد عين، قد توقÙت بسبب خطر الاختطاÙات والهجومات من قبل المقاومة. وثلاثة من الآثاريين العراقيين الذين درسوا إدارة المواقع ÙÙŠ بريطانيا هذه السنة، رÙضوا أي نوع من الإعلام عن أنÙسهم لخوÙهم من أن يصبØوا ضØية انتقام باعتبارهم "متعاونين مع الغرب" عند عودتهم إلى بلادهم.
ويدرب الآثاريون البريطانيون العراقيين على وضع قائمة Øديثة بالمعالم والمواقع الآثارية العراقية القديمة وذلك ÙÙŠ Ù…Øاولة للØيلولة دون عمليات النهب الواسعة. ومن المأساة أن هذا Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ù‚Ø¯ توق٠لأسباب أمنية. ويقول رئيس بعثة المساØØ© المترية لمؤسسة التراث الإنكليزي بل بلاك الذي عاد Øديثا من إعطاء سلسلة دروس ÙÙŠ الأردن "لقد Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙˆØ¶Ø¹ Øرجا منذ انتهاء الØرب"ØŒ بسبب المخاطر التي يتعرض لها الغربيون. ويضيÙ: "لقد انÙلتت سيطرة الدولة والناس ينهبون كل ما قدروا عليه. إنهم ينهبون الطابوق لأغراض البناء، أو ينقبون عن الآثار لغرض بيعها ÙÙŠ الخارج". ولكن إذا لم يتوق٠النهب، Ùلن يبقى سوى القليل مما ÙŠØتاج إلى Ù…Ø³Ø ÙˆØªÙˆØ«ÙŠÙ‚. وتهريب الآثار تجارة تعد ببلايين الدولارات، وهي تعد الثالثة ÙÙŠ الØسابات الدولية بعد تهريب المخدرات وبيع الأسلØØ©.
" وتقول جوان Ùرشخ بجالي، وهي آثارية مستقلة وصØÙية تغطي الشرق الأوسط، والتي درست التراث العراقي خلال السنوات السبع الأخيرة "إن الصورة مرعبة". وتضيÙ: "أكثر من 150 مدينة سومرية تعود إلى الألÙية الرابعة قبل الميلاد، مثل أم العقارب، قد دمرت، وتØولت إلى أرض كثيرة الØÙر، وتملؤها الأواني الÙخارية المØطمة والطابوق المكسر. وإذا جرى التنقيب عن هذه المدن بصورة جيدة، وهي تغطي مساØØ© تساوي 20 كلم مربع، Ùبإمكانها أن تساعدنا ÙÙŠ Ùهم تطور النوع الإنساني. ولكن السرّاق قد خربوا الآثار القديمة، وأزالوا تاريخ المنطقة، ÙÙŠ Ù…Øاولات دؤوبة للØصول على الأختام الأسطوانية، والتماثيل ÙˆØ§Ù„Ø£Ù„ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù…Ø§Ø±ÙŠØ© التي يمكن لهم بيعها.
ونظرة بجالي تتردد عند الآثاري عبد الأمير الØمداني الذي يعمل ÙÙŠ الناصرية بجنوب العراق. وهو يقول إن "أكثر من 100 مدينة سومرية قد تعرضت للنهب منذ قيام الØرب. ومن المأساة أن نكون جميعا شاهدين على ذلك ولكن لا نستطيع مقابل ذلك إلا Ùعل القليل. ولسنا قادرين على منع الناهبين. ونØÙ† خمسة آثاريين، ومئة Øارس تقريبا، وأØيانا اثنان من الشرطة وهم مليون سارق مسلØØŒ تدعمهم عشائرهم ووكلاء بيع الآثار".
وليست الآثار القديمة ÙˆØدها التي تتعرض للنهب، Ùبيوت بغداد الÙريدة والتي تعود إلى القرن التاسع عشر يجري تØطيمها لأن الناس ترغب ÙÙŠ بيع شبابيكها وأبوابها.
وقصة المتØ٠العراقي هي مأساة أخرى، ÙÙÙŠ نيسان/ أبريل 2003 نهب السراق 15 أل٠قطعة أثرية، وما يزال نصÙها Ù…Ùقودا إلى الآن وهو يشمل تاريخ 10 آلا٠سنة. ومن الخطر جدا على موظÙÙŠ المتØ٠أن يعملوا على تسجيل قائمة بكل القطع التي استعيدت. ÙˆÙÙŠ صي٠تصل درجة الØرارة Ùيه إلى 40 درجة مئوية، ÙØتى أكثر الØريصين على ØÙظ التراث سو٠يخضع لشدة الØرارة ويتوق٠عن العمل. وما يزال المتØ٠مغلقا وهناك القليل من الأمل ÙÙŠ إعادة ÙتØÙ‡.
وبعد أن Ùشلت قوات التØال٠ÙÙŠ Øماية المتØ٠من السارقين، Ùإنها أضاÙت إهانة أخرى لما سبقها، إذ تسببت ÙÙŠ دمار المواقع الأثرية. وقد صدر تقرير خطير من قبل المسؤول عن قسم الشرق الأوسط ÙÙŠ المتØ٠البريطاني، الدكتور جون كرتز، الذي وص٠الكيÙية التي تم بها تدمير مساØات ÙÙŠ وسط بابل لجعلها ساØØ© نزول لطائرات الهليكوبتر وموقÙا للعجلات الثقيلة.
ويقول كرتز: "لقد تسببوا ÙÙŠ دمار كبير لبوابة عشتار، وهي واØدة من أهم المعالم الآثارية القديمة. وسØقت العربات العسكرية الأمريكية طابوق رصي٠عمره 2,600 سنة، والبقايا الأثرية متناثرة ÙÙŠ الموقع، وأكثر من 12 خندقا شقت ÙÙŠ مخلÙات قديمة، ولوثت الØÙارات العسكرية المواقع التي سيدرسها الآثاريون من الأجيال القادمة. ويضا٠إلى هذا الدمار، التØطيم الذي جرى لتسع طابوقات تجسّد تنينات ÙÙŠ بوابة عشتار من قبل ناس Øالوا انتزاعها من الØائط".
وتخلص بجالي إلى القول إن ليست هناك نهاية لدمار التراث العراقي ما لم يعمل القادة العراقيون على اتخاذ قرار سياسي يقضي بإعطاء الأولوية للآركيولوجي. ولكن الدمج الذي جرى مؤخرا لهيئة الآثار مع وزارة السياØØ© التي استØدثت مؤخرا لا يدل على مستقبل جيد. وكلما طال أمد الØرب ÙÙŠ العراق، كلما تهدد مهد الØضارات، وربما أنه لن يبقى ÙÙŠ الوجود أمدا كاÙيا لأن يتعلم منه Ø£ØÙادنا. |