تØقيق وتصوير: دومنيك ميرل
كيرلا-الهند
هل هذا أمر غير معقول؟ Ùقبل Ù„Øظات كنا جاØظي العيون من الخو٠ونØÙ† على طريق سريع Ù…ØªØ§Ø Ù„ØªÙ†Ø§Ùس الكل، وعلى مشار٠Øادث اصطدام مباشر مع شاØنات، وباصات، ودراجات تدار بالماطور، ومارة وأبقار. والآن، وعلى مساÙØ© أقل من 100Ù… أبعد من تلك الأولى، Ù†ØÙ† ÙÙŠ مركب على شكل بيت طا٠ÙÙŠ Ù…Øيط يبدو وكأنه جنة عدن كبيرة جدا، وهي مشتملة على ثمرتها المØرمة. ÙˆÙÙŠ Øال أن الضوضاء على الطريق السريع كان بمثابة ØªØ¬Ø±ÙŠØ Ù„Ù…Ø´Ø§Ø¹Ø±Ù†Ø§ØŒ ÙÙ†ØÙ† الآن بشكل غامض ÙÙŠ Ù…Øيط Ù…Øصَّن ضد الضوضاء، ما عدا تغريد بعض الطيور الاستوائية. هذه هي ولاية كيرلا ÙÙŠ الزاوية الجنوبية للهند، Øيث تختلط مياه بØر العرب، والمØيط الهندي، وخليج البنغال، وهذه هي المØطة الأخيرة ÙÙŠ هذه البلاد المدهشة والوجهة السياØية الجديدة.
وهنا، على شاطئ المالبار، Øيث رست بواخر سليمان (ع)ØŒ كما قيل، قبل أل٠سنة من ولادة السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (ع). وعندما وصلنا إلى مطار عاصمة الولاية، مدينة تريÙاندرم، تبدو الغابة الاستوائية الكثيÙØ© ممتدة بامتداد البصر. ولكن هذا ليس إلا وهما، ÙتØت أشجار الجوز مدن وقرى متصلة.
وكيرلا هي واØدة من أصغر الولايات الهندية، Øوالي عشر مساØØ© كاليÙورنيا، ولكنها أكثر ولايات الهند من Øيث كثاÙØ© السكان، ويبلغ تعداد Ù†Ùوسها Ù†ØÙˆ 30 مليون نسمة، وهذه Ù†Ùس كثاÙØ© السكان تقريبا ÙÙŠ كندا.
وخلال Ùترة انتعاشنا المذكورة، وإذا بنا ندخل ÙÙŠ طريق سريع ثان، يبدو وكأن جميع الملايين الثلاثين قد خرجوا للتناÙس على Øيازة جزء منه، ودائما يكون ذلك هو وسط الشارع. والباصات المكتظة تميل براكبيها وكأنها مراكب تشار٠على الغرق. ÙˆØتى الأبقار، العنز والخيول غير المركوبة قد دخلت ÙÙŠ هذا الزØام المجنون مما جعل المنظر مخيÙا. ولكننا الآن عدنا للانسياب على المياه الخلÙية، راكبين ÙÙŠ قاربنا، ÙˆØيث الوقت يبدو وكأنه توق٠تماما. والمياه الخلÙية عبارة عن شبكة ممتدة من الجداول والمستنقعات والبØيرات الكبيرة والأنهار ذات المياه المالØØ© والمياه الØلوة، وهي تكوّÙÙ† ممرا مائيا يربط ميناءي أولون وكوشين. والقوارب هي واسطة النقل الوØيدة لسكان المياه الخلÙية. ومنظر الوجه الغربي أمر نادر بالنسبة للأهالي.
والÙاكهة المØرمة ÙÙŠ هذه الغابة الاستوائية الكثيÙØ© تبدو تطعيما ما بين التÙاØØ© والكمثرة، وهي متدلية بشكل مغري من أغصان قريبة من الماء. والأهالي يسمون هذه الÙاكهة "الÙاكهة الانتØارية"ØŒ ويمكن لها أن تكون قاتلة إذا لم يسع٠طبيَّا من يقربها. ويعرّ٠الأطÙال بهذا الخطر Øالما يبدؤون الزØÙ.
والمركب الذي كنا Ùيه بني قبل 50 عاما، ولم يكن مخصصا للسÙيَّاØ. وهو واØد من 5,000 مركب لنقل الرز أو (كيتوÙالام)ØŒ عندما كانت المياه الخلÙية هي سبيل النقل الوØيد ÙÙŠ كيرلا. وطول مركبنا 75 قدما، وهو مصنوع من خشب صلب. والمركب يتØمل 42 طنا، وكان يدÙع من قبل Ø£Ùراد من الأهالي ذوي الأجسام النØيلة والقوة المدهشة.
ولكن توسيع الطرق هدَّد هذه الكيتوÙالام بالموت، ÙˆÙÙŠ بداية التسعينات من القرن الماضي لم يبق سوى 100 من هذا الأسطول الكبير المؤل٠من 5,000 مركب.
وصمم عدد من رجال الأعمال ÙÙŠ هذه المنطقة على عدم Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ø¨Ø§Ù†Ù‚Ø±Ø§Ø¶ هذا التقليد وجعله خبرا بعد عين. وأØد هؤلاء هو بابو Ùرغيس، مدير وكالة السÙر المسماة تور إنديا. وكان لديه Øلم بتØويل مراكب نقل الرز إلى مراكب للسياØØŒ وتملك الوكالة الآن دزينة من المراكب الÙخمة. وسارعت وكالات أخرى بالتوجه Ù†ØÙˆ سياØØ© الماء، وهي الآن تجارة رابØØ©.
ومركبنا، السوريا (إله الشمس)ØŒ مؤل٠من طابقين، Ùيه غرÙتا نوم، Øمامان، غرÙØ© جلوس ومطبخ ÙÙŠ الطابق الأسÙÙ„ØŒ وطابق للتشمس والغداء ÙÙŠ الطابق العلوي. وهناك شرÙتان بسعة قدمين ÙÙŠ أربع، وبالإمكان جرهما إلى Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù…Ø±ÙƒØ¨ لتوسعة المكان ÙÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù† وضع كرسيين على كل واØدة منهما. والجلوس على الشرÙØ© هو بمثابة الركوب على البساط الطائر وهو يخط بأذياله على الماء.
وقد رØب مرشدنا، روي، بزوجتي سوزان وبي، وقدمنا إلى غاغاÙان، قبطان المركب، راجو، المهندس، وموØان، الطباخ. وبعد التجدي٠بعيدا عن الشاطئ، بدأ تشغيل المØرك الخارجي-وهناك الكثير مما يمكن رؤيته خصوصا أن دÙع المركب عملية بطيئة-وهكذا شرعنا ÙÙŠ سÙرة سياØية لمدة ثلاثة أيام ÙÙŠ المياه الخلÙية. وأجمل جزء من سÙرتنا كان القنوات الضيقة Øيث الÙلاØين منهمكين ÙÙŠ أعمالهم اليومية المختلÙØ©ØŒ Ùهناك صبي ياÙع وهو يصيد السمك من على ضÙØ© النهر، ÙˆÙتيات المدارس وهن يتضاØكن ÙÙŠ مركب ÙÙŠ طريقهن إلى بيوتهن، وبضائع تÙرَّغ لدى دكان كبير، ونساء يغسلن القدور والأواني ÙÙŠ الماء.
لقد توقÙنا مرتين يوميا ÙÙŠ قرية صغيرة Øيث قام الطباخ موØان بشراء السمك والخضراوات، ÙˆØيث توÙرت لنا الÙرصة لأن نمرّÙÙ† أرجلنا على المشي. وبعد العودة إلى المركب، انسØب موØان إلى مطبخه الصغير، وسراعا ما انتشرت رائØØ© المرق المتميزة بنكهة جوز الهند ÙÙŠ عموم المركب. ÙˆÙÙŠ الإÙطار والعشاء، استعملنا الصØون والملاعق، ولكن ÙÙŠ Ùترة الغداء تناولنا الطعام الموضوع على ورقة شجر الموز بأيدينا.
وأعطانا مرشدنا، روي، نصيØØ© مهمة "استعملوا الأصابع الثلاثة والإبهام لإيصال الطعام إلى Ùمكم"ØŒ قالها وهو يرينا كي٠يكون ذلك، "واستعملوا بعد ذلك ظهر إبهامكم لدÙعها إلى الداخل". وبعد Ùترة من الممارسة، أصبØت إبهاماتنا تعمل كمثل الماكنة.
وكانت لغرÙتنا ÙتØات نواÙØ° تÙØªØ Ø¥Ù„Ù‰ الخارج، ونمنا على مقربة إنجات من الماء. ولم تكن هناك Øاجة لساعة ذات منبّه، ÙÙÙŠ الساعة الخامسة صباØا بالضبط ÙÙŠ كل يوم، يؤذن الراهب الهندوسي ÙÙŠ القرية للصلاة بواسطة مكبرات للصوت مربوطة على أشجار الجوز.
لقد أبØرنا خلال بØيرة أستمود مراقبين صيادي السمك وهم يلتقطون الأسماك الصدÙية والروبيان العادي والروبيان الكبير الØجم بأيديهم. ورأينا ÙÙŠ أستمود أجمل صورة لعنصر أجنبي، شباك صيد صينية وهي تبدو وكأنها طيور مرعبة كبيرة، تدخل الماء وتأتي بالروبيان ÙÙŠ الليل، بمساعدة الأضوية القوية التي تشبه عيون التنين. وهذه الشباك من Ù†Ùس النمط الذي كان يصنع منذ قرون بعيدة عندما جاء الصينيون إلى كيرلا.
ÙˆÙÙŠ ختام سÙرتنا ÙÙŠ المركب، عدنا إلى مغامرتنا على الطريق السريع، ÙÙŠ طريق عودتنا إلى تريÙاندرم. ولكننا الآن أصبØنا متمرسين قدامى، Øيث Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø¨Ù†Ø§ إنجات من ØاÙØ© الاصطدام ليس سوى سياقة نزهة، وكانت لدينا ثقة كبيرة بسائقنا الهادئ الأعصاب. أو ربما أننا لم نزل واقعين تØت سØر المياه الخلÙية.
واسم "كيرلا" معناه "بلاد جوز الهند"ØŒ وهو الصناعة الكبرى. وكل جزء من شجرة جوز الهند يستعمل لغرض أو لآخر، والدهون Ù†Ùسها تستعمل للطبخ والصابون ومواد التجميل والمساØيق المخصصة للوجه. وليس هناك قطرة واØدة تذهب ضياعا.
وكيرلا تتميز بأعلى نسبة للذين يعرÙون القراءة والكتابة ÙÙŠ عموم الهند، كما أنها الموطن الأصلي للطبقة المتوسطة ÙÙŠ الهند. وخلاÙا للقسم الأعظم من هذه الأمة، Ùإنه لا توجد ثروة طاغية، كما أنه لا يوجد إلا القليل من الÙقر المدقع.
ولما كان هناك القليل من الصناعة، Ùإن التلوث البيئي قليل، والأديان الثلاثة، الهندوسية، الإسلام والمسيØية، تتعايش بسلام ÙÙŠ أغلب الأوقات. وإذا كان هذا قد بدأ يشابه ما تقوله كاميلوت، Ùهذا ليس صØÙŠØا. ما تزال هذه هي الهند، وعدد من المØاذير مبين ÙÙŠ خانة المعلومات. ولكن Øتى الأØزاب السياسية تبدو مسالمة. وكيرلا هي واØدة من الأماكن القليلة التي تنتخب Øكومة شيوعية، ولكنها أكثر شبها بـ"الضوء الشيوعي" (الديالكتيك) الذي يلتØÙ… Ùيه الهد٠مع ضده. ولابد أن السبب ÙÙŠ ذلك هو شيء ما ÙÙŠ جوز الهند. |