الدار البيضاء – نور الدين سعودي
السياØØ© نشاط إنساني متعدد الأبعاد، يمزج بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقاÙية. وقد بينت دراسة أجريت مؤخرا من قبل "المنظمة العالمية للسياØØ©" Ùˆ"اللجنة الأوروبية للسياØØ©" Øول التجربة الأوروبية الخاصة بالعلاقة بين سياØØ© المدن والثقاÙØ© أن ازدهار العديد من المدن الأوروبية راجع بالأساس لكونها وجهات للسياØØ© الثقاÙية. وإذا كانت كبريات العواصم الأوروبية للثقاÙØ©ØŒ مثل باريس ولندن وروما وبرلين، لا تزال تهيمن على السياØØ© الثقاÙية الØضرية، Ùثمة مؤشرات باتجاه تزايد النشاط السياØÙŠ ÙÙŠ مدن صغيرة تقدم منتجات وخدمات ثقاÙية متجددة.
هذه هي أهم نقطة نستخلصها من هذه الدراسة القيمة والتي من شأنها أن تÙيد الÙاعلين ÙÙŠ المجال السياØÙŠ ÙÙŠ الدول الإسلامية، خاصة وأن هذه البلدان تتوÙر على تراث Øضاري عريق ومتنوع وعلى معالم عمرانية ÙˆÙنية غاية ÙÙŠ الجمال تزخر بها مدنها. Ùالعديد من الدول العربية والإسلامية، لها مدن تعد رØابا للسياØØ© الثقاÙية مثل دمشق وبغداد وطهران واسطنبول والقاهرة ومراكش، إلا أنها تتوÙر كذلك على مدن أخرى لها من المعالم ما يؤهلها لكي تكون وجهات مميزة للسياØØ© الثقاÙية. Ùعلى القائمين على الشأن السياØÙŠ ÙÙŠ هذه الدول أن يستخلصوا العبرة بإيلاء السياØØ© الثقاÙية المكانة التي تستØقها وذلك ÙÙŠ إطار تطوير منتجاتها السياØية.
ولتÙعيل هذه الوجهات سواء القديمة منها أو الجديدة، Ù…Ø·Ø±ÙˆØ ÙƒØ°Ù„Ùƒ على الÙاعلين ÙÙŠ مجال السياØØ© الأوروبيين بالخصوص أن يهتموا بهذا الجانب، دعما لتنمية هذه البلدان التي هي بØاجة ماسة إلى موارد مالية ÙˆÙرص لتشغيل طاقاتها البشرية وللدÙع بدينامية التنمية الجهوية من جهة، ومن جهة ثانية بغية تطوير أواصر الØوار والتبادل الثقاÙÙŠ والتعار٠بين الشعوب الأوروبية والإسلامية وهو ما من شأنه أن يبدد أسباب سوء الÙهم القائم بين الشرق والغرب الذي أدى بالبعض إلى الØديث عن "صدام الØضارات".
Ùبالتعار٠المتبادل عبر قاطرة السياØØ© الثقاÙية سندرك جميعا أننا، شرقا وغربا، مكونات للØضارة الإنسانية التي ما Ø£Øوجها إلى مناخ يسوده السلم والطمأنينة. |