|
printable
version
| قرطاج: من الÙينيقيين إلى جامع العابدين
06/01/2004
|
ميدل ايست اونلاين
قرطاج (تونس) - يوازي سØر مدينة قرطاج تاريخها الذي خل٠على أرضها روائع من الآثار والمباني ذات المناظر الخلابة منذ أن أسستها الÙينيقية الأميرة عليسة
سنة (814 Ù‚.Ù… ) ÙˆØتى تاريخ تشييد جامع قرطاج Ù„ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© بعداً إسلاميا يكون ÙÙŠ مستوى صيتها العالمي.
والمدينة اليوم متØÙ Ù…ÙØªÙˆØ ÙÙŠ الهواء الطلق تستنشق Ùيه Øضارات متعاقبة عمرها أكثر من ثلاثة آلا٠سنة جعلت منها Ù…ØØ· أنظار الملايين ÙÙŠ جميع أنØاء العالم.
تاريخ المدينة مسجل ÙÙŠ كتب التاريخ القديم لجميع البلدان وقصتها Ù€ Øسب الأسطورة Ù€ هي قصة أميرة Ùرت من شرقها المتØضر وقامت برØلة طويلة عبر البØر الأبيض المتوسط ثم أسست ÙÙŠ شبه جزيرة مقÙرة شمالي قارة مازالت مجهولة مدينة جديدة هي "قرت Øدشت" ومعناها باللغة العربية (المدينة الجديدة) أو (مدينة الأمل).
ولم يكتب لهذا التأسيس الخراÙÙŠ البقاء إلا أن هذه المدينة كان لها مستقبلا ØاÙلا بالأمجاد والمآسي ÙÙŠ ذات الوقت Ùقد كبرت ونمت وسيطرت على جزء من العالم المعرو٠Øول البØر الأبيض المتوسط .
وقد قامت قرطاج التي أسسها الÙينيقيون ÙÙŠ أواخر القرن التاسع قبل الميلاد بطر٠القارة الأÙريقية بدور بارز ÙÙŠ كامل منطقة المتوسط الغربي وبعثت إمبراطورية بØرية Øول الساØÙ„ المتوسطي الذي كانت تسيطر عليه سيطرة اقتصادية وسياسية وهو الساØÙ„ الخاص بشمال Ø£Ùريقيا وصقلية وسردانيا ومالطة وجزر البليار الأندلسية وشبه الجزيرة الأسبانية.
قرطاج وروما
وقد اصطدمت قرطاج بروما ودار صراع بينهما على كامل مساØØ© البØر المتوسط وكانت آخر ساØØ© للقتال ÙÙŠ هذه الØرب هي مدينة قرطاج Ù†Ùسها التي Øوصرت ÙˆÙتØت عنوة وغلبت على أمرها وهدمت عن آخرها.
وبعد سقوطها أعادت روما بناءها Ù„ØªØµØ¨Ø Ù…Ø³ØªØ¹Ù…Ø±Ø© مدنية مزدهرة وقاعدة لمقاطعة ثرية قام تطورها ونموها على الزراعة وعلى تعدد المدن والØواضر وقد اكتسبت Øلة معمارية على شاكلة روما Øتى أصبØت تلقب بـ"المشرقة البديعة".
ثم أصبØت قرطاج تØت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية التي كانت ÙÙŠ آن واØد وريثة روما وممثلة للØضارة اليونانية الشرقية ÙˆÙÙŠ خاتمة المطا٠جاء الÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ الإسلامي الذي قطع الروابط بين اÙريقية والعالم اللاتيني وركز بها لغة الإسلام وعقيدته.
ولئن كانت روما هي التي Øطمت قرطاج Ùهي التي أعادت بناءها، لتلعب دورا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا داخل الإمبراطورية الشاسعة التي كان يسودها الأمن الروماني.
قرطاج ØªØ¨ÙˆØ Ø¨Ø£Ø³Ø±Ø§Ø±Ù‡Ø§
ولقد اهتم المؤرخون والآثاريون بالبØØ« عن أطلال قرطاج منذ القرن التاسع عشر ÙˆØÙ„ بها الأدباء والشعراء يستلهمونها معبرين ÙÙŠ كتاباتهم عن خيبة أملهم، ذلك أن الرومان Øطموا العاصمة الÙينيقية وقدموها Ùريسة للنهش وضØية للنهب وأكلة سائغة للنار ØŒ Ùقد عاث Ùيها الجيش الروماني Ùسادا ودام الØريق مؤججا Ùيها سبعة عشر يوما بلياليها Øتى لم ينج منها ØÙŠ.
وبين الأعوام (1973-1983) أصبØت المدينة تØت إشرا٠المنظمة العالمية للتربية والثقاÙØ© والعلوم (اليونسكو) من أكبر الØقول أو الورشات الأثرية بمنطقة البØر الأبيض المتوسط وقام اثني عشر Ùريقا دوليا مؤلÙا من عشرات العلماء والخبراء بالØÙر والتنقيب والتØليل والدراسة للموقع القرطاجي ÙÙŠ كامل تنوعه وتعدد عهوده.
وقد توخى كل Ùريق منهجه الخاص ÙÙŠ البØØ« وهكذا تم الكش٠عن كل من قرطاج الإسلامية وقرطاج الرومانية المسيØية والوندالية والبيزنطية وقرطاج الÙينيقية وباØت كل واØدة ببعض الأسرار التي ظلت مغبونة أو مجهولة إلى اليوم ونتج عن ذلك مزيد الإطلاع والتعر٠على تاريخها. وقامت لجان البØØ« والتنقيب بترميم الآثار المكتشÙØ© وإبراز قيمتها كما واكب هذا المجهود الجبار ÙÙŠ مجال الØÙريات عمل تشريعي Ù„Øماية الموقع وقد تم إقرار مخطط للتهيئة استغرق إعداده مدة طويلة.
وقد ترك هذا المخطط مجالا Ù„Øركة البناء والتعمير باعتبار ذلك ثمنا ضروريا يدÙع من أجل الØÙاظ على سائر الموقع وأذن الرئيس زين العابدين بن علي ÙÙŠ العام 1991 بتهيئة منتزه أثري ÙÙŠ الموقع ليكون Ùضاءاً خاصاً بالثقاÙØ© والراØØ© والترÙيه يمتد على البقية الباقية من منطقة قرطاج العتيقة.
ومن أبرز الآثار التي اكتشÙها خبراء الØÙر والتنقيب "الØÙŠ الÙينيقي" على جانب الساØÙ„ والمسمى بØÙŠ ماغون وهو يستعرض ويصور Ùترة من Øياة قرطاج الÙينيقية من القرن الخامس إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقرب الجزيرة الصغيرة التي كانت مقرا لإمارة البØر ÙÙŠ وسط الØوض المستدير والتي أجريت بها ØÙريات هيئت قاعة آثار تأوي مثالين للميناء كما كان ÙÙŠ العهد الÙينيقي ثم ÙÙŠ العهد الروماني.
ÙˆÙÙŠ سÙØ Ø§Ù„ØªÙ„ ÙˆÙÙŠ الدهاليز التØتية لإØدى البيوت العصرية تمت المØاÙظة على بقايا بيت قديم أزيل عنه التراب وأجريت عليه عملية ترميم. كما أجريت أشغال لتØسين ØÙŠ البيوت الرومانية وخصوصا "Ùيلا المطيرة" ÙˆØمامات "أنطونان" التي سمØت عدة عمليات ترميم للأعمدة بإعطاء Ùكرة عن ارتÙاعها ÙˆØجمها ومن ذلك عمود عظيم من Øجر الكلس الرمادي يعلوه تاج أبيض يرتسم على خلÙية من ساØÙ„ البØر.
ويشعر Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙÙŠ ربوع قرطاج بالأمان وهم يستمتعون Ùيها بمنظر الشمس عند الÙجر وهي تنسج ألوان الخيال على أطلال الÙينيقيين الخالدة ÙÙŠ جو يزداد كل يوم روعة وجمالا ÙˆÙÙŠ ليالي الصي٠تستعيد قرطاج أمجادها السالÙØ© Ùيمتزج الماضي بالØاضر من خلال عروض الصوت والصورة ÙÙŠ مهرجان قرطاج الدولي.
أشهر معالم المدينة الأسطورية
تزخر المدينة الأسطورية بباقة من الآثار أشهرها المداÙÙ† الÙينيقية التي تØكي أخبار الأØياء وتص٠مشاغلهم وهواجسهم.
ومن أشهر معالم المدينة أيضا ميناء قرطاج الذي كتب عن Øوضيه الكثير Ùهذا مستطيل الشكل Ù…ÙØªÙˆØ Ø£Ù…Ø§Ù… السÙÙ† التجارية والثاني مستدير الشكل لا تلجه إلا سÙÙ† قرطاج الØربية وتتوسطه جزيرة استوى عليها برج القيادة شامخا يشر٠على البØر ويراقب الملاØØ© ومنه تصدر الأوامر والتعليمات بالتنسيق مع المراكز الساØلية الأخرى.
ويعتبر معبد "التوÙاة" من أشهر معالم قرطاج وأكبرها Ùهو Ùضاء ÙŠØيط به جدار يقيه شر التلوث ويضمن طهارته ÙˆÙيه كان القرطاجنيون يقيمون شعائر خاصة بعبادة آلهاتهم "بعل Øمون" وتانيت وعر٠"التوÙاة" بالقرابين البشرية التي تذكر ما جاء ÙÙŠ الكتب السماوية عن إبراهيم الخليل وابنه عليهما السلام.
ومن البيزنطيين ورثت قرطاج كاتدرائية تعتبر من نوادر تلك الØقبة ÙÙŠ المغرب العربي كما توجد ÙÙŠ هذه المدينة مدرجات رومانية أضØت على كل Ø´ÙØ© ولسان بÙضل مهرجان قرطاج الدولي.
متØ٠قرطاج.. ذاكرة المدينة
Ùوق ربوة بيرصة يقوم متØ٠قرطاج الذي تم إنشاؤه سنة 1875 اعتمادا على ما يجمع بالموقع من آثار مبعثرة.
وقد جرى تطويره من سنة 1881 مع ØÙريات الآباء البيض المستقرين بالمدرسة الاكليريكية وبÙضل جهود الآباء "دولاتر بير " Ùˆ"Ùرون" إلى Øدود سنة 1964 ثم تمت تونسته وتجديده ابتداء من سنة 1966.
ويضم هذا المتØ٠بالاشتراك مع متØ٠باردو أهم قسم من أنÙس الوثائق الأثرية المكتشÙØ© بقرطاج من لوØات ÙسيÙساء وقطع من المباني ونقوش وتماثيل ونصب وأدوات Ùخارية وتصاوير صغيرة وأدوات مصنوعة من معادن ثمينة ومن Øديد وبرونز ورصاص ÙˆØجارة Ù†Ùيسة للمصوغ وأدوات من عظام ومن عاج. ويØتل المتØ٠اليوم مجموع Ù…Øلات مدرسة الآباء البيض السابقة ويشتمل على قاعات تخزين وورشات ÙˆÙضاءات للترميم والصيانة وتØيط بالمتØ٠مساØات مشعبة أو مشجرة أو مشتملة على بقايا معالم تم التنقيب عنها كانت تابعة لميدان المدينة.
جامع قرطاج . . درة المدينة ÙÙŠ القرن 21
واليوم وبمبادرة من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وبإشرا٠مباشر منه تم بناء جامع كبير من الطراز العربي الإسلامي الرÙيع على أرض تقع على ربوة "أوديون".
ويتكون المسجد من بيت الصلاة (مساØتها 1500 متر مربع) وصØÙ† مسيج برواق (مساØته 1500 متر مربع). كما يضم هذا المعلم مجموعة بناءات مخصصة Ù„Ù„Ù…ØµÙ€Ø§Ù„Ø Ø§Ù„ØªØ§Ø¨Ø¹Ø© له ÙˆØدائق تØيط بالجـامع من كل الجهات Ùضلا عن صØÙ† خارجي (مساØته 2500 متر مربع) ومأوى كبير للسيارات أما مئذنة جامع قرطاج Ùإن ارتÙاعها يبلغ 75 مترا يمكن مشاهدتها على مدى 10 كلم من جميع الجهات.
وقد قدرت تكالي٠هذا المشروع باثني عشر مليون دينار وتم ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ لأهل البر والإØسان للإسهام ÙÙŠ تمويل إنجاز هذا الجامع الذي يمكن اعتباره Ùريدا من نوعه ÙÙŠ البلاد التونسية من Øيث الهندسة والموقع الجغراÙÙŠ المتميز.
واختيار قرطـاج لاØتضان هذا المعلم الديني له دلالات ورموز عميقة، ذلك إن كتب التاريخ وأØداثه تشهد جميعها على أن قرطاج هي أهم مدينة تونسية ملأ اسمها العالم طيلة 28 قرنا وكان لها Ùضل على تونس وعلى الØضارة الإنسانية قاطبة بÙعل اشعاع Øضارتها التي أسست للØرية والديمقراطية ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙÙŠ Øوض البØر الأبيض المتوسط ÙˆÙÙŠ العالم بأسره بما جعلها تØتل عن جدارة مرتبة ضمن قائمة التراث العالمي.
وسيعطي هذا المعلم الديني الجديد قيمة مضاÙØ© لبقية المعالم الدينية الكبيرة بالبلاد التونسية بدءا بجامع عقبة بالقيروان وجامع الزيتونة بالعاصمة تونس وجامع عبيد الله المهدي بمدينة المهدية وبقية آلا٠الدرر الدينية الأخرى التي لا تخلو منها مدينة أو قرية ÙÙŠ الجمهورية التونسية.
|
Back
to main page |
Back
To Top
Copyright © A S Shakiry and TCPH Ltd. |
|