Øسين الهلالي (جريدة الصباØ)
قلنا إن النØت ÙÙŠ بلاد ما بين النهرين ارتكز على الدمى الطينية ÙÙŠ تكوينه الأول ولم يتجاوز الشكل التعبيري Øتى اوآخر عصر العبيد ولا يمكن ربط هذه الÙترة التعبيرية بنماذج النØت الأولى التي ظهرت ÙÙŠ بداية الÙترة التاريخية وقد ارتÙعت هذه التماثيل إلى مرتبة الÙÙ† الØقيقي الذي يمكن أن يشكل مسارا Øقيقيا للنØت السومري البارز ÙÙŠ صعوده وتألقه عبر التاريخ والى جانب التطورات الØضارية الأخرى مثل اختراع الكتابة التي سارت جنبا إلى جنب مع النØت ولا يمكن أن نقول عنه انه يشكل Ø·Ùرة لا تعر٠كي٠Øدثت وإنما بدأ يأخذ شكلا تدريجيا معتمدا على الموروث الطويل ولقد أظهرت لنا تماثيل غير جيدة وصلت من الوركاء أثناء التنقيبات 1912-1913 ÙÙŠ المعبد الغربي ولم تØدد هويتها ÙÙŠ البداية وقد نسبت إلى Ù†Ùس المعبد وهي ÙÙŠ Øالة غير جيدة ولكن جوردان أكد أنها تمثل الأسرى.
لقد بدأ النØت المجسم بالØجر للأشكال البشرية ÙÙŠ هذا العصر (أي عصر الطبقة الرابعة ÙÙŠ الوركاء) لقد استطاع النØات السومري ÙÙŠ هذه الÙترة أن يق٠على قدميه ويسيطر سيطرة كاملة على الØجر ويبدع بازميله صور بشرية كاملة تمتاز بخصائص جيدة من ناØية الأسلوب Ùهو يجسد قوة العضلات البارزة ÙÙŠ الظهر والقسم العلوي من الذراعين ضمن مسارات الضوء والظل الذي يبرز وجه هذا الرجل أو ذاك ويظهرهما من عالم آخر وبهذا نستطيع أن نقول استنادا إلى الوقائع التاريخية ÙÙŠ عصر Ùجر السلالات السومري إن الÙنان السومري توصل إلى عمل Ùني مجسم لرجل أو امرأة أو اله بشكل إنساني.
ولكن ظلت الأساطير وعالم الخيال السائدة ÙÙŠ تلك الÙترة التي سبقت التاريخ والمتمثلة ÙÙŠ الدمى الطينية تشغل بال Ùنان الÙترة التاريخية التي بدأت بظهور الكتابة وبين آونة وأخرى يعود إلى تلك المواضيع Ùتمثال الغول المصنوع من Øجر الكلس البلوري والمØÙوظ ÙÙŠ متØÙ (بروكلن) هو تجسيد للمخاو٠التي تعتري Ùكر الإنسان الأول هذا المخلوق المخي٠المتكون من جسم إنسان خنثوي ورأس أسد ومثله لا يتواجد بين المخلوقات الطبيعية كذلك اتجه الÙنان إلى Ù†Øت رلي٠لØيوانات أسطورية أخرى من ذوات الأربعة لكن رؤوسها هي رؤوس Ø£Ùاعي وهي متناظرة ÙÙŠ الولي٠وتشكل تصميما زخرÙيا تزينيا لكن تÙسيرها يبقى غامضا ويرجع إلى تراكمات أسطورية ما زالت تسيطر على Ùكر الإنسان السومري لم تثنى المخاو٠عزم الÙنان السومري ومضى يجسدها بقوة بثقة عالية بالنÙس Ùهو يعتمد إلى هذه الأشكال بين الØين والآخر لكن السير يكون باتجاه الإبداع والوصول إلى الكمال ÙÙŠ منØوتاته الØجرية وهذا هدÙÙ‡ ومبتغاه وقد تجلى هذا العمل ÙÙŠ رأس (Ùتاة الوركاء) الذي عثر عليه ÙÙŠ التنقيبات التي أجريت سنة 1938-1939 Ùهو بالØجم الطبيعي تقريبا Ù†Øت من Øجر ابيض ابعد بكثير عن التمثيل التشكيلي للوجه (Ùهو ÙÙŠ وقت واØد تمثيل أنثوي خالد وشعاري كسر الØالة البشرية وكان للرأس ÙÙŠ الأصل عينان ÙˆØاجبان مكÙتان بمواد من Øجر اللازورد والصدÙ) ورؤيته على وضعه الØالي الآن مجرداً من الإضاÙات الجمالية التي استخدمها لا يمكن أن يبعدك عن Øقيقته التي وجد Ùيها سابقا Ùهذا الرأس يشعرك بالرهبة والدهشة والإجلال للطريقة التي عالج Ùيها الÙنان بازميله الØجر ÙˆØوله إلى كتلة تنبض بالØياة وتشعرك باللدانة والرقة وخاصة الوجه والخدان وطراوتهما اللذان ينسابان باتجاه الشÙتين اللتين تريد أن تبوØا باسرارهما الخاصة وأسرار عصرها ولا يمكن أن نضع تمثالا يضاهيها ÙÙŠ ذلك العصر. ويقول اندري بارو ÙÙŠ معرض Øديثه عن هذا الرأس:
(ÙÙÙŠ متØ٠بلا جدران يعتبر رأس الوركاء واØداً من هذه النتاجات المتÙوقة للنØت التي لا تØتاج إلى Ø§Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØ ÙˆØªÙ‚Ù Ù…ØªØ¹Ø§Ù„ÙŠØ© بمميزاتها وليس من باب المبالغة أن نقول بأننا Øصلنا هنا على واØدة من النقاط السامية لعبقرية الإنسان الخلاقة (سومر ÙˆÙنونها ÙˆØضارتها لأندري باور) لقد استÙاد الÙنانون كثيرا وعمل الأختام الاسطوانية من Øيث تكويناتها وتناول مواضيعها ودقة عملها لذا نراهم يعملون بيسر ÙÙŠ تزيين الأواني النذرية والمزهريات لذلك تكون ÙÙŠ اغلب المنØوتات الØجرية شعائر دينية باتجاه التقديس وخير مثال (أناء الوركاء) النذري المزين بنØوت ناتئة ÙÙŠ الشرائط المقسمة من الÙسØØ© إلى الأسÙÙ„ (وموضوع هذا الإناء هو عبادة الآلهة انن مثلت هنا بشعاراتها Øزمتان من القصب وضعتا جنبا إلى جنب وهما ترمزان دون شك إلى مدخل المعبد وهناك طابور طويل من Øملة الهدايا يقتربون منه وهم ÙÙŠ هيئة رجال عراة ÙŠØملون سلال الÙاكهة والخضار والزهريات وأØد هؤلاء الرجال ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ø·Ø±ÙŠÙ‚ ÙÙŠ المقدمة ومن خلÙÙ‡ شخصية مرموقة ومن المØتمل أن هذا الشخص كان هو ملك المدينة أو كاهنها الأعلى ذلك إن Øزامه الطويل المشرشب قد شد مثل ذيل من اØد الØاضرين وراØت تØييه امرأة أقبلت خارج المعبد توا ربما كانت هي الآلهة ذاتها لكنها ÙÙŠ نظرنا وعلى أكثر اØتمال هي الكاهنة العظمى وخلÙها داخل المبنى المقدس كومة هائلة من النذور والهدايا سلال وصØون مليئة بالÙاكهة وزهريات ذات أشكال Øيوانية ومواد أخرى غير إن الشيء الذي يثير الØيرة والتعقيد هو وجود كبشين ÙŠØملان إشكالا صغيرة وأخيرا نرى ÙÙŠ أوطأ شريط موكب Øيوانات تتØرك على امتداد قطعة من ارض خصبة تقع وقد أضيÙت عليها ÙˆÙرة الشعير والخضروات الأخرى على جانب النهر بكل ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¥Ù† هذا الإناء النذري وهو أقدم إناء ديني من Øجر منØوت تم اكتشاÙÙ‡ ÙÙŠ العراق يمكن أن يرقى تاريخه Øوالي ثلاث آلا٠سنة قبل الميلاد. (سومر ÙˆÙنونها ÙˆØضارتها Ù€ اندري باور ص 118-119).
وهناك إناء طقوس لانتمينا من الÙضة والنØاس وهو أجمل نموذج Ù„ÙÙ† الزخرÙØ© ÙÙŠ سومر أما كأس كوديا من Øجر الستيتايت Ùهو الآخر يمثل النØت الناتئ وهو يستعمل بصب السائل المقدس مزمن يرمز آلهة الØاجي ننكزيدا واثنين من الأÙاعي منتصبتين ملتقيتين على بعضهما البعض وضعتا بين تنينين وهما مخلوقان مركبان ومريشان يمكن ارجاعهما إلى Ùجر التاريخ السومري لقد أوجد النØت الناتئ القوة والجرأة والأقدام على عمل مشاريع تذكارية كبيرة تظهر مقدرتهم وإبداعهم ÙÙŠ هذه المسلات الكبيرة التي تجسد الأØداث التاريخية الممتزجة بالدين Ùمسلة (العقبان) هي اثر تذكاري Ùريد قام الÙنان السومري بإنجازه تخليدا لأØد أمراء لكش (اناتم) الذي انتصر على (اوما) لقد تعامل هذا الÙنان مع الØجر الرملي وتطويقه لعمل المسلة التي يبلغ رتÙاعها 1.88 مترا وعرضها 1.30 وسمكها 11 سم مدورة من الأعلى وهذا العمل يمثل خلاصة المعركة ابتداء من الأعلى إلى الأسÙÙ„ Ùعلى اØد الجانبين يبرز التجسيد البطولي للمØاربين ÙˆÙÙŠ الجانب الآخر التدخل الØاسم من الآلهة إن الكتلة المتراصة المØمية بالدروع والمتهيئة رماØها للمعركة وبتقدمها الملك المكسو جسمه بجلد واق سميك مغضن بشكل مائل وهذا التجسيد يرينا الانتصار الØاسم الذي يظهر هؤلاء الجند وهم يسيرون على جثث أعدائهم المتساقطين التي بدأت طيور القنص تنهشها قبل ذلك ÙˆÙÙŠ تكوين أخر ÙÙŠ الأسÙÙ„ يمثل رجال مشاة وقد تØرق صدورهم وهم ÙŠØملون رماØهم على أكتاÙهم وقد استخدم الÙنان طريقة الأشرطة وهي اقرب إلى الأسلوب القصصي للموضوع المتسلسل الذي ينتهي بØضور الملك القائد ØÙلا لسكب الماء المقدس وتقديم القرابين على قبر جماعي للإبطال الصرعى هذا التطور ÙÙŠ Ù†Øت المسلات ونØت Ø§Ù„Ø£Ù„ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù†Ø°Ø±ÙŠØ© مثل Ù„ÙˆØ Ø¯ÙˆØ¯Ùˆ الموجود ÙÙŠ اللوÙر ÙˆÙ„ÙˆØ Ù†Ø°Ø±ÙŠ آخر لادرنينا ومسلة من Øجر الكلس (لكودورو) والغريب ÙÙŠ Ù„ÙˆØ (دودو) المثقوب من الوسط وعلى ما يبدو لتعليقه على الجدران جمعت أشياء ÙÙŠ Ø§Ù„Ù„ÙˆØ ØºÙŠØ± متجانسة وغريبة ولم تعطينا أي دلالة نهتدي إليها Øتى نعطي تÙسيرا معينا Ùنجد النسر بين أسدين ينهشان جناØÙ‡ والكاهن (دودو) عاري الصدر يرتدي تنورة مخصرة ÙˆØملا مضطجعا متهيأ للنهوض وهذا يقودنا إلى لغة رمزية لم يجد السومريون مشقة خاصة ÙÙŠ Øلها وهذه Ø§Ù„Ø£Ù„ÙˆØ§Ø ÙŠØºÙ„Ø¨ عليها الأسلوب المنيع ÙÙŠ عملها، الوجوه جانبية، والأعين أمامية، الجذع أمامي، والساقان جانبيتان، هذه التماثيل الكثيرة التي قام بنØتها الÙنانون أصبØت بهذا الأسلوب الذي يبدو ÙÙŠ بدايته أسلوبا تكعيبيا وهندسيا وقد تطور ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙˆØ§Ù‚Ø¹ÙŠØ§ خلال مرØلة معينة مر بها النØت Ùاخذ يقترب أكثر وأكثر من منظور بعض تÙاصيل الØياة والميزات الÙردية هذه الانتقالة التي قربته إلى الصورة الواقعية للبشر وقد Øصل هذا التطور خصوصا ÙÙŠ ديالى يقابله تطور آخر ÙÙŠ لكش منها التماثيل المتعبدة الاثنا عشر وهي تمتاز بعيونها الكبيرة المØدقة بمشهد بعيد غارقة ÙÙŠ Øالة تقودها إلى الغيبوبة والغدر والنوم الطويل ÙÙŠ Øلمها وهاجسها المقدس. |