-جريدة الصباØ-
لم يغÙÙ„ الÙوتوغراÙيون الأوائل ومنذ عشرينيات القرن الماضي بداية ظهور التصوير هنا جانب الالتÙات إلى الزقاق والØارة البغدادية وقد اخذوا على عاتقهم مهمة توثيق جوانب هذه الØارة والØياة المعاشة Ùيها وقد تبعهم ÙÙŠ هذا الاتجاه الأجيال المتعاقبة من الÙوتوغراÙيين المØترÙين والهواة المتقدمين بالإضاÙØ© إلى كل من Øمل الكاميرا عنا ليصور وهو مندهش بالمØيط البيئي الضاج بالصور الإنسانية الØية أينما قلبت بصرك عليه
غير إن السؤال يبقى كي٠تناوله كل واØد منهم ÙˆÙÙ‚ السياق ذاته، كي٠جاء التصوير الÙوتوغراÙÙŠ إلى العراق وهو لمّا يزل قرية مترامية الأطرا٠تعيش مجتمعاتها البدائية Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø¹ØµØ± الباهت وتعاني من الجوع والمرض والÙقر والØرمان وتتعامل بالمجيدي والليرة التركية إذ لم يكن العراق قد عر٠التصوير ÙÙŠ العهد العثماني بالرغم من شيوعه ÙÙŠ أوروبا والعالم ولاسيما وانه كان من المØرمات على العامة من الناس ضمن المÙاهيم الدينية الشائعة وقتذاك.
ÙÙŠ العام 1912 ابتكر العالم الشهير جورج ايستمان كوداك وهو مواطن بريطاني من اصل اميركي كاميرا لرول الصغيرة المØمولة على الكت٠بديلا للصندوقية الكبيرة المثبتة على ثلاث ركائز وبهذا الØدث الهام انتهى عصر الرواد الأوائل من أوروبا والذين كانوا يجوبون بهذه الآلات الثقيلة التي ينوء بØملها عشرون شخصا على الأقل الأصقاع البعيدة بØثا عن اللاÙت والمثير من الصور وبخروج تلك الآلات من الخدمة بدأت Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø¹ØµØ± ساطع ومدو ٠بعد أن تطورت وسائل الإبصار وأضØÙ‰ بالإمكان التنقل بها Øيثما يشاء المرء وقد وزعت ÙÙŠ لندن ÙˆØدها أربعة ملايين كاميرا منها وامتلأ الشارع اللندني لتلك الآلة السØرية العجيبة أما العراق Ùلم يستأثر بهذا الاختراع إلا بعد خمس سنوات من ظهوره لاسيما والØرب العالمية الأولى، كانت قد اندلعت ÙÙŠ عام 1914 ومن نتائجها دخول الجنود الإنكليز والهنود والسيخ والبرتغاليين شارع الرشيد ÙÙŠ صبيØØ© يوم 11 آذار 1917 إلى جانب بعض الجنرالات من القادة البريطانيين والقلة من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ø¬Ø§Ù†Ø¨ الذين صوروا مظاهر الØياة العراقية وأنماط العيش وما إلى ذلك من معالم وتجمعات بشرية والØرب ما تزال قائمة على الØدود التركية من جهة الشمال Øتى وضعت أوزارها ÙÙŠ عام 1918 بعد اندØار القوات العثمانية أما زØ٠القوات البريطانية والمرتزقة من الهنود والسيخ والبرتغاليين كما ذكرت وقد اقتصرت مزاولة هذه الهواية على الواÙدين إلى البلاد من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø§Ø¯Ø© الإنكليز Øصرا ولم تدخل الكاميرا الصندوقية القديمة بسوالبها الزجاجية البالغ Øجمها 15× 12 انج والكابنسيت والبوست كارد الا ÙÙŠ عام 1925 وقبل ذلك ÙˆÙÙŠ عام 1921 جرى التØضير لإقامة الØكم لوطني وأغلقت الØدود وبدأ التعداد العام للسكان كتمهيد لتنصيب ملك على عرش العراق تØت الانتداب والوصاية البريطانية وهنا لابد من التذكير بان كاميرا الرول الصغيرة والبوكس المØمولة باليد لم تدخل ميدان العمل الÙعلي إلا عن طريق من كانوا يهوون السÙر والترØال والاهم إن أسرار الÙÙ† التصويري كانت وبذات الوقت Øكرا على المتخصصين Ùيه وإنهم القلة القليلة ÙÙŠ ذلك الزمان البعيد.
شهدت الÙترة التي تلت العشرينيات أي النص٠الأول والأخير من عقد الثلاثينيات تواليا تطورا ملØوظا على صعيد شيوع هذه الصنعة وكذلك انتشار Ù…Øال التصوير خصوصا ÙÙŠ مركز بغداد وشارع الرشيد وطلع إلى دنيا الشهرة والضوء كبار المهنيين أول الأمر وكان من بينهم جعÙر الØسيني الذي اÙØªØªØ Ø³ØªÙˆØ¯ÙŠÙˆ خاصا به تØت ذات الاسم ÙÙŠ ميدان الØكومة القديمة وعرض نتاجاته التوثيقية التي التقطها لمعالم بغداد وأØيائها الشعبية واستمر ÙÙŠ استقبال المتذوقيين لهذا الÙÙ† ومريديه Øتى الستينيات من القرن الماضي أما من بعده Ùقد جاء قدري الأهلي الذي اشتغل هو الآخر على خلÙية Ùكرة توثيق ابرز معالم هذه المدينة العريقة التي Øظيت باهتمام اغلب ÙوتوغراÙÙŠ لتلك الØقبة من الزمن Øتى صبوا عنايتهم باتجاه التأكيد على الدروب المتربة والنواÙØ° والشرÙات المعلقة والجدران المصقوعة بالضوء الراخي عليها طوال ساعات النهار Øتى غروب الشمس وعلى المآذن والØارات الغاضبة بمØاذاة نهر دجلة ÙˆÙÙŠ هذه الÙترة أيضا والتي كانت تعد Ùترة ازدهار وتنامي هذا الÙÙ† ظهر الÙنان ارشاك الذي اختص بصور البورتريت الموظب داخل الأستوديو والمشاهد الØرة خارج ذلك المربع ÙˆÙÙŠ اشهر صورة التي علقت بÙاترينه Øمله الواقع عند تقاطع جسر الأØرار لوØØ© تظهر الشاعر الزهاوي نائما على كرسيه ÙˆØوله تناثر أعقاب السكائر المنطÙئة على الأرض وقد أجاد هذا الÙنان ذلك الضرب من الإبداع التصويري Øتى اقتيد المصور الخاص لقصر الرØاب والعائلة المالكة … إلى جانب ارشاك كان المصور عبوش والمصور ريكس اللذين تقع ستوديوهاتهما عند مدوخل جسر الأØرار من جهة شارع الرشيد واللذان اختصا بتصوير المجتمع العراقي ورجال العلم والÙÙ† والأدب والسياسة والاقتصاد وسائر من كان يهوي مراقبة المتغيرات التي تطرأ على شخصيته كل ستة اشهر على الأقل إلا إن أولائك المصورين لم تكن ضمن اهتماماتهم صور الميدان المÙØªÙˆØ ÙˆØدث الØياة بينما كان المصور تولدورادو الذي اهتم منذ اÙتتاØÙ‡ ستوديو خاصا به ÙÙŠ الباب الشرقي والجهة اليسرى لنصب الØرية ابتداء من الثلاثينيات بتصوير معالم منطقة البتاويين وكذلك جزء Ø£Øياء الكرادة المعروÙØ© بتÙردها المعماري المميز ÙÙŠ ضوء نظرة الإعجاب والانشداد لذلك الطابع المميز وهو بالتالي ذلك المØاكي الذي استÙاد من ارثه التصويري العديد من الرسامين من الرواد الأوائل ÙÙŠ العراق لكنه ÙˆÙÙŠ نهاية الستينيات اقÙÙ„ الأستوديو وهاجر إلى أميركا ثم تبعثر أرشيÙÙ‡ الصوري وظمر.
لا ÙŠÙوتني التذكير بالطبع بان الÙوتوغراÙيين الأوائل ومنذ الثلاثينيات ÙˆØتى الستينيات راØوا يؤرخون لمظاهر الØياة ÙÙŠ أزقة الكرخ والكاظمية والبتاويين والكرادة وأبو سيÙين والعمار وغيرها من مناطق بغداد ÙˆÙÙŠ داخلهم Ø¥Øساس ÙÙŠ إن الزمن يتأخر على كل شيء.
بعد عشرين عاما جاء جيل آخر من الÙوتوغراÙيين وقد كانت مدارات الضوء ÙÙŠ تلك الأزقة والØارات Øقلا لمن أغوته اللعبة الÙنية هذه لاختبار ملكاته وكذلك المناورة بالامكانات التعبيرية التي تتيØها أداة الإبصار ÙˆÙÙŠ عام 1954 برز Ùنان ÙوتوغراÙÙŠ يدعى لطي٠العاني وقد بدأ مشواره الÙني ÙÙŠ العمل بشركة Ù†ÙØ· العراق وقبل أن يجوب الميادين ادخل دورة تدريبية تعلم خلالها وعلى يد أساتذة ومعلمين إنكليز مبادئ وأبجديات الصنعة ولما Ùض يديه من ذلك اتجه إلى تصوير الريبورتاجات الصØÙية لمØبة أهل النÙØ· التي نسب إليها Ùيما بعد والتي أخذت تنشر تباعا نتاجاته وهو يقوم بجولات ÙÙŠ أنØاء العراق والبلدان العربية المجاورة لأجل تغطية نشاطات منشآت الشركة وهكذا وجدته يستمر Øتى عام 1960 ÙÙŠ جرد مظاهر الØياة العراقية وبضمنها الزوايا المظلمة ÙÙŠ الØارة البغدادية إلى عام 1966 الذي أصدر Ùيه كتابه الموسوم â€Ø§Ù„عراق ÙÙŠ صور“ بعد أن وثق جميع مناØÙŠ الØياة الاجتماعية والصناعية والزراعية.
إن العودة Ù„Øقبة الخمسينيات تنمي من المزيد من الاستذكارات البعيدة ÙˆÙيها برز أيضا الÙنان ناظم رمزي الذي اشتغل على خلÙية Ùكرة (هذه الأرض التي لابد لي من إطالة النظر إليها) وقد عني أنها الأرض الغنية ÙÙŠ الوقت الذي تجد Ùيه إن شعبها جائع ومنهوب وقد استمد ناظم موضوعاته من صميم المشهد الØÙŠ ومن أعماق تلك الØارة المليئة بالنماذج المقهورة وكان السارد المØنك ÙÙŠ رسم أبعاد المشهد المأساوي.
وقد جاء من بعدهم اØمد القباني الذي درس الÙÙ† الÙوتوغراÙÙŠ ÙÙŠ ألمانيا ثم عاد ليؤكد على تسجيل المهن والØر٠الشعبية والأزياء وما شاكل من مظاهر مألوÙØ© وقد أعقبه بذات المعنى نزار السامرائي الذي بدأ Øياته الÙنية عام 1948 وهكذا وعلى المنوال ذاته الÙنان عبد علي مناØÙŠ منذ الستينيات وكاتب المقال بتواضع جم وهادي النجار ÙÙŠ الثمانينيات وغيرهم الكثير ومن هذا كله يتأكد إن الزقاق البغدادي كان المادة الخصبة لكل من Øمل الكاميرا وصور عبر المراØÙ„ المختلÙØ© من تاريخ العراق المليء بالأØداث والتغيرات. |