كاظم الØجاج
تتعر٠على المدينة - أية مدينة - من نهرها أولاً: هل يمكن له أن يبقى†قديماً “ - مع تجدد مائه -؟ وهل يمكن
لشاطئيه أن يقاوما الانجراÙØŒ بÙعل المد والجزر والÙيضان، أو بÙعل تقادم الزمن غير المرئي، إن كان للأنهار أعمار وهي لا تملك شهادات ميلاد أصلاً، بسبب أزليتها، التي لا تشبهها أعمار البشر الÙانين؟
. . وتتعر٠على المدينة من ناسها. ثانياً: هل تثبتâ€Ù…لامØهم“، على الرغم من تجاعيد الأزمنة - كما تتعر٠على المدينة - ليست أية مدينة هنا، بل هيâ€Ø§Ù„بصرة“
- من ثبات مناخها†المتغير! “، الذي يتدخل، بأبوة، ÙÙŠ تØلية أو تØميض أو Ùجاجة ثمار أرضها، والذي يتدخل،
بأبوة كذلك، ÙÙŠ تبييض أو تسمير بشرات وجوه أبنائها وبناتها والبصرة هيâ€Ø£Ø«ÙŠÙ†Ø§â€œ الشرق، تلك عرÙت â€Ø¨Ø±ÙˆØ§Ù‚ييها“ Ùˆâ€Ø³Ù‚راطها“ وجبل آلهتها. وهذه عرÙت بمعتزلييها ومتكلميها ولغوييها Ùˆâ€Ø¬Ø§Øظييها“ وبمربد شعرائها. كما عرÙت بÙلاسÙتها المجانين وأنصا٠العقلاء: يروى أن صعلوكاً من صعاليك البصرة، كان يطارده بعض صغارها ومشرديها بكلمتي†المجنون! المجنون! “، Øتى Ùاض به الكيل، Ùضرب واØداً منهم Øتى كاد يقتله . . وسأل القاضي المتهم: هل ضربت هذا الصبي؟ ولماذا؟ Ùأجاب المتهم†المجنون “:†أولاً. صل على Ù…Øمد وآل Ù…Øمد. سيديâ€Ø§Ù„غاضي!“ - بعض البصريين يقلبون القا٠غيناً - Ùصلى القاضي، كما طلب منه. - ثانية. سيدي†الغاضي!. Ùثنى القاضي بالصلاة على Ù…Øمد وآل Ù…Øمد - متبرماً ÙÙŠ داخله . . ثالثة. سيدي†الغاضي “! وهنا Ø·ÙØ ÙƒÙŠÙ„ القاضي: ÙƒÙÙ‰! وأجب على السؤال! وهنا ØµØ§Ø Ø§Ù„Ù…ØªÙ‡Ù…â€ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ù†ÙˆÙ† “ ÙÙŠ الجمهور: انظروا! قاضي المسلمين يتضايق من الصلاة على سيدنا Ù…Øمد لثلاث مرات Ùقط! Ùكي٠وهم يصيØون بي†المينون! المينون “ من Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø¥Ù„Ù‰ المساء؟! يضØÙƒ القاضي ويضØÙƒ الجمهور ويعر٠الجميع أن†المينون! “ البصري ليس مجنوناً، بل هم الصغار اطÙØوا به الكيل. ويعÙÙˆ القاضي البصري الØكيم عن†Ùيلسو٠“ الشارع البصري الØكيم.
والبصرة†أثينا “ الشرق بØÙ‚. Ùمجلس†الØسن البصري “ كان لا يلتئم إلا بعشرة. من خلصائه، وهؤلاء العشرة
متنوعون -لا مختلÙون- بتنوع†جينات “ وراثة البصرة. وعشرة†الØسن البصري “ هم: شيعي وسني وصابئي
ونصراني ويهودي ومجوسي إلى آخر العشرة. وهم أعلام جميعهم ومعروÙون بأسمائهم وألقابهم.
ومع هذا -وربما لهذا- لم يستطع â€Ø§Ù„Øسن البصري“ من أن يجمع إليه، إلى الأبد، تلميذه "واصل بن عطاء" الذي اعتزل أستاذه -ÙˆÙÙŠ البصرة سرعان ما يصير التلميذ أستاذاً!- Ùكانت..†المعتزلة! “وللمناسبة Ùالاعتزال ليس سبة، ولا تهمة جÙاء أو عقوق بل هو ÙÙŠ البصرة سنة التنوع والرأي الآخر، الجديد المتجدد.
وكما اعتزل المتكلمة البصريون ÙلسÙØ© أستاذهمâ€Ø§Ù„Øسن البصري“، Ùلقد اعتزل البصريون اللاØقون†السياب
والبريكان وسعدي ..“ سنة استاذهم â€Ø§Ù„Ùراهيدي“ Ùلم يعودوا يوقعون الشعر على ضرباتâ€Ø§Ù„قصارين“، ولا على أنواع سير الإبل†التي تØولت ÙÙŠ عصرهم إلى.. سيارات!“ . وكما لم يكن عقوقاً منâ€ÙˆØ§ØµÙ„ بن عطاء - البصري“ أن يعتزل أستاذه، Ùلم يكن عقوقاً من شعراء البصرة اللاØقين أولئك أن يخرجوا علىâ€Ø¹Ø±ÙˆØ¶â€œ أستاذهم â€Ø§Ù„Ùراهيدي - البصري“ بل هيâ€Ø¬ÙŠÙ†Ø§Øªâ€œ أجدادهم، تØولت ÙÙŠ أجسادهم إلى â€ÙˆØ±Ø§Ø«Ø© “ . . مختلÙØ© ! Ùˆâ€Ø¬ÙŠÙ†Ø§Øªâ€œ الجد â€Ø§Ù„Øريري - البصري“ نقلت â€Ù…قاماته“ من جسد ذاك السل٠العظيم، إلى جسدâ€Ø§Ù„خلÙ“ المتواضع المنØني، الذي خرج عنâ€Ø³Ø§Ù„Ùة“ المقامة إلى Øكاياتâ€Ø§Ù„رؤيا“ العصية المتداخلة: â€ÙƒØ±Ø§Ø³Ø© كانون“ تماماً كما خرج المعتزلون من قبل، وكما خرجâ€Ø§Ù„تÙعيليون“ من بعد. وليس غريباً أن يسمي أهل البصرة القصة â€Ø³Ø§Ù„Ùة“، لربطها بالتاريخ السال٠أولاً، ولامتدادها من â€Ø¬ÙŠÙ†Ø§Øªâ€œ Ø§Ù„Ø³Ù„Ù Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø -أو غير الصالØ- ثانياً.
والبصرة أثرى وأغنى مدن الأرض، ÙÙيها يجتمع أقدم وأقدس نهرين ÙÙŠ التاريخ - منذ التوراة تدويناً، وما قبل التوراة واقعاً – هما â€Ø§Ù„Ùرات ودجلة†Øد اقل Ù€ اللذان يلتقيان ثم يجتمعان ÙÙŠ â€Ø´Ø· العرب“، الذي تتÙرع منه
الأل٠الأنهر والجداول.
ÙÙÙŠâ€Ø£Ø¨ÙŠ الخصيب“ مثلاً، لكل ثلاث عائلات نهر صغير، يمر ببساتينها.وقد تنÙرد عائلة كبيرة بنهرها الخاص، الذي غالباً ما ÙŠØمل اسمها، أو اسم عميدها. والبصرة مدينة عائلات، لا عشائر، Ùبيتâ€Ø§Ù„نقيب“ وبيتâ€Ø§Ù„زهير“ وبيت â€Ø§Ù„ذكير†وبيتâ€Ø¨Ø§Ø´ أعيان“ وبيت â€Ø§Ù„وكيل“ Ùˆâ€Øنا الشيخ“.
ÙˆÙÙŠ البصرة تختبئ أديان الناس ومذاهبهم، Ùهم بصريون - عراقيون، لا مسلمون ولا مسيØيون ولا صابئة ولا شيعة ولا سنة. Ùأشهر ساعات البصرة â€Ø³Ø§Ø¹Ø© سورين“ - الارمني!. واشهر صيدليات البصرة â€ØµÙŠØ¯Ù„ية العراق“ صاØبها†أبو علي“ - وهو مسيØÙŠ! - ومن اشهر أغنياء البصرة â€Øنا الشيخ“ وهو مسيØÙŠØŒ ومن تجارها†عبد الأمير العاني“ - لا تعر٠إن كان شيعياً أو سنياً! واØد طلابي كان اسمه â€Ø¹Ø¨Ø¯ الأمير بهنام“ وهو مسيØÙŠ ! . وزوجتي المسلمة الشيعية تØمل الشموع إلى كنيسة†السريان الارثذوكس “ بالعشار، نذراً للعذراء، بعد أن توقد الشموع قرب Ø¶Ø±ÙŠØ â€Ø¹Ø¨Ø¯ الله ابن علي“ - الذي لا يبعد عن الكنيسة أكثر من عشرين متراً!
ÙˆÙÙŠ الأربعينيات وما قبلها كان جيراننا â€Ø§Ù„يهود“ يتÙقون مع بعض صغار المسلمين من جيرانهم، كي يطÙئوا لهم الÙوانيس ÙÙŠ الصباØØŒ وليشتروا لهم Øاجياتهم من المخابز والدكاكين القريبة â€ØµØ¨Ø§Ø يوم السبت“، لان ديانتهم
تØرم عليهم أن يقوموا بأي عمل ÙÙŠ ذلك اليوم. وثراء البصرة†بالنÙØ· وملايين النخيل واسماك الأهوار وطيورها،
وكونها مدينة موانئ، لم يمنع â€Ø§Ù„سيد الرئيس“ من Ø¥Ùقارها، Øد التسول، بل انه جعلها تعاني من Ø´ØØ© الماء - وهي مدينة آلا٠الأنهار - وتعاني من انعدام الكهرباء - منذ العام 1995 - ÙˆÙيها ثلاث Ù…Øطات للطاقة تكÙÙŠ العراق كله! بل هو زجها ÙÙŠ Øرب الأعوام الثمانية â€Ø§Ù„Øرب الإيرانية Ù€ البصرية!“ التي اÙتقدتها ربع شبابها، وقطعت رؤوس نص٠نخيلها، ورملت نص٠نسائها، وهدمت اغلب مساكنها، بل انه تسبب ÙÙŠ تضييق مساØتها الجنوبية، ÙˆØرمها من الأطلال على بØرها، بعدما كانتâ€ÙˆÙ„اية البصرة“ تØادد â€Ø£Ùغانستان“ شرقاً ومدينة â€Ø§Ù„صويرة“ شمالاً.
وتشملâ€Ù‚طر“ جنوباً!†Øتى انه بامكان أهل البصرة الآن أن يطالبوا بملكية â€Ù‚ناة الجزيرة“ القطرية! عسى أن يساهموا ÙÙŠ تØسين سمعتها! |