هادي الربيعي- جريدة الصباØ
بغداد مدينة السØر والخيال وعاصمة الأدب والجمال شهدت هذه المدينة العريقة المغمسة بعطر التاريخ وأريج المعرÙØ© توسعاً كبيراً منذ نشأتها عام 149 هجرية 766 ميلادية ÙÙŠ مبانيها وعمرانها Ùمن مدينة مدورة لا تتعدى مساØتها الخمسة كيلومترات ونص٠الكيلو ÙÙŠ موقع ØÙŠ العطيÙية الØالي إلى انتقال العمران ÙÙŠ جانبها الشرقي أي الرصاÙØ© عام 151هجرية ومنذ ذلك الØين صارت هذه المدينة تتأل٠من جانبين متقابلين هما الكرخ والرصاÙØ©.
وهذه المدينة ظلت ÙˆÙية لنهر دجلة الخالد الذي يشطرها الى شطرين Ùهذا النهر ظل منذ انشائها على كتÙÙ‡ يجلب لها الخصب والنماء والخير ويسقي بساتينها ويروي Øقولها ويورق جنائنها Ùضلت ÙاتØØ© ذراعها تØتضن دجلة الخير كما تØتضن الأم الرؤوم ÙˆØيدها وظل هذا النهر ÙˆÙياً لبغداد باراً لها وبادلها مشاعرها وأØلامها وطموØاتها وشاركها Øلاوة الازدهار والعمران ومرارة الاØتلال والتخريب Ùكان شاهداً على ما عاشت من أيام خوالد وما تØملته من مآس وآلام واØتلالات مأساوية ظالمة.
واعتبر نهر دجلة شريان بغداد الØيوي وشارعها الجميل الكبير Ùقد كان منذ القدم يزدØÙ… بمئات الزوارق والسÙÙ† والاكلاك التي تنقل البضائع والناس شمالاً وجنوباً كما تعبر بهم النهر بين الكرخ والرصاÙØ© وهذا ÙŠÙسر وجود عشرات المراÙىء التي كانت تسمى الواØدة منها بالمشرعة ويسميها الناس بالشريعة وهي كانت عبارة عن نقاط للعبور بين الجانبين وتغذية الأسواق بالسلع والØاجيات اليومية وتجعل جانبي المدينة على اتصال Øيوي دائم .
ومنذ نشوئها أقام أبو جعÙر المنصور ثلاثة جسور اØدها للذهاب والثاني للإياب والثالث للنساء ذهاباً وإياباً. وتشير المصادر التاريخية إن الرشيد أقام جسرين اثنين عند باب الشماسية (الصليخ Øالياً) ويقول الخطيب البغدادي أقيم بمشرعة القطانين ÙÙŠ عام 383 هجرية جسر وبقي مدة ثم تعطل ولم يبق ببغداد سوى جسر واØد بباب الطاق إلى إن Øول ÙÙŠ سنة 448 هـ Ùعقد بين مشرعة الروايا من الجانب الغربي وبين مشرعة الØطابين من الجانب الشرقي ويذكر إن ابن بطوطة الذي زار بغداد عام 727 هـ/1327 Ù… انه كان ÙÙŠ بغداد آنذاك جسران اثنان.
ÙˆÙÙŠ ظل السيطرة العثمانية أقيم اØتÙال جماهيري كبير لأهالي بغداد باÙØªØªØ§Ø ÙˆØ§Øد من أهم جسور بغداد وهو موقع جسر الشهداء الØالي وقد أقيم من وضع صÙØ§Ø¦Ø Øديدية وخشبية على جنائب مربوطة ليربط بين الكرخ جهة الجعيÙر والرصاÙØ© جهة الرصاÙÙŠ الآن. وقد امتلأ الجسر يوم الاÙØªØªØ§Ø Ø¨Ù…Ø¦Ø§Øª الناس Ùيما ازدØمت مياه نهر دجلة بعشرات الزوارق التي Øملت الناس للاØتÙال بهذا اليوم السعيد .والى جانب هذا الجسر أقام الجيش البريطاني عام 1918 جسراً من الØديد على القوارب سمي بجسر الجنرال مود يربط بين الصالØيية ÙÙŠ الكرخ ورأس القرية ÙÙŠ الرصاÙØ© والأØرار Øالياً.
ثم شرع ÙÙŠ بناء أول جسرين ثابتين ÙÙŠ تاريخ بغداد ÙÙŠ نهاية الثلاثينات واÙØªØªØ Ø§ÙˆÙ„Ù‡Ø§ عام 1940 وسمي بجسر المأمون (الشهداء أو العتيق) وثانيهما عام 1941 وسمي بجسر الملك Ùيصل (الأØرار Øالياً) الذي ØÙ„ Ù…ØÙ„ جسر مود ونقلت مقومات الجسر إلى مكان آخر من النهر يقع بين الكاظمية والأعظمية.
ÙˆÙÙŠ الخمسينيات تم تشييد ثلاثة جسور هي الرصاÙØ© الØديدي والجمهورية والأئمة، أما الجسر المعلق ÙÙŠ الكرادة Ùقد تم اÙتتاØÙ‡ عام 1964 وأعقب جسران شيدا ÙÙŠ السبعينيات هما جسر باب المعظم عام 1977 وجسر المثنى ÙÙŠ صدر
قناة الجيش ÙÙŠ 1979 بينما شهدت الثمانينيات إقامة جسر الاعظمية المعلق وجسر الرشيد ÙÙŠ السنك والجسر ذي الطابقين Ù„ØªØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ù‡ الجسور 12 جسراً. ÙˆÙÙŠ ضوء التوسع المعماري الهائل الذي شهدته مدينة بغداد والزيادة الكبيرة ÙÙŠ عدد Ù†Ùوسها كونها اكبر مركز تجاري وإداري يستقطب أعداداً كبيرة من سكان المØاÙظات القريبة وأقضيتها للعمل ÙÙŠ بغداد كمØاÙظات ديالى والØلة والكوت ÙˆØتى كربلاء يساهم هذا العامل ÙÙŠ زيادة Ù†Ùوس هذه المدينة وخاصة خلال النهار وبسبب الاختناقات المرورية أوجدت الØاجة إلى ضرورة تشييد خمسة جسور Øديثة ÙÙŠ بغداد وهذا ما تمخضت عنه الدراسة التي أعدتها Ø¥Øدى الشركات البولونية لتسهيل انسيابية التنقل ÙÙŠ مدينة بغداد إلا إن الظرو٠القاهرة التي مرت بها البلاد خلال الثمانينات وإهمال النظام السابق قد عطل هذا المشروع الØيوي.
أما الآن ÙˆÙÙŠ ضوء الظرو٠المرورية المعقدة التي تعيشها مدينة بغداد جراء بلوغ السيارات الجديدة الداخلة إلى البلاد بØوالي مليون سيارة Ùأن ذلك يستدعي إنشاء ما لا يقل عشرة جسور دÙعة واØدة إضاÙØ© إلى تطوير وتÙعيل التصميم الأساسي للمدينة وإنشاء الجسور والطرق المعلقة والتقاطعات ذات الطبقات المثالية لتخÙي٠وكسر Øدة الازدØام المروري الذي يخلنق بغداد وأهلها . . |