تØقيـق- وليد عبد الأمير علوان
تصوير- خالد وليد التميمي
لا تكاد تخلو منطقة من مناطق العراق من أثر٠إسلامي أو Ø¶Ø±ÙŠØ Ù…Ù‚Ø¯Ø³ أو مزار٠لولي أو دير قديم أو مسجد مشهور، ولا غرابة ÙÙŠ ذلك ÙÙŠ بلد كان مهداً للØضارات الإنسانية ومهبطاً للأنبياء ومركزاً من مراكز الخلاÙØ© الإسلامية، وكانت بغداد Øاضرة الخلاÙØ© العباسية ومركز الإشعاع الثقاÙÙŠ. وتعتبر منطقة "براثا" واØدة من أقدم معالم بغداد ÙÙŠ تاريخ الإسـلام، إذ تشير المرويات التاريخية بأنها قد أسست قبل تأسيس مدينة بغداد (دار السلام) بنØÙˆ 108 سنة، إذ كانت ديراً نصرانياً. تقع هذه المنطقة ÙÙŠ منتص٠المساÙØ© بين مركز بغداد ومدينة الكـاظمية والتي لا تبعد عن المركز سوى مساÙØ© 10 كم.
وبراثا هو اسم باني الدير ومعنى براثا بالسريانية "ابن العجائب" ÙˆÙÙŠ اللغة العربية تعني "الأرض الرخوة الØمراء". وقيل أنه موقع شري٠زاره عدد من الأنبياء وصلوا Ùيه، ومنهم إبراهيم الخليل والنبي دانيال "ذو الكÙÙ„" المدÙون ÙÙŠ مدينة الكÙÙ„ العراقية جنوب بابل، أو على مساÙØ© 160 كم جنوب بغداد.
براثا ÙÙŠ العهد الإسلامي
أما ÙÙŠ العهد الإسلامي Ùقد صلى Ùيه الخليÙØ© الراشد الإمام علي (رض)ØŒ Øيث ورد ÙÙŠ المصادر أنه عندما عاد من قتـال الخوارج ÙÙŠ معركـة النهروان اجتاز بغداد Ùأتى موضعا من أرضها، Ùقال مـا هذه الأرض؟ قيل أرض بØـرا، Ùقال أرض سباخ جنّبوا ويمنوا. Ùلما أتى يمنة السواد Ùإذا هـو براهب ÙÙŠ صومعة Ùقال له: يا راهب أأنزل ها هنا؟ Ùقال له الراهب: لاتنزل هذه الأرض بجيشك، Ùقال: ولم؟ قال: لأنه لاينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل ÙÙŠ سبيـل اللّه عزوجل، Ùجرت Ù…Øاورة بينهما، وتعر٠Ùيها الراهب على شخص الخليÙØ© علي (رض)ØŒ Ùنزل الراهب إليه وقال أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن Ù…Øمداً رسول اللّه، وأني واللّه قد وجـدت ÙÙŠ الإنجيـل نعتك. ثم طلب منه النزول من الصومعـه وتØويل هذا الديـر الى مسجد Ùبنى الراهب الدير مسجداً، ولØÙ‚ بأمير المؤمنين الى الكوÙـه ولم يزل بها مقيماً Øتى استشهد الإمام علـي سنة 40 هـ، Ùعاد الراهب، واسمه Øباب الى مسجد براثا. وشهد المسجد عدة عمليات تطوير خلال Øكم الدولة العباسية خصوصاً ÙÙŠ زمن أمير الأمراء ÙÙŠ بغداد "بجكم الماكاني" عندما أمر بإعادة بناء المسجد وقام بتوسيعه وأØكم بناءه وأØاطه بسياج منقوش وكتب ÙÙŠ صدره اسم الخليÙØ© الراضي باللّه.
تضم منطقة براثا ÙÙŠ الوقت الØاضر مسجداً كبيراً ÙÙŠ أعلاه منارتان بنيتا سنة (1375)هـ، مع مكتبة قديمة، وخارج Øرم الصلاة هناك صØÙ† واسع، وتجري الآن Øملة واسعة لتوسيـع وتطوير المسجد، وهي تشمل أعمال الإضاÙØ© والبناء والصيانة وأعمال النجارية وصبغ الجدران وبكلÙØ© (1,139,550 ) دولارا.
وخلال تجوالك داخل مسجد براثا ترى ÙÙŠ كل ركن من أركانه أثراً تاريخيـاً. ولعل من أهم المعالم الأثرية الموجودة Ùيه:
الØجارة البيضاء أو Øجر براثا
وهي قطعة من Øجـارة قديمة تØمل نقوشاً جميلة ومØÙورة تعود إلى ما قبل الإسلام تؤكد قدم المعبد وتوثق المنقول والمؤثور عن تاريخ جامع براثا. وقد نقرت ÙÙŠ جانبي النقش بالخط البارز أسماء النبي Ù…Øمد (ص) وابنته Ùاطمة الزهراء (رض) والأئمة الاثني عشـر (رض) لدى المسلمين من الشيعة. وهذا الØجر القديم النÙيس من الآثار الباقيـة عـن القرون الماضية من بقايا المعبد القديم والمسجد الجامع العتيق، وهو من الذخائر النÙائس ومـن الشواهد والآثار المهمة.
بئر علي بن أبي طالب (رض)
تذكر المرويات التاريخية بأن الإمام علي (ع) سأل الراهب Øباب ÙÙŠ براثا من أين تشرب يا Øباب؟ Ùقال يا أمير المؤمنين من دجلة ها هنا، Ùقال: لمَ لا تØÙر ها هنا عيناً أو بئراً؟ Ùقال له: يا أمير المؤمنين كلما ØÙرت بئراً وجدنا مياهه مالØØ© وغير عذبة، Ùقال له الإمام علـي: Ø£ØÙر هاهنا بئراً، ÙØÙر Ùخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها، Ùقلعها أميـر المؤمنين ÙانÙلقت عين ماء، ثم قال اكشÙوا هاهنا على سبعة عشر ذراعـاً (الذراع يساوي 79.5سم ) ÙكشÙت Ùإذا صخرة بيضاء، Ùنصب أمير المؤمنين الصخرة وصلى عليها وأقام هنا أربعة أيام. والبئر Ù…Øاطة اليوم بقبة زجاجية للØÙاظ عليها، وتم إيصال المـاء إلى الخارج بواسطة أنبوب Øيث يتمكن الزوار من شرب الماء والتوضؤ، والماء ذات مذاق عذب.
الØجارة المÙنطّقة
وهي Øجارة سوداء تقع أمام البئر مباشرةً وعادةً ما يتجمع الكثير من الزوار Øولها وتسمى بالØجارة السوداء أو المÙنطّقة، Ùيها نقرة من بقايا Ø£Øجار المنطقة القديمة والمنطقة هي جامع براثا القديم والناس يعتقدون بهذا الØجر من القديم. ÙŠÙصب الماء ÙÙŠ النقرة ويسقى الطÙÙ„ لكي ينطق ويÙØلل عقدة لسانه وكثيراً ما تسمع النسوة وهن يقلن لأطÙالهن قولوا "يا Ù…Ùنطقة نطّقيني" ويكررون هذا عدة مرات.
وبالإضاÙØ© إلى مسجدها الشهير، تضم منطقة براثا قبر نبي قيل أنه للنبي يوشع "عليه السلام" ويسمى أيضاً "هوشع" وهو Ùتى موسى (ع)ØŒ بالإضاÙØ© الى مقبرة اعتاد البغداديون دÙÙ† الموتى من الأطÙال Ùيها إلا أنها أصبØت مدÙناً على مر الزمن وبصورة عشوائية وإن Øملة التوسيع الØالية سو٠تطال جزءا من المقبرة. إن هذا المكان قد استعاد الآن مكانته Øيث تقام Ùيه Øاليا صلاة الجمعة ويؤمه يومياً عدد كبير من الزوار سواء من أبناء الأقطار المجاورة أو من العراقيين للتبرك وسيبقى Ù…ØتÙظاً بقدسيته سواء للمسلمين أو أتباع الديانات السماوية الأخرى، وهو خير دليل على التقاء الØضارات واتصال بعضها بالبعض الآخر لا تصادمها. |