من أهم الآثار الموجودة ÙÙŠ منطقة الÙسطاط تلك البوابة الكبيرة Ù„Øصن بابليون القديم، Ùهي ما زالت كما هي بهيئتها كما كانت أيام الÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠØŒ ويقال إنها هي البوابة Ù†Ùسها التي دخل من خلالها جيش عمرو بن العاص إلى الØصن، ومن ثم ÙتØت أمامه كل ربوع مصر، أما سبب اØتÙاظ هذا الأثر الهام بهيئته كل هذه القرون خلاÙا لأبراج وأبواب الØصن الأخرى Ùيعود إلى أمر سو٠نتØدث عنه لاØقا بعد أن نسترجع سويا قصة الÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ لمصر، وما لقيه الÙاتØون من عناء Øول ذلك الØصن الذي كان يعد اشد الØصون مناعة ÙÙŠ الشرق كله.
ÙˆØين نتØدث عن ÙØªØ Ù…ØµØ± لا بد لنا أن نذكر عمرو بن العاص صاØب الÙضل ÙÙŠ ذلك الÙØªØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يعد من أهم إنجازاته.
لقد كان عمرو بن العاص -كما يروى المؤرخون- رجلاً قصيرا، عظيم الهامة، ناتئ الجبهة، واسع الÙÙ…ØŒ عظيم اللØية، عريض ما بين المنكبين، عظيم الكÙين والقدمين، وقد كان Ø£Øد ثلاثة اشتهروا بين العرب بالدهاء، وكان يطلق عليه خاصة داهية العرب وكان قبل إسلامه من خيرة Ùتيان قريش وأقدرهم شعراً، وأكثرهم مكراً وأشدهم ÙÙŠ معاداته للإسلام، وكانت له ÙÙŠ الØرب ÙƒÙاية تضعه ÙÙŠ مصا٠كبار القواد ÙÙŠ التاريخ، وهو الذي Ø±Ø¬Ø ÙƒÙØ© معاوية بن أبى سÙيان بدهائه وشد ساعده بقيادته لجيوشه، وإشاعته الÙرقة ÙÙŠ جيش على بن أبي طالب وتغريره بأنصاره، وسØبهم إلى كمين التØكيم.
وكان عمرو قبل البعثة يعمل بالتجارة، Ùكان كثير التنقل والسÙر ويروى انه قد أتى مصر ÙÙŠ اØد أسÙاره تلك وتجول ÙÙŠ أنØائها Ùملكت جنانه وأØبها، Ùلما أسلم وتوالت الÙتوØات بعد ÙˆÙاة النبي "ص"ØŒ اسر ÙÙŠ Ù†Ùسه رغبة كانت تداعب خياله، وهى أن ÙŠÙØªØ Ù‡Ø°Ù‡ البلاد التي Ø£Øبها، Ùلما Øانت له الÙرصة بعد أن استتب الأمر للمسلمين بالشام، دخل على الخليÙØ© عمر بن الخطاب يعرض عليه ÙØªØ Ù…ØµØ±ØŒ ويØرضه عليها، Øتى ركن الخليÙØ© إلى طلبه، Ùعقد له على أربعة آلا٠رجل وسار عمرو متجها إلى مصر، ونزل أول ما نزل ÙÙŠ قرية ما بين رÙØ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø±ÙŠØ´ يقال لها "المساعيد" وعسكر بها Øتى Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø«Ù… تقدم عمرو وجيشه تهتز الأرض تØت سنابك خيولهم وتØتضن الدم العربي كي تسطر به تاريخا جديدا لمصر.
وبعد أن استولى المسلمون على العريش توجهوا إلى Øصن "الÙارما" وهو أول Øصون مصر الشرقية، وعنده كان أول التØام بإØدى الØاميات الرومانية، ويقال إن الأسق٠بنيامين بطريرك القبط لما بلغه قدوم عمرو بن العاص إلى مصر كتب إلى القبط يعلمهم انه لن تكون للروم دولة، وان ملكهم قد انقطع ويأمرهم بتلقي عمرو مرØبين، Ùلما وصل عمرو إلى الÙارما كان الأقباط يومئذ له أعوانا، ثم تقدم عمرو بعد ذلك دون مقاومة داخل الدلتا Øتى وصل إلى بلبيس، Ùقاتل بها الروم قتالا شديدا Øتى ÙتØها الله عليه، ثم مضى ÙÙŠ طريقه إلى Øصن بابليون، الذي Ùر إليه الروم وتØصنوا به وكان من أعتى الØصون واØكمها ÙÙŠ الشرق كله.
ولم يكن بابليون مجرد Øصن، وإنما كان مركزا شاسعا ومنيعا تمتد مساØته من موقع منطقة "عين شمس" الØالية إلى القصر المعرو٠بقصر الشمع، وكانت هذه المساØØ© تضم عددا كبيراً من القرى الصغيرة والأديرة والكنائس، وكانت هذه المساØØ© لاتساع نطاقها يطلق عليه اسم "مصر" وهو Ù„Ùظ آرامي يعنى الØدود، أما اسم أراضي مصر Ùكان يطلق عليها Ù„Ùظ "شمس" أو "كيم" ومعناها التربة الØمراء، والعرب هم الذين وسعوا Ù…Ùهوم Ù„Ùظ "مصر" وأطلقوه على البلاد كلها.
وقد وصل عمرو إلى أول قرية ÙÙŠ نطاق الØصن وكان اسمها "رنين" ومكانها اليوم مسجد أولاد عنان بباب الØديد، وكان بالقرية Øامية صغيرة تغلب عليها عمرو دون صعوبة، ثم اتجه إلى أسوار الØصن ذاته، والذي كان مركزا يضم عددا كبيرا من Ø£Ùراد الجيش البيزنطي وكبار قادته، وبدأ الØصار ÙÙŠ مايو عام 649 ميلادية واستمر -كما يقول المؤرخون- لأكثر من ثلاثة اشهر.
Ùبعد أن شعر المسلمون بأن الÙØªØ Ù‚Ø¯ أبطأ عليهم، انبرى الزبير بن العوام قائلا: إني أهب Ù†Ùسي لله وأرجو أن ÙŠÙØªØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ بذلك على المسلمين، Ùوضع سلما إلى جانب الØصن ثم صعد وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعا، Ùما شعروا إلا والزبير على رأس الØصن يكبر Ùلما أجابه المسلمون من الخارج لم يشك أهل الØصن إن العرب قد اقتØموا جميعا Ùهربوا، Ùأسرع الزبير وأصØابه إلى باب الØصن ليÙتØوه أمام المسلمين Ùدانت لهم مصر كلها بعد ذلك.
وبعد أن أتم القائد عمرو بن العاص ÙØªØ Ù…ØµØ± قام بتقسيم مساØØ© Øصن بابليون بين الملك والطوائ٠المختلÙØ© التي كانت موجودة ÙÙŠ مصر ذلك الوقت، والتي ما زالت تØتÙظ بأماكنها كما هي.
قمنا بزيارة ذلك الØصن وما به من كنائس وأديرة، ووقÙنا أمام هذه البوابة الجنوبية والمقامة بين برجين كبيرين من أبراج الØصن، نسترجع من المخيلة أصوات الجنود، وصهيل الخيل، وتكبيرات النصر.
وهى بوابة ضخمة شاهقة تملؤك بالرهبة، يصعد إليها عبر بضع درجات وهى تمثل نموذجا مثاليا لبوابات الØصون على الطراز الروماني -كما قال Ù…Øدثي Ù…Ùتش الآثار- خمسة مداميك Øجر تعلوها ثلاثة مداميك من الطوب، هذه هي طريقة البناء على الطراز الروماني.
بعد أن عبرنا البوابة إلى الداخل شاهدنا على بعد خطوات أثراً لبوابة أخرى داخلية كانت ترÙع إلى أعلى بالجنازير، ÙˆÙÙŠ أعلى البرجين اللذين ÙŠØتضنان هذه البوابة توجد ÙتØات صغيرة لرمى السهام تسمى "مزاغل" وتØت البرج الأيسر كانت توجد طاØونة ما زالت بقاياها موجودة Øتى اليوم، كانت تستخدم لطØÙ† الغلال لمن هم بداخل الØصن ويوجد بالقرب منها Øجرة صغيرة مخصصة للØيوان الذي كان يديرها وعلى بعد خطوات يوجد الÙرن، ثم مخزن الغلال.
ربما تسأل Ù†Ùسك الآن كي٠اØتÙظ هذان البرجان بكل هذه التÙاصيل Øتى اليوم.. سو٠تعر٠الإجابة إذا Øولت ناظريك لأعلى . . إذ هناك سق٠خشبي يغطى ما بين البرجين مصنوع من جذوع النخيل، وهو ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه يمثل أرضية الكنيسة المعلقة اشهر الكنائس المصرية، والتي سو٠نزورها بعد قليل، Ùهي السبب الØقيقي ÙÙŠ بقاء هذين البرجين على Øالهما Øتى اليوم.
ÙˆÙÙŠ طريقنا إلى الكنيسة المعلقة، كان يجب علينا الخروج من بوابة الØصن مرة أخرى، Ùالطريق مغلق من الداخل نظراً لأعمال الترميم التي تجرى هناك على قدم وساق، ÙÙÙŠ كل مكان أينما ذهبنا نشاهد السقالات والدعامات المرÙوعة على الجدران، إذ إن المنطقة جميعها تقع ضمن مشروع ترميم القاهرة التاريخية الذي تتبناه وزارة الثقاÙØ© منذ سنوات.
والآن لكي تخرج إلى مستوى الشارع عليك أن تتسلق مرغما طبقات الزمن التي تمثلها التربة خير مثال، إذ إن الشارع يرتÙع عن مستوى أرضية الØصن من عشرة إلى خمسة عشر متراً على الأقل.
سو٠ندخل الآن إلى الكنيسة المعلقة، وهى من اشهر الكنائس الموجودة ÙÙŠ مصر، ربما كان هذا بسبب موقعها العجيب، Ùهي مشيدة -كما قلنا- Ùوق برجين من أبراج الØصن القديم، ولهذا سميت بالمعلقة، Ùما السبب وراء بنائها هكذا معلقة ÙÙŠ الهواء؟
يجيب على هذا السؤال السيد Ù…Øمد Ù…Øجوب مدير عام تÙتيش آثار الÙسطاط Øيث يقول: لقد بنيت هذه الكنيسة بعد خروج الرومان من مصر، والذين كانوا ÙŠØاربون مذهب الكنيسة المصرية ويضطهدون أتباعها ويذيقونهم صنو٠العذاب، Ùلما خرجوا واطمأن الأقباط للØكم الجديد، قاموا ببناء هذه الكنيسة بهذا الشكل، كرمز لانتصار الكنيسة القبطية على الرومانية التي كان يمثلها ذلك الØصن، ولأنها Ùوق برجين، Ùهي ليست كغيرها من الكنائس والأديرة الأخرى داخل الØصن، إذ هي الوØيدة التي لا بد لك أن تصعد إليها عبر عدد من الدرجات، وهذه الكنيسة مبنية على الطراز البازلكي، ونتعر٠على هذا الطراز -كما يقول Ù…Øمد Ù…Øجوب- عن طريق ترتيب الأعمدة داخل الكنيسة، والتي تتكون من ثلاثة أروقة . . أوسعها وأعلاها الموجود ÙÙŠ الوسط، وهو الذي ÙŠØتوى على "الإمبل" الذي يشبه المنبر داخل المساجد إلى Øد كبير غير انه يوجد ÙÙŠ وسط القاعة تقريبا.
وتشتهر المعلقة بمجموعة من الأيقونات الموزعة على جدرانها والتي تبلغ عددها Øوالي 90 أيقونة يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وتØتوى على رسومات دينية للسيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„Ø§Ø¦ÙƒØ© والقديسين مرسومة على الأخشاب والأقمشة، وهذه الأيقونات تخضع الآن لعمليات ترميم دقيقة إلى جانب النقوش والزخار٠المنتشرة على أخشاب الهياكل الخمسة والمطعمة بالعاج والصد٠والأبنوس.
ولقد امتدت يد Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ إلى هذه الكنيسة بعد أن تعرضت للتخريب على يد الوالي على بن ÙŠØيى الأرمني ÙÙŠ عام 048 ميلادية، وتم إصلاØها وترميمها ÙÙŠ بداية العصر الÙاطمي بأمر من الخليÙØ© المعز لدين الله، وتعد الكنيسة المعلقة من اشهر الكنائس ÙÙŠ مصر وأهمها لأسباب كثيرة منها إنها قد نقل إليها الكرسي المرقصي من مدينة الإسكندرية ÙÙŠ القرن الØادي عشر الميلادي على يد الانبا خرستوبلوس وهو البطريرك السادس والستون للكنيسة القبطية، وهو أول من أقام بها صلاة القداس بعد وصوله إلى مصر، واستمر الكرسي المرقصي بها لمدة طويلة إلى أن نقل إلى كنيسة "أبي سيÙين" ÙÙŠ القرن الرابع عشر الميلادي. |