البصرة - رؤيا الغالب:
البصرة الأرض الطيبة والماء العذب الوÙير الغنية بالتمور والنÙØ· هي ثغر العراق الذي يزدان بالأشرعة والبواخر تتØÙز لاستعادة مجدها التليد وتنزع عنها رداء الخمول وهي بعد ذلك المعروÙØ© بأهلها الطيبين قد تميزت بأعاجيب الماء الذي يعلو مداً وينØسر جزرا على مر الأيام والسنين.
قال الجاØظ: إن ÙÙŠ البصرة ثلاث اعجوبات ليست ÙÙŠ غيرها من البلدان.. الأولى إن عدد المد والجزر ÙÙŠ جميع الدهر واØد Ùيقبل عند Øاجتهم إليه ويرتد عند استغنائهم عنه ثم لا يبطىء عنها إلا بقدر هضمها واستمرائها وجماØها واستراØتها لا يقتلها عطشاً ولا عزقا ولا يغبها ظمأ ولا عطشا يجيء على Øساب معلوم وتدبير منظوم ÙˆØدود ثابتة وعادة قائمة يزيدها القمر ÙÙŠ امتلائه كما يزيدها ÙÙŠ نقصانه Ùهي اية واعجوبة ومÙخرة واØدوثة وذلك ان دجلة والÙرات يختلطان أمام القرنة ويصيران نهرا عظيما يسمى شط العرب يجري من ناØية الشمال إلى ناØية الجنوب ÙÙŠ الÙاو وانØداره هذا يسمى جزرا ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويملأ جميع الأنهر المتصلة بشط العرب ويسمونه (مداً) ÙŠÙعل ذلك ÙÙŠ كل يوم وليلة مرتين Ùإذا اجزر نقص نقصانا كثيرا بØيث لو قيس الذي نقص لكان مقدار ما يبقى أو أكثر وليست زيادته متناسبة بل يزيد ÙÙŠ أول كل شهر قمري ووسطه أكثر من سائرة وذاك إذا انتهى ÙÙŠ أول الشهر القمري إلى غايته ÙÙŠ الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي القاضية اخذ يمد كل يوم وليلة انقص من الذي قبله وينتهي غاية نقص زيادته ÙÙŠ آخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر القمري ثم يمد ÙÙŠ كل يوم أكثر من مده ÙÙŠ اليوم الذي قبله Øتى ينتهي غاية زيادة مرة ÙÙŠ نص٠الشهر ثم يأخذ النقص إلى آخر الأسبوع ثم ÙÙŠ الزيادة ÙÙŠ آخر الشهر هكذا ابداً لا يختل٠ولا ÙŠØÙ„ بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار.
إما الأعجوبة الثانية والقول للجاØظ ادعاء أهل انطاكية وأهل Øمص وجميع بلاد الÙراعنة معرÙتهم بالطلسمات وهي بدون مالاهل البصرة وذاك إن لو التمست ÙÙŠ جميع بيادرها وربطها المعوذة وغيرها على نخلها ÙˆÙÙŠ جميع معاصر دبسها إن تصيب ذبابة واØدة لما وجدتها إلا ÙÙŠ ما انÙرط أو تمرة منبوذة دون المسماة لما استبقتها من كثرة الربان.
والأعجوبة الثالثة إن الغربان القواطع ÙÙŠ الخري٠يجيء منها ما يسود جميع نخل البصرة وأشجارها Øتى لا يرى غصن واØد إلا وقد تأطر بكثرة ما عليه ولا كربة غليظة إلا وقد كادت إن تندق لكثرة ما ركبها منها ثم لم يوجد ÙÙŠ جميع الدهر غراب واØد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم يبق منها غدق واØد ومناقير الغربان معاول وتمر الاعذاق ÙÙŠ ذلك إلا بان تكون غير متماسكة Ùلو أبقاها الله تعالى ولم يمسكها بلطÙÙ‡ لاكتÙÙ‰ كل عذق منها بنقرة واØدة ولم يبق عليها إلا اليسير ثم هي ÙÙŠ ذلك تنتظر إن تصدم Ùإذا أتى الصرام على اخرها عذقا رأيتها سوداء ثم تخللت أصول الكرب Ùلا تدع ØØ´ÙØ© إلا استخرجتها ÙسبØان من قدر لهم ذلك واراهم هذه الأعجوبة.
إن المد والجزر ÙÙŠ البصرة ميزة عظيمة وان الذباب Ùيها لا ÙŠØØ· على التمر المنÙرط أو المنبوذ أو المعصور وان الغراب ينتقي الØØ´Ù ÙينÙره وتسلم من أذاه التمرة الصالØØ© وليست هذه الأعاجيب الثلاث Ùقط ÙÙŠ البصرة Ùهي المدينة الساØرة التي تØظى بخيال Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆÙ†ÙƒÙ‡Ø© الضياÙØ© والØكايات العجيبة. |