السياØØ© الإسلامية: عن "بي بي سي"17 غشت / أغسطس 2010
على مدى أكثر من 800 سنة، نجØت مدينة آلانيا التركية ÙÙŠ أن ترسخ مكانتها كمنتجع سياØÙŠØŒ وذلك عبر استغلال موقعها على الساØÙ„ التركي المطل على البØر الأبيض المتوسط. وتستقطب شواطئ المدينة التي تطل على خليج انطاليا Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† تجذبهم أيضا جبال المدينة المكسوة بالغابات وتاريخها العريق. لكن تبدو المدينة الآن على أعتاب سوق جديدة وواعدة هي "سياØØ© الشواطئ الإسلامية". إذ قررت بعض Ùنادق المدينة الخوض ÙÙŠ تجربة يطلق عليها اسم "الÙندقة الØلال" أو "السياØØ© التي تتواÙÙ‚ مع Ø£Øكام الشريعة الإسلامية"ØŒ بعد أن لاØظت Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‚Ø·Ø§Ø¹ الخدمات المالية الإسلامية وصناعة المواد الغذائية الØلال للمجتمعات الإسلامية ÙÙŠ المهجر. كما أن أعداد المسلمين ÙÙŠ العالم، والذين يتخطون المليار وستمائة مليون نسمة، تنبئ بأن سوق "الÙندقة الØلال" يبدو واعدا ومبشرا Ø¨Ø£Ø±Ø¨Ø§Ø Ø¹Ø¸ÙŠÙ…Ø© للدول التي تستثمر Ùيه. ويعتمد Ù…Ùهوم السياØØ© الØلال على الأØكام الرئيسية ÙÙŠ الشريعة الإسلامية مثل تØريم الكØوليات والØرص على تقديم اللØوم والدواجن المذبوØØ© ÙˆÙÙ‚ الشريعة الإسلامية وتوÙير مساجد للمصلين.
تشارك العائلة نشاطها بدلاً من المراقبة
قصد ميزان رجا وزوجته ناظمة وأطÙالهم الأربعة آلانيا من انجلترا للإستمتاع بعطلة، تعوضهم عما ÙŠÙتقدوه ÙÙŠ عطلاتهم على الشواطئ الانجليزية. وقال رب الأسرة Ù„ بي بي سي، إنهم ذهبوا إلى مدينة برايتون الساØلية ÙÙŠ جنوب بريطانيا ولم يتمكنوا من الإستمتاع بما توÙره لهم المدينة، باعتبار أن"الرجال ÙˆØدهم يستمتعون بالسباØØ© Ùيما تكتÙÙŠ النساء بالمشاهدة عن بعد. أما زوجته ناظمة، Ùتقول إنها Ø£Øست بأنها تÙتقد شيئا خلال زياراتهم إلى المدن الساØلية ÙÙŠ بريطانيا: "كنت أشعر أنني ممنوعة من Ùعل شيء ممتع ومسلي". وتضيÙ: "من الممتع أن نتمكن من المشاركة ÙÙŠ تلك الÙعاليات والنشاطات. Øتى الأطÙال لا يستمتعون بشكل كا٠عندما لا يكون الآباء بجوارهم ÙÙŠ البØر. إنهم يريدون أن تكون أمهم إلى جوارهم لمساعدتهم والسباØØ© بالقرب منهم.
وتتماشى معايير Ùندق "بيرة" Øيث ينزل ميزان وأسرته، مع التقاليد الإسلامية. ÙÙÙŠ ردهة الإستقبال مثلاً، شاشات كبيرة تعدد التسهيلات المتوÙرة، بدون ظهور أية امرأة. وخلال اليوم، وبينما يستمتع الناس بالمطاعم ÙˆØمامات "الساونا" والسباØØ©ØŒ يستمعون أيضا إلى الآذان ÙÙŠ مواعيده ويعتبر هذا Ø£Øد المعالم الرئيسية للÙندق.
الشواطئ الØلال: سوق واعدة ÙÙŠ مجال السياØØ©
سمة أخرى من سمات الÙندق والتي يعتبرها البعض أهم ما يميزه، هي Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…ÙØªÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø®ØµØµ Ùقط للسيدات، والموجود ÙÙŠ الطابق السادس للÙندق، أعلى نقطة Ùيه. ويØاط Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ø Ø¨Ø¯Ø±Ø¬Ø© عالية من الخصوصية. Øتى المصعد المؤدي إليه مخصص للسيدات. وقبل أن أدخل أنا وناظمة إلى Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ø ØªÙ… تÙتيش Øقائبنا بدقة من أجل التأكد من عدم وجود أي كاميرات أو هوات٠مØمولة. وقد قالت لي ناظمة إن تجربتها مع Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø®ØµØµØ© Ùقط للسيدات ÙÙŠ انجلترا مختلÙØ©. “لقد ذهبت بالÙعل إلى Ø£Øد الجلسات المخصصة لسباØØ© السيدات Ùقط، ÙˆÙجأة رأيت رجلا يدخل القاعة. واكتشÙت أنه سيكون المسؤول عن Øمايتنا من الغرق، وهو ما يتناقض بشكل كلي مع Ùكرة Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø®ØµØµØ© للنساء Ùقط. معظم النساء اللواتي رأيتهن ÙÙŠ هذه العطلة كن إما Ù…Øجبات أو منقبات. لكن ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø®ØµØµ لهن، جميعهن كن Øاسرات الرأس. أخبرتني ناظمة أنها وجدت صعوبة ÙÙŠ التعر٠عليهن بعد ارتدائهم البوركيني أو لباس البØر الشرعي الذي يغطي أجسادهن بالكامل، ويكش٠عن الوجه والكÙين والقدمين Ùقط. بعد زيارتي Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø®ØµØµ للسيدات، تجولت على الشاطئ والتقيت ثريا الØاج مصطÙى، وهي Ùلسطينية تقيم ÙÙŠ ألمانيا واعتادت على المجيء إلى تركيا مع أسرتها خلال السنوات الخمس الماضية. وأثناء Øديثي معها، وجدت أنها وأسرتها كانوا من أوائل العائلات اللائي خضن تجربة سياØØ© الشواطئ الØلال. وتقول ثريا إنها تستمتع بقدرتها على المجيء إلى الشاطئ مع أسرتها والسباØØ© ÙÙŠ البØر مع زوجها وأطÙالها. وتضي٠أنها عندما تزور وطنها Ùإنه من الطبيعي أن تجد السيدات جالسات على الشاطئ ولا يسبØÙ† بينما هنا هي تستطيع ذلك.
النساء ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Øلال يرتدين زي السباØØ© الخاص بالمØجبات
ÙÙŠ الوقت الذي تقود Ùيه دول مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا الطريق ÙÙŠ صناعة السياØØ© الØلال Ùإن الكثيرين يعتقدون أن الشرق الأوسط يمكن أن يستÙيد من هذه الصناعة الواعدة. Ùاليوم، هناك مجموعة Ù…Øدودة من الÙنادق والمشاريع السياØية التي تقدم خدمات تتواÙÙ‚ مع متطلبات "السياØØ© الØلال" ÙÙŠ منطقة الشرق الأوسط. ووÙÙ‚ أرقام منظمة السياØØ© العالمية Ùإن Ø³ÙŠØ§Ø Ø¯ÙˆÙ„ الخليج أنÙقوا اثني عشر مليار دولار أمريكي سنويا على السÙر من أجل الترÙيه. وقال لي الأستاذ عبد الصاØب الشاكري، وهو خبير سياØØ© عراقي وناشر مجلة "السياØØ© الإسلامية"ØŒ إنه يمكن الإستØواذ على Øصة كبيرة من الإنÙاق السياØÙŠ الخليجي عبر الإستثمار ÙÙŠ صناعة السياØØ© الØلال. وبالرغم من Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø Ø§Ù„Ù…ØªÙˆÙ‚Ø¹ من وراء هذه الصناعة، إلا أن الأستاذ الشاكري يعتقد أن هذه الصناعة مازالت ÙÙŠ بداياتها الأولى وبالتالي لا يمكن الإعتماد عليها Ùقط كبديل عن السياØØ© التقليدية. ويضيÙ: "إن صناعة السياØØ© الإسلامية عمرها الآن خمس أو ست سنوات Ùقط. ما هي خمس أو ست سنوات ÙÙŠ عمر البشر؟.
سياØØ© "انعزالية"
لكن بالرغم من أن البعض ينظر الى السياØØ© الØلال وعطلات الشواطىء التي تتواÙÙ‚ مع الشريعة باعتبارها خيارا لبعض العائلات المسلمة، Ùإن آخرون يعتقدون أنها شكل من أشكال الانعزال. ولا تروق الÙكرة للكاتبة الصØÙية البريطانية المسلمة ياسمين آليباهي براون، وهي تعتبر أنها تبعث على القلق. تقول: "Ùالعنصرية الثقاÙية أو العنصرية الدينية، والتي أنظر إليها كذلك، هو بمثابة قول إنه لا توجد أرضية مشتركة للبشر يمكن أن يتلاقوا عليها Øتى من خلال العطل. أعتقد أن هذا أمر مزعج ومثير للقلق. وتضيÙ: "يمكنك أن تذهب لقضاء عطلتك ÙÙŠ أي مكان ÙÙŠ العالم وأن تختار الإمتناع عن شرب الكØوليات. Ùلا Ø£Øد سيجبرك على Ùعل ذلك. أنا أقبل Øجة الطعام الØلال، لكن هناك خيارات أخرى للطعام. لكن كي٠يمكن مثلا أن نستقبل Ùكرة الإعلان عن سياØØ© مخصصة Ùقط للمسيØيين البيض؟ كنا سنشعر بالاشمئزاز. لا يمكن أن يكون لدينا معايير مزدوجة. على الجانب الآخر، تعتقد ثريا الØاج مصطÙÙ‰ إن مثل هذه العطلات لا تؤدي إلى الإنعزال ولكن تجعل الناس يقتربون أكثر من بعضهم. وتقول ثريا: "يمكنك أن تلتقي بمسلمين من مختل٠أرجاء العالم. من الصين من روسيا من بلجيكا من Ùرنسا، من كل مكان". وتضي٠أنها تشعر بالراØØ© ÙÙŠ ذلك النوع من السياØØ© لأنها عندما تذهب إلى أي مكان آخر يقدم الخدمات الÙندقية التقليدية Ùإنه لا يتقبل نزولها إلى Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¨Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¨ÙˆØ±ÙƒÙŠÙ†ÙŠ. وتقول ثريا: "إنهم لا يشعرونني بالراØØ© Ùلماذا إذن أذهب إلى هناك؟ أنا لا أبØØ« عن الإنعزال ولكن لا يوجد لي خيار آخر كسيدة مسلمة.
ستبقى السياØØ© الØلال Ù…Ùهوما مثيرا للجدل بين من يعتبرها انعزالية وبين من يعتبرها خيارا للراغبين ÙÙŠ التقيد بأØكام الشريعة الإسلامية، لكن الأمر المؤكد أن ميزان وناظمة وأطÙالهما قضوا وقتا ممتعا على شاطئ آلانيا التركي. |