عبد الصاØب الشاكري
ÙÙŠ بداية سنة 2006 ستضا٠اللغة الألمانية إلى جملة اللغات التي تطبع بها "السياØØ© الإسلامية" ولتصدر المجلة بخمس لغات، هي العربية والإنكليزية والÙرنسية والأسبانية والألمانية. وسيسبقها ÙÙŠ ذلك موقعها الألكتروني ÙÙŠ النشرة الإخبارية الأسبوعية Øيث ستضا٠نشرة إخبارية جديدة بالألمانية، بعد أن صدرت باللغات الأخرى. لا بد للقارئ المتأمل وخاصة من ذوي الاختصاص والاهتمام ÙÙŠ المجالات التراثية والØضارية والعلمية والاقتصادية والإعلامية أن يتساءل كي٠تكونت الÙكرة وكي٠نÙّذت ووصلت إلى ما وصلت إليه: أن تصدر مجلة مهنية سياØية ثقاÙية تراثية اقتصادية عالمية الاهتمام والنشر بلغات خمس، والقطار سائر بعون الله ولم يق٠عند هذا العدد Ùقط، وهي رائدة ÙÙŠ اسمها وهيكلتها ومعانيها ولغاتها وغيرها مما تنÙرد Ùيه.
ومجلة السياØØ© الإسلامية كما جاء أعلاه ليست كل شيء بل هي الماكنة التي تجر خلÙها سلسلة من العربات، كل عربة منها Ù…Øملة بأÙÙ‚ جديد من Ø¢Ùاق الإعلام والإعلان المبتكرة. ويأتي على رأسها موقعها الألكتروني الذي تميّز بتÙرع أبوابه للإجابة على كل سؤال ÙÙŠ Øقول السياØØ© والسÙر العالمية، بالإضاÙØ© إلى كونه واسطة للتعري٠بالمعالم السياØية ÙÙŠ مختل٠دول العالم ونشر الأخبار الأسبوعية لكل ما ÙŠØدث ÙÙŠ عوالم السياØØ© بخمس لغات أيضاً والتي هي ÙÙŠ مطبخ البØØ« والإعداد لها من قبل الناشر ورئيس إدارة شركة TCPH Ltd والقائمين بتنÙيذها.
وصدور مجلة السياØØ© الإسلامية كان Ù…Ùاجأة لكل ذي بصيرة واهتمام وموضع تقدير، وكانت أيضاً Ù…ØÙ„ اعتزاز واÙتخار الناشر، لأنها Øققت له هذه الأمنية. وقد برزت بلغتين متساويتين وبØلتها المتطورة التي هي الآن بين أيديكم. ويمكن الاطلاع على جميع الأعداد، من أول عدد والذي صدر ÙÙŠ خري٠2001 إلى آخر عدد، على موقع المجلة الإلكتروني مجاناً www.islamictourism.com .
ÙÙŠ صي٠2004 كانت المÙاجأة الثانية Øيث صدر العدد الثاني عشر أيضاً بنÙس الØلة باللغة الÙرنسية والعربية، وبعد Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ØªØ¬Ø±Ø¨Ø© الثانية لم تعد Ù…Ùاجآت بل كان المطلوب هو الإقدام والجد ÙÙŠ السير على هذا الطريق. ونتيجة لذلك، ومنذ بداية سنة 2005 صدرت المجلة باللغتين الأسبانية والعربية. وها إننا الآن على أبواب السنة الخامسة من عمرها ونØÙ† بانتظار إصدار السياØØ© الإسلامية باللغتين الألمانية والعربية ÙÙŠ بداية 2006 Ù„ØªØµØ¨Ø Ø¨Ø®Ù…Ø³ لغات.
المغرب بداية الطريق
السؤال المهم كيÙØŒ ومن أين، بدأ إصدار مجلة مستنسخة من الطبعة الأصلية العربي/ الإنكليزي لتستنسخ ÙÙŠ طبعة Ùرنسية/عربية كما تستنسخ المخلوقات اليوم؟
كان المغرب هو المكان والزمان والسبب ÙÙŠ إصدار النسخة الÙرنسية/العربية Øيث صدرت عشرة أعداد من المجلة باللغة العربية والإنكليزية، وكانت السوق المغربية من أوائل الأسواق التي جهزت لها وكانت توزع ÙÙŠ المكتبات مع القسم العربي من المطبوعات الأخرى، Øيث لا يوازي المعروض منها غير 10% من مجمل المطبوعات المعروضة التي تعتمد اللغة الÙرنسية Ùكان تقديري بأن لا مكان للطبعة الإنكليزية من مجلتنا ÙÙŠ هذه السوق، Ùلا بد من العمل على طبعة أخرى Ùرنسية/عربية. وكان هذا يسيرا بالنسبة لي Øيث إن تعرّÙÙŠ على اللغات الأجنبية له تاريخ طويل، وكان ذلك من أسباب تشجيعي على هذا العمل.
لقد بدأت رØلتي ÙÙŠ تعلم اللغات منذ بداية الخمسينيات عندما التØقت بالمعهد الأمريكي ÙÙŠ بغداد، وكان موقعه قرب موقع Ù…ØÙ„ عملي ÙÙŠ باب الآغا. وكنت أترك المØÙ„ØŒ بالرغم من زخم إقبال الزبائن خلال تلك الساعات، كي Ø£Øضر دروس تعلم الإنكليزية، إلى أن تمكنت من المخاطبة والقراءة وشيء ما من الكتابة بها.
وقد تعلمت أيضا شيئا من اللغات الشرقية، Ùقد زرت إيران ثلاث مرات لقضاء Ùترة الصي٠ÙÙŠ 1949ØŒ 1953 Ùˆ1968 وقد أكسبتني هذه السÙرات شيئا من اللغة الÙارسية Øيث إنها قريبة من اللغة العربية بالإضاÙØ© إلى توÙر Ùرص ممارستها ÙÙŠ ذلك الوقت.
وكان اكتشاÙÙŠ الأكبر للغات ولقابليتي ÙÙŠ تعلمها عندما بدأت زياراتي إلى أوربا، منذ نص٠قرن، Øيث تلقيت سنة 1955 دعوة من شركة باير Buyer الألمانية لدورة تدريبية ÙÙŠ كيمياء صناعة المطاط لمدة ثلاثة أشهر. ومن ثم أخذت الزيارات تتوالى ÙˆÙترات الإقامة Ùيها تطول وتتطور وذلك لما تتطلبه أعمالي الصناعية ومتابعاتي العلمية لتطوير مشاريعي ÙÙŠ العراق. وكان Øضور معارضها المتخصصة وغيرها من الاتصالات لمقرات الشركات وورش عملها ÙŠØتاج إلى التخاطب باللغتين الإنكليزية، التي تعلمتها سلÙا، والألمانية التي بدأت بتعلمها ÙÙŠ المعاهد اللغوية المسائية وخلال علاقات العمل والعلاقات الشخصية.
لقد شجعني تعلم Ù…Ùردات الكثير من اللغات الأخرى التي تكثر زياراتي لبلدانها للتعامل معها ÙÙŠ Øقل عملي والتمتع بمعالمها ÙˆØضاراتها، وهي الإيطالية والÙرنسية والتشيكية مما سهل عليّ الØياة والتمتع ÙÙŠ مختل٠الدول، كما كان للغات Ø£Ùضل الأثر ÙÙŠ نجاØÙŠ ÙÙŠ Øياتي العملية. أما اليوم Ùيمكنني القول أنني أتمكن من التخاطب باللغات التالية: العربية والإنكليزية والألمانية والÙارسية.
ومما زاد ÙÙŠ ممارستي للغات، هو خبراتي وتجاربي ÙÙŠ الإعلام المهني Øيث كنت أصدر مجلتين مهنيتين عالميتين، هما "الØذاء" التي تعنى بالصناعات الجلدية والأØذية، Ùˆ"الرداء" التي تعنى بصناعات الغزل والنسيج والملابس، وكل واØدة منهما كانت تطبع باللغتين العربية والإنكليزية، وكان لهما Øضور متميز ÙÙŠ المعارض الدولية ÙÙŠ اختصاصيهما.
ونتيجة لما جاء أعلاه صار لدي ولع ÙÙŠ اللغات Øيث قمت بإعداد وتمويل وترجمة القاموس الدولي للجلود بست لغات، Øيث أضÙنا عليه اللغة العربية. وتعداد كلمات هذا القاموس يناهز 5,500 كلمة.
اللغات والسياØØ©
ما هو دور وأثر هذه اللغات ÙÙŠ تمتعي بأوقاتي السياØية؟
كنت عندما أنتهي من إنجاز أي عمل ولدي Ùراغ، أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، أبØØ« عن موقع سياØÙŠ أو مهرجان أو سÙرات قصيرة ÙÙŠ أيّ٠من الدول التي أزورها. وكانت اللغات التي أعرÙها، أو Ù…Ùرداتها، تعطيني الشجاعة والثقة ÙÙŠ التخاطب مع الآخرين والتعر٠على Øياة هذه الشعوب ومجتمعاتها والتØسس بمشاعرها، كما أنها تمكنني أيضا من التعبير عما أريد أن أقوله.
ومن اهتمامي باللغات قمت باصطØاب ولدي Øيدر الذي كان يبلغ ÙÙŠ Øينها Øوالي 12 سنة وقمت بتسجيله ÙÙŠ دورات اللغة الÙرنسية ÙÙŠ Ø¥Øدى قرى التعليم ÙÙŠ Ùرنسا خلال عطلات الصي٠ولعدة سنوات.
الكÙاءات
ومن العوامل الأخرى التي ساعدت على إصدار العدد الثاني باللغة العربية والÙرنسية هو توÙر الكÙاءات لدى القائمين على إصدار المجلة وتكوين موقعها الألكتروني، وعلى رأسهم رئيس التØرير الدكتور عبد الرØيم Øسن، والسيد رسول الشهرستاني الاختصاصي ÙÙŠ برامج المواقع الإلكترونية والسيدة إيمان عباس التي تقوم بأعمال سكرتارية المكتب الرئيسي والمتابعة. وهناك العديد من الممثلين والمشاركين المتطوعين ÙÙŠ إغناء مواضيع المجلة وموقعها بالبØوث والأخبار، لا سيما الآنسة كارين دابروÙسكي التي تساعد ÙÙŠ تØرير القسم الإنكليزي والنشرة الأسبوعية بتلك اللغة.
ومن العوامل الÙنية التي ساعدت ÙÙŠ ذلك هو تجاوب ودور الأستاذ جوزي٠الرعيدي والعاملين معه ÙÙŠ التصميم والطبع، وبالخصوص السيدين إلياس Ù†Øاس وميشيل أبو عودة. وقد ذللوا كل الصعاب الÙنية التي تعترض السير ÙÙŠ هذا البناء اللغوي العالمي المبتكر.
ومن العوامل المهمة أيضا، الØضور الدائم للمجلة وممثليها، وعلى رأسهم الأستاذ معتز عثمان، ÙÙŠ المعارض الدولية المتخصصة ÙÙŠ السياØØ© والسÙر والتي تتجاذب ÙÙŠ أطراÙها مختل٠اللغات، ممثلة بالدول المشاركة ÙÙŠ هذه المعارض.
وأهم عامل من العوامل التي جعلتني أقوم بهذه المغامرة هو وجود مكتب كبير ومنزل لي ÙÙŠ أهم منطقة من مناطق وسط الدار البيضاء وهما من مخلÙات Ùشلي ÙÙŠ مشروعي الصناعي الكبير المغلق الذي كان معروÙاً بمنتجاته لكل صغير وكبير ÙÙŠ المغرب وجاوز Øدود المغرب بمنتجاته، والذي كلÙني خسائر كبيرة ومعاناة لا توص٠مما أثر ÙÙŠ Øياتي وتÙكيري وجعلني أنÙر من كل عمل وتعامل يعتمد المادة ÙˆØ§Ù„Ø±Ø¨Ø Ø£Ø³Ø§Ø³Ø§Ù‹ للنجاØ. وكانت تسليتي الوØيدة هي هذه المجلة وبعض الكتب التي كتبتها، Ùكي٠لا أجعل منهما مناي وآمالي، Øيث خطوت خطوات جريئة قبلها ÙÙŠ Øقل الإعلام المهني الصناعي. وقد جعلت من المغرب وطنا آخر لي وامتزجت مع آمال وطموØات أبناء شعبه العزيز، Ùتسعدني Ø£ÙراØهم وتØزنني آلامهم. ÙˆÙÙŠ المغرب تتوÙر الكÙاءات ÙÙŠ اللغة الÙرنسية وغيرها.
طبعة Ùرنسية
وقد لعبت العوامل المذكورة أعلاه دوراً كبيراً ÙÙŠ اتخاذ قراري بإصدار مجلة السياØØ© الإسلامية باللغة الÙرنسية/العربية كمجلة ثانية جنباً إلى جنب مع أختها الإنكليزية/العربية. وقد قمت بالإعلان ÙÙŠ الصØ٠المØلية عن الØاجة إلى مترجم، Ùجاء عدد من الردود، ووقع الاختيار على أول المتصلين السيد نور الدين سعودي الأستاذ ÙÙŠ المعاهد العالية ÙÙŠ الدار البيضاء وتم اختياره بدون تردد وكان اختياراً موÙقاً. وكان للسكرتيرة السيدة سميرة بلعيد التي عملت معي لما يزيد على 15 سنة ÙÙŠ الشركة المغلقة المذكورة أعلاه، دور كبير ÙÙŠ تØقيق وبلورة هذا المشروع. وتم إصدار العدد الأول ÙÙŠ صي٠2004 كما أسلÙنا، جنباً إلى جنب مع الموقع الألكتروني باللغة الÙرنسية.
طبعة أسبانية
ÙˆÙÙŠ ضوء ما جاء أعلاه، صممنا على التوسع ÙÙŠ الإصدار باللغات العالمية، Ùجاء قرار إصدار المجلة باللغة الأسبانية Øيث صدر العدد الأول منها ÙÙŠ بداية سنة 2005 وقد بدأ الدكتور أدريس بو يوس٠الركاب الأستاذ ÙÙŠ جامعة الرباط. والتØقت بالركب الأسباني السيدة ÙˆÙاء الدوهري الأستاذة بالتعليم الثانوي ÙÙŠ الدار البيضاء لإعداد النشرة الإخبارية الأسبوعية الأسبانية على موقع السياØØ© الإسلامية.
طبعة ألمانية
لقد كان الدكتور علاء الØمارنة، الأستاذ بجامعة ماينز الألمانية، من المساهمين ÙÙŠ رÙد المجلة بمقالات Ùقيمة منذ العدد 14 وبدون مقابل. وكان لمقالاته دورها ÙÙŠ إغناء المجلة وإعطائها طابعا علميا أكاديميا. وقد تطارØنا معه Ùكرة إصدار طبعة ألمانية/عربية من مجلة السياØØ© الإسلامية أسوة بأخواتها ÙÙŠ اللغات الأخرى، Ùتم التواÙÙ‚ والØماس لهذه الÙكرة ÙØ±Ø´Ø Ø§Ù„Ø¯ÙƒØªÙˆØ± الØمارنة زميلاً له وهو السيد يوهان باردونغ ليقوم بترجمة وإدارة النسخة الألمانية/العربية، وتكوين موقعها باللغة الألمانية وتم قبول Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±Ø Ù…Ù† قبل الناشر وتهيأ الجميع لتكوين الموقع وإصدار العدد الأول الألماني ÙÙŠ بداية 2006.
هكذا سارت مركبات اللغات ÙÙŠ قطار الإعلام المهني السياØÙŠ Øيث تمتع ÙÙŠ هذه الأسÙار العاملون والمتعاملون بهذه المعلمة الإعلامية. وشكري وتقديري لكل من ساهم ÙÙŠ قيام هذه المجلة ودعمها خلال رØلتها الموÙّقة.
ختاماً، إن الدول التي يجيد العديد من رعاياها تعلم اللغات، بشرط أن لا يكون ذلك على Øساب اللغة الأم، هي الدول التي تعتبر متقدمة Øضارياً، Øيث إن كل Ùرد، باكتسابه لغة إضاÙية، يكتسب علوم الشعوب الأخرى.
وآمل من الدول العربية والإسلامية أن تسخّر جامعاتها ومعاهدها لتخريج الأجيال القادمة بأكثر من لغة، Øتى المØلية منها، وتشجعهم على السياØØ© والسÙر ÙÙŠ سنين مبكرة، وخاصة العاملين ÙÙŠ السلك الدبلوماسي والعاملين ÙÙŠ المواقع السياØية، وبذلك Ù†Ùدخل دولنا وشعوبنا ÙÙŠ أوسع باب من أبواب عولمة السياØØ©.
والله ولي التوÙيق. |