وجهات جديدة للسياحة والسلام

لقد كتب مفكر مشهور في مطلع القرن العشرين أننا قد اكتشفنا كل زوايا المعمورة، والأمر الوحيد الذي تبقى هو متابعة التفاصيل. وبعد مائة عام، أستطيع القول أنه صدق فيما قاله، حيث إن كل إنج مربع من مساحة العالم قد جرى رسم خارطته وتصويره. ولدينا الآن أقمار إصطناعية تدرس، من الجو، طبقات الكرة الأرضية. ولدينا أيضا رواد فضاء ومراكب ترتاد التخوم البعيدة للكون.

ولكن ما لم يلتفت له حتى الآن هو ليس التفاصيل الجغرافية ولكن البعد الإنساني. مازلنا نعاني من انقسامات حادة ثقافيا واقتصاديا. وهناك الكثير من سوء الفهم وانعدام العدالة في أنحاء العالم المتفرقة، وهي تغذي حالة العنف. وما ينبغي على الإنسانية أن تعمل من أجله هو عالم واحد مسالم يقوم على العدالة والقيم الأخلاقية السامية.

وما يزال الناس الذين ينتمون إلى الأقطار الغربية الغنية يذهبون في عطل سياحية إلى أماكن تتصف بالفقر وانعدام العدالة ولكنهم يعودون إلى أقطارهم ممتلئين بالمديح لهذه الوجهات السياحية لأنهم حصلوا فيها على إجازات طيبة وتمتعوا بالشواطئ المشمسة. وهناك غيرهم ممن يأتون إلى البلدان الغربية، خصوصا العرب والمسلمين، ولكنهم يرفضون تعلم أي شيء من هذه الأقطار الأكثر ثقافة وتحضرا. وما زالت حالة العزلة وانعدام التواصل قائمة بين الشعوب والحضارات، فإن العالم سيستمر منقسما في ظل حالة من التوتر.

وننتقل إلى موضوع آخر وهو أننا قمنا بمناقشات داخل المجلة حول الجانب التجاري منها، فطورنا بعض الأفكار التي سنضعها قريبا موضع التنفيذ. وأول هذه الأفكار: أننا سنعمل جاهدين على تحصيل دعم لملاحق خاصة، حول بلدان أو قضايا سياحية. ونتوقع من الأوساط الحكومية المعنية والخطوط الجوية أن تساهم معنا في هذا المشروع.

ثانيا: نقوم حاليا بمفاوضات لتوقيع اتفاقيات تمثيل تجاري (فرانتشايز) من أجل اصدار المجلة والموقع الألكتروني بلغات إضافية للغات الموجودة حاليا، أي الإنكليزية، العربية، الفرنسية والأسبانية.

ثالثا: لقد كنا وما نزال ناشطين في حضور المعارض في أنحاء العالم المختلفة وتغطيتها، وكانت كلفة أكثرها تقع على عاتقنا. ولكننا الآن سنطالب منظمي المعارض بتوفير جناح مجانا، وتذاكر سفر لفريق عملنا، وكذلك السكن والتسهيلات الضرورية التي تسمح بإعداد التغطية التي تستحقها المناسبة.

هذه مطالب كبيرة، ولكننا نؤمن دائما بتقوية ما هو موجود والاندفاع لاكتشاف آفاق جديدة.

رئيس التحرير

مهرجان ثقافة المسلمين حدث عالمي وليس أمرا محليا (العدد 12)