لقد توق٠قلمي عن الخوض ÙÙŠ أي موضوع من مواضيع السياØØ© التي تطرق ذهني ÙÙŠ هذه المرØلة العصيبة التي تمر بأمتنا الإسلامية والتي يق٠العقل والضمير الإنساني متØيرين ÙÙŠ تÙسيرها، وهي Øالات القتل العشوائي المتعمد ÙÙŠ العراق والدول العربية والإسلامية الأخرى.
لم أجد أمامي طريقاً غير الخوض ÙÙŠ العنوان المذكور أعلاه "كي٠تÙعمَّر جسور التواصل بين الشعوب الإسلامية ÙÙŠ القرن الـ21ØŸ" Ùلنبدأ بتØليل ما يمكن تØليله ودرج أسباب التباعد ومعوقات التواصل ما بين الشعوب الإسلامية عبر العصور، وهي:
- إن الØكومات وضعت الموانع والمعوقات Ù„Øماية Ù†Ùسها بمختل٠الØجج.
- بعض الكيانات والØكومات عبر التاريخ تظلَّلت بظلال المذهبية والطائÙية واستعملتها وسيلة Ù„Øماية Øكمها ونشر دعوتها ÙÙŠ الداخل والخارج.
- ÙˆÙÙŠ العقود الأخيرة غزت العالم النظريات المختلÙØ©ØŒ ومنها الÙاشية والشيوعية والاشتراكية والقومية وغيرها، Øيث استعملتها الØكومات وسيلة لبسط Ù†Ùوذها على شعوبها ÙˆØماية سلطتها. ولØسن الØظ Ùقد أخذت هذه النظريات بالأÙول بعدما دÙعت البشرية الثمن الباهظ من Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¯Ù…Ø§Ø¡ والمجاعة وأنواع المآسي.
- بسبب هذا الØجر الذي وضع على الشعوب، تØجر الÙكر الإنساني ÙƒÙلاً Øسب انتمائه الطائÙÙŠ والعقيدي وقهر الØكومات لشعوبها، وكانت سبباً ÙÙŠ التÙريق ما بين الشعوب من Øيث القيم والتقاليد والمستوى المعاشي.
- لا يختل٠اثنان ÙÙŠ أن الإسلام دين التوØيد والوØدة كما ورد ÙÙŠ النصوص القرآنية، وما اجتهاد أئمة المذاهب ÙˆÙتاوى الÙقهاء إلا أنوارا تنير لنا الطريق إلى خيرنا وخير المسلمين على اختلا٠مشاربهم وأصقاعهم.
إذا كانت هذه هي الØقيقة، وأن هذا هو المنظور الذي ينظر Ùيه كل مسلم إلى أخيه المسلم مهما كانت عقيدته المذهبية Ùلماذا هذا التزمت وهذا العن٠وهذه الÙرقة Ùيما بيننا؟
إن الإسلام موØÙ‘Ùد بأمر الله وإرادته. والدليل على ذلك جعل الله الكعبة ÙÙŠ مكة المكرمة مركزاً للأرض ليتوجه لها المسلمون من كل ركن من أركان المعمورة ÙÙŠ صلاتهم خمس مرات ÙÙŠ اليوم، أي إن هناك مناجاة ما بين الأرض والله سبØانه عز وجل عبر ثواني الساعة وعلى مدار السنة بلغة موØَّدة وجمل موØَّدة وأداء موØَّد. وتبرز عظمة هذا الدين ووØدة طوائÙÙ‡ ÙÙŠ موسم الØج، Øيث تبرز Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ø¨Ø¹Ø§Ø¯ الآية الكريمة )يَا أَيّÙهَا النَّاس٠إÙنَّا خَلَقنَاكÙÙ… مّÙÙ† ذَكَر٠وَأÙنثَى وَجَعَلنَاكÙÙ… Ø´ÙعÙوباً وَقَبَائÙÙ„ÙŽ Ù„ÙتَعَارَÙÙوا Ø¥Ùنَّ أَكرَمَكÙÙ… عÙندَ الله٠أَتقَاكÙÙ… Ø¥Ùنَّ اللهَ عَلÙيمٌ خَبÙيرٌ( الØجرات/13. ولنا أيضا ÙÙŠ رسول الله (ص) أسوة Øسنة Øيث إنه ÙˆØَّد القبائل والأمم وجعلها أمة واØدة بالرغم من جذور الاختلا٠المتأصل بينها، Ùلا يوجد أي خلا٠ما بين الطوائ٠ÙÙŠ جوهر الدين وأصول مناسكه الأساسية، وإن وجدت بعض الخلاÙات ÙÙŠ اجتهادات المذاهب والÙقهاء Ùيجب أن لا تؤثر هذه على ÙˆØدة المسلمين.
لكل ما جاء أعلاه، أقول:
ما العمل؟
وكي٠نزيل عوائق التواصل التي تراكمت عبر مئات السنين؟
وكي٠نÙعمّÙر جسور التواصل ما بين الشعوب الإسلامية، أو بين الشعب الواØد بمختل٠طوائÙه؟
1. أقول هذا ونØÙ† ÙÙŠ بدايات القرن الواØد والعشرين الذي أخذت Ùيه الكرة الأرضية تتقلص، Øيث إن كلا منا يرى ويسمع من هو ÙÙŠ الجانب الآخر من هذه الكرة، Ùأي علم وأي نور وهبهما الله سبØانه وتعالى للإنسانية. لقد أخذت الدول والقارات والشعوب تتواصل وتتوØَّد ÙÙŠ كل المجالات وأهمها Øرية Øركة السÙر والتواصل بين شعوبها وعلى رأسها ما يسمى بـ"الØركة السياØية المتنوعة". ولو ألقينا نظرة واØدة على عدد المعارض السياØية الدولية سنوياً التي تعقد ÙÙŠ أركان العالم للتعري٠والتشجيع ولتسهيل هذا التوجه الØضاري الإنساني لوجدنا العجب العجاب.
لتغيير واقعنا الإسلامي الممزق ÙÙŠ هذه المرØلة من مراØÙ„ التاريخ لا بد للØكومات والÙقهاء وخطباء المساجد ورجال الإعلام العمل ÙƒÙلاً من موقعه على تØقيق ما يلي:
1. وق٠تكÙير المسلم لأخيه المسلم واعتبار هذه الكلمة Ù…Øرم استخدامها لنعت أي مسلم بها.
2. العمل على معاقبة كل من يشرّÙع ويخطط ويساعد على قتل أو إيذاء أي مسلم ينطق بالشهادتين )Ù…ÙŽÙ† قَتَلَ Ù†ÙŽÙساً بÙغَير٠نَÙس٠أَو Ùَسَاد٠ÙÙÙŠ الأَرض٠Ùَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمÙيعاً ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† Ø£ÙŽØيَاهَا Ùَكَأَنَّمَا Ø£ÙŽØيَا النَّاسَ جَمÙيعاً( المائدة/32.
3. ÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ أمام كاÙØ© الجامعات والمعاهد الدينية المتخصصة للقيام بتدريس Ùقه المذاهب الإسلامية المختلÙØ© المعروÙØ© وإبراز ما ÙŠÙÙˆÙŽØÙ‘Ùد هذه الأمة.
4. تعمير أضرØØ© الأئمة ومزارات الصØابة والأولياء الصالØين والمعالم الإسلامية التاريخية والØضارية ÙÙŠ كل بلد من بلدان العالم وخاصة ÙÙŠ المملكة العربية السعودية، Øيث إن هذه المقابر والمواقع تجسّÙد التاريخ الإسلامي وقيمه منذ بداية نزول الرسالة على الرسول الأعظم Ù…Øمد (ص). Ùلا بد من أن تبرز تلك الØقبة النيرة بكل معالمها الإنسانية ÙˆÙاء لتلك النÙوس الخيرة التي آمنت بالرسالة الإلهية المنزلة على نبينا (ص)ØŒ Øيث إن ذكراهم لا تزال Øية ÙÙŠ أذهان ÙˆØ£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙŠÙ† ÙÙŠ العالم، وإن أعمار قبورهم هو إعمار للقيم والتواصل بين طوائ٠أمتنا الإسلامية، لتكون عاملا من عوامل إزالة معوقات التواصل والقطيعة بالإضاÙØ© إلى مردودها الاقتصادي الذي سيدرّ على سكان المنطقة المØيطة بهم عبر العصور القادمة. إن الديانات الأخرى تÙسخّÙر طاقاتها وتصر٠الملايين ÙÙŠ سبيل البØØ« عما يرشدها إلى أصول ومكان ونشأة معتقداتها، Ùهل يجوز لنا أن نمØÙŠ تاريخ رجالاتنا ومعالم Øياتهم وهم الذين ضØوا ÙÙŠ سبيل تثبيت ركائز الإسلام؟
5. لدى Ù…Ùكري شعوبنا الإسلامية Ø£Ùكار كثيرة لمشاريع ثقاÙية واقتصادية وغيرها تهد٠إلى مدّ٠جسور التواصل ما بين الشعوب العربية والإسلامية، وما علينا إلا أن ندعمها ونبلورها.
الدعوة موجهة لشعب ÙˆÙقهاء ÙˆØكومة الملكة العربية السعودية ÙÙŠ أن تبادر ÙÙŠ مدّ٠هذه الجسور بما Øباها الله به من نعم، Øيث جعل بيته ÙÙŠ أشر٠بقعة على الأرض، ÙÙŠ مكة المكرمة، وكذلك Ø´ÙرّÙÙت المدينة المنورة بالرسول الأعظم (ص) ÙÙŠ Øياته وامتداد دعوته، ومنها انبعث نور الرسالة المØمدية إلى أنØاء المعمورة. وقد شهدت كل رملة من رمالها وكل Øجر من Ø£Øجارها ذلك النور الذي سطع وأنار الدنيا بمØمد وآله وصØبه والمؤمنين الذين ساروا على سيرته، Ùأي شر٠وأي رØمة Ø£Ùضل من أن تبدأ المملكة السعودية بإبراز هذه المعالم لتمتدَّ جسور التواصل ما بين المذاهب والشعوب الإسلامية؟
Ùلتبدأ المملكة Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø ÙÙŠ إعادة بناء البقيع وكاÙØ© المواقع التاريخية الإسلامية ÙÙŠ مكة والمدينة وكل المواقع التي شهدت مولد الرسالة ÙˆØميت بØياة ÙˆØ£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù…Ù†ÙŠÙ† بها لكي تتوهج أنوار التاريخ الإسلامي وليعود ساطعا ÙÙŠ سماء الخير والإيمان اللذين جاءت بهما الرسالة، ولتعود هذه المواقع ملتقاً لجميع المسلمين بكل طوائÙهم، Øيث إن تاريخ Ø¥Øياء التراث الإسلامي يهم المسلمين كاÙØ©.
ولو أردنا أن نتبيين قبول أو عدم قبول الأمة الإسلامية لإعادة إعمار قبور أهل البيت والصØابة والأولياء الصالØين لتكون مزارات يؤمها المسلمون من جميع أنØاء العالم، Ùما علينا إلا أن نعمل استÙتاء إسلاميا عاما يشمل كل المسلمين ÙÙŠ العالم ويكون هذا الاستÙتاء بمثابة تجربة لأول أمر من أمور الشورى بين المسلمين. إن أصØاب هذه القبور ليسوا أناسا عاديين بل هم ممن عاصروا الرسالة ÙÙŠ دور البعثة أو ممن تابعوا على ذلك واستمروا ÙÙŠ طريق نشر الدين على Ø£Ùضل وجه.
نرجو من ذوي الشأن والمهتمين بهذا الأمر أن يأخذوا هذه الأÙكار وأمثالها من الأÙكار الخيّÙرة المطروØØ© لإعمار جسور التواصل ما بين أمتنا وأن نجعل من ثقاÙØ© السياØØ© الإسلامية وسيلة لهذا التواصل.
والله ولي التوÙيق
عبد الصاØب الشاكري |