معرض الوجهات السياحية: العارضون الجدد يكتسحون الساحة

لقد أقام العارضون الحديثو العهد نسبيا بصناعة السياحة، في كل من العالم الإسلامي وخارجه، أجنحة مهمة في معرض الوجهات السياحية الذي نظمته جريدة الديلي تلغراف في لندن في مطلع شهر فبراير/ شباط المنصرم.

وبعد التقارب مع الغرب انفتحت ليبيا على السياح الأجانب حتى وصل عدد زوراها في عام 2004 نحو 40,000 زائر. وهناك الآن نحو 150 وكالة سياحة في البلد. وأكثرها تتعامل مع رحلات الحج، ولكن حوالي 65 منها تهتم بالسياحة بشكل عام والتي يتسع سوقها الآن بشكل سريع.

وقبل ثمان سنوات، أسس جمال سعيد فطيس شركة أكرنو السياحية التي قامت بتقديم رحلات استكشاف واستلهام لليبيا. لقد كان طفلا في الكشافة في صغره، فأحب السفر ولم يعرف التردد. يقول جمال: "لقد رأيت الفرصة وكانت في الوقت المناسب" . وحسبما قاله كريغ بيغولي، المدير الإعلامي للشركة، فإن ليبيا هي دائما بلد آمن للسياح. وتنظم أكرنو سياحة مثالية لليبيا، فهناك سياحة الصحراء والآثار الرومانية، والغوص والسياحة الثقافية. وهي تنظم أيضا رحلات لمشاهدة كسوف الشمس في آذار 2006. وتقوم وكالات السفر الصغيرة والكبيرة بإدخال ليبيا ظمن برامجها.

وتقوم شركة لايف ترافل بإعداد رحلات لكسوف الشمس في عام 2006 تتضمن أجمل ما في اليونان القديمة وروما، وتشمل منطقة البحر الأبيض المتوسط والصحراء الذهبية. وتتخصص الشركة في رحلات لأماكن معينة، وهي المناطق التي ليس بالمستطاع الوصول إليها بسهولة والمناطق الغامضة. أسس الشركة الرحالة الخبير فل هينز الذي كان في عام 1977 أصغر شخص يزور 193 بلدا في العالم. وقد تمخضت تجربة عشرين سنة من الأسفار عن زيارة للعراق الذي كان يومذاك معزولا. وفي عام 2002 نظمت شركة لايف أول سفرة جماعية لأفغانستان.

طريق الحرير وما وراءه، هي شركة طموحة تقوم بتنظيم رحلات إلى أواسط آسيا، منغوليا، عدد من الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، فيتنام، لاوس، كمبوديا، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، سريلانكا والمالديف، وقد ضمنت أيضا رحلة إلى ليبيا لأحد عشر يوما في دليلها الجديد. وحسبما قالت تانيا إيفانز فإن من المبكر تقدير حجم الطلبات.

وقامت كل من فيتنام ودول البلقان الأوروبية بجهد مشكور لتشجيع السياحة إلى هذه المناطق. وتوجه كلاهما نحو السياحة في بداية التسعينات. وقد مثلت فيتنام بشركة فيزيت آسيا وهي التي تقوم أيضا بالترويج لخطوط الطيران الفيتنامية التي من المقرر لها أن تبدأ رحلاتها المباشرة من المملكة المتحدة في نهاية هذا العام.

ولاحظ هونغ نغوين أن معظم السياح الذين يزورون فيتنام هم من الأوروبيين والأميركيين. ولكنها قد أصبحت أيضا الوجهة المفضلة لدى الآسيويين. وتقدم فيزيت آسيا رحلات إلى دلتا الميكونغ، ورحلات المشي، وسياقة الدراجات، القطارات، الغولف، الطبخ وسياحة البيئة.

ومثل فيتنام، لم تتخلف دول البلطيق عن المبادرة عندما تعلق الأمر بالترويج للسياحة. وبلدان مثل لاتفيا، أستونيا وليثوانيا تحظى تدريجيا بالمزيد من الاهتمام. "في السابق لم يعرف الناس ماذا هناك مما يستحق المشاهدة" كما شرحت لنا سالي تشامبرز. وفي ريغا، بلاتفيا، فإن المراكز التاريخية قد أدخلت ضمن قامة التراث العالمي التي تقرها اليونسكو. لقد تأسست المدينة عام 1201 وكانت جزءا مهما من جامعة الهانسياتيك. أما سيس وكلديغا فهما مدينتان جميلتان من بقايا العصور الوسطى. وقد ترك الفايكنغ، الألمان، السويديون، البولنديون والروس بصماتهم على تراث البلد.

وحاولت تونس، المغرب، تركيا، شمال قبرص، مصر ودبي، وكلها وجهات مفضلة في الشرق الأوسط، إضافة أبعاد جديدة إلى حملاتهم الترويجية. واهتمت تركيا ودبي ببيوت العطلات. ويعرض لطفو بيكل من شركة بلو كروز رحلات بحرية حول الشواطئ التركية في يخوت خشبية مجهزة بكل أسباب الراحة التي تتوفر في البيوت. وقد حاول أن يقوم باتصالات مع الجالية الإسلامية في بريطانيا. "يشعر المسلمون بالرحة الكبيرة عندما يزورون تركيا، فالأكل حلال، والصلاة في المساجد متيسرة لهم"، كما أخبرنا. وتمثل تركيا قصة ناجحة من قصص السياحة، وزارها 17 مليون شخص في عام 2004.

ومثل ليبيا، فإن شمال قبرص قد خرجت من عزلتها العالمية، ومن المؤمل أن تنهض فيها السياحة بشكل مذهل عندما تبدأ الرحلات الجوية المباشرة، ربما في هذا العام. وقد أشار تيري ستيرلنغ، من شركة قبرص دايريكت، أن شركته توقفت عن بيع الرحلات لأن الفنادق التي تتعامل في العادة معها قد امتلأت و"أن الزوار الآن يسكنون في بيوت الناس الخاصة".

والثقافة العربية تروج لها جمعية مقرها لندن، هي المجموعة العربية في هانسلو وما حولها. وأما العراق فقد كان حاضرا بفضل جيف هان صاحب هنترلاند ترافل، والذي كان يدار مشاركة مع مجلة السياحة الإسلامية، وهو يركز على المواقع الأثرية القديمة في بلاد ما بين النهرين.

حوالي 300 شركة سفر شاركت في المعرض، وهي تمثل أركان المعمورة من باريس إلى غامبيا وجزر الكايمان في تايلاند. ولم تمثل الدول العربية والإسلامية بنفس المستوى الذي مثلت به في معرض سوق السفر العالمي بلندن العام الماضي أو المعرض الذي أقيم مطلع هذا العام. ولكن، شأنها شأن بقية شركات السفر، فقد أبانت أجنحتها عن تطور وروح مهنية عالية.

مهرجان ثقافة المسلمين حدث عالمي وليس أمرا محليا (العدد 12)