"جوف" اليمن تودع القلاقل وتبدأ عهد السياحة

www.alkhaleej.ae  / 2005-09-26

صنعاء - إبراهيم الحكيم:

أيام قليلة وتعلن محافظة الجوف اليمنية في كرنفال جماهيري غير مسبوق ينظمه المشايخ والأعيان للمرة الأولى، توديع “عهد القلاقل” الذي أحالها في العقود الماضية “جوفاً لنزاعات الثأر والحروب القبلية”، وعودتها في المقابل إلى سابق عهدها “جوفاً للحضارة اليمنية وثلثي آثارها” جديراً باجتذاب أفواج السياح، ومستعداً لاستقبالهم في أمن وسلام.

الكرنفال يحمل اسم “مهرجان قرناو للتراث والسياحة”، ويُقام برعاية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في منطقة “الأشراع آل هضبان” بمديرية خب الشعف (الخنجر)،حيث كانت “قرناو” العاصمة السياسية والدينية لواحدة من أشهر ممالك اليمن القديم، قامت على ضفتي وادي الجوف وعُرفت منذ الألف الثاني قبل الميلاد باسم “مملكة معين”،قبل أن تنضوي أراضيها تحت حكم ونفوذ مملكة “سبأ” في القرن الأول قبل الميلاد.

ويُعد المهرجان أولى ثمار لقاء يجمع مسؤولاً حكومياً سياحياً بالقوى القبلية لمحافظة الجوف، كان عقده مطلع العام الجاري وكيل وزارة الثقافة والسياحة لقطاع السياحة مع 17 شيخاً و30 من أعيان ووجهاء الجوف، وأسفر عن إبرام اتفاقية شراكة المجتمع المحلي (القبلي) في إنعاش الحركة السياحية في المحافظة وتوفير مقومات ازدهارها،بإدماجهم في القطاع السياحي، مستثمرين ومشتغلين ومنتفعين اقتصادياً وتنموياً.

ويهدف المهرجان في المقام الأول إلى تصحيح الانطباعات العالقة في الذهنية العامة عن محافظة جوف، وفقاً لرئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الشيخ عرفج بن حمد بن هضبان الذي أشار إلى أن توجيهات رئيس الجمهورية للحكومة “تقضي بالدعم اللازم لإقامة المهرجان بما يكفل تشجيع السياحة والحفاظ على التراث، وخروج محافظة الجوف من العزلة إلى رحاب الوطن الكبير والظهور بصورة لائقة وكريمة عن مهد الحضارات والعروبة والتأريخ الإنساني والحضاري العريق”.

وأضاف قائلاً “إن المهرجان يهدف إلى إبراز وتحسين صورة محافظة الجوف داخلياً وخارجياً وتشجيع السياحة إلى المحافظة، وعكس نظرة كريمة عن الجوف أرضاً وإنساناً وتأريخاً”. وتابع: “كما يهدف المهرجان إلى نشر الوعي بأهمية حماية المناطق السياحية والتراثية من العبث بها وبضرورة الحفاظ على الآثار والحد من تهريبها خارج الوطن،وإحياء التراث الشعبي والتأريخي (الفلكلور)، وإيجاد فرص عمل لأبناء المنطقة والتخفيف من الفقر، وتشجيع الحرف اليدوية والمنتجات المحلية”.

وتنفرد محافظة الجوف (170 كم شمال شرق العاصمة صنعاء) بمقومات سياحة البادية والسياحة الصحراوية، علاوة على تصدرها مواطن السياحة الثقافية (الأثرية) في اليمن لاحتضانها وفق علماء الآثار والخبراء ما نسبته “ثلثي آثار الحضارة اليمنية”، خلفتها مملكتا “نشان” ثم “معين” اليمنيتان، اللتان قامتا على ضفتي وادي “الجوف” منذ القرن العاشر قبل الميلاد.