صنعاء- خالد الضبابي
الرÙيق قبل الطريق. كان هذا هو السبب الذي جعل الهيئة الإدارية للمعهد الوطني للÙندقة والسياØØ© بصنعاء تصرّ على مشاركة مجلة "السياØØ© الإسلامية" ÙÙŠ الرØلة العلمية التطبيقية التي شملت زيارة معظم مناطق الجمهورية اليمنية ولمدة أسبوع كامل.
نظمت الرØلة من قبل Ø¥Øدى شركات السياØØ© الناجØØ© ÙÙŠ اليمن والتي بذلت جهدا لا بأس به ÙÙŠ توÙير سيارات نظيÙØ© من نوع لاند كروزر، والتي كان عددها ثمان سيارات، Øملت على متنها ثلاثين مدرسا ومختصا ÙÙŠ المجال الÙندقي والسياØÙŠØŒ وهم ÙÙŠ الØقيقة أعضاء الكادر الÙني العاملين ÙÙŠ المعهد الوطني للÙندقة والسياØØ© بصنعاء، وكذلك الهيئة الإدارية القائمة على هذا المعهد. ومولت الرØلة من قبل الاتØاد الأوربي الذي كان له الدور البارز ÙÙŠ إنشاء هذا المعهد النوعي ÙÙŠ العاصمة صنعاء.
كان الهد٠من الرØلة هو تعري٠هذه النخبة من المختصين ÙÙŠ مجال التدريب السياØÙŠ بأهم المعالم السياØية والتاريخية ÙÙŠ خمس Ù…ØاÙظات يمنية، وذلك بغرض إكساب المشاركين ÙÙŠ الرØلة بالخبرة اللازمة ÙÙŠ مجال السياØØ© والÙندقة. الجميل ÙÙŠ الرØلة هو أن كل مشارك Ùيها خصص له مَعلَم تاريخي ليتØدث عنه، الأمر الذي جعل المشاركين ÙÙŠ الرØلة يتناÙسون، وبشدة، على تقديم الأÙضل، بينما يقوم السيد كاى بارتله الخبير الأوروبي الاستشاري لهذا المعهد والذي شارك بÙاعلية ÙÙŠ الرØلة بدور التصوير والتسجيل وذلك بغرض التقييم.
مأرب
بدأ البرنامج يأخذ مجراه ÙÙŠ صبيØØ© يوم السبت المواÙÙ‚ 3/5/2005Ù…ØŒ وكانت البداية من العاصمة صنعاء، ÙÙÙŠ الساعة الثامنة والنص٠من ØµØ¨Ø§Ø Ù‡Ø°Ø§ اليوم بدأت السيارات بالتØرك باتجاه مدينة مأرب والتي تبعد عن مدينة صنعاء بØوالي 172كم باتجاه الشرق. وكانت درجة الØرارة مرتÙعه جدا، ولكن عظمة هذه المدينة التاريخية وأهميتها ÙÙŠ تاريخ اليمن القديم جعلنا لا نأبه Ù„Øالة الطقس Ùيها، Øيث أخذنا بالتأمل مليا ÙÙŠ مدينة مأرب القديمة (أرض الجنتين) وسدها العظيم (سد مأرب) الذي شغل ذاكرة العالم منذ القدم، وكذلك Ù…Øرم الملكة بلقيس (معبد اوام) وعرشها (معبد بران).
شبوة
أما ÙÙŠ اليوم الثاني Ùكان برنامج الرØلة معدَّا لزيارة مدينة شبوة. وقد كان خروجنا من مدينة مأرب ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø§ÙƒØ± وذلك بغرض تجنب درجة Øرارة الشمس المرتÙعة. وهكذا بدأنا رØلتنا ÙÙŠ هذا اليوم باختراق صØراء الربع الخالي، مرورا برملة السبعتين، Øيث تشعر بالمتعة وأنت تشاهد على يمينك ويسارك تلك الكثبان الرملية ومناظرها وأشكالها وتØركها Ø£Øيانا، الأمر الذي أجبر سائقي سياراتنا على التوق٠مرارا وتكرارا، وأØيانا يتناÙسون Ùيما بينهم على صعود بعض من هذه الكثبان الرملية، Ùكانت رØلة هذا اليوم أشبة بسياØØ© المغامرات، Øيث تشعر بالاندهاش وأنت تلاØظهم ينزلون بسياراتهم من أمكنة مرتÙعة من الكثبان الرملية. وهكذا سرنا لمدة ست ساعات تقريبا ÙÙŠ الصØراء، Øتى وصلنا إلى مدينة شبوة التاريخية، ÙˆÙيها بقايا أطلال مباني مدينة شبوة القديمة والتي كانت عاصمة مملكة Øضرموت.
وجاء دور Ø£Øد المشاركين ÙÙŠ الرØلة ليØدثنا، ÙوقÙنا منصتين إليه وهو يتØدث عن دور هذه المدينة قديما، باعتبارها مركزا هاما لتجمع القواÙÙ„ التجارية القديمة. وقد ظل موقعها مجهولا لوقت طويل لدى الرØالة الأوربيون إلى أن تعر٠عليها Ùليبي سنة 1936Ù…ØŒ ثم أجرى هامليتون بعده بعض الاستكشاÙات سنة 1938Ù…ØŒ كما أجرت البعثة الÙرنسية برئاسة جاكلين بيرين، ثم برئاسة جان Ùرانسو بريتون، عمليات تنقيب عديدة من (1974- 1987Ù…).
اتجهنا بعدها مباشرة إلى زيارة مناجم استخراج الملØ. وهكذا أنهينا برنامج زيارة مدينة شبوة بالمرور عبر خط الصØراء باتجاه مدينة Øضرموت Øيث تناولنا غدائنا ÙÙŠ Ø¥Øدى المطاعم الشعبية الواقعة على الطريق الإسÙلتي المؤدية إلى مدينة سيئون. وكانت وجبة الغداء ÙÙŠ هذا اليوم عبارة عن وجبة شهية مكونة من أطباق الرز مع Ù„ØÙ… الجمال المجمرة (قطع صغيرة من Ù„Øوم الجمال توضع على الجمر بعد تغطيتها بالبهارات والزيوت) وهي وجبة غذائية لذيذة جدا تشتهر بإعدادها هذه المناطق.
شبام
وبعد تناول وجبة الغداء اتجهنا مباشرة Ù†ØÙˆ مدينة شبام Øضرموت وهي مدينة عريقة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. منازلها مبنية من الطين وترتÙع مبانيها تقريبا إلى ثمانية طوابق. وهي تعتبر من أولى ناطØات السØاب ÙÙŠ العالم. وبعد أن تجولنا بين أزقتها المتعددة، واستمتعنا بمناظر منازلها المترابطة مع بعضها البعض، كان من المقرر علينا الذهاب إلى مكان إقامتنا ÙÙŠ Ø£Øد الÙنادق الواقعة ÙÙŠ مدينة سيئون، وخصوصا وأن الكثير من Ø£Ùراد الرØلة يشعرون بالتعب والإعياء الشديد ÙÙŠ هذا اليوم. وكان السبب ÙÙŠ ذلك هو طول المساÙØ© التي قطعناها ابتداء من مأرب مرورا بشبوة، ومن ثم سيئون، وهي مساÙØ© تقارب 800كم تقريبا.
ÙˆÙÙŠ صبيØØ© يوم الاثنين وبعد تناول وجبة الإÙطار ÙÙŠ الÙندق اتجهنا مباشرة إلى زيارة المواقع السياØية والتاريخية التي تشتهر بها مدينة سيئون، وهي مدينة جميلة تشتهر بزراعة النخيل، وتتبع إداريا Ù…ØاÙظة Øضرموت. وتعرÙنا ÙÙŠ هذه المدينة على Ø¥Øدى القصور الشامخة والشهيرة Ùيها، ويسمى "قصر السلطان". وكان أبرز ما شاهدناه Ùية النمط المعماري الÙريد. واستمعنا هناك Ù„Ø´Ø±Ø Ù…Ø¨Ø³Ø· من مرشدنا السياØÙŠ Øول تاريخ هذا القصر. ويمثل هذا القصر معلما سياØيا هاما للسياØØ© اليمنية، ويبدو ذلك من مشاهدة الكثير من Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† جاؤوا يزورون هذا المكان.
تريم
وبعد الانتهاء من زيارة هذا القصر، كان اتجاهنا مباشرة Ù†ØÙˆ مدينة تريم. وتعرÙنا على أهم المعالم السياØية Ùيها كمسجد ومنارة المØضار التي يعود تاريخ بنائها إلى 1915Ù… ويبلغ ارتÙاعها 125 قدما، وكذلك زيارة قصور الكاÙØŒ وزيارة خاصة لمكتبة الاØقاÙØŒ وهي ثاني أكبر المكتبات ÙÙŠ اليمن، ÙˆÙيها ما يقارب خمسة آلا٠مخطوطة، لكتب الÙقه والسنة والقرآن الكريم واللغة العربية وغيرها.
المكلا
ÙˆÙÙŠ اليوم الرابع من برنامج الرØلة كان الاتجاه Ù†ØÙˆ مدينة المكلا. والمساÙØ© من مدينة سيئون إلى المكلا تصل تقريبا إلى 223كم. وعرجنا خلال رØلتنا إلى المكلا على العديد من القرى والوديان الواقعة على امتداد وادي Øضرموت، عبر خط ترابي متعرج ÙÙŠ أغلب الأØيان، أهمها قرية الهجرين، وصيÙØŒ وبضة، والخريبة، ووادي رØاب الجميل. ومن ثم Ù‚Ùلنا راجعين باتجاة مدينة المكلا Øيث وصلنا إليها عند غروب الشمس. ÙˆÙÙŠ المساء، وبصØبة مرشد الرØلة، قمنا بجولة ليلية ÙÙŠ شوارع وأزقة وأسواق هذه المدينة الØالمة الواقعة على شريط ساØلي على بØر العرب، وهي تشهد Øاليا نموا وازدهارا ÙÙŠ المجال السياØÙŠ.
عدن
أما ÙÙŠ اليوم الخامس من برنامج الرØلة Ùقد كان اتجاهنا Ù†ØÙˆ مدينة عدن، عبر خط إسÙلتي ساØلي يربط بين مدينة المكلا وعدن، بطول 680كم تقريبا. والمساÙØ© هذه ليست قليلة، Ùقد استغرقت الرØلة بين هاتين المدينتين عشر ساعات تقريبا. وتعرÙنا خلال الطريق على Ù…Øمية Ù„ØاÙØŒ وهي بØيرة كبيرة تقع بالقرب من منطقة بئر علي على الساØÙ„. ومن ثم عرجنا إلى منطقة بئر علي ( وهو ميناء قنا القديم الواقع على شاطئ بØر العرب، وهو ميناء نال شهرته قديما كميناء رئيسي كان يصدر منه اللبان والبخور إلى دول العالم ). وبعد أن انتهينا من زيارة الميناء واصلنا طريقنا Ù†ØÙˆ مدينة عدن، Øيث وصلنا إليها بعد المغرب تقريبا، Ùكان اتجاهنا مباشرة إلى مكان مبيتنا ÙÙŠ Ø£Øد الÙنادق ÙÙŠ مدينة عدن.
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø§ÙƒØ± Ø®ÙصّÙص وقتتا لزيارة أهم المعالم السياØية التي تشتهر بها مدينة عدن، كزيارة صهاريج الطويلة، ومن ثم جامع العيدروس، وبعدها منارة عدن، بالإضاÙØ© إلى زيارة هامة لأØد الÙنادق ÙÙŠ مدينة عدن، Øيث كان استقبالنا من قبل مدير الÙندق الذي طا٠بنا بغر٠وأجنØØ© وأقسام الÙندق المختلÙØ©. وكان الهد٠من ذلك هو تعري٠المشاركين ÙÙŠ الرØلة بالمهام التي تؤديها الÙنادق وذلك بغرض إكسابهم الخبرة العملية اللازمة ÙÙŠ العمل الÙندقي.
إب
وبعد الانتهاء من زيارة هذا الÙندق اتجهنا مباشرة لمغادرة مدينة عدن باتجاه مدينة إب المعروÙØ© باسم "اللواء الأخضر"ØŒ Øيث وصلناها ظهرا، وتعرÙنا Ùيها على مدينة جبلة التاريخية، وأهم المواقع السياØية الموجودة Ùيها خصوصا الآثار الإسلامية. عدنا بعدها لتناول وجبة الغداء ÙÙŠ Ø£Øد مطاعم مدينة إب. وهكذا أنهينا برنامج هذه الرØلة بمجرد خروجنا من مدينة إب باتجاه نقطة البداية أو بالأØرى نقطة الانطلاق Ù†ØÙˆ العاصمة صنعاء. |