الشرق الأوسط/ 23-كانون الثاني(يناير)-2008
تـÙعر٠المدن وتشتهر بتاريخها ومقوماتها الديموغراÙية والعمرانية، والأدوار التي تلعبها ÙÙŠ Øاضر الدول التي تØتضنها. ÙˆÙÙŠ المغرب، مثلا، لا Ø£Øد يجادل ÙÙŠ مكانة وقيمة مدن مثل مراكش والرباط والدار البيضاء ÙˆÙاس وطنجة، وذلك نظراً للأدوار السياØية والإدارية والاقتصادية التي ظلت تلعبها ÙÙŠ تاريخ البلد وللإشعاع العالمي الذي توÙر لها. وبالمقابل، هناك مدن مغربية أخرى استطاعت، رغم أنها تبدو، ÙÙŠ الوهلة الأولى، أقل أدواراً ÙˆØجماً، أن تÙرض اسمها وصورتها، وأن تثير إعجاب الباØثين عن مساØات من الاستجمام وتغيير الأجواء والاكتشا٠والاستمتاع الذهني والÙكري.
ÙˆÙÙŠ أصيلة المغربية، يكاد زائرها يصاب بالدهشة وهو يقارن صيت المدينة وشهرتها بصغر Øجمها، وعدد سكانها الذي لا يتجاوز 28 أل٠نسمة، Øسب Ø¥Øصاء 2004ØŒ ودورها البيضاء، ذات الطابع المعماري الإسلامي والمتوسطي. وهكذا، Ùإذا كانت لمدن مراكش وطنجة والرباط وتطوان وأكادير، مثلا، شهرتها، التي تتكئ على مقومات سياØية وديموغراÙية وعمرانية كبيرة، Ùإن أصيلة صارت تناÙس كل هذه المدن على الصعيد السياØÙŠØŒ بل إنها Ùاقت بعضها بØكم الدور الثقاÙÙŠ الذي تلعبه، وذلك بتØولها، مع Ùعاليات موسمها الثقاÙÙŠ الدولي، التي انطلقت قبل 30 عاما، إلى علامة ثقاÙية عالمية متميزة، ÙÙŠ مغرب العالم العربي، Øيث يناقش Ùيها مثقÙون وسياسيون عالميون بارزون قضايا كبرى، تهم Øاضر ومستقبل العالم.
وتقع أصيلة، نجمة شمال المغرب، التي تنام بوداعة على شاطئ المØيط الأطلسي، على بعد 40 كلم إلى الجنوب من طنجة، وعلى مستوى Ù†Ùس المساÙØ©ØŒ تقريباً، من مدينة العرائش، الشيء الذي ÙˆÙـّر لها موقعاً مهماً جعلها تستÙيد من وجودها ضمن مساØØ© جغراÙية مهمة تقع ÙÙŠ شمال المغرب، وتنÙØªØ Ø¹Ù„Ù‰ المØيط الأطلسي بكامل رمزيته وزرقته، كما تقترب من الجنوب الإسباني، Øيث شواطئ «Ø§Ù„كوسطا دل صول» أي (شاطئ الشمس). ويمكن ردّ٠الشهرة، التي صارت تميز أصيلة، إلى عاملين أساسيين: ماضيها المرتبط بتاريخها العريق؛ إذ تذكر بعض المصادر التاريخية أن تاريخها يرجع إلى 3600 عام، ÙˆØاضرها المرتبط، أساساً، بالعمل الذي يتم على المستوى الثقاÙÙŠØŒ والذي Øولها إلى مدينة للÙنون وملتقى لكبار رجال الÙكر والسياسة وصناع القرار إلى جانب الأسماء الشامخة ÙÙŠ سماء الÙنون والآداب، الذين صاروا يضبطون صيÙهم على إيقاع وبرنامج موسمها الثقاÙÙŠ.
ومنذ 30 عاماً، ومدينة أصيلة تتØول، مع كل موسم ثقاÙÙŠØŒ إلى مجمع للنقاش الثقاÙÙŠØŒ ومرسم كبير، ومعرض Ù…ÙØªÙˆØ ÙÙŠ الهواء الطلق، أمام الزوار والسكان، شبانا وأطÙالا، رجالا ونساء، Øتى صارت Øكاية موسم أصيلة الثقاÙÙŠ الدولي، هي Ù†Ùسها Øكاية الجداريات والألوان التي تراكمت على جدران دور المدينة العتيقة.
ورغم Øجمها الصغير، اعتادت أصيلة أن تتوسع، مع مقدم كل صيÙØŒ لكي تØتضن زوارها، مثل جدارياتها، وكل اللوØات التي تؤثث لمَعارضها التشكيلية، والتي بقدر ما تضيق عليها إطاراتها بقدر ما تتسع ألوانها لتØلق بمتذوقيها Ù†ØÙˆ عوالم راقية من البهاء والجمال. وربما، لأجل ذلك توص٠أصيلة من طر٠الكثيرين بأنها «Ù„ÙˆØØ© كبيرة»ØŒ أو«Ø§Ù„مدينة اللوØØ©. «
وليس اسم «Ø£ØµÙŠÙ„Ø©» إلا واØد من الأسماء التي عرÙت وتعر٠بها هذه المدينة الوديعة، غير أن هذا التعدد على مستوى الأسماء، وكذا على مستوى Øقيقة الموقع الجغراÙÙŠ الذي كانت تشغله، وتاريخ التأسيس، وهوية المؤسسين، هو أول إشكال يمكن أن يواجه الباØØ« ÙÙŠ تاريخ المدينة. Ùقد Øار واختل٠المؤرخون ÙÙŠ تسميتها: هل هي أصيلة أم «Ø£Ø²ÙŠÙ„Ø©»ØŒ كما عند بطليموس؟ Ùاليونانيون سموها «Ø²ÙŠÙ„يس»ØŒ والØسن بن Ù…Øمد الوزان أطلق عليها اسم «Ø£Ø±Ø²ÙŠÙ„ا»ØŒ وهي«Ø²ÙŠÙ„يس» ÙÙŠ عيون الÙينيقيين، Ùˆ«Ø£Ø±Ø«ÙŠÙ„ا» عند الإسبان Ùˆ«Ø£ØµÙŠÙ„Ø©» عند العرب.
وإلى الØيرة التي تثيرها كل هذه الأسماء، Ùقد ذهب البعض إلى القول إن كلمة «Ø£Ø²ÙŠÙ„ا» مشتقة من Ù„Ùظة «Ø²ÙŠÙ„» الأمازيغية، التي تعني الجمال.
|