بÙضل ساØلها الÙريد ومØميتها الطبيعية بجزيرة "موغادور" ومدينتها العتيقة المصنÙØ© ضمن التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكوأصبØت مدينة الصويرة البديعة قطبا بارزا للسياØØ© الساØلية المغربية.
الدارالبيضاء- نورالدين سعودي
إن الصويرة، وهي مدينة ذات سØر أخاذ، تقع على شبه جزيرة صخرية ÙÙŠ سÙØ Ø¬Ø¨Ø§Ù„ الأطلس الكبير. وتوÙر لها التلال والغابات والكتل الرملية المØيطة بها، وكذلك التيار البØري لجزر الكناري الذي يداعبها مناخا متÙردا، معتدلا وداÙئا طوال السنة. وإذا أضÙنا إلى ذلك شواطئها ذات الرمال الناعمة والهادئة الممتدة على عدة كيلومترات، وكذلك جزيرتها التي تØوي Ù…Øمية من الصقور النادرة، Ùإننا أمام منطقة ساØرة لجذب Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¨ÙƒØ§ÙØ© أصناÙهم.
هذا الميناء المتÙرد غني بالمعالم التاريخية، Øيث يعد "باب البØرية" Ùˆ"سقالة القصبة" التي تØوي عددا من المداÙع الأسبانية المطلة من أعلى أبراج الميناء، من أبرز هذه المعالم. وكذا الشأن Ù†Ùسه بالنسبة لأسوار المدينة، سواء الخارجية منها وهي كبيرة وشامخة، أو الداخلية التي تØدد المكونات التاريخية الرئيسية للمدينة: المدينة العتيقة، Ùˆ"القصبة"ØŒ Ùˆ"الملاØ" (الØÙŠ الخاص باليهود).
Ùضاء لجذب البØارة
بØكم موقعه جنوب الساØÙ„ الأطلسي المغربي، أثار خليج الصويرة اهتمام البØارة منذ العصور القديمة. هكذا كان الÙينيقيون منذ القرن السابع قبل الميلاد يتوقÙون بجزيرة موغادور وهم ÙÙŠ طريقهم إلى المناطق الاستوائية. وأقام بها Ùيما بعد جوبا الثاني، ملك موريتانيا مصنعا للأرجوان الذي كان جد مطلوب من قبل الرومان. وتم اØتلال هذا الموقع بعد ذلك من طر٠كل من البرتغاليين والسعديين (الدولة التي Øكمت المغرب قبل العلويين). والبرتغاليون هم أول من أطلق على هذا المركز اسم "موغادور"ØŒ وهو ربما تØري٠لاسم ولي ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ø§Ù„Ù…Ù†Ø·Ù‚Ø© يدعى سيدي مكدول.
إلا أن المدينة لم تعر٠ازدهارها إلا ÙÙŠ القرن الثامن عشر ميلادي، على يد السلطان العلوي سيدي Ù…Øمد بن عبد الله الذي أسس بها ميناء وقلعة Ù…Øصنة، لتأخذ مكانة مدينة أغادير التي كانت قد تمردت عن سلطته.
ÙˆÙÙŠ ظر٠وجيز أصبØت مدينة الصويرة ميناء تومبوكتو، Øيث يقع تبادل المنتجات المستوردة من أوروبا مقابل ريش النعام والذهب ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø¨ÙŠØ¯ السود. هذا ما ÙŠÙسر وجود Ùئة "كناوة" المنØدرة من العبيد المستقدمين من Ø¥Ùريقيا السوداء. وهم يشكلون نوعا من "الزاوية" بالمغرب لها عدة أنشطة متميزة كالموسيقى والطقوس العلاجية، وكلها تمزج عطاءات التراث الإÙريقي والعربي والأمازيغي. ولعل أهم اØتÙالاتهم هي "الليلة"ØŒ وهي ليلة الØضرة التي لها وظيÙØ© علاجية عبر الرقص على أنغام الموسيقى.
وبالإضاÙØ© إلى أنشطة التجارة، اشتهرت الصويرة لمدة طويلة بصيد السمك، Øيث كانت أول ميناء لسمك السردين ÙÙŠ العالم خلال سنوات عديدة. ولا زال زائرو المدينة يقبلون على مقاهي الميناء التي تقدم هذا النوع من السمك وهو مشوي.
كما شهدت المدينة تطور صناعة تقليدية غنية ومتنوعة، تعكس الانصهار الثقاÙÙŠ العريق بين المكونات العربية والأمازيغية واليهودية. هكذا اشتهر ØرÙيو الصويرة على الخصوص بالنقش على المعادن وعلى خشب العرعار. Ùتجد منتجاتهم الخشبية من موائد وعلب وغيرها مزينة بزخار٠هندسية وغيرها تعطيها رونقا وجمالا. كما يتÙتق إبداع هؤلاء الØرÙيين ÙÙŠ صنع تØ٠من الØلي والمجوهرات خلابة. وتØظى هذه المنتجات باهتمام خاص من قبل الزائرين، المØليين والأجانب على السواء.
وبØكم جمالية موقعها الطبيعي وهدوئها المتميز، أصبØت مدينة الصويرة قبلة Ù„Ùنانين ذوي شهرة عالمية، مغنين وموسيقيين، أمثال "جيمي هندريكس" Ùˆ"كات ستيÙÙ†" الذي اعتنق الإسلام، وكذلك سينمائيين أمثال "أورسون ويلز" الذي قام بتصوير Ùيلمه الشهير "عطيل" بالصويرة.
المنعطÙ
وقد اتسعت جاذبية المدينة لتشمل مؤخرا هواة التزØلق على الأمواج الذين تستهويهم الأمواج العالية التي تدÙعها Ø±ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ù„ÙŠØ²ÙŠ Ù†Øوشاطئي مولاي بوزرقتون وسيدي كاوكي.
ومع ذلك، Ùلم تشهد الصويرة ازدهارا سياØيا ملØوظا إلا ÙÙŠ السنوات الأخيرة ØŒ إثر اتباع سياسة ذكية لتنويع المنتجات السياØية الÙنية والثقاÙية بخاصة. وتقوم جمعية الصويرة - موكادور التي يترأسها أندري أزولاي، مستشار الملك، بدور Ùعال على هذا المستوى. هكذا Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù‡Ø±Ø¬Ø§Ù† الصويرة للموسيقى، منذ نشأته سنة 1998ØŒ Øدثا Ùنيا بارزا يلقى اهتماما خاصا من قبل Ùناني العالم والجمهور، إذ من 20,000 متÙرج ÙÙŠ البداية بلغ جمهوره ÙÙŠ دورته الأخيرة سنة 2004 ما يناهز 400,000 شخص. هذا الإقبال المنقطع النظير خلق رواجا ملÙتا للنظر ÙÙŠ مختل٠المراÙÙ‚ السياØية. وقد عبر تاجر عن ذلك بقوله: "لقد بعت ÙÙŠ 3 أيام عددا من الزرابي الذي أبيعه عادة ÙÙŠ سنة".
بالÙعل، أصبØت موسيقى" كناوى" العريقة التي هي Ù…Øور هذا المهرجان تستهوي عددا متزايدا من الجمهور داخل وخارج المغرب. Øيث إن المهرجان، وهو ملتقى التبادل والØوار، يدعو التيارات الموسيقية عبر العالم من أجل التÙاعل الÙني الذي من شأنه إغناء كل المشاركين. وستقام الدورة الثامنة لهذا المهرجان من 23 إلى 26 يونيو/Øزيران 2005
كما تØتضن مدينة الصويرة منذ سنتين مهرجان الموسيقى الأندلسية الأطلسية الذي يقدم باقة من ألوان الملØون والموسيقى العربية الأندلسية Ùˆ"السلسا" Ùˆ"الÙلامنغو" Ùˆ"كناوى" التي تلهب Øماس الجمهور.كما تضمن ندوة Øول "مسارات المرابطين والموØدين" نظمتها جمعية "إرث الأندلس" والتي عرÙت الØاضرين على القرنين 12 Ùˆ13 الميلاديين، Øيث بلغ الÙÙ† الإسلامي المتأثر بالتراث الأندلسي أوج عطاءاته، كما يشهد على ذلك مسجد إشبيليا الكبير، وجامع الكتبية بمراكش، ومسجد Øسان بالرباط وجامع تينمل بالجنوب.
وبمبادرة أيضا من جمعية الصويرة - موغادور تنظم "الجامعة الØميمية" التي عقدت دورتها الخامسة ÙÙŠ Ùبراير/شباط الماضي. ويعتزم مسؤولو المدينة تنظيم مهرجان Ø§Ù„Ø±ÙŠØ Ù…Ø³ØªÙ‚Ø¨Ù„Ø§.
هذا الازدهار الكبير للسياØØ© ÙÙŠ الصويرة لا يمكن Ùهمه دون الأخذ بالاعتبار الانصهار الثقاÙÙŠ والتاريخي والتعايش بين مكوناتها الإثنية الثلاث: العرب والبربر واليهود. وقد شهدت المدينة ÙÙŠ السنوات الأخيرة قدوم واستقرار عدد من الأجانب بالصويرة، Øيث قاموا بترميم رياضات القصبة وأنشؤوا Ùنادق ومطاعم ومتاجر مع مراعاة لتراث المنطقة وتقاليدها.
وأخيرا تزخر منطقة الصويرة بوجود أشجار أركان على مساØØ© 700,000-800,000 هكتار، Øيث يعد المغرب البلد الوØيد ÙÙŠ العالم الذي ينمو Ùيه هذا الصن٠من الأشجار. وتتميز الزيوت المستخرجة من Ùاكهة هذه الأشجار بÙوائد غذائية وعلاجية وتجميلية. |