نقطة تقاطع بين المØيط الأطلسي والبØر الأبيض المتوسط وبين الØضارات، مدينة طنجة المغربية غنية بتاريخها العريق، بموقعها الجغراÙÙŠ والجيوستراتيجي المتميز، بجمالية عمرانها وبتنوع عطاءاتها الÙنية والثقاÙية.
مدينة البوغاز طنجة، بوابة Ø¥Ùريقيا إلى أوروبا، هي أيضا مدينة سياØية بامتياز لما تتوÙر عليه من معالم تاريخية وشواطئ رائعة ومنتجعات ربيعية ألهمت العديد من الأعمال الإبداعية العالمية.
الدار البيضاء- نور الدين سعودي
طنجة مدينة ألهمت الأساطير القديمة وسØرت المبدعين عبر التاريخ. بعض الروايات الشعبية تÙسر اسم المدينة بناء على Øكاية Ù…Ùادها أن سيدنا Ù†ÙˆØ (ع) بعد نجاته من الطوÙان تاهت سÙينته إلى أن وصلت إلى مشار٠البوغاز Øيث جاءت Øمامة ÙˆØطت Ùوق Ø¥Øدى أشرعة السÙينة وبمخالبها شيء من الطين ÙØµØ§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¹Ø¶ "الطين ...جا" أي اليابسة جاءت بمعنى أنها قريبة، ومن ثمة "طنجة". غير أنه من Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£ÙƒØ«Ø± أن يكون اسم المدينة مستمدا من الأمازيغية والتي يوجد بها Ù„Ùظ "طنج" والذي يعني المرجى.
واليونانيون هم الذين Øكوا أروع الأساطير عن مدينة البوغاز. ÙØكاياتهم تÙسر نشأة مضيق جبل طارق بالمعركة الطاØنة التي دارت بين العملاقين الخارقين "هرقل" Ùˆ"أنطي"ØŒ Øيث من جراء ضربة بالسي٠من طر٠"هرقل" تمّ شق المضيق. وكان "أنطي" قد أطلق اسم زوجته"طينغة" على المنطقة. وبعد ذلك، أنشأ ابن "زوس" أعمدة على طرÙÙŠ المضيق ستØمل اسم "هرقل" وتعد Øدا للعالم طيلة قرون عديدة. وذكرت طنجة ومنطقتها أيضا كمجال لأعمال "أوليس" بطل رواية "هوميروس" الشهيرة "اوديسيا".
لذا، Ùمنذ تأسيسها ÙÙŠ القرن الرابع قبل الميلاد تØت اسم "طنجس" ومدينة البوغاز Ù…ØØ· أطماع العديد من الدول: القرطاجنيين والرومان والÙينيقيين والوندال والبرتغاليين والأسبان والإنجليز.
ومن أبرز Ù…Øطات تاريخ طنجة العربي: ÙÙŠ سنة 705 ميلادية دخلها موسى بن نصير ÙˆÙÙŠ سنة 711 انطلق طارق بن زياد من اØد شواطئها Ù†ØÙˆ"الجزيرة الخضراء" Ù„ÙØªØ Ø§Ù„Ø£Ù†Ø¯Ù„Ø³ وقال لقواته بعد أن Ø£Øرق قواربها قولته الشهيرة: "البØر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصبر....". استقر بها ÙÙŠ القرن الثاني عشر ابن Ø·Ùيل، من أكبر الÙلاسÙØ© والعلماء العرب، صاØب رواية "ØÙŠ بن يقضان". وولد بها الرØالة الشهير ابن بطوطة ÙÙŠ بداية القرن 14 ومنها انطلق لاكتشا٠عدة بقاع من العالم خاصة آسيا وإÙريقيا والتي دونها ÙÙŠ مؤلÙÙ‡ الذائع الصيت "الرØلة".
وخلال هذا القرن (14 Ù…) كانت طنجة تعد من أهم موانئ غرب البØر الأبيض المتوسط، إلى جانب مرسيليا، برشلونة، جنوة، والبندقية. وبعد سقوطها تØت النÙوذ البرتغالي من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر، انتقلت المدينة إلى النÙوذ البريطاني سنة 1661 كـ"مهر" للملك "ستوارت الثاني" إلى سنة 1684 Øيث استرجعها السلطان العلوي المولى إسماعيل بعد Øصار طويل. وإلى هذه الÙترة تعود بداية انتشار استهلاك الشاي الأخضر بالمغرب.
العصر الذهبي
وموقعها القريب من أوروبا والبعيد نسبيا عن العاصمتين التاريخيتين للمغرب، Ùاس ومراكش، أهلها ÙÙŠ أواخر القرن الثامن عشر لاØتضان السÙارات ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ø¬Ù†Ø¨ÙŠØ© المرتبطة بها، Ùكانت بذلك بمثابة عاصمة ديبلوماسية للمغرب، مما ساهم ÙÙŠ تألق نجم مدينة البوغاز، إذ تواÙد عليها زوار ÙˆØ³ÙŠØ§Ø Ù…Ù† عدة دول، أهمها بريطانيا ÙˆÙرنسا وأسبانيا والولايات المتØدة والبرتغال وإيطاليا. وأقام بها ÙÙŠ منتص٠القرن التاسع عشر الجنرال الإيطالي "غاريبالدي" ÙˆØرر بها مذكراته. وقد زارها القيصر الألماني "غيوم الثاني" سنة 1905 للتعبير عن أطماع بلده تجاه المغرب.
ÙˆÙÙŠ الØقبة الاستعمارية Øظيت المدينة بØكم مكانتها وموقعها بوضع خاص، Ùهي لم تخضع لا للأسبان الذين سيطروا على شمال المغرب ولا للÙرنسيين الذين امتد Ù†Ùوذهم على معظم التراب المغربي، بل تمتعت بنظام "المدينة دولية" بين 1923 Ùˆ 1956ØŒ وهو نظام Ùريد ÙÙŠ التاريخ الدولي تمثل ÙÙŠ اكتسابها Ù„Øرية اقتصادية تامة ÙˆØياد سياسي وعسكري. وخلال هذه الÙترة عاشت المدينة عصرها الذهبي، بØيث كانت المدينة Ù…Øور نشاط سياØÙŠ وتجاري وثقاÙÙŠ وسياسي منقطع النظير. أول الجرائد التي عرÙها المغرب صدرت من طنجة، مثل "لا ديبيش ماروكان" (أقدم جريدة بالمغرب) Ùˆ"صوت المغرب". كما تطورت Ùيها Ù…Øطات إذاعية Ù…Øلية وأجنبية متعددة: الإذاعة الدولية (بالعربية والÙرنسية)ØŒ وراديو طنجة (بالأسبانية) وصوت أمريكا (بالأنجليزية) وغيرها.
وعبرها كانت الØركة الوطنية المغربية تبلغ مواقÙها للرأي العام العالمي وعلى أرضها وقع ÙÙŠ سنة 1947 اللقاء التاريخي بين ممثلي Øركات التØرر المغاربية، "Øزب الاستقلال" المغربي Ùˆ"جبهة التØرير الوطني" الجزائرية Ùˆ"الØزب الدستوري" التونسي. ومنها أعلن الراØÙ„ Ù…Øمد الخامس ÙÙŠ خطابه التاريخي يوم 9 أبريل/نيسان 1947 لأول مرة عن ØÙ‚ الشعب المغربي ÙÙŠ الاستقلال والوØدة.
ÙˆÙÙŠ المجال الÙني، سØرت المدينة بجمالها العديد من الÙنانين العالميين الذين استقروا بها أمثال "دولاكروى" Ùˆ"سان-ساينس" Ùˆ"بيير لوتي" Ùˆ"ماتيس" Ùˆ"Ùان دونغن" Ùˆ"تينيسي ويليامس" Ùˆ"بول موران" Ùˆ"جان جيني" Ùˆ"جوزي٠كيسيل" Ùˆ"وليام بوروز" Ùˆ"بول بولز"ØŒ مماكان له أيضا دور ÙÙŠ التعري٠بها وبالمغرب على الساØØ© الÙنية الدولية. وأعطت للمغرب Ù…Ùكرين ومبدعين ذوي شهرة عالمية، مثل المÙكر عبد الله كنون والموسيقار Ù…Øمد بن العربي التمسماني وعدد من الروائيين والرسامين.
وتØيي المدينة سنويا ،منذ سنة 2000 ØŒ مهرجان موسيقى الجاز "طنجاز" الذي يشتمل على عروض لمدة أسبوع Ù„Ùنانين قادمين من مختل٠القارات. كما أنها تستضي٠مهرجان الÙيلم القصير المتوسطي إلى جانب تظاهرات Ùنية وثقاÙية متعددة.
أهم المعالم السياØية
تعرض مدينة البوغاز على Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ù…Ø´Ù‡Ø¯ÙŠÙ† متÙردين هما "رأس مالاباطا" شرقا بالساØÙ„ المتوسطي، Øيث يمكن التمتع بمنظر رائع لطلوع الشمس، Ùˆ"رأس سبارطيل" المطل على المØيط الأطلسي، الذي يقدم مشهدا خلابا لغروب الشمس. وتتوÙر طنجة أيضا على عشرات الكيلومترات من الشواطئ الرائعة ذات الرمال الذهبية والمياه الهادئة سواء على الساØÙ„ المتوسطي أو الساØÙ„ الأطلسي.
وعلى مقربة من"رأس سبارطيل"ØŒ Øيث تمتزج مياه المتوسط والأطلسي، توجد "مغارات هرقل" Øيث أقام العملاق "هرقل" ÙˆØ§Ø³ØªØ±Ø§Ø Ø¨Ø¹Ø¯ إنجازه للأعمال الخارقة الشهيرة Øسب الأساطير اليونانية والتي إلى جانب دلالاتها التاريخية تتمتع بجمالية خاصة تجعلها قبلة Ù„Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ù…ØºØ§Ø±Ø¨Ø© والأجانب على Øد سواء.
ÙˆÙÙŠ الطريق المؤدية إلى "راس سبارطيل" توجد "الغابة الدبلوماسية" الممتدة على عشرات الكيلومترات التي تÙØªØ Ø°Ø±Ø§Ø¹ÙŠÙ‡Ø§ الخضراوين بشجر البلوط والصنوبر والأرز لعشاق النزهة والÙسØØ© والرياضة.
وهناك ÙÙŠ قلب المدينة القديمة "القصبة" المØاطة بسواري رخامية بديعة، Øيث يوجد متØÙ (قصر السلطان سابقا) ÙŠØتوي على نوادر من التراث المغربي: خشب مزخرÙØŒ زرابي، أسلØØ©ØŒ ملابس وغيرها. وكذا عدة مساجد، أهمها "الجامع الكبير" وجامع سيدي بوعبيد ذي الصومعة البديعة بزخرÙتها المتميزة والتي تطل على "السوق الكبير" Øيث تباع مختل٠المواد والمنتجات المØلية والمستوردة.
وتمتاز مدينة البوغاز أيضا باØتضانها Ù„Øدائق "المندوبية" ذات الأشجار العريقة التي تمتد جدورها إلى ثمانية قرون ولمتØ٠متميز ألا وهو "متØÙ Ùوربس" الذي ÙŠØوي 115000 من تماثيل الجنود الذين يشخصون أشهر المعارك التاريخية: معركة الملوك الثلاث، معركة "واترلو"ØŒ أو معركة "السوم".
ومن أهم مشاريع السياØØ© البيئية بالمنطقة المشروع الذي ÙŠØمل اسم «دوÙين ريزورت رأس الÙلوكة» الذي تقوم مؤسسة «Ùيرم» السويسرية المتخصصة ÙÙŠ أبØاث الثدييات البØرية بإنشائه والمتمثل ÙÙŠ Ù…Øمية للدلاÙين ومرصد للØيتان الضخمة العابرة لمضيق جبل طارق. ويهد٠المشروع إلى إنشاء Ù…Øمية طبيعية داخل المجال البØري معدة لاستقبال مجموعة من الدلاÙين التي تعيش Øاليا ÙÙŠ Øالة أسر داخل Ø£Øواض مغلقة، من أجل مساعدتها على التأقلم مع الØياة البØرية الطبيعية قبل إطلاقها ÙÙŠ البØر.
وإذ استعادت طنجة وضعيتها كمجال للتبادل الØر منذ 1991ØŒ Ùإن مشروع ربطها بأسبانيا عبر قنطرة أو Ù†ÙÙ‚ من جهة، وبالخصوص بداية إنجاز مركب ميناء طنجة المتوسطي من جهة ثانية(ربما تأخير عبارة بالخصوص إلى ما قبل من جهة ثانية يجعل الجملة أوضØ)ØŒ Ùإنهما ÙŠÙتØان Ø¢Ùاقا رØبة أمام مدينة البوغاز لكي تتبوأ دورا بارزا على مستوى النشاط الاقتصادي والسياØÙŠ غرب المتوسط. هذا المركب الضخم يتأل٠من ميناء Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø«Ø§Ù†ÙŠ ميناء بالمملكة (بعد الدار البيضاء) ومنطقة Øرة صناعية وتجارية ومنطقة سياØية شاسعة، Ùعروس شمال المغرب تمتلك Øقا شتى المغريات والمؤهلات لجذب Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£ØµÙ†Ø§Ù Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø¹Ø¨Ø±Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù… . |