أسوان-مشيرة الÙيشاوي
مدينة ساØرة تقع ÙÙŠ أقاصي صعيد مصر، ورغم سطوع شمسها الدائم إلا أنها اعتادت أن ترتدي ثوبا من السندس الأخضر، وهذه الÙاتنة ذات ابتسامة صاÙية تنعكس صورتها على صÙØØ© نهر النيل الخالد المرتبط بها أبداً، ÙŠØدثها وتØدثه عن أمجاد الÙراعنة والأجيال المصرية المتعاقبة على مدار التاريخ ويشهد سدها العالي على قوة إرادة الإنسان المصري وقدرته على خوض المستØيل من أجل الخير والنماء ÙÙŠ الØاضر والمستقبل.. إنها مدينة أسوان.
الوصول إلى أسوان
ويمكن الوصول إلى أسوان عن طريق كاÙØ© وسائل المواصلات البرية والنهرية والجوية، Ùتتعدد وسائل المواصلات البرية Øيث يمكن السÙر إلى هناك براً من القاهرة والمØاÙظات التي تليها بواسطة قطار النوم السريع المكي٠أو بواسطة أتوبيسات مكيÙØ© الهواء والسيارات الليموزين والخاصة عبر طرق معبدة على أعلى مستوى.
أما عشاق السÙرات الØالمة ÙÙŠÙضلون الذهاب إليها عن طريق الÙنادق النيلية العائمة والتي تنتقل ما بين الأقصر وأسوان عبر مدن أخرى مثل إسنا وأدÙÙˆ وكوم امبو، Øيث يستمتعون بضÙتي النيل والمزارات على طول الطريق ويتابعون عن كثب شروق الشمس وغروبها وسط الخضرة والآثار ÙÙŠ مشاهد رائعة أخاذة ÙÙŠ رØلة نيلية رائعة تسØر الألباب.
وتقع مدينة أسوان على الضÙØ© الشرقية للنيل Øيث تبعد Øوالي 900 كم جنوب القاهرة، وتعتبر من أجمل مشاتي مصر والعالم، وتمتاز بالطبيعة الخلابة والهدوء بعيداً عن صخب المدن الكبرى. وجوها داÙئ وجاÙØŒ وشمسها ساطعة طوال العام. ويمكن Ù„Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ù‚Ø¶Ø§Ø¡ وقت ممتع على كورنيش نيلها والقيام بنزهات نيلية عبر القوارب الشراعية للانتقال ما بين الضÙتين أو لزيارة بعض الجزر، مثل "Ùيله" Ùˆ"النباتات".
كنوز أسوان التاريخية وجزرها
وتزخر مدينة أسوان بالعديد من المواقع الهامة، ÙÙيها أقوى Øصون مصر والتي تقع على Øدودها الجنوبية، ÙˆÙÙŠ الجهة المقابلة Ù„Ùندق كتراكت القديم تقع جزيرة "Ùيله" والتي ما تزال توجد بها بقايا معابد Øجرية من عصور مختلÙØ©ØŒ منها "معبد ختوم" والذي تم تشيده ÙÙŠ عصر الدولة القديمة وأعيد بناؤه ÙÙŠ أواخر العصر الÙرعوني. وتضم الجزيرة أيضاً مقياساً للنيل ويرجع تاريخه للعصر الروماني وكان يسجل ارتÙاع منسوب Ùيضانات النيل باللغتين اليونانية والعربية، كما تضم الجزيرة متØÙاً ÙŠØتوي على مجموعة هامة من الآثار ترجع إلى العصور اليونانية والرومانية.
وهناك أيضاً "جزيرة النباتات" القابعة وسط نيل أسوان بالقرب من جزيرة Ùيلة، وتعد من أجمل الجزر التي تعرض نباتات وأشجار المناطق الØارة من مختل٠أنØاء العالم ويمكن Ùيها للزائر قضاء أوقات Ùراغ واسترخاء تØت الظلال الوارÙØ©.
وهناك المسلة الناقصة وهي عبارة عن مسلة ضخمة لم يكتمل Ù†Øتها ويبلغ ارتÙاعها Øوالي 41 مترا ويصل وزنها إلى أكثر من 1150 طناً. وترجع أهميتها إلى أنها ØªÙˆØ¶Ø Ø§Ù„ÙˆØ³Ø§Ø¦Ù„ التي كان يستخدمها قدماء المصريين ÙÙŠ Ù†Øت المسلات. وبالقرب منها توجد المقبرة الÙاطمية التي تضم مئات المقابر المبنية من الطوب اللبن ويعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي ولا تزال المسلة الناقصة موجودة ÙÙŠ Ù†Ùس المكان الذي اكتشÙت Ùيه.
وهناك "معبد Ùيلة" ذلك المعبد المخصص للإله إيزيس وقد أغرقته مياه النيل ثم أعيد تجميعه ÙÙŠ موقع جديد Ùوق جزيرة "إجيليكا" على بعد Øوالي 500Ù… من مكانه الأصلي بجزيرة Ùيلة. وتضم مبانيه "معبد آلØتØور" ويمكن للزائر مشاهدة عرض الصوت والضوء كل ليلة والذي يقدم بلغات مختلÙØ©.
متاØ٠أسوان
وقمنا بزيارة سريعة إلى "متØ٠النوبة" ÙÙŠ أسوان والذي يعد تتويجاً للØملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة بدعم من هيئة اليونسكو ويضم المتØÙ 3000 قطعة أثرية تمثل Ùترات تاريخية مختلÙØ© مرت على النوبة منذ عصر ما قبل التاريخ والعصر الÙرعوني واليوناني والروماني Øتى العصر القبطي والإسلامي. وهناك أيضاً متØ٠صغير هو "متØ٠أسوان"ØŒ والذي يضم مجموعة من الآثار المكتشÙØ© ÙÙŠ أسوان والنوبة مثل مومياء العجل المقدس الذي يمثل الإله ختوم.
وبالانتقال إلى الضÙØ© الغربية لنهر النيل والتي تسمى البر الغربي يمكن للزوار مشاهدة بعض الآثار والمزارات مثل مقابر النبلاء، وهي مقابر منØوتة ÙÙŠ صخور الجبل الغربي ÙÙŠ مواجهة الطر٠الشمالي لمدينة أسوان ويرجع تاريخها للقرن 23 Ù‚.Ù…. وقد شهدت النقوش التي كست جدران هذه المقابر على الدور الذي قام به هؤلاء النبلاء Ù„Øماية البلاد، كما أنها تØكي لنا رØلاتهم عبر Ø£Ùريقيا.
من ناØية أخرى Ùلا يمكن الانتقال إلى جزيرة النباتات دون زيارة "Ø¶Ø±ÙŠØ Ø£ØºØ§ خان" والذي كان زعيماً للطائÙØ© الإسماعيلية Øيث كان يقضى Ùصل الشتاء من كل عام ÙÙŠ أسوان ويعتبر Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ù‚Ø·Ø¹Ø© رائعة من المعمار المشيد على الطراز الÙاطمي وكانت زوجته البيجوم أغا خان تضع كل يوم وردة على قبره.
ومن Ø¶Ø±ÙŠØ Ø£ØºØ§Ø®Ø§Ù† إلى "دير الأنبا سمعان" والذي يرجع تاريخه للقرن السادس الميلادي وهو من أهم الأديرة القبطية العريقة وأجملها ويضم كنيسة ما زالت الرسوم باقية على جدرانها وتمثل صور السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ù‚Ø¯ÙŠØ³ÙŠÙ†.
آثار كوم امبو وإدÙÙˆ
وعلى بعد Øوالي 45 كم شمال مدينة أسوان يقع "معبد كوم إمبو" والمقام على ربوة عالية تطل على النيل. ويمكن الذهاب إليه عبر القوارب ÙÙŠ مشهد رائع. وتبدو على جدران هذا المعبد نقوش بارزة تبين معدات جراØية قديمة ومناشير وعظام وأدوات لعلاج الأسنان ويوجد بالقرب من ذلك المكان ثلاثة ØªÙ…Ø§Ø³ÙŠØ Ù…Øنطة وهي موجودة ÙÙŠ "مقصورة ØتØور". ويقام كل يوم ثلاثاء بالقرب من مدينة كوم إمبو سوق يسمى "سوق الجمال" والذي تباع Ùيه الجمال التي يتم جلبها من شمال السودان.
أما مدينة "إدÙÙˆ" Ùتقع على بعد 105 كم من أسوان، والرØلة إليها تعد من أجمل الرØلات، Øيث يوجد بمدينة إدÙÙˆ Ø£Ùضل معبد ظل مصانا من العبث ÙÙŠ مصر، ويØرص على زيارته جميع المهتمين والمولعين بالآثار. وقد أقيم هذا المعبد على امتداد Ùترة Øكم سنة من البطالمة، وكان مكرساً لعبادة الإله Øورس الذي له رأس صقر، Ùهذا المعبد يجمع ما بين Ùني العمارة اليوناني والÙرعوني. ويناÙس هذا المعبد ÙÙŠ عظمته معابد الأقصر، كما يعتبر الثاني ÙÙŠ ضخامته بعد الكرنك، علاوة على أنه ÙŠØتوي على مقياس النيل وساØØ© للقرابين ÙˆØµØ±Ø ÙÙŠ مدخله.
النوبة
كانت النوبة منذ زمن بعيد مملكة قوش القديمة وهي الأرض الممتدة بجوار النيل من أسوان ÙÙŠ الشمال إلى الخرطوم ÙÙŠ الجنوب، وتوجد صور كثيرة ونقوش بارزة بالمقابر تصور النوبيين كمرتزقة أو تجار وما يزال النوبيون مبقين على عاداتهم وتقاليدهم المميزة. كما أنهم يتسمون بالبشرة الداكنة السمراء ولهم لغة خاصة بهم، وهم بارعون ÙÙŠ Ùنون الهندسة المعمارية وكثير منهم هاجروا إلى أسوان وكوم إمبو أو جنوباً إلى السودان بعد أن غمرت مياه السد العالي جزءاً كبيراً من موطنهم الاصلي. وتضم النوبة العديد من المواقع الأثرية ومعبداً بالإضاÙØ© إلى بعض الØصون والمقابر مثل "دندور" Ùˆ"الليسيه" Ùˆ"عمد" أو "وادي السبوع" والتي تم نقل معظمها بعد أن هددتها مياه السد العالي وأشهرها معابد "Ùيلة" Ùˆ"كلابشة" Ùˆ"أبو سمبل".
معبد كلابشة
يقع على الضÙØ© الشرقية لنهر النيل ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر اليوناني الروماني وقد شيده الإمبراطور أوكتاÙيوس أغسطس سنة 30 Ù‚.Ù… تكريماً لإله الخصوبة النوبي ماندوليس. وقد تم ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت نقل مقصورة كرطاس مع العمودين الذين يتوجهما رأس ØتØور. وكان المعبد بالضÙØ© الغربية للنيل على بعد 55كم من أسوان ولكن أعيد بناؤه ونقله عام 1970 ليكون بجوار السد العالي. ويعد من أكبر المعابد المصنوعة من الØجر الرملي ÙÙŠ النوبة ويغطي جدرانه النصوص والمخطوطات ÙˆÙÙŠ منظر بديع ÙÙŠ داخل هذا المعبد المطل على بØيرة ناصر Øيث ترى منظراً جميلاً يزيغ الأبصار. وعلى مقربة منه توجد آثار نوبية أخرى لرمسيس الثاني منØوته ÙÙŠ سÙÙˆØ Ø§Ù„ØªÙ„Ø§Ù„ تبين قوته العسكرية، Ùهناك بيت الوالي ذو النقوش التي تمجد انتصارات النوبيين والأثيوبيين والآسيويين والليبيين، كما توجد نقوش زاهية الألوان داخل المعبد تصور رمسيس وهو يقدم القرابين للآلهة.
معبدا أبو سمبل
على بعد 280 كم جنوب مدينة أسوان نرى صرØاً غاية ÙÙŠ الروعة ويعد من أروع آثار العالم والتي شيدها أشهر Ùراعنه مصر وهو رمسيس الثاني Ùقد شيد معبداً له وآخر على بعد عدة أمتار لزوجته الجميلة Ù†Ùرتاري. وقد أقيم المعبدان منذ أكثر من ثلاثة آلا٠سنة، وتم تجميعهما من جديد بعد تعرضهما للتهديد بالغرق ÙÙŠ بØيرة ناصر وذلك بسبب إقامة السد العالي، Ùقد ناشدت مصر العالم للمشاركة ÙÙŠ هذا العمل الكبير وتمت عملية إنقاذهما بمساندة 45 دولة وأكبر Øملة قادتها اليونسكو والتي بدأت ÙÙŠ عملية الإنقاذ عام 1964 واستمرت Øتى 1968.
ويعد التصميم الخاص بمعابد أبو سمبل Ùريداً من نوعه، Ùعلى الرغم من أن المعابد المنØوتة ÙÙŠ الصخور غير مألوÙØ© ÙÙŠ مصر إلا أنها موجودة بكثرة ÙÙŠ النوبة، ولا يوجد غير هذين المعبدين اللذين شيدهما رمسيس الثاني لزوجته Ù†Ùرتاري.
ويتميز "معبد أبو سمبل الكبير" بواجهته الرئيسية والتي تتصدرها أربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني وهو جالس على عرشه مرتدياً للتاج المزدوج لمصر العليا والسÙلى. وخصص هذا المعبد لعبادة الإله Øور إله الشمس المشرقة، ومن المعجزات الÙلكية المذهلة Ù†Ùوذ أشعة الشمس ÙÙŠ أعماق المعبد الرئيسي على تمثال رمسيس الثاني كل عام مرة ÙÙŠ يوم 22 Ùبراير/ شباط الذي يواÙÙ‚ عيد ميلاد الملك رمسيس الثاني والأخرى ÙÙŠ 22 أكتوبر/ تشرين الأول والذي يصاد٠عيد تتويجه وجلوسه على العرش، وما زالت هذه الظاهرة مستمرة.
وعلى بعد عدة أمتار من المعبد الكبير نرى "معبد أبو سمبل الصغير" والذي شيده رمسيس الثاني لزوجته الجميلة Ù†Ùرتاري لتتعبد Ùيه ويسمى أيضاً معبد ØتØور إله الØب والجمال. وتزين واجهة هذا المعبد ستة تماثيل واقÙØ©: أربعة لرمسيس الثاني واثنان لزوجته Ù†Ùرتاري وكذلك رسومات لرمسيس الثاني ونÙرتاري على جدران المعبد وهما يقدمان القرابين للآلهة.
السد العالي
كانت مصر تØلم بتشييد السد العالي ذات يوم ÙÙŠ أسوان ليØميها من الÙيضانات العالية التي كانت تغرق وتدمر الأراضي الزراعية، بخزن مياه تلك الÙيضانات والتØكم ÙÙŠ استخدامها ÙÙŠ الشرب وتوليد الطاقة والري على مدار العام عموماً، واتقاء شرور مواسم وسنوات الجÙا٠خصوصاً. Ùكانت بØيرة ناصر بمثابة هذا الخزان الضخم وهي تعد ثاني أكبر بØيرة صناعية ÙÙŠ العالم Øيث تم إنشاؤها ÙÙŠ بدايات الستينات من القرن الماضي. والبØيرة أشبه أن تكون Ù…Øمية طبيعية تزخر بالطيور المهاجرة والأØياء المائية النادرة والتي أصبØت منتجعاً ومزاراً سياØياً يشهد تدÙقاً سياØياً عليها. ويصل طولها Ù†ØÙˆ 500كم كما تقع بعمق 350كم داخل Øدود السودان وتتعرج Øدودها مع تعرجات الأودية الغارقة تØتها مثل وديان العلاقي وكلابشة وادندن وتوشكي.
ومنذ عام 93 وهذا السد العالي وبØيرته يشهدان أنشطة سياØية، من بينها القيام برØلات بواسطة البواخر السياØية من أسوان إلى أبي سمبل، وهي تلقى رواجاً خاصة ÙÙŠ الأسواق الأوربية خصوصاً السوق الإنكليزي والتي تعيد للأذهان قصص الرØالة والأدباء الإنكليز ÙÙŠ مصر ÙÙŠ الأربعينات من القرن الماضي نظراً لتصميماتها الكلاسيكية. |