سيطر Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ùجوة الرقمية على Øديث الدوائر الثقاÙية ÙÙŠ العديد من بلدان العالم العربي ÙÙŠ السنوات القليلة الماضية؛ باعتبار أن Ùارق المعرÙØ© الشاسع بين دول العالم المتقدم وبين دول العالم العربي لم يعد يترك مجالا لتر٠السكوت على الوضع الراهن أو الخضوع لتلقي المعار٠ومصادر المعلومات من بعض القوى الأجنبية القليلة، والاكتÙاء بأن يكون العرب مجرد متلق٠سلبي لتلك المعارÙØŒ وألا يشاركوا ÙÙŠ صناعتها أو Øتى تنقيØها.
ولكن ثمة أطواق نجاة هنا وهناك ÙÙŠ مناØ٠كثيرة من عالمنا العربي تتبدى ÙÙŠ الأÙÙ‚.. تصعد Øينا وتخÙÙ‚ Øينا آخر، تسعى لرقمنة أجهزتها ومؤسساتها الثقاÙية، ومن بينها ثلاثة مشروعات مصرية المنشأ قومية الاتجاه، وهي: مشروع المكتبة الأزهرية الرقمية، والتØول الرقمي لدار الكتب والوثائق القومية، والمليون كتاب بمكتبة الإسكندرية.
أول هذه المشروعات -ولعله أهمها- هو مشروع المكتبة الإلكترونية بالأزهر الشريÙØŒ ويهد٠لتزويد موقع الأزهر الذي أنشئ Øديثا بآلا٠المراجع والمخطوطات النادرة التي لا توجد ÙÙŠ أي مكان بالعالم.
Ø¥Øياء المخطوطات العربية
Øول بداية مشروع المكتبة الإلكترونية بالأزهر، يقول الشيخ شوقي السبكي -رئيس الإدارة المركزية لمكتبة الأزهر، والمشر٠على أعمال المشروع-: "جاءت مبادرة سمو الشيخ Ù…Øمد بن راشد ولي عهد دبي، ووزير الدÙاع الإماراتي ÙÙŠ عام 2001 انطلاقة مهمة Ù„Ù…Ø³Ø ÙˆØÙظ مخطوطات الأزهر بمنØØ© قدرها 5 ملايين دولار، وتم الاتÙاق بين الأزهر وإØدى الشركات الأمريكية الكبرى لتولي أعمال تركيب الأجهزة والمعدات وأجهزة Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¶ÙˆØ¦ÙŠØŒ ثم القيام بØÙظ المخطوطات كاملة لكن توق٠المشروع لأسباب Ùنية".
ويضي٠قائلا: "وبعد Ùترة طويلة تم بØØ« المشروع مرة أخرى، واتÙقنا على بدء العمل مجددا ÙÙŠ 29 مايو 2004ØŒ وقد بذلنا مجهودات ضخمة Øتى نستطيع اÙØªØªØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙˆØ¹ رسميا ÙÙŠ يوم 12 مايو 2005ØŒ وهو ما يعد إنجازا Øقيقيا ÙŠØسب للعاملين بهذا المشروع، قبل أن ÙŠØسب للقائمين عليه".
ويؤكد أنه تم Ù…Ø³Ø ÙˆØªØµÙˆÙŠØ± 14 أل٠مخطوطة، أو 900 أل٠صÙØØ© ÙÙŠ المرØلة الأولى، والآن نستكمل مراØÙ„ المشروع الأخرى، والأهم من ذلك أننا استطعنا تعليم عدد من المهندسين والÙنيين المصريين العاملين بالمشروع بجوار أعمال الشركة الأمريكية، Øتى صرنا نعتمد الآن على خيرة شباب الأزهر الشري٠ÙÙŠ ذلك المشروع، والاستغناء عن خدمات الشركة الأمريكية.
وتضم المكتبة الآن Ùريقا متميزا من مهندسي الØاسب والنظم الآلية، وأكثر من 15 إخصائيا ÙÙŠ توثيق المكتبات من السيدات والرجال، ÙÙŠ Øين ينØصر دور Ùريق مؤسسة بن راشد على الإشرا٠والمتابعة والمراقبة Ùقط.
ويضي٠مدير الإدارة المركزية لشئون المكتبة: "إن العمل يجري على قدم وساق لترميم مخطوطات المكتبة تمهيدا لنشرها على الإنترنت، Ùهناك عدد ضخم من المخطوطات التي كادت تÙنى بسبب الإهمال وتسرب المياه إلى بعضها، وقد قررنا إعادة ترميمها ÙÙŠ خطة زمنية قصيرة؛ خاصة بعد أن تبرع الشيخ جمعة الماجد صاØب مركز جمعة الماجد للبØوث والمخطوطات الإماراتي بجهاز ترميم للمكتبة الأزهرية.
كما قاموا بتدريب بعض العاملين بالمكتبة، وشكلنا Ùريق عمل لترميم تلك المخطوطات. وقد انتهينا بالÙعل من ترميم مكتبة المغاربة بالكامل بعد أن كانت ÙÙŠ Øالة يرثى لها داخل الجامع الأزهر، والآن يجري الإعداد لترميم بقية مكتبات الأزهر الست.
ويضي٠الشيخ شوقي السبكي قائلا: "إن أهمية المشروع ترجع إلى الانتقال بمخطوطات الأزهر من المØلية إلى العالمية، Ùلم يعد أمامنا تر٠التقاعس عن الدخول ÙÙŠ العصر الرقمي بكامل عتادنا، Øتى نستطيع الرد -بالأدلة القاطعة- على أعداء الإسلام والمسلمين، ونؤكد أننا نمتلك دينا وقرآنا يتصدى لاÙتراءات الغرب".
كما عكست مبادرة الشيخ آل مكتوم تضاÙر جهود البلدان الإسلامية والعربية من أجل النهوض بالإسلام، وجعله ÙŠØتل المكانة التي تليق به.. وهو ما أكد عليه شيخ الأزهر Ùضيلة الإمام Ù…Øمد طنطاوي خلال المؤتمر الصØÙÙŠ الذي عقد بمناسبة انطلاق الموقع رسميا، Øين قال: إن انطلاق هذا المشروع يعكس Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø£Ø®ÙˆØ© والتعاون التي تربط مصر بدولة الإمارات، وإن إنشاء موقع لمخطوطات الأزهر على الإنترنت مطلب مهم ÙÙŠ الوقت الØاضر ولمستقبل الأجيال القادمة؛ لأنه يبث صوت الإسلام الØقيقي للعالم الخارجي، ويسلط الضوء على الصورة الØقيقية لسماØØ© الإسلام، ويعكس Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ†ÙŠØ±Ø© التي يتØلى بها المسلمون.
دار رقمية للكتب
ولعل ثاني أهم المشروعات التي تسعى Ù„ØÙظ الذاكرة العربية والإسلامية رقميا وعرضها على شبكة الإنترنت لتØتل مكانا عالميا هو مشروع التØول الرقمي لدار الكتب والوثائق القومية المصرية؛ باعتبارها من أهم دور الأرشيÙات على مستوى العالم من Øيث المقتنيات.
وتضم هذه الدار تراثا وثائقيا هائلا ÙÙŠ المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والÙكرية، وتكاد تكون المصدر المØلي الوØيد للتاريخ والØوادث التاريخية لبعض بلدان المنطقة العربية، كما أن تلك المقتنيات مسئولة عن رسم جزء هام من الصورة العامة لتاريخ العالم.
ÙˆÙÙŠ إطار مشروع التطوير الØالي لدار الكتب، تم تØديث قاعات الاطلاع والمخطوطات والوثائق عن طريق استخدام الوسائل التقنية الØديثة ÙÙŠ بناء قواعد بيانات آلية، يتعر٠من خلالها المترددون على الدار على رصيدها الزاخر من المخطوطات والوثائق.
وتبلغ مخطوطات دار الكتب المصرية ما يقرب من 57 أل٠مخطوطة تعد من أنÙس المجموعات على مستوى العالم كله بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة.
كما تضم مجموعة Ù†Ùيسة من أوراق البردي العربية، من بينها مجموعة عÙثر عليها ÙÙŠ كوم أشقاو بالصعيد، تبلغ مجموعها ثلاث آلا٠بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشو٠وسجلات ÙˆØسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دÙع صداق وغيرها من موضوعات. وأقدم البرديات يعود لسنة 87 هـ. ولم ينشر منها إلا 444 بردية.
كما تØتوي الدار على مجموعة ضخمة من الوثائق الرسمية التي تتمثل ÙÙŠ Øجج الوق٠ووثائق الوزارات المختلÙØ© وسجلات المØاكم وغيرها، مما يعنى به الباØثون ÙÙŠ شتى المباØØ« الأثرية والتاريخية.
وتمتلك الدار أيضا مجموعة كبيرة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ (696Ù…).. كل هذه الثروة من المخطوطات والوثائق يجري الآن إدراجها على شبكة الإنترنت Ù„ØªØªØ§Ø Ù„Ù„Ø¨Ø§Øثين والدارسين، وكذلك القارئ العادي الذي يمتلك الشغ٠للاطلاع على تلك المخطوطات.
وثائق لا تكذب
يقول د. رÙعت هلال -رئيس دار الوثائق والمشر٠على المشروع-: إن التØول الرقمي يهد٠لتطوير نظام ØÙظ وتداول الوثائق؛ Ù„Øماية تراث مصر الØضاري من الضياع والتل٠أو الدمار، وكذلك إنشاء الÙهارس الإلكترونية للتعري٠بالرصيد الØضاري لمصر.
ويمضي د. رÙعت قائلا: نسعى لتطوير المصادر الأصلية لكتابة التاريخ المصري والمنطقة وإتاØته إلكترونيا، مما ÙŠØدّ من الغزو الÙكري الآتي من الخارج والذي ÙŠØمل ÙÙŠ طياته وجهات نظر مضادة للØقائق والركائز التي بنيت عليها الØضارة العربية والإسلامية، مما يشكل واجهة دÙاع عن الثقاÙØ© العربية من خلال الوثائق التي لا تكذب ولا تستطيع تزيي٠الØقائق.
ومن جانبه يشير د. Ù…Øمد صابر عرب، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إلى أن المرتبة الثانية للدخل البريطاني بعد السياØØ© هو دار الوثائق البريطانية، وهو ما ÙŠØÙزنا على استكمال المشروع وإتاØØ© صور من الوثائق للباØثين المصريين والأجانب، لندر عائدا سنويا يقدر بمئات الآلا٠من الجنيهات على أن تتطور أعمال الدار من خلال تلك Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¨Ø§Ø Øتى نخÙ٠العبء عن الØكومة ووزارة الاتصالات والمعلومات التي تكلÙت تمويل المشروع كاملا.
ولم تأت جدية المشروع من أهداÙÙ‡ وطموØات القائمين عليه ÙØسب؛ بل تشير الأرقام إلى Øجم الإنجاز الذي تØقق Øتى الآن، وهو توثيق 50 أل٠وثيقة كمشروع استرشادي تم اÙتتاØÙ‡ ÙÙŠ أغسطس الماضي، ويجري العمل ÙÙŠ بقية الوثائق على قدم وساق للانتهاء منها سريعا.
كما يعمل المشروع على إعداد قاعدة بيانات ببليوجراÙية لإجمالي مقتنيات الدار، التي تقدر بنØÙˆ 90 مليون وثيقة Ù„ØªØªØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ شبكة الإنترنت للباØثين والدارسين والقارئ العادي الذي يبØØ« عن المعرÙØ©ØŒ مع تقديم تعري٠لمØتويات الدار باللغة الإنجليزية وإصدار مجموعة من الدراسات المتخصصة.
ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الممكن استخدام الكلمات المÙتاØية أو الدالة للوصول إلى المعلومات التي تتضمنها هذه الوثائق، مثلما صارت Ùهارس هذه المجموعة متاØØ© عبر شبكة الإنترنت، وذلك لتØديد أنسب أساليب التØول الرقمي الكامل للدار، وتقديم الخدمات للباØثين والدارسين Ù…Øليا ودوليا.
يتكل٠المشروع 20 مليون جنيه ويستغرق 4 سنوات، وقد انتهت دار الوثائق من المرØلة الأولى منه، وخلال السنوات القادمة تستكمل الدار المشروع.
مليون كتاب رقمي
ثالث مشروعات التØول الرقمي هو مشروع المليون كتاب التابع لمكتبة الإسكندرية، التي تعد له بالتعاون مع ما يزيد على عشرين مؤسسة وجمعية ثقاÙية من العديد من دول العالم.
ÙˆÙŠØ·Ù…Ø Ù…Ø´Ø±ÙˆØ¹ المليون كتاب إلى تØويل جميع الكتب المنشورة ÙÙŠ مكتبة الإسكندرية إلى كتب رقمية، بØيث يستهد٠ÙÙŠ المدى القصير مليون كتاب يتم تØويلها إلى كتب رقمية (وهذه الكمية من الكتب تمثل ١% من كاÙØ© الكتب المنشورة بمختل٠اللغات Øتى عام ٢٠٠٥).
ويتضمن المشروع عملية طويلة ومعقدة تبدأ من تØديد واختيار الكتب التي سيتم نقلها Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø§Ø³Ø Ø§Ù„Ø¶ÙˆØ¦ÙŠ. ويتم اختيار هذه الكتب Øسب معيار دقيق، وتشمل الكتب النادرة التي Ù†Ùدت طبعتها، أو تلك التي ليس لها Øقوق نشر، أو المستندات الØكومية، وأيضا كتب الأطÙال والرسائل العلمية. ويلي مرØلة الاختيار عملية Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¶ÙˆØ¦ÙŠ الÙعلي ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¶ÙˆØ¦ÙŠ للصور ومراقبة الجودة، والتعر٠على الرموز ضوئيا وبصريا. وتلي هذه العملية عملية Ø§Ù„Ù…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¶ÙˆØ¦ÙŠ للصور ومراقبة جودة هذه الصور؛ Øيث يتم استخدام مجموعة من الأدوات اليدوية والآلية.
ثم تأتي عملية تنقية الصور وتصغير Øجم المل٠المنقول إلى الØجم المناسب، ثم إزالة أي Ùراغات زائدة ومراعاة Øجم الهوامش مع تعديل الزوايا. |