جامعة مينتز- د.علاء الØمارنة
"ما هو هد٠زيارتك؟" هذا هو السؤال الذي واجه به المصريون مجموعتنا أينما Øللنا، ÙÙŠ منجم ÙوسÙات أبو طرطور، ÙÙŠ الجزء غير الرسمي من منشية ناصر ÙÙŠ القاهرة، ÙÙŠ منتجع الغونة على البØر الأØمر، ÙÙŠ القرية النوبية قرب كوم أمبو، ÙÙŠ القرى المسماة Øسب أسماء المدن والدول العربية (صنعاء، Ùلسطين وغيرهما)ØŒ ÙÙŠ الواØات الخارجة ÙÙŠ الوادي الجديد أو ÙÙŠ مدينة الإسماعيلية. وكان 23 طالبا ÙÙŠ Ùرع الجغراÙية بجامعة مينتز الألمانية وأربعة أساتذة، وعلى رأسهم البروÙسور غونتر ماير، مدير مركز بØوث العالم العربي، قد قاموا بسÙرة لمدة أربعة أسابيع ÙÙŠ مصر ÙÙŠ شهري شباط/Ùبراير وآذار/مارس المنصرÙين من هذا العام. والسÙرة هي جزء من برنامج الدراسة ÙÙŠ معهد الجغراÙية.
وتضمن البرنامج التربوي للسÙرة ثلاث مراØÙ„ØŒ هي: أولا: قسم تØضيري ÙÙŠ جامعة مينتز بألمانيا، Øيث كان يتوجب على كل طالب أن يقدم بØثا عن موضوع يختص بمصر. والموضوع يغطي Ù†ÙˆØ§Ø Ø¹Ø§Ù…Ø© تاريخية، اقتصادية وسياسية، بالإضاÙØ© إلى موضوعات جغراÙية عن التطورات الØضرية والريÙية، مصادر المياه والري، تطور السياØØ©ØŒ مشاكل البيئة، وقضايا الأقليات والهجرة. ثانيا: السÙرة ذاتها التي رتب طريقها ووقÙاتها Øسب الموضوعات التي دارت Øولها البØوث. مثلا، الطالب الذي أعد بØثا عن التصنيع ÙÙŠ عهد عبد الناصر ألقى بØثه ÙÙŠ Øلوان، والطالبة التي أعدت بØثا عن السياØØ© الثقاÙية ألقت بØثها ÙÙŠ الأقصر، وهكذا استمر الأمر. وألقى الأساتذة معلومات تÙصيلية ÙÙŠ المواقع المعينة، تناولت مشاكل معينة، ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ø®Ù„Ùيات، وصØØوا بعض المعلومات التي ألقاها الطلاب. أما المرØلة الثالثة، Ùتعلقت بإضاÙØ© معلومات جديدة، خبرات وتصØÙŠØات إكتسبت ÙÙŠ مصر من قبل الطلاب الذين أضاÙوها إلى بØوثهم وتوسعوا Ùيها.
ولعبت القاهرة دورا مركزيا ÙÙŠ السÙرة، باعتبارها عاصمة مصر السياسية والاقتصادية والثقاÙية. وقد ÙˆÙرت القاهرة الكبرى مجالات عدة يمكن من خلالها اكتشا٠التطورات التاريخية والØضرية ÙÙŠ البلد، وكذلك يمكن من خلالها التعر٠على التØديات والإنجازات. وأهرامات الجيزة وممÙيس، والقاهرة القديمة وعصور القرون الوسطى، وهليبولس، وغاردين ستي، والمعادي ÙˆØلوان، أظهرت كلها الÙترات التاريخية والسوسيولوجيا-الاقتصادية المتنوعة ÙÙŠ التاريخين القديم والØديث للبلد. والأØياء غير المخططة ÙÙŠ منشية ناصر Ùˆ"المقابر" تظهر مشاكل الÙقر وتطور البنية الØضرية. وكان كل من الطلاب وأصØاب هذه الأØياء مدهوشين من زيارتنا. والغالبية العظمى من الطلاب لم يجدوا أنÙسهم من قبل ÙÙŠ مناطق مزدØمة ÙˆÙقيرة، Øيث الاÙتقار إلى البنية التقنية الضرورية والÙقر البارز يسيطر على المكان. ومن جهة أخرى، لم يكن أصØاب هذه الأØياء الÙقيرة قد تعودوا على زيارة Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ù„Ù‡Ù…. وكانت مشاركتهم، ÙÙŠ شكل ضياÙØ© تقليدية أو ÙÙŠ دهشة وعدم ثقة. وكانت الضياÙØ© هي الأمر البارز Øالما يعلم الناس أن المجموعة Ùيها طلاب راغبون ÙÙŠ التعر٠على مصر "الØقيقية" وليس Ùقط زيارة المواقع السياØية. وكان مزيج من المشاعر المختلطة يصاØب المجموعة والمصريين كلما توق٠الباص ÙÙŠ موقع غير سياØÙŠ: ÙÙŠ مدينة العاشر من رمضان، ÙÙŠ الشوارع الخلÙية ÙÙŠ الجمالية، ÙÙŠ واديب نطرون، ÙÙŠ سوق العبور للمواد الغذائية ÙˆÙÙŠ معمل نسيج ب. ت. Ù….
"إنني أرى هذا الجانب من القاهرة للمرة الأولى" هذا ما كان يردده ممثل وكالة السياØØ© المصرية خلال السÙرة. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يزور Ùيها الواØØ© الخارجة، ÙرÙارة والواØØ© الداخلة أيضا. وعندما تركنا القاهرة وقسم الوادي الجديد، كانت المجموعة تواقة لاكتشا٠الصØراء. وقد تغير منظر الطبيعة بشكل كامل بعد الابتعاد عن النيل لعدة أميال Ùقط. لم تعد هناك مبان، ولا خضار ولا ماء. وليس من منظر طبيعي غير صØراء صخرية مترامية الأطراÙ. وهناك أشياء طبيعية مدهشة تØد من ضجر هذا الطريق الطويل. وبالخصوص، Ùإن الرمال البيضاء والكثبان ذات منظر مدهش. والواØات هي الأخرى مهمة نظرا لغابات النخيل، والمياه من Øولها والمعمار الأصيل. والمدينة القديمة، والقصر، عند ÙرÙارة، والتي جرى Øاليا تعمير بعضها، تمثل جوهرة من جواهر المعمار الإسلامي، مع مسجدها الذي أعيد إعماره، مكتبتها/ المدرسة، طرقها المعبدة وأبنيتها الأخرى. وأما مشروع الوادي الجديد Ùقد بدأ مع مبادرة الرئيس السابق جمال عبد الناصر وجرى تطويره أكثر من ذلك خلال ثورة السادات الخضراء. ويهد٠المشروع من جهة إلى زيادة الأرض الزراعية ÙÙŠ الصØراء من خلال استعمال المياه الجوÙية للري، ومن جهة أخرى توÙير مستوطنات ومدن ÙÙŠ الأراضي الجديدة لتشجيع الهجرة من دلتا النيل المزدØمة بالسكان. ومشروع التوشكا الذي جرى تطويره منذ وقت قريب يهد٠إلى إعادة توزيع مياه النيل، من خلال شبكة من القنوات التي تمتد ÙÙŠ الصØراء من بØيرة ناصر عند السد العالي.
وكانت زيارتنا إلى السد العالي والمعابد والمقابر ÙÙŠ الأقصر وأسوان هي زيارات متميزة ÙÙŠ السÙرة. والأسماء والأماكن الساØرة والغريبة ÙÙŠ الكرنك، Ùيلة، ثيبين، هاتشي بيسوت، توت عنخ آمون، رمسيس، آيسس، آيرس، أوسيرس، مت، أدÙو، كاتاراكت، آغا خان، "ÙˆÙاة عند النيل"ØŒ القصر الشتوي وغيرها، كلها جعلت من التوق٠لأربعة أيام ÙÙŠ أعالي مصر أمرا أسطوريا وغنيا بالمعلومات. مشاكل المياه، مكانات الإقامة الملوكية الØديثة، الÙنادق الضخمة والبواخر والنوبيون، كلها من جهة، والمقابر القديمة والمعابد ذات المنظر المهيب، من جهة أخرى، قد اجتمعت مرة أخرى، مصر القديمة والØديثة، هكذا يقÙان معا على بعد مئات الأميال شمال القاهرة.
وكان البØر الأØمر وسيناء هما المرØلة الثالثة من السÙرة. وكان النقاش بشأن موضوعات السياØØ© العالمية والتطورات السياØية هو المهيمن ÙÙŠ هرغادة، الغونة، العين السخنة، شرم الشيخ وطابا. وعند رؤيته لأØد الÙنادق الصخمة ÙÙŠ هرغادة، صرخ Ø£Øد الطلاب "إنه كما لو كنا ÙÙŠ عالم آخر". ÙˆÙÙŠ منتجع الغونة الØديث، قال طالب آخر "إنها لم تعد مصرا". والواقع إن التباين كبير جدا ومدهش، ما بين الØديث والمنتجع الثري على البØر الأØمر وبين المدن والقرى ÙÙŠ وادي النيل، ÙˆØتى ÙÙŠ القاهرة. ÙˆÙÙŠ سيناء، Øيث البدو الذين ÙŠØاولون أن يتجاوبوا مع التوسع ÙÙŠ صناعة السياØØ©ØŒ ومشكلات الØداثة، Ùإنهم يعطون صورة مغايرة تماما للمشهد السياØÙŠ ÙÙŠ سانت كاثرين، دهب والنويبة. المنظر "الشرقي" Ùˆ"البدوي" والمخيمات السياØية الرخيصة، ما زالت تهيمن على ساØÙ„ البØر ما بين شرم الشيخ وطابا، ولكن التوجه هو Ù†ØÙˆ التوسع ÙÙŠ المنتجعات الثرية مثل مرتÙعات طابا والÙنادق على بØيرة دهب. وقد أكد رئيس بلدية دهب ÙÙŠ لقاء مع المجموعة على خطط التوسع ÙÙŠ القطاع السياØÙŠ. وبعد زيارة قصيرة لطابا لمشاهدة الأضرار التي Ù„Øقت بÙندق الهلتون هناك، أصبت ورÙاقي بدهشة سارة: لقد اكتملت إعادة إعمار الÙندق تقريبا وأن قرية نيلسون السياØية قد اÙتتØت من جديد. وإذا كانت هذه علامة على المستقبل السياØÙŠ ÙÙŠ مصر، Ùإنها علامة جيدة وتدل على الأمل.
إن السياØØ© التربوية هي نوع خاص من السياØØ© الثقاÙية. وهي تهد٠إلى التعر٠على الناس، الثقاÙØ© والطبيعة. والطلاب هم شريØØ© مهمة ÙÙŠ البلدان المصدّرة للسياØØ©ØŒ خصوصا ÙÙŠ أوروبا. والمجموعات الطلابية ذات الميزانية المØدودة، هي بصورة رئيسية ذات توجه ثقاÙÙŠØŒ ووعي بالبيئة، إنهم مسالمون، مهتمون وزوار متكررون ÙÙŠ المستقبل. وهم أيضا زوار Øساسون جدا. والتجارب السلبية قد تغير الصور الإيجابية. مثلا، أن بيع التذاكر للمجموعات السياØية لمشاهدة رقصات الدراويش الصوÙية من قبل بعض وكالات السياØØ© هو أمر غير مقبول، خصوصا Øينما يكون قد كتب على المدخل بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙƒÙ„ÙŠØ²ÙŠØ© "الدخول مجانا". وبعض وكالات السياØØ© تطلب 15-30 دولارا أمريكيا للشخص الواØد ثم لا تÙعل شيئا سوى إيصال الشخص إلى المكان، وهذا ما يجعل منه أغلى بطاقة ÙÙŠ العالم. ونØÙ† نرجو إيقا٠مثل هذه الممارسات بصورة رسمية ØÙاظا على مصر وشعبها وثقاÙتها المدهشة. |