مدريد - د. كاظم شمهود طاهر
يعتبر الأمير Ù…Øمد الأول بن عبد الرØمن الثاني هو مؤسس مدينة مدريد عام 855Ù…ØŒ وهي اليوم عاصمة الدولة الأسبانية ومركز من مراكز العلم والتجارة العالمية.
ÙˆØسب المؤرخة الأسبانية مارية إيزابيل Ùإن مدريد عربية ÙÙŠ نشأتها وتكوينها، وليست إغريقية الأصل كما كان يعتقده بعض المؤرخين الغربيين ÙÙŠ القرنين السابع عشر والثامن عشر. وقد أشار إلى ذلك المستشرق الÙرنسي ليÙÙŠ بروÙنسال سنة 1938 الذي نشر نصاً للمؤرخ والجغراÙÙŠ الأندلسي الØميري يشير إلى وص٠مدينة مدريد وإلى مؤسسها الأمير القرطبي Ù…Øمد الأول. كما أثبتت الØÙريات والتنقيبات الØديثة التي قام بها علماء الآثار أصلها العربي بما لا يدعو إلى الشك.
وكانت مدريد من أكبر الØاميات والقلاع العسكرية ÙÙŠ المنطقة الوسطى، كما أسس المسلمون ÙÙŠ هذه المنطقة Øاميات Ùرعية أخرى تابعة إلى مدريد، وظيÙتها هي مراقبة المنطقة الوسطى Øتى طليطلة خوÙاً من تسلل الأعداء إليها. ولا زالت هذه القلاع والأبراج قائمة Ù„Øد اليوم Øيث قامت بلدية مدريد بترميمها وإصلاØها وإعادة ما تهدم منها وأصبØت اليوم قبلة للسياØ.
وكانت مدريد تقع على ربوة مرتÙعة Ù…Øصنة وتتكون من قسمين:-
1. القصبة أو ما يسمى المÙديْنة (بالتصغير): وقد أطلق هذا الاسم Ùيما بعد على الكنيسة الØالية "عذراء المدينة". وكانت هذه القصبة مسورة ولها عدة أبواب وتضم قصر الØاكم ومسجداً ومراÙÙ‚ عسكرية وإدارية.
2. المدينة: وتقع جنوب شرق القصبة، ويØيط بها سور ثان أمر ببنائه الخليÙØ© عبد الرØمن الثالث بعدما تعرضت مدريد للØرق والتهديم من قبل ملك النصارى "راميرو الثاني". وتضم هذه المدينة الأرياض أو الأØياء الشعبية الإسلامية، ÙˆÙيها الأسواق والتجارة وأصØاب المهن والØر٠والمدارس والØمامات وغيرها.
وأما المساكن والبنايات الإدارية والشوارع والأزقة والساØات Ùقد شيدت على غير نظام بل نمت نموا طبيعيا Ùرضه ازدØام المساكن وتوسع المدينة، وكذلك الذوق العام ÙÙŠ ذلك الوقت. Ùنرى Ø£Øياناً أزقة تتجه من باب إلى باب ومن معبد إلى آخر ثم تنغلق وعلى المار أن يعود من Øيث أتى.
وقد كان هذا الشكل من العمارة منتشراً ÙÙŠ العصور الوسطى، وهو صÙØ© تمتاز بها المدن الإسلامية القديمة Øيث لا زالت تشاهد ÙÙŠ بعض المدن الأسبانية، مثل طليطلة وبعض Øارات مدريد القديمة، وكذلك ÙÙŠ مدن المغرب العربي مثل Ùاس وأØياء دمشق القريبة من المسجد الأموي وغيرها.
ومع أن مدريد لم تتوق٠عن التوسع والتطور المعماري Ùإنه لا زال هناك عدد كبير من الأماكن والأبنية والأزقة تØكي تاريخها الإسلامي. ومنطقة المÙديْنة (بالتصغير) لم تØدث Ùيها تغييرات Øتى القرن التاسع عشر، ما عدا المنطقة الشمالية من المدينة والتي Øدثت Ùيها تغييرات مبكرة. ومساكن المدينة وأزقتها وساØاتها تتمركز ÙÙŠ القسم الجنوبي منها وهي Ù…Øاطة بسور متين لا زالت بعض الأجزاء منه ظاهرة ومرممة كما هو الØال ÙÙŠ منطقة "كوستا دي لا Ùيغا". ويمتد هذا الجزء لمساÙØ© 120 متراً وهو ÙÙŠ أتم Øال. وقد أطلق على المساØØ© المقابلة له اسم "ساØØ© الأمير Ù…Øمد الأول" مؤسس مدينة مدريد.
ÙˆÙÙŠ سنة 1560 صور الÙنان واينجاردي مدريد (مجريط) Ùظهرت أسوار المدينة وأبراجها وأبوابها والبلاط الملكي بالإضاÙØ© إلى المرتÙعات المØيطة بها، وهي أول صورة لمجريط العربية.
مجريط
عندما أسس المسلمون المدينة أطلقوا عليها اسم "مجريط" وبقى هذا الاسم مستخدماً Øتى بداية القرن الثالث عشر ثم ظهرت كلمة مدريد. ÙˆÙÙŠ مطلع القرن العشرين درس الأسباني مانويل غومث مورينو معنى كلمة مجريط، Ùوجد أنها تتأل٠من مقطعين هما: "مجرى" Ùˆ"يط" Ùالمقطع الأول هو عربي الأصل والمقطع الثاني وجد أنه لاتيني الأصل ويعني "الكثرة". وبالتالي Ù†Ùهم أن مجريط تعني المدينة التي تكثر Ùيها مجاري المياه.
وكان المستعربون يتكلمون لغة تدعى "رومانس"ØŒ وهي خليط من العربي واللاتيني. وانتشرت هذه اللغة ÙÙŠ المدن الواقعة على الØدود الÙاصلة بين الدولة الإسلامية والممالك النصرانية Øيث يكون هناك اØتكاك مباشر بين الثقاÙØ© العربية الإسلامية وبين الثقاÙØ© النصرانية. وقد تعرضت أسماء الأعلام العربية إلى الكثير من التØري٠على ألسنة الأسبان Øتى Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† غير السهل الاهتداء إلى أصولها القديمة، وقد تطلب ذلك من الباØثين جهوداً مضنية. ولكن لا زالت مئات الكلمات العربية ماثلة ÙÙŠ اللغة الأسبانية ولكنها Ù…ØرÙØ© ويصعب الوصول إلى أصلها. والبعض منها لا يزال يلÙظ كما هو ÙÙŠ العربية، مثل سÙكينة وهي قرية ÙÙŠ Ù…ØاÙظة قشتليون Ùˆ"زيدة" ÙÙŠ Ù…ØاÙظة سرقطة وغيرها.
وهناك أسماء مركبة من عربي ولاتيني مثل (VillaNazar) (بلدة نصر) ÙÙŠ Ù…ØاÙظة سموره Øيث تتأل٠من Villa اللاتينية وتعني بلدة ونصر العربية، وهكذا.
ومن معالم مدريد التاريخية والتي لا زالت قائمة وأصبØت قبلة للزوار ÙˆØ§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù‡ÙŠ:
· بلاثا مايور تقع هذه الساØØ© خارج السور العربي القديم وكانت تسمى ÙÙŠ زمن العرب "ساØØ© الربض" Øيث تباع Ùيها المنتجات الزراعية والمواشي وأصبØت بعد ذلك ÙÙŠ زمن النصارى مركزاً تجارياً، وبعد سلسلة من التطورات والتغيرات التي Øدثت على عمارة الساØØ© أصبØت اليوم لها 11 مخرجاً منها 7 أقواس ÙˆÙيها Ù†ÙÙ‚ لمواق٠السيارات كما يبرز ÙÙŠ وسطها تمثال من النØاس للملك Ùيليب الثالث، وتقام Ùيها الاØتÙالات الوطنية والدينية وتØيط Ùيها المقاهي والمØلات التجارية التي تباع Ùيها أنواع التØÙيات الÙنية ذات التقاليد المدريدية.
· المتØ٠الوطني للآثار: ÙŠØتوي هذا المتØ٠على مجاميع كبيرة من الآثار الأندلسية معظمها يعود إلى القرن التاسع والعاشر الميلادي، وتتأل٠من أواني Ùخارية متنوعة الأشكال والاستعمال ومزينة بزخار٠وخطوط عربية، كما توجد مجموعة من الصناديق المصنوعة من العاج ويبدو أنها كانت تستخدم لخزن ÙˆØÙظ الØلي والأدوات النسائية، وتبدو عليها زخار٠لأشكال آدمية ÙˆØيوانية.
· المتØ٠الØربي: توجد ÙÙŠ هذا المتØ٠صالة معمولة على طراز قاعات قصر الØمراء وقد ÙتØها الملك الÙنسو الثالث عشر سنة 1912 وتØتوي على بعض الآثار الإسلامية الأندلسية، أهمها أدوات وملابس الملك عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة.
· متØ٠البرادو: وهو من الطراز المعماري الكلاسيكي الØديث شيد سنة 1785 ويعتبر من المتاØ٠الكبيرة ÙÙŠ العالم ويضم مجموعة كبيرة من أعمال أشهر الÙنانين ÙÙŠ العالم Øتى القرن التاسع عشر مثل: Ùيلاسكى، غوبا، رميرانت، داÙنشي، مايكل أنجلو، وغيرهم.
· البلاط الملكي: وهو ÙÙŠ الأصل كان قصراً عربياً عند تأسيس مدريد وكان قلعة من الخارج وبلاط من الداخل وبدأ بتوسيع هذا القصر سنة 1551ØŒ ÙˆÙÙŠ سنة 1734 شب Ùيه Øريق Ù…Ùتعل ÙˆØوله إلى ركام، ثم أنشأ على أنقاضه بلاط جديد وبتصميم جديد من قبل المهندس خوان باوتيستا وجعله على غرار قصور عصر النهضة، وهو اليوم من أجمل المعالم الأثرية المعمارية القديمة ÙÙŠ مدريد وقبله للدارسين والباØثين والسواØ.
· متنزه الرتيرو: أنشأ هذا المتنزه سنة 1632 ÙˆÙÙŠ نهاية القرن التاسع عشر شيّد Ùيه عمارتان Ø¥Øداهما مبنية من مادة الØديد والزجاج Ùقط وتقام Ùيها مختل٠الأنشطة الثقاÙية، والبناء الثاني من الطراز القديم ويسمى بلاط Ùيلاسكي وتقام Ùيه المعارض الÙنية العالمية.
وإلى جانب هاتين البنايتين توجد بØيرة صناعية جميلة مع نصب معماري روماني يتكون من مجموعة من الأعمد والتماثيل، ويعتبر هذا المكان اليوم من أهم المراكز السياØية ÙÙŠ مدريد. |