السياØØ© الإسلامية: عن (Ø´.Ø£) 21 دجنبر/كانون الأول 2009
تعيش الكثير من الجزر الصغيرة عادة ÙÙŠ ظل شقيقاتها الجزر الكبيرة والمعروÙØ© والمشهورة ÙÙŠ جميع المناطق والقارات، وعادة ما تبقى هذه الجزر تابعة للجزر الكبيرة، وتعيش سياØيا واقتصاديا على بقاياها. وأÙضل مثال على هذا الØال ÙÙŠ جزر المتوسط المعروÙØ© هي جزيرة "مينوركا" الإسبانية التي يعني اسمها «Ø§Ù„جزيرة الصغيرة» تيمنا باسم شقيقتها الكبرى وكبرى الجزر الإسبانية ÙÙŠ غرب شمال المتوسط جزيرة "مايوركا" التي يعني اسمها أيضا الجزيرة الكبيرة.
Ùمن المعرو٠أن مايوركا من أشهر الجزر الإسبانية وجزر المتوسط ÙÙŠ العالم وخصوصا ÙÙŠ أوروبا والشرق الأوسط وإÙريقيا الشمالية. وقد غيرت السياØØ© الØديثة منذ الخمسينات الوجه القديم للجزيرة الكبيرة، ÙˆØولتها كمينوركا من جزيرة تقليدية تجمع بين الإسبانية الجنوبية والثقاÙات المختلÙØ© التي مرت عليها منذ قديم الزمان Øتى يومنا هذا، إلى جزيرة تستقبل Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø ÙˆØªØ¤Ù…Ù† لهم الإقامة الطيبة لا أكثر ولا أقل، أي مركز سياØÙŠ من الدرجة الأولى، Øيث يسخر كل شيء ÙÙŠ الجزيرة لهذا القطاع ونموه. وقد طغت السياØØ© على الجزيرة الأم لدرجة أن عدد Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ø¬Ø§Ù†Ø¨ والإسبان ارتÙع ÙÙŠ مايوركا من 500 أل٠ÙÙŠ الستينات إلى 7 ملايين Ø³Ø§Ø¦Ø ØªÙ‚Ø±ÙŠØ¨Ø§ ÙÙŠ التسعينات، وإلى 22 مليون Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù… الماضي وعلى مدار العام. هذا على الأقل ما تؤكده سلطات مطار العاصمة بالما. ويجدر بالذكر أن عدد سكان الجزيرة الأم لا يتعد المليون ونص٠المليون نسمة ومساØتها ثلث مساØØ© لبنان ربما. على أي Øال Ùإن الجزيرة الصغيرة والمغمورة والتي بدأت ÙÙŠ السنوات الأخيرة تل٠الأنظار بين جزر البليار الإسبانية ÙÙŠ الغرب الشمالي للمتوسط، تشترك مع شقيقتها الكبرى ÙÙŠ التاريخ والجغراÙيا على Øد سواء، Ùقد شهدت مستوطنات بشرية ÙÙŠ العصر الØجري ولا تزال الØجارة الضخمة والقديمة منتشرة ÙÙŠ أنØاء الجزيرة، ومنها منزل صغير يقال إنه Ø£Øد أقدم المنازل ÙÙŠ أوروبا (Naveta d’es Tudons) وتدور Øوله خراÙØ© صراع بين رجلين كانا يتناÙسان للزواج من Ø¥Øدى نساء الجزيرة الجميلات. وتقول الخراÙØ© إن الØجر المÙقود ÙÙŠ المبنى استخدمه Ø£Øد الرجال لقتل مناÙسه والØصول على مبتغاه. لكن الجزيرة ثقاÙيا تأثرت منذ قديم الزمان بØضارات المتوسط وبشكل خاص الØضارتين اليونانية (خصوصا المانوية الكريتية القديمة أو «Øضارة أطلنتس»). وكانت الجزيرة منطلقا لهجمات وغزوات القراصنة على قواÙÙ„ التجارة الرومانية بعد اØتلال الرومان لإسبانيا. وخلال وجود الرومان ازدهرت التجارة البØرية بين إيطاليا القريبة والعالم الإسباني، وقد استÙادت الجزيرة وأمها الكبرى من هذا النشاط والازدهار. لكن الرومان اØتلوا كلتيهما لوق٠عمليات الكر والÙر التي كان يقوم بها القراصنة عام 121. وأولى الإمبراطور أغسطس ÙÙŠ القرن الثالث عشر اهتماما بالجزر الأيبيرية، خصوصا مايوركا ومينوركا، وضمهما إلى الإمبراطورية، وتØولت مدينة ماغو من مدينة قرطاجية الطبع إلى مدينة رومانية الهوية والعمران. وبعد الÙترة البيزنطية جاء دور المسلمين والعرب ÙÙŠ الأندلس، Øيث تم ضمها تØت سلطانهم من قبل الخليÙØ© ÙÙŠ قرطبة عام 903ØŒ وأطلق عليها اسم «Ø§Ù„منقورة». وبقيت جزيرة مينوركا أشبه بجمهورية إسلامية مستقلة Ù„Ùترات طويلة ÙˆØتى مجيء ألÙونسو الثالث نهاية القرن الثالث عشر وإنهاء الوجود الإسلامي واليهودي Ùيها. بعد ذلك تم إبقاء مائة مسلم وبيع الباقين ÙÙŠ أسواق العبيد ÙÙŠ أبيثا ÙˆÙالنسيا وبرشلونة وغيرها. كما هاجم الأتراك الجزيرتين ÙÙŠ القرن السادس عشر، ودمروا عددا من المدن، وأخذوا سكان الجزيرة وباعوهم ÙÙŠ سوق العبيد ÙÙŠ اسطنبول، قبل مجيء البريطانيين عام 1708ØŒ Øيث تركزت بلدة ماهون كعاصمة لمينوركا. وبقي البريطانيون Øتى عام 1803 ÙÙŠ الجزيرة، ولا تزال آثار وجودهم كما هو الØال مع المسلمين من المغرب العربي ظاهرة للعيان ÙÙŠ الطرازات المعمارية والØضرية. ولا تزال اØتÙالات الأØصنة والخيل والÙياستا تجري كل سنة منذ القرن الرابع عشر. ومن هنا تأتي العلاقة السياØية التاريخية بين البريطانيين وجزيرتي مايوركا ومينوركا، إذ تعتبر الجزيرة أهم المØطات السياØية للبريطانيين ÙÙŠ أوروبا وربما العالم منذ سنوات طويلة Øتى يومنا هذا.
مهما يكن Ùإن الجزيرة من أهدأ وأجمل جزر البليار الإسبانية عامة، ولا يزال جمالها عذريا لم تمسه الØضارة الØديثة، وتضم الكثير من الشواطئ الجميلة والممتازة كما هو الØال ÙÙŠ الجزيرة الأم وأبيثا. ومن هذه الشواطئ شواطئ إيغراو (Es Grau) الشمالي وبلاتيا دي بونتا بريما ÙÙŠ الجنوب التي يمكن الوصول إليها بسهولة عبر الØاÙلات الØكومية وبأسعار رخيصة من العاصمة ماهون. وهناك ما لا يقل عن عشر رØلات يومية بهذا الخصوص. |