عندما بدأت السÙر أولا إلى هذا البلد ÙÙŠ أوائل الثمانينات كان لدي اعتقاد أن هناك الكثير من الجمال الغرائبي الذي لن يبقى بعيدا عن متناول الأمريكان الشماليين Ù„Ùترة طويلة، على الرغم من أنها على أبعد نقطة تقصدها ثم لا تÙكر ÙÙŠ العودة. وهكذا كان Øدسي والذي كان سيئا تماما بالنسبة للماليزيين. والكثير من الأمريكان الشماليين ما يزالون يجهلون أين تقع ماليزيا، ناهيك عن تÙكيرهم ÙÙŠ زيارتها. ÙˆÙÙŠ Ø£Ùضل الأØوال، هي عبارة عن توق٠ليلة على طريق هونغ كونغ-سنغاÙورة-بانكوك، أو يجري تجاوزها بالكامل.
ولو قلنا إن المسؤولين ÙÙŠ قطاع السياØØ© مندهشون لهذا الأمر لكان ذلك أقل مما هو واقع الØال. لقد قاموا منذ مدة قليلة بØملة إعلامية ضمن خطة خمسية على صÙØات المجلات وشاشات التلÙزيون، ومع ذلك Ùإن ماليزيا ربما لا تزال Ø£Ùضل سر تنطوي عليه آسيا.
هل تريد مغامرة غرائبية؟ جرّب ولاية ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„ÙŠØ²ÙŠØ© أو ساراواك على جزيرة بورنيو المعروÙØ©. وبعض النباتات البرية هنا تأكل اللØوم، والثعبان تطير، والخنازير لها Ù„Øى، والغزال المكتمل النمو لا يزيد Øجمه على Øجم الكلب الصغير. وهناك بعض بقايا الأقوام التي تتصيد البشر أو تأكل Ù„Øومهم. ما عليك إلا الاختلاط الجيد والاستمتاع بالرØلة.
هل تهمك الثقاÙة؟ ÙÙŠ ولايتي كلانتان وتيرينغانو ÙÙŠ الزاوية الشمالية من القسم الرئيسي من البلد، يبدو الوقت متوقÙا. لقد زرت هذه المنطقة مرتين، ÙŠÙصل بينهما 17 عاما، وقد بدا كأنني لم أترك المكان. وما زالت Ù†Ùس التقاليد: الأطباق الدائرة، الطيارات الورقية الضخمة، ومسابقات شدو الطيور ما تزال تجرى ÙÙŠ Ù†Ùس الساØØ©ØŒ ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الشارع، هناك الخليط الذي يقيم كل ليلة ØÙلة للأكل الØلال وسوقا للØرÙ.
وبالنسبة لمØبي الشمس والبØر، Ùإن جزيرة لانغكاوي ÙÙŠ الشمال الغربي Ùيها شواطئ تضاهي تلك الموجودة ÙÙŠ جزيرة Ùوكيت تايلاند المجاورة ولكن من دون Ø£Ùواج السياØ. (لانغكاوي أيضا تضررت بشكل بسيط ÙÙŠ Øادثة التسونامي، بينما تلقت Ùوكيت ضربة قاتلة). وللمهتمين بالتاريخ، هناك ولاية مالاقا ÙÙŠ الجنوب الغربي Øيث بدأ كل شئ قبل 1400 سنة، Øينما اكتشÙها أمير من سومطرة. ولهؤلاء الذين يهوون نبض المدينة، Ùإن كوالا لمبور، ببرجيها العظيمين المتماثلين تبدو وكأنها الماضي والØاضر مزجا معا. والأبنية المدهشة العالية تنظر من Ùوق للمدن الصينية المزدØمة والهندية الصغيرة. وبينما يبدو الوقت متوقÙا ÙÙŠ كلانتان، Ùهو يجري سريعا ÙÙŠ كوالا لمبور وأÙÙ‚ سمائها الذي يتغير دائما.
وهناك الجزيرة التي لها قصة، وهي بينانغ ÙÙŠ الساØÙ„ الشمالي الغربي، وهي وجهتي ÙÙŠ هذه الرØلة. ويعود تاريخ تأسيس بينانغ إلى عام 1786 عندما Ùكر رجل إنجليزي، هو الكابتن Ùرانسيس لايت، أنها ستكون Ù…Øطة تجارية رائعة ما بين الصين والهند. وتØت هيمنة البريطانيين، أصبØت بينانغ منطقة Øرة، ولم تÙرض الضرائب على الوارد والصادر، مما جلب إليها الساعين وراء Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø Ù…Ù† آسيا وأوروبا.
وقد نالت ماليزيا استقلالها ÙÙŠ عام 1957 وانضمت إليها بينانغ كواØدة من الولايات الثلاث عشرة. وأصبØت بينانغ ÙÙŠ الستينات والسبعينات هي المØطة المÙضلة للمساÙرين من سنغاÙورة إلى بانكوك وتØولت سريعا إلى الوجهة السياØية الأولى ÙÙŠ ماليزيا. ثم جاء التباطؤ الاقتصادي وأخذت معها بينانغ بالهدوء. ولكنها الآن تبشر بعلامات التØسن التي تذكّر لماضيها وهي تجذب Øوالي ثلاثة ملايين زائر سنويا، أغلبهم من آسيا القريبة، والبعض من بريطانيا، ÙˆÙرنسا وألمانيا، ولكن للأسÙØŒ ليس هناك Ø£Øد من أمريكا الشمالية تقريبا.
ونÙوس بينانغ هو 1.2 مليون تقريبا، Ùˆ75% منهم من أصول صينية. وهناك أيضا جالية هندية كبيرة ÙÙŠ بينانغ، خصوصا ÙÙŠ العاصمة جورج تاون. وبسبب وجود هاتين الجاليتين، هناك، عمليا، ÙÙŠ كل شهر اØتÙال من نوع خاص. والمنطقة السياØية الرئيسية هي ÙÙŠ القسم الشمالي، متمركزة Øول باتو Ùرنجي، والتي ترجمتها ØرÙيا "الشاطئ الأÙرنجي". والÙندق الذي أقمت Ùيه، الغراند بلازا بارك رويال، هو على بعد خطوات من سوق طويل ومتلوي، وهو يقام كل ليلة وينتهي عند الÙجر.
ÙˆÙÙŠ موقع أبعد من Ù†Ùس الطريق هناك Ù…Øلات الأكل التي تق٠كتÙا إلى كتÙØŒ يديرها Ø£Ùراد يسمون "الصقور". وأصل الصقور يعود إلى القرن التاسع عشر عندما كان الذكور من أهالي بينانغ هم من صغار الباعة أو من العاملين ÙÙŠ السÙÙ† وأغلبهم لا يستطيع الزواج أو تØمل كلÙØ© عائلة. وقد قام بعض أصØاب المشاريع بنصب هذه الدكاكين لتقديم الطعام لهذا العدد الكبير من العزاب، Ùدب النشاط سريعا ÙÙŠ هؤلاء الصقور وأخذوا يجولون ببضاعتهم.
والوصÙØ© بسيطة، Øتى ÙÙŠ هذه الأيام: تعلم طبقا، قم بتجويده، أض٠طعمك الخاص، اجلب عربة وضع أكلك Ùوقها وسر. ولذا Ùسيجد المرء خليطا غريبا ÙÙŠ دكاكينهم، مثلا معكرونة صينية مع صلصة بطاطا Øلوة والروبيان المقلي مع الماينيز والواسابي. إنهم يقدمون خليطا من الطعام ÙÙŠ بينانغ منذ وقت طويل قبل أن يعرÙوا ما هذا الطعام.
وهناك عدد من المساجد والمعابد القريبة، منها مسجد كابتان كيلنغ وله منارة تشبه القبة وتعكس تأثيرا إسلاميا أندلسيا، وهناك معبد آلهة الرØمة، وهو أقدم معبد صيني وله زخرÙØ© عÙاريت منقوشة ÙÙŠ الخشب وأسود منØوتة ÙÙŠ الصخر، وكذلك معبد مهاماريامان الهندوسي الذي يضم تمثالا للإله يوبرامانيام المغطى بالذهب والÙضة واللألماس والياقوت.
ومناطق الجذب السياØÙŠ ÙÙŠ الزاوية الشمالية من الجزيرة هي Øديقة الÙراشات ÙÙŠ بينانغ، وهي تضم أكثر من 3,000 من الأنواع الØية النادرة من الÙراشات، والعقارب وغيرها من الØشرات، ÙˆØدائق التوابل الاستوائية، ÙˆÙيها أكثر من 500 نوع غريب من النباتات، ÙˆØقل الÙواكه الاستوائية، Øيث قطÙنا ذات ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ùاكهة التي Ùطرنا بها مباشرة من الشجرة. وهناك أكثر من 200 Ùاكهة استوائية أو شبه استوائية، وبضمنها الدوريان الكريه الرائØØ©ØŒ اللايجي، المانغو، الغواÙاص وأكثر من 30 نوعا من الموز، وبعضه صغير صغر الإصبع والبعض الآخر كبير كبر الذراع.
وهناك Ù…Øطة أخرى غير طبيعية، ولكنها ليست للمترددين، وهي معبد شور سو كونغ، والذي يعر٠باسم "معبد الØية"ØŒ قرب مطار بينانغ. ومنذ القرن التاسع عشر، تأتي الثعابين إلى المعبد ÙÙŠ مطلع كل يوم، ويمكن لك أن تراها وهي ملتÙØ© Øول الأعمدة وأواني النباتات. وهي تبدو ÙÙŠ Øالة استغراق وذهول، وقد سلبها بخور المعبد قدرتها على الÙتك. ولكنها كل ليلة تعود إليها قوتها Ùتقوم بأكل الÙواكه، والبيض، والهدايا التي تقدم إلى المعبد. ثم تغادر بعد ذلك لتعود ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø§ÙƒØ±.
ÙˆÙÙŠ سÙرتي الأولى إلى هذا المكان قبل 15 عاما، كان ÙÙŠ المعبد ما لا يقل عن 12 Øية. ÙˆÙÙŠ هذه السÙرة، وجدت ثلاث. والمنطقة المØيطة بالمعبد، والتي كانت بشكل عام سابقا أرضا زراعية، قد أصبØت الآن منطقة تجارية ولذا Ùإن معظم هذه الØيات انتقلت إلى مناطق جديدة.
ÙˆÙÙŠ اليوم التالي، كان لي طعام غداء ÙÙŠ Ùندق الشرق والمشرق الذائع الصيت، وقد كان يقال له ÙÙŠ السابق "الÙندق الرئيسي شرق قناة السويس". ومن ضيوÙÙ‡ المشاهير: ماري بكÙورد، دوغلاس قيربانكز، نويل كوارد، رديارد كبلنغ وسومرست موم. وبعد ÙØªØ Ù‚Ù†Ø§Ø© السويس عام 1884ØŒ تØولت أنظار الأغنياء والأرستقراطيين ÙÙŠ أوروبا، Ù†ØÙˆ الشرق الغرائبي لإشباع نزعتهم لما هو مدهش. وهكذا ولد جيل جديد من الرØالة-Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø Øول العالم. وللاستجابة لطلبات هؤلاء الرØالة الأثرياء، ولجمع المال ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه، قام أخوان أرمنيان بتأسيس Ùندق الشرق أولا عام 1884ØŒ ثم المشرق ÙÙŠ عام 1885 على قطعة أرض مجاورة، ثم جمعا معا باسم الشرق والمشرق. وللأسÙØŒ Ùبعد الكساد الكبير، تعرض الÙندق لتدهور تدريجي وانتقلت ملكيته مرات عديدة. ومن المÙØ±Ø Ø£Ù†Ù‡ الآن قد أعيد تجديده ÙÙŠ كامل جماله. ومن الطبيعي أن هذا الجمال لا يأتي بسعر زهيد، والليلة الواØدة للمبيت Ùيه تكل٠ما بين 150$ Ùˆ1,200$.
ÙˆÙÙŠ اليوم التالي رجعت إلى كوالا لمبور لقضاء ليلتي الأخيرة قبل رØلة العودة الجوية الطويلة. وعشائي الأخير كان ÙÙŠ مطعم المتØ٠الصيني ÙÙŠ الليجيند هوتيل ÙÙŠ بوترا بايس، وهو على بعد مسيرة قصيرة من البرجين الذين هما من عالم المستقبل، وكان المطعم يقدم ست وجبات ÙÙŠ عشاء السنة الجديدة.
والوجبة الاÙتتاØية، تسمى "كنوز الشاي الثمانية" والتي وصÙها نادلي الشاب بأنها "شاي الكونغ ÙÙˆ". وقد عرÙت السبب بعد Ùترة وجيزة. وجاء نادل شاب آخر بقدر ÙÙŠ Øجم إناء الماء الكبير وله ÙتØØ© كبيرة، وقد رÙعه Ùوق رأسه بشكل ينطوي على الشر ووجه الÙتØØ© Ù†ØÙˆ الكوب الصغير أمامي، على مبعدة Ù†ØÙˆ أربع أقدام. ثم انطلق تيار الشاي على شكل قوس، وما عدا قطرات قليلة ذهبت سدى، Ùإن البقية صبت ÙÙŠ كوبي. وهذه هي الصورة الأخيرة من ماليزيا التي بقيت ÙÙŠ ذهني.
(دومنيك ميريل كاتب ومستشار سياØÙŠ يقيم ÙÙŠ مونتريال) |