سهرات رمضانية متميزة في تونس

ميدل ايست اونلاين

تونس – من محمد فوراتي

يحظى التنشيط الثقافي والترفيهي باهتمام كبير لدى التونسيين، خلال السهرات الرمضانية، التي تنتشر في كل المدن والقرى. وتقصد العائلات التونسية الفضاءات الثقافية والترفيهية الكثيرة، التي تتنوع فيها الاختيارات بين المسرح والموسيقى والشعر والمحاضرات الدينية والفكرية.

ويعتبر "مهرجان المدينة" الفضاء السنوي الأكثر شعبية، في العاصمة تونس، بسبب تنوع عروضه، وارتباطه بالشهر الفضيل. وتشرف على برنامج هذا المهرجان وزارة الثقافة، التي تستدعي كل عام فنانين وشعراء ومسرحيين من مختلف دول العالم، لإحياء سهرات هذا الحدث الثقافي، الذي سجل حضوره مقترنا بشهر رمضان الفضيل.

والمهرجان عبارة عن خليط من العروض الثقافية المتنوعة، التي ارتبط اسمها بشهر رمضان المبارك. وتتوزع عروض "مهرجان المدينة" على 24 ولاية، تحت نفس الاسم، ولكن بفقرات مختلفة ومتنوعة. وتحتل العاصمة التي يسكنها أكثر من مليوني نسمة الجزء الأكبر من العروض، التي تتوزع على دور الثقافة والمسارح والفضاءات الترفيهية والساحات العامة، وتجد إقبالا جماهيريا يفوق أحيانا الإقبال على المهرجانات الصيفية.

ومن المنتظر أن يشاهد عشاق المسرح عددا من العروض المتميزة على غرار "كلام الليل" للمخرج توفيق الجبالي، ومسرحية "شخوص"، وهي من إخراج علي الخميري، ومسرحية "شجرة الدر" لعز الدين المدني.

وللفنون التشكيلية والشعر حضور هام في سهرات رمضان هذا العام، من خلال معرض الفنانة التشكيلية المغربية أحلام المسفر، إلى جانب سهرات "السطنبالي"، وعروض "السلامية" وقصائد المدح النبوي.

وتجمع بعض العروض بين الفن والشعر بمشاركة الشاعر المصري وحيد طويلة. كما تنفرد "ليلة الشاعرات" باهتمام خاص، وهي قراءات شعرية تجمع كل من ليلى المكي، ونادرة الكاملي، وفاطمة بن محمود، وريم قيدوز، وعبير مكي، وأخريات.

ولم تنس إدارة المهرجان برمجة محاضرات فكرية دسمة، من أهمها محاضرة الدكتور عبد الستار عمامو عن أهم التيارات الموسيقية في تونس، ومحمد الكحلاوي عن جماليات الفن الإسلامي، والتصوف من منظور الاستشراق: الموسيقى والخط و العمارة. كما يحاضر الدكتور محمود العباسي عن الرواية والقصة في الأدب الفلسطيني، والدكتور كفاح الفاخوري عن "الموسيقى العربية إلى أين؟"

من جهة أخرى أعد "منتدى الجاحظ"، الذي يديره الصحفي صلاح الدين الجورشي، سلسلة مسامرات فكرية حول قضايا تجديد الفكر الديني، والجهاد والعنف، والتفسير والتأويل، وذلك بمشاركة حميدة النيفر وعبد المجيد الشرفي ومحمد الرحموني وألفة يوسف وأمال القرامي.

وتشهد المساجد في مختلف المدن التونسية حركية غير معهودة في شهر رمضان المبارك، ففي مدينة صفاقس، أعدت وزارة الشؤون الدينية سلسلة من المحاضرات والمسامرات الدينية، تلقى قبل صلاة العشاء. كما تلقى دروس أخرى في الفقه وسرد الحديث النبوي قبل صلاة العصر، بالإضافة إلى مسابقات حفظ القرآن، وإحياء ذكرى غزوة بدر وذكرى ليلة القدر.

أما مدينة سوسة وسط البلاد فتشهد كل رمضان المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم. وتوزع جوائزها ليلة 27 من الشهر الفضيل، وذلك بمشاركة العديد من المتسابقين من دول إسلامية عديدة، من بينهم 683 في حفظ القرآن الكريم، و12 في الترتيل، وقع انتقاؤهم من 837 مرشحا.

وتشهد مساجد المدينة كذلك محاضرات دينية هامة حول أخلاق الصيام، والتسامح في الإسلام، والوسطية والاعتدال. كما تلقى محاضرات حول سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وذكرى غزوة بدر وفتح مكة. أما في جامع الزيتونة وسط العاصمة تونس فالأنشطة الدينية والفكرية تتواصل على مدى أيام الشهرالمبارك،وتتوزع حول سرد الحديث النبوي، وإلقاء دروس في الفقه والأخلاقيات، وإلقاء المحاضرات، وقراءة القرآن الكريم وتفسيره. وتجد الأنشطة الدينية بجامع الزيتونة إقبالا كبيرا من المصلين، حيث تتوافد عليه الجموع قبل الإفطار وبعده من مختلف أحياء العاصمة. (قدس برس)