تونس توسع من اهتمامها بسياحة البيئة

بقلم إيان ستولكر

تدعو تونس زوارها لأن يذهبوا بعيدا عن شواطئها المشمسة على البحر الأبيض المتوسط والكثيرة الزوار، وأن يتوجهوا ولو لفترة قصيرة من عطلتهم إلى عالم الرمال والواحات التي استضافت في الماضي السحيق الجيوش الرومانية وقوافل الجمال. وفي الفترة القريبة استضافت المغامر لوك سكاي ووكر وغريمه المخيف ذا الرداء الأسود دارث فادر.

وتعتبر الشواطئ التونسية الركن الأساسي في سياحة البلد المزدهرة ولكن مسؤولي السياحة، وهم على دراية بالأهمية المتزايدة لسياحة البيئة، يروِّجون بشكل متزايد لحصتهم من أكبر امتداد صحراوي في العالم. ولكن مرشدنا كريم التلمساني يقول إن أولئك الذين يزورون الصحراء عليهم أن لا يتوقعوا فقط رمالا ممتدة بلا نهاية، لأن المنطقة تحتوي على واحات عديدة، وشجيرات على جوانب العديد من الطرق. ويضيف "إن الجنوب متنوع".

ويتركز أكثر سياحة جنوب تونس حول مدينة توزر، المحاطة بالواحات. وسيجد الزائر أن عددا من الشركات السياحية في توزر تقدم سفرات في الصحراء، يشمل بعضها ما يسميه الأهالي "قرية حروب النجوم"، وهو موقع يحتوي على مبنى صغير بني عام 1970 بإشراف مخرج الأفلام جورج لوكاش. وقد صمم المبنى ليخدم أفلاما مثل "حروب النجوم" و"خطر الشبح". (وهناك مواقع تونسية أخرى ظهرت في سلسلة أفلام "حروب النجوم"، ومنها تطوان التي استعمل لوكاش اسمها حرفيا في فيلمه العجيب والذائع الصيت). وتجذب قرية حروب النجوم سيلا مستمرا من محبي الاستطلاع الأجانب، وكذلك تستظيف بشكل مستمر احتفالات ضخمة، ومنها حفلة مخصصة لليلة عيد الميلاد.

ولكن المنطقة التي شهدت في الماضي القوافل البطيئة الحركة تحت الشمس اللاهبة بإمكانها استقبال سياح يتمتعون براحة العربات المبردة، وحيث تقدم توزر الإقامة في فندق سوفتيل ذي الخمسة نجوم، وتتمتع المدينة بمطار عالمي. ومن جملة البنية التحتية السياحية ملعب غولف ذو 18 حفرة. ولكن توزر التي تدين بخضارها إلى ينابيع تحت الأرض، ما تزال تحتفظ بجمال طبيعتها، حيث ترى أشجار النخيل في كل ناحية من المدينة، وتزرع هنا فواكه أخرى. والعلامة المميزة لمعمار توزر هي الطرز الهندسية البارزة في طابوق واجهات المباني.

وبإمكان الزوار الذين يجذبهم جنوب تونس أن يتمتعوا مؤقتا بتجربة حياة البدو التي كانت شائعة ذات يوم في هذه المنطقة، وبعض الشركات تدعو الناس للمبيت في خيم كبيرة، وهي مفضلة لدى أولئك الذين اختاروا نمط حياة متنقل. والسياح الذين يرغبون في السكن غير المعتاد ربما سيختارون البقاء مع بعض سكان الجنوب التونسي حيث مساكن الأنفاق التي حفرت في الحجر. وبعض هذه المساكن تحتوي على أسرة تستضيف الزوار.

والطريقة الأخرى للتعرف على نمط الحياة القديم هي من خلال سفرة على ظهر الجمل برفقة دليل، والتي قد تستمر من ساعة إلى عدة أيام. وقرية زعفران (في وسط الجنوب التونسي)، على سبيل المثال، تجذب الكثير من الراغبين بسفرات قصيرة على ظهر الجمال، وسفن الصحراء هذه ستقطع منطقة عامرة بكثبان الرمل. "إنك تأتي لرؤية كثيب واحد ولكنك ستجد الكثير من الكثبان"، كما يقول التلمساني، ثم يضيف "هناك مثل يقول إنك ستسحر بهذه الكثبان ثم تعود".

ويضم جنوب تونس أيضا سلسلة جبال الأطلس، بوديانها الملحية وصخورها المتعددة الألوان. ويضيف التلمساني أن توبوغرافية المنطقة، والتي عرفها المحاربون الرومان وتجار الشمال الأفريقي الذين عبروا الصحراء منذ القدم، ستبقى معروضة للسياح على الدوام. "الرمال"، كما يضيف، "هي أبدية".