إكسير الحياة في تونس: سياحة و صحة و استجمام

لم تعد السياحة التقليدية عبر وكالات الأسفار التقليدية تجذب السائح إلى تونس من أجل الشاطئ Ùˆ البحر Ùˆ النزل الفخمة Ùˆ الصحراء فقط بل إن التقنيات الحديثة فتحت الباب أمام نوع جديد من السياحة ما انفك يتطور Ùˆ يزدهر شيئا فشيئا Ùˆ إن كانت السياحة التونسية لا تستقطب للسياحة العلاجية أعدادا كبيرة إلى تونس فإن مستقبلها واعد حسب المختصين فهي أقل تكلفة بما لا يقل عن 40 إلى 50 بالمائة  عما هو متعارف عليه في أوروبا Ùˆ الدول العربية المجاورة.

في موقع استراتيجي وسط مجمع للمصحات الخاصة المشيدة حديثا في منطقة البحيرة شمال العاصمة التونسية وسط مباني المكاتب الإدارية و المؤسسات الدولية و الشركات المتعددة الجنسيات وعلى بعد بضع دقائق من مطار تونس قرطاج الدولي ، و في الطابق الثاني من إحدى هذه البنايات الفخمة داخل شقة و كأنها خلية نحل، توجد أول وكالة أسفار متخصصة في تونس لقطاع سياحي واعد يجمع بين التخصص الدقيق و التجديد، بالنسبة لحسام بن عزوز صاحب إحدى وكالتي الأسفار المتخصصة منذ سنة 2004 في السياحية العلاجية و الصحية في تونس يعتبر القطاع الصحي مفخرة لتونس "فلدينا كفاءات ذات مستوى عالمي و مرموق مشهود لها بالكفاءة" و قد شكل انفتاح تونس في مجال الخدمات الصحية و الإستشفائية في دعم الصناعة السياحية بها لتجاوز مخلفات السياحة التقليدية .

استثمار في الصحة

فلقد استثمرت المصحات الخاصة في تجهيز نفسها بأحدث التقنيات استجابة لحاجيات الطلب المتزايد من قبل الأشقاء في الجماهيرية الليبية Ùˆ الجزائر Ùˆ شهدت حركة إنشاء المصحات الخاصة قفزة نوعية Ùˆ كمية من خلال الطلب الكثيف على المصحات التونسية أيام الحصار الذي كان مفروضا على ليبيا ( 1992- 2003) ،إذ تعد تونس اليوم أكثر من ألفي سرير في أكثر من 80 مصحة  خاصة Ùˆ أكثر من 3500 عيادة طبية مختصة تقدم خدماتها للأجانب فمصحة ابن رشد في نابل تصدر أكثر من 30 بالمائة من رقم معاملاتها عبر السوق الليبية، Ùˆ لم يعد السوق اليوم مقتصرا على الحرفاء الجيران بل هاهم  يأتون من وراء البحار بأعداد محترمة فمن بريطانيا يأتي أكثر من 3 آلاف إنجليزي للمعالجة Ùˆ المداوات Ùˆ إجراء العمليات الجراحية في تونس Ùˆ زاد إقبال الفرنسيين Ùˆ البلجيكيين Ùˆ السويسريين على تونس من أجل سهولة العمليات الجراحية هنا، فلا طوابير الإنتظار الطويلة في المستشفيات الأوروبية Ùˆ مصحاتها Ùˆ لا تكاليفها الباهضة إضافة إلى التمتع بأجواء تونس السياحية المنعشة داخل الفنادق الخمس نجوم المحجوزة لهؤلاء المحظوظين.

ورغم أن السياحة العلاجية في تونس حديثة فإنها تشكل قطاعا حيويا في أوله ووجب الإعتناء به Ùˆ حمايته من الدخلاء كما يِؤكد حسام  فليس بإمكان الجراح أو صاحب وكالة الأسفار أو صاحب المصحة الخاصة العناية بالحريف من الألف إلى الياء  فالمسألة ليست سياحة كمية بقدر ما هي علاقات إنسانية تسهم في نمو القطاع أو تدهوره إذا ما تردى مستوى الخدمات Ùˆ اعتمد على أشخاص غير أكفاء لذلك فإن العملية تتم في نطاق التعاون الأفقي ثلاثي الأطراف ( من وكالة الأسفار للإهتمام بالمسائل السياحية من استقبال Ùˆ إقامة Ùˆ تنقل ... Ùˆ بين الطبيب الجراح المباشر الذي يقع عليه العبء الأكبر إذ يضع في الميزان خبرته Ùˆ سمعته على المحك Ùˆ أيضا صاحب المصحة من خلال توفير الإطار الطبي Ùˆ التجهيزات اللازمة Ùˆ الحديثة) فهو لا يتدخل في المسائل الطبية هربا من المسؤولية الطبية Ùˆ يكتفي بالترويج Ùˆ الاتصال Ùˆ الأعمال التنظيمية.

احترام للخصوصية و سرية التعامل

على الشبكة العالمية العنكبوتية  الإنترنت يوجد حاليا عديد المواقع المختصة بالسياحة العلاحية Ùˆ جلها تتعامل مع وكالتي أسفار تونسيتين معترف بهما مختصّتيين في السياحة العلاجية Ùˆ لكن الخصوصية وتميزهما في أنهما يقدمان المعلومات العامة عن خدماتهم Ùˆ يقدمون النصح فقط دون التدخل في النواحي الطبية كما بينا لنا حسام بن عزوز Ùˆ هو الخبير في مجال السياحة حيث عمل ممثلا للديوان التونسي للسياحة في هولندا Ùˆ انجلترا Ùˆ ايرلندا قبل أن ينتصب للحساب الخاص منذ سنة تقريبا في وكالة أسفاره النشيطة Ùˆ التي تشغل 7 أشخاص من بينهم أجنبيتان Ùˆ "ذلك لمساعدة الحرفاء الأجانب Ùˆ وضعهم في إطار من الأرياحية Ùˆ الثقة بمنظم الرحلة السياحية الصحية" Ùˆ لئن كان التعامل يعتمد أساسا على الإنترنت فإنه قام بتصميم موقع الكتروني ديناميكي " بأربع لغات التي تمثل غالبية حرفائنا Ùˆ نخاطبهم وفق خصوصياتهم Ùˆ هذا لا يكفي لأن العملية تتم أساسا من خلال همس الحريف في أذن الأجوار Ùˆ الأقارب " يضف حسام  لتبرز العناية التي يعطيها لجلب السائح من خلال برنامج متنوع Ùˆ ثري يجمع متعة السفر Ùˆ إجراء العملية Ùˆ الإحاطة الشاملة حتى يعود من جديد Ùˆ يكون خير سفير لنا.

أما فيما يخص الإجراءات الطبية فإنه يتم مباشرة بين الحريف و الطبيب الجراح عبر الانترنت و ذلك في إطار نوع من احترام الخصوصيات الشخصية و حتى يكون الحديث بأريحية دون خجل أو إخفاء معلومات قد تؤثر سلبا لذلك يتم التحري عن بعد قبل الموافقة على إجراء العمليات الجراحية ، حيث يتم تبادل المعلومات الصحية و إرسال الصور و التحاليل و الأشعة عن بعد من قبل طبيب مختص يشخص هو الحالة في البداية و يتم فيما بعد دراستها من قبل الجراح التونسي و في بعض الأحيان يتم دراسة الملف بين طبيب في تونس و آخر في فرنسا و بعد أن تتم هذه الإجراءات و يتم تحديد موعد الجراحة يأتي المريض إلى تونس .

 ÙˆØ®Ù„ال جلسة سريعة داخل المصحة في غرفة أنيقة نظيفة لا تختلف كثيرا عن غرفة النزل ذي الخمسة نجوم الذي يقيم فيه السائح لليلة أو ليلتين قبل القدوم للمصحة حيث سيجرى التدخل الجراحي يتعرف الطبيب الجراح  المختص الذي باشر حالة الطفلة الإنكليزية كاثرين 16 عاما عن بعد Ùˆ هي مصابة بتشوه في الأسنان  Ùˆ بدينة جدا يسعى التخفيف من توترها Ùˆ ستخضع لتدخلين جراحيين خلال ثلاثة أيام الأول لشفط الدهون Ùˆ الثاني لتصويب الأسنان،والدتها  مونيكا " أجمل هدية أهديها إليها قبل عيد ميلادها السابع عشر هو هذه الرحلة العلاجية  حتى تستعيد  اشراقتها Ùˆ تكون جميلة جدا" ØŒ يقيم المريض في المصحة ليلة أو ليلتين للتعود على المكان Ùˆ استكمال التحاليل الضرورية Ùˆ بعد إمضاء العقد لإخلاء المسؤولية وفقا للعرف المتعامل به قبل التدخلات الجراحية Ùˆ بعد تلك الجلسة التي يحاول فيها الجراح وضع المريض في وضعية نفسية ملائمة تمكنه من إنجاز تدخله من دون مشاكل أو منغصات تضر بكفاءته المهنية التي هي رأسماله كما أفادنا الطبيب الجراح( س . Ùƒ) الممارس لهذه النوعية من العمليات الذي فضل عدم نشر اسمه Ùˆ هو الخبير المختص في عمليات جراحة التجميل إذ يقول " لقد عملت بمصحات في فرنسا Ùˆ أمريكا حيث زاولت دراستي الجامعية Ùˆ بدايتي حياتي المهنية،  أؤكد أن لدينا في تونس من الكفاءات الطبية مما يجعلنا نتفوق في قطاع السياحة الصحية " .

 Ù…Ù† دون شك أن المسألة تعود إلى وعي بحقيقة قدرات تونس الحقيقية في المجال الصحي Ùˆ السياحي Ùˆ العمل على تثمينها خاصة في مجال سيشهد في السنوات القادمة انفجارا كبيرا مع تزايد أعداد الراغبين في إجراء هذه العمليات الجراحية Ùˆ لكن من دون المبالغة حسب  الطبيب ØŒ " فليس من الممكن أن تصبح هذه الظاهرة التقليعة بشكل السياحة المنظمة على نطاق واسع فليس من المنتظر أن تأتي طائرات " الشارتار" لهذا النوع من السياحة لأنها سياحة من مستوى معين لا يمكن أن ينزل إلى مستوى أقل Ùˆ إلا فإن القطاع الواعد سيدمر" يؤكد لنا بن عزوز.

  Ùˆ لئن لم يكن من السهل الحصول على شهادات كثيرة من المرضى فمنهم من رفض Ùˆ منهم أيضا من وصل حديثا Ùˆ لكن من خلال السجل الذهبي لهذه الوكالة فإن الحرفاء الأوروبيين أبدوا سعادتهم بمستوى الخدمات Ùˆ بالتعامل الإنساني هنا في تونس ما يفتقدونه في مؤسساتهم الصحية Ùˆ حتى الحرفاء العرب من غير الأشقاء الليبيين Ùˆ الجزائريين الحرفاء التقليديين فإن المغاربة Ùˆ الخليجيين يولون اهتماما متزايدا بهذا النوع من السياحة الجديدة في تونس اعتمادا على السمعة الطيبة التي يحظى بها القطاع الصحي Ùˆ الإستشفائي في تونس.

سياحة واعدة

"من المؤسف حقا أن يفضل المواطن العربي عامة و الخليجي خاصة التوجه إلى المصحات الغربية في الدول الأوروبية أو الأمريكية لتلقي العلاج هناك و لا يذهب إلى دولة عربية إسلامية لا يمثل عامل اللغة عائقا بالنسبة إليه في التعامل مع الإطار الطبي و شبه الطبي في مؤسساتها الإستشفائية خاصة و أن المستوى العلمي و العملي قد أثبت جدواه و أصبح معترفا بكفاءته بل و يتسابق الغربيون للإستفادة من مقوماته الطبية و السياحية" يعلق حسام .

فالسائح في فرنسا Ùˆ بلجيكا Ùˆ إيطاليا Ùˆ انقلترا Ùˆ سويسرا Ùˆ حتى من كندا Ùˆ أمريكا يبحث القدوم إلى تونس للإستفادة من شمسها الذهبية Ùˆ الإستجمام على شواطئها Ùˆ الإستمتاع برفاهية منشأتها السياحية الفخمة  Ùˆ  الصحية الحديثة Ùˆ على أعلى طراز من الرفاهية Ùˆ المهنية كل ذلك في إطار من الأمن Ùˆ الأمان الذي يميز تونس الخضراء في محيطها العربي Ùˆ المتوسطي إقليميا Ùˆ دوليا، Ùˆ كما أن المصحات الخاصة الحديثة الإنشاء، تحرص المؤسسات السياحية على تحسين خدماتها حتى تستقطب أنواعا مختلفة من الحرفاء تكون قادرة على تلبية احتياجاتهم Ùˆ اختلاف أذواقهم

 Ùˆ بعد أن يعود المريض إلى فندقه الفخم يبقى يحمل في ذهنه صورتين إحداها تقليدية كنظرته لتونس الشاطئ Ùˆ البحر Ùˆ الصحراء Ùˆ أخرى حديثة عن تونس السياحة المتجددة المتطورة التي تلبي جل الأذواق Ùˆ كأنها أنواع المأكولات على بوفيهات النزل الخمسة نجوم الفخمة التي يقيمون فيها.