تدشين مهرجان مسقط وسط إقبال سياحي.. عربي وأجنبي

الشرق الاوسط: 09/01/2007

تحت شعار «تواصل حضاري وفرح عائلي»، انطلقت أخيرا فعاليات مهرجان مسقط 2007 وتستمر حتى الثاني من فبراير (شباط) المقبل بشكل جديد وتنوع كبير في فعاليات المهرجان، الذي يخدم ترويج المجالات السياحية والثقافية والحضارية لسلطنة عمان على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ويعد هذا المهرجان السنوي من أكبر التظاهرات الثقافية والفنية والترفيهية التي تشهدها البلاد مطلع كل عام. وتتركز انشطة المهرجان على ثلاثة مواقع رئيسية: حديقة القرم الطبيعية ـ وميدان المهرجان بالعذيبة ـ وشاطئ البهجة بولاية السيب.

وبالمناسبة قال المهندس عبد الله بن عباس بن احمد رئيس بلدية مسقط ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان لصحيفة «الشرق الأوسط» إن فعاليات المهرجان هذا العام متنوعة، وتشمل جوانب مختلفة، منها الثقافي والاجتماعي والتربوي والتراثي والترفيهي والسياحي والرياضي والفني، وغيرها الكثير من الفعاليات، التي تتجاوز اكثر من 500 فعالية، مشيرا الى ان الاطفال والفتيان سيجدون العديد من الفعاليات الخاصة بهم، واكد على اختلاف مهرجان مسقط عن المهرجانات الأخرى من حيث اهتمامه بإبراز التراث والعادات والتقاليد الوطنية والعربية. وقال بن احمد «رغم تزامن مهرجان مسقط مع مهرجانات عدة تشهدها المنطقة، كمهرجان دبي ومهرجان جدة وهلا فبراير وغيرها، فإن ذلك لا يؤثر على الاستقطاب الكبير الذي يشهده المهرجان من السياح والزوار من خارج السلطنة»، موضحا أن ثمة حضورا كثيفا ظهر جليا منذ انطلاق المهرجان وحتى الآن. كما أكد ان تزامن هذه المهرجانات لن يقلل من شأن مهرجان مسقط والأهداف المرجوة منه «فكلٌ له مميزاته الخاصة خصوصا في ظل ما تمتلكه السلطنة من مقومات وكنوز سياحية كبيرة كالطبيعة الخلابة من جبال وسهول ومنتجعات طبيعية وغيرها والإرث الحضاري والثقافي». وأضاف أن مهرجان مسقط لهذا العام سيكون مختلفا من حيث التنوع في الفعاليات وزيادة المواقع والبرامج. وقال رئيس بلدية مسقط ورئيس اللجنة الرئيسية المنظمة للمهرجان إن مهرجان مسقط أصبحت له بصمة عربية وعالمية، مبينا ان مهرجان 2007 سيكون علامة بارزة من حيث تنوع الفعاليات وتطورها وتميزها عن السنوات السابقة.

وستكون القرية التراثية الموجودة في حديقة القرم الطبيعية محطة رئيسية ومهمة لما تتميز به من أصالة وحضارة تجسد حياة الانسان العماني والعربي قديما من خلال بيئته البدوية والزراعية والبحرية والفنون الشعبية. ومما يميز حديقة القرم هذا العام إقامة أسواق عربية، مثل سوق الحميدية من سوريا، وخان الخليلي من مصر، وسوق صفاء من اليمن، والسوق المغربي، وسوق مطرح، بالإضافة الى فعاليات متنوعة بمشاركة دول خليجية وعربية.

أما ميدان المهرجان بالعذيبة فيقدم عرضا تجاريا عالميا بمشاركة 33 دولة من مختلف دول العالم ، حيث ستعرض منتجاتها الحديثة والمتنوعة، كما سيقدم الميدان لزواره مشاهدة الجديد من عروض السيرك العالمي والألعاب الإلكترونية، كما سيقدم على المسرح الرئيسي بميدان المهرجان عروضا غنائية من مختلف دول العالم.

كما لا يخلو المهرجان من حفلات السمر والتي تقام كل خميس على مسرح المدينة وكانت اولى الحفلات الغنائية حفلة أبو بكر سالم ورضا العبد الله. وهناك حفلات اخرى في الطريق وحفلات هندية وعروض مسرحية للاطفال والكبار وسيكون ختام الحفلات مع فنان العرب محمد عبده.

وعلى اكثر من صعيد، يعد مهرجان مسقط السنوي ذا نكهة خاصة، ويخلف بصمته الخاصة في المنطقة، وذلك لما يستمده من نواح كثيرة، اهمها الهوية العمانية ورائحة التاريخ والعادات والتقاليد الراسخة. وقد نجح مهرجان مسقط في ان يكون راسخا في اذهان الجميع ويترقبه الناس كل عام في الداخل والخارج. كما يمثل المهرجان اهمية ونفعا اقتصاديين مهمين. وتعود فوائده على الكثير من الأسر والشباب العاملين في المهرجان بعقود مؤقتة، او المستفيدين منه من خلال استئجارهم لمحلات في مواقع المهرجان المختلفة، او بالنسبة للعاملين فيه بأي صفة أخرى.

ومنذ اليوم الأول، وحتى الثامن من يناير تدفقت على فعاليات المهرجان اعداد كبيرة من السياح والزوار العرب والأجانب الذين توافدوا على السلطنة، ففي هذه الفترة تشهد البلاد حركة سياحية نشطة في مختلف المجالات حيث يمثل شهر يناير قمة الموسم السياحي وجذب العديد من السياح سواء عن طريق وكالات السفر والسياحة، او عن الترويج السياحي الذي اقامته وزارة السياحة واللجنة المنظمة لمهرجان مسقط 2007، لذا شهدت هذه الايام حركة غير مسبوقة في التدفق السياحي بحرا وجوا وبرا.. فعن طريق البحر وصلت الى ميناء السلطان قابوس سفينتان اوروبيتان تحملان اكثر من الف راكب. وصرح ناصر السابقي رئيس قسم الاحصاء بمؤسسة خدمات الموانئ انه خلال شهر يناير ستزور السلطنة 20 سفينة سياحية تنقل اكثر من 10 الف سائح. كما استقبل مطار السيب الدولي اعدادا هائلة من السياح العرب والأجانب للاستمتاع ومشاهدة فعاليات المهرجان.