نور سليمان:
منذ عصور موغلة ÙÙŠ القدم عرÙت جزر مالطا بهذا الاسم الذي يرى بعض علماء التاريخ واللغة بأنه سامي Ùينيقي أو عربي، Ùيما يرى آخرون أن اسمها هو تØري٠لاسم قديم هو مليطة وتعني أرض العسل ÙÙŠ لغة الرومان الذين Øكموا الجزيرة الواقعة جنوب ايطاليا ÙÙŠ قلب البØر المتوسط قرون عديدة.
وإذا اختل٠علماء التاريخ واللغة على أصل التسمية Ùإنهم يتÙقون على أن اللغة المالطية سامية الأصل، والشاهد أمام Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ إلى مالطا انه يستمع إلى لغة عربية هي خليط من لهجات الغرب العربي وسواØÙ„ الشام.
ورغم تعدد المظاهر السياØية ÙÙŠ مالطا وتنوعها من الطبيعة الساØرة بشمسها الداÙئة وبØرها الصاÙÙŠ وتاريخها الغني بالأØداث منذ Ùجر التاريخ Ùإن أجمل مشهد سياØÙŠ Ù„Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ هو ذلك التÙرد الذي تقدمه دولة غير عربية Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ عبر السياØØ© ÙÙŠ لغتها المØكية على ألسنة المالطيين رغم قلوبهم الأوروبية.
Ùالأثر السامي ÙÙŠ اللغة المالطية ÙŠØªØ¶Ø Ø¹Ø¨Ø± نظرة سريعة إلى التاريخ، Ùهي كانت ÙÙŠ القرن التاسع قبل الميلاد تØت Øكم الÙينيقيين، ثم جاءها القرطاجيون وهم سلالة Ùينيقية وصلت الجزيرة عبر قرطاج ÙÙŠ القرن الثامن قبل الميلاد واستقروا Ùيها زهاء خمسة قرون إلى إن سادت الإمبراطورية الرومانية وخاضت مع قرطاج Øلقة من أقدم Øلقات الصراع بين الشرق والغرب Ùأودت بØضارة القرطاجيين بعد سلسلة من الØروب عرÙت ÙÙŠ التاريخ باسم الØروب البونية.
ومن Ù…Ùارقات التاريخ إن الاغالبة القادمين من تونس أرض قرطاج المهزومة جاءوا إلى مالطا التي بقيت تØت السيادة الرومانية منذ العام 217 قبل الميلاد ليثأروا للهزيمة الأولى ÙÙŠ العام 870 ميلادية وليستمر الØكم العربي Ùيها Øتى العام 1090 ميلادية قبل أن يسيطر عليها النورمانديون ÙÙرسان القديس يوØنا ثم الÙرنسيون Ùالإنجليز إلى أن استقلت ÙÙŠ العام 1964 وأصبØت جمهورية ÙÙŠ العام 1974.
وإذا كان الوجود العربي والإسلامي انقطع نهائياً ÙÙŠ العام 1270 ميلادية ÙÙŠ ظرو٠غامضة واندثر كل اثر عربي وإسلامي Ùيها سوى بعض شواهد القبور Ùإن اللغة العربية بقيت Øية ÙÙŠ وجدان وعقول المالطيين إلى يومنا هذا.
Ùأثر اللغة العربية ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ تخطئه الأذن بمÙرداتها وتراكيبها ÙÙŠ اللغة المالطية عموماً التي تكون العربية 80% من Ù…Ùرداتها، وهو ما دÙع بعض علماء اللغة إلى اعتبارها لهجة عربية، Øتى إن المÙردات العربية موجودة ÙÙŠ صلب العقيدة الكاثوليكية السائدة هناك بنسبة 98% من إجمالي عدد السكان البالغ Ù†ØÙˆ 375 أل٠نسمة، Ùنجد إن الشعب المالطي هو الوØيد ÙÙŠ العالم الذي يقول عن الخالق سبØانه وتعإلى «الله» ويسمي Ùترة الصوم ÙÙŠ المسيØية «رنضان» إضاÙØ© إلى كلمات مثل الكنيسة والصلاة والقداس والقسيس والمعمودية كما تلÙظ ÙÙŠ العربية.
ولم يقتصر تأثير العربية على المÙردات بل استقر ÙÙŠ الØياة الاجتماعية المالطية، وهكذا يستطيع Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø Ø£Ù† يستمع إلى أمثال مالطية تعكس مدى التأثير العربي ÙÙŠ الØياة الاجتماعية المالطية، ومن تلك الأمثال «كلب راقد متقيموش» و«عقل ÙˆÙلوس مين عنده» و«رقد بالجوع Øلم بالÙطاير» و«بعد الضØÙƒ بيجي البكى» و«بعيت (بعيد) من العين بعيت من القلب» و«عين ما ترى قلب ما توجع».
ومن الأمثال أو الألقاب نجد أسماء عائلات مثل كتكوتي وطابوني «تابوني» ومكل٠وبرج ومخنوق وشريØØ© وكسار وأبو دجاجة وهو اسم عائلة الرئيس الأسبق الراØÙ„ «بودجيج» الذي كان شاعراً وأطلق على اØد دواوينه اسم «قصبة مالريه» أي «قصبة مع الريØ».
أما الأسماء Ùرغم قلتها نجد Øتى اليوم أسماء مثل سعيد وكريمة ÙˆÙاطمة وعبد الله مع تغيير Ø·ÙÙŠÙ ÙÙŠ النطق، كما إن معظم أسماء مدن مالطا وقراها وأرياÙها تØمل أسماء عربية الأصل، وعلى الرغم من إن هناك من يعتقد إنها أسماء Ùينيقية سبقت مجيء العرب إلى الجزيرة إلا إن أسماء مثل الرباط ومدينة وجزيرة وسليمة وبئر الذهب والرملة الØمراء والشعرة وشوكية ووردية وعين سالم وكثير غيرها لا يمكن إلا أن تكون عربية صرÙØ© لدلالاتها اللÙظية والتاريخية.
وكما هو الØال ÙÙŠ لهجات عربية Ùإن الÙعل لدى المالطيين يبدأ بØر٠النون وينتهي بØر٠الواو مثل «ناكلوا» و«نكتبوا». كما تقلب بعض الØرو٠إلى أخرى مثل Øر٠الدال الذي يقلب تاء مثل كلمة الدرج Ù„ØªØµØ¨Ø Â«Ø§Ù„ØªØ±Ø¬Â» والخاء إلى هاء مثل كلمة خروج Ù„ØªØµØ¨Ø Â«Ù‡Ø±ÙˆØ¬Â» كما تقلب القا٠إلى همزة مثل Ùوق Ù„ØªØµØ¨Ø Â«Ùوأ» والصاد إلى سين مثل إصبع Ù„ØªØµØ¨Ø Â«Ø³Ø¨Ø¹Â» والطاء إلى تاء مثل طريق Ù„ØªØµØ¨Ø Â«ØªØ±ÙŠÙ‚Ù‡Â».
ومن أيام الأسبوع إلى الأرقام من واØد إلى مليون نجد آلا٠المÙردات العربية لكنها تكتب بØرو٠لاتينية مثل التركية، غير إن المالطية لم توضع لها قواعد إلا ÙÙŠ الثلاثينيات من القرن الماضي ÙÙŠ خضم صراع اتجاهين الأول ينادي بجعل الإنجليزية لغة رسمية ÙÙŠ البلاد التي Øكمها الإنجليز قرابة قرن ونص٠القرن والثاني يدعو للإيطالية لغة رسمية. ÙˆØتى الثمانينيات من القرن الماضي كانت اللغة العربية إجبارية ÙÙŠ المدارس الØكومية قبل أن تØÙ„ Ù…Øلها الإنجليزية التي يتكلمها اليوم كل الشعب المالطي، ÙˆÙ„ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠØ© ÙÙŠ المدارس كما يقول المالطيون ÙÙŠ أمثالهم الشعبية «زمان زمزم» للتعبير عن الماضي البعيد وهو قول ÙŠØمل ÙÙŠ طياته رموزاً ودلالات على ماض عربي وإسلامي.
على إن مالطا ولغتها أو لهجتها العربية الممزوجة بالإنجليزية والإيطالية وبعض الÙرنسية والألمانية تبقى نقطة لقاء بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ليس ÙÙŠ موقعها ÙÙŠ قلب البØر المتوسط بل ÙÙŠ كونها طيلة تاريخها نقطة تعاقب على Øكمها كل من سيطر على المتوسط.
ولعل ÙÙŠ اللقاء الذي جمع بين الرئيس الاميركي جورج بوش الأب والزعيم السوÙييتي ميخائيل غورباتشو٠ÙÙŠ مالطا ÙÙŠ عقد الثمانينيات ÙÙŠ نهاية الØرب الباردة دلالة تثبت انه Øين يكون هناك لقاء بين الشرق والغرب تكون هناك مالطا، ولعل الدلالة الأكبر ذلك الطبيب المالطي الذي عمل مترجماً بين القائد الإسلامي ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† الأيوبي والقائد الصليبي ريتشارد قلب الأسد أثناء لقائهما الشهير خلال الØروب الصليبية يثبت بواقعة من التاريخ انه Øينما يكون هناك لقاء ÙˆØوار يكون هناك مالطا ومالطيون. |