السياحة عامل مهم في تطوير العلاقات الروسية والإماراتيØ

وكالة أنباء نوفوستي الرسمية الروسية 10-09-07

يعتبر قطاع السياحة أحد أكثر قطاعات التعاون تطورا ديناميكيا بين روسيا الاتحادية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ويذكر أن أول مجموعات من السائحين الروس توجهت إلى الإمارات في أوائل تسعينات القرن العشرين. وقبل ذلك كانت الاتصالات بين مواطني البلدين نادرة، أما معرفة كل منهما لثقافة الآخر فكانت محدودة جدا.

ولم يكن المواطنون الروس يقومون بزيارة الإمارات في بداية تلك المرحلة بغرض الاستجمام، أساسا، بل رغبة منهم في شراء السلع الاستهلاكية المختلفة نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الذي عانت منه روسيا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. ولذلك تم تسهيل بعض الإجراءات الجمركية بالنسبة لهم. وبلغ عدد رحلات "شارتر" الجوية 30 رحلة في الأسبوع.

وتميزت تلك الحقبة بفتح أبواب الاقتصاد الإماراتي أمام تدفق رجال الأعمال الصغار من روسيا الذين تمكنوا من استباق قدوم مؤسسات الدولة الروسية إلى أسواق هذا البلد العربي.

ثم بدأ الوضع يتغير، تدريجيا، واستبدل سائحو التسوق بسائحين يأتون إلى الإمارات للاستجمام بشكل رئيسي. ويمكننا الآن أن ننوه بموقع الإمارات الثابت في قطاع السياحة الروسي، حيث تدخل الإمارات في قائمة الدول الـ10 الأولى من حيث التوجهات الجغرافية لسوق السياحة الروسية، محتلة المراكز بين الخامس والثامن من حين إلى آخر بعد تركيا ومصر وعدد من دول أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

ويزور الإمارات في الوقت الراهن نحو 280 ألف سائح روسي سنويا. ويبدو واضحا في هذا المجال سعي الروس إلى الحصول على خدمات عالية الجودة في الإمارات. وقد ارتفع عدد السائحين الروس المقيمين في فنادق الخمس نجوم في الإمارات بنحو 7ر2 مرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وإذا كانت نسبة السائحين القائمين بحجز الغرف في مثل هذه الفنادق في عام 2003 تقل عن 15 بالمائة من إجمالي عدد السائحين الروس في الإمارات، فإنها تشكل 35 بالمائة حاليا.

وتأتي غالبية السائحين الروس إلى الإمارات في الشتاء، هروبا من البرد القارص للتمتع بساحل الخليج العربي المشمس. وهناك مواعيد ثابتة يرتفع فيها إقبال الروس على الاستجمام في الإمارات بشكل كبير كالأعياد والعطلات.

وتحتل إمارة دبي المركز الأول في هذا المجال حيث يفضلها 70-80 بالمائة من السائحين الروس.

ويلاحظ العاملون في قطاع السياحة الاهتمام المتزايد لدى المواطنين الروس بمختلف المعارض والفعاليات الثقافية التي تقام في الإمارات، ومن بينها معرض البناء الدولي "The Big 5 Show"، ومعرض الطيران والفضاء الدولي الذي ينظم في دبي. ويستحوذ معرض الكمبيوتر "GITEX"، وكذلك معرض "القرية العالمية" الذي يقام في إطار مهرجان دبي التجاري الذي يشارك فيه عدد متزايد من الدول ومن بينها روسيا على اهتمام كبير من قبل السائحين الروس.

ويوفر معرض "القرية العالمية" لممثلي الشعوب والقوميات المختلفة فرص التعرف المتبادل على ثقافتها وفنونها وتقاليدها. وقد شاركت في البرامج الثقافية المقامة في دبي في السنوات الأخيرة فرق إبداعية مختلفة من روسيا ضمت نحو 6 ألاف شخص.

هذا ولا تزال السياحة تعتبر أحد أهم مكونات تعاون البلدين وعاملا مهما لتعزيز الثقة بينهما على مستويات مختلفة وأداة فعالة للتبادل الثقافي والإنساني. ومما لا شك فيه أن السياحة لعبت دورا هاما في إقامة العلاقات بين البلدين في القطاعات التجارية.

هذا وتزداد الجاذبية السياحية للإمارات من عام إلى عام في سوق السياحة الروسية.