بروكسيل-نور الدين سعودي
على مايبدو أن من بين مميزات المملكة البلجيكية هي تعددها الإثني، بØيث تتكون أصلا من إثنية "والونية" ناطقة بالÙرنسية وأخرى "Ùلامانية" تتكلم الÙلامانية. بالإضاÙØ© إلى هذا، تØوي بلجيكا جالية مسلمة هامة. وإذا كانت هذه الجالية تضم تونسيين وجزائريين ÙˆÙلسطينيين وإيرانيين وسينغاليين ومصريين وألبانيين وغيرهم، إلا أنها تتكون ÙÙŠ أغلبيتها من المغاربة والأتراك الذين يمثلون Øوالي 85 بالمائة منها.
وهذا مادÙع السلطات البلجيكية إلى القبول بتمثيل الجالية المسلمة سنة 1998 ضمن "الهيئة التنÙيدية للمسلمين"ØŒ بل وأكثرمن هذا أصبØت، بعد الانتخابات الأخيرة، امرأة من أصل مغربي وزيرة ضمن الØكومة البلجيكية الØالية. ويعد هذا سابقة تاريخية ÙÙŠ أوروبا من جهة، ومصدر اعتزاز ÙˆÙخر بالنسبة للجالية المغربية والعربية والاسلامية من جهة ثانية، لأن ÙÙŠ ذلك اعترا٠وتقدير واضØين وصريØين لمكانة ودور هذه الجالية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقاÙية.
كأنك ÙÙŠ Ø£Øياء عربية
ويجتمع ما يزيد عن 40 ÙÙŠ المائة من مسلمي بلجيكا ÙÙŠ العاصمة بروكسيل التي يسكنها Øوالي مليون نسمة، وهي تعد أيضا عاصمة الاتØاد الأوروبي الذي يتكون Øاليا من 25 دولة. وتجد بالعاصمة Ø£Øياءً عديدة تعج بالمسلمين، أهمها أندرلخت وسان جوس ولاكن. وإذا جبت هذه الأØياء Ùكل ما تراه عيناك وتسمعه أذناك ÙŠØيلك مباشرة على ما ألÙته ÙÙŠ المدن العربية-الإسلامية: المتاجر والموسيقى ورائØØ© المأكولات وغيرها، وهي تذكرك بمدن مثل تونس والقاهرة والدار البيضاء.
ونظرا لأهمية الجالية المسلمة أصبØت العاصمة البلجيكية تضم ما يزيد عن عشرين مسجدا، أهمها مسجد بروكسيل ومسجد الخليل ومسجد التوبة.
ويرتبط مسجد بروكسيل بالمركز الاسلامي والثقاÙÙŠ لبلجيكا الذي تأسس سنة 1963 بمبادرة من عدد من السÙارات الإسلامية ببروكسيل، غير أنه، إثر زيارة العاهل السعودي الملك Ùيصل سنة 1967ØŒ عر٠هذا المركز نقلة نوعية. وبدعم من ملك بلجيكا بودوان وبتمويل من المملكة العربية السعودية تقرر بناء مقر جديد يليق بمكانة الجالية المسلمة ومركزها الديني والثقاÙÙŠ. وخلال سنة 1978 تم تدشين البناية الجديدة للمركز الإسلامي والثقاÙÙŠ من قبل الملكين بودوان وخالد بن عبد العزيز.
ومن أهدا٠هذا المركز التعري٠بالدين الإسلامي الØني٠ووضع إطار لتسهيل ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة للمسلمين والتعري٠بالØضارة والتراث الإسلاميين لدى المواطنين البلجيكيين. لهذا، يقوم المركز الإسلامي بعدة أنشطة، من بينها: تنظيم ندوات شهرية ودروس أسبوعية تخص قضايا إسلامية وتوÙير نشرات ومطبوعات وكتب تعرّ٠بالدين الإسلامي، والإشرا٠على إذاعة السلام وترجمة خطب الجمعة وتعليم اللغة العربية.
وعلى المستوى الاجتماعي يقوم المركز بمراقبة المواد الغذائية الØلال ليتأكد من مدى مطابقتها للمعايير الإسلامية ويقدم المساعدات المعنوية والمادية للمعوزين من المسلمين والمصادقة على عقود الزواج ومؤازرة بعض العائلات للتغلب على مشاكلها الاجتماعية.
وعلى المستوى السياØÙŠØŒ تمتاز العاصمة البلجيكية، وهي مدينة عريقة، بعدة معالم ومآثر تاريخية من قصور وكنائس وتماثيل غاية ÙÙŠ الجمال وذات زخرÙØ© دقيقة ومتنوعة. كما أن Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ø ÙŠØ¬Ø¯ Ùيها عددا هائلا من الØدائق والمتنزهات البديعة والمريØØ©. وتنظم بهذه العاصمة عشرات المهرجانات، من أجملها ØÙÙ„ الزهور الذي تكسى خلاله الساØØ© الكبرى بسجادة من الزهور برسوم وتصاميم رائعة.
ولعل ماØققته الجالية المسلمة بالديار البلجيكية جدير بأن ÙŠØØ« باقي الدول الأوروبية على أن تعمل به تكريما لما أسدته تلك الجالية ÙÙŠ سبيل تنمية دولها اقتصاديا واجتماعيا وثقاÙيا. |